القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Monday 7 January 2013

العمليات الكبرى لجهاز الموساد ‏الإسرائيلي ‏The Greatest ‎Missions of the Israeli Secret service



http://sirabsro.blogspot.ro/http://sirabsro.blogspot.com/http://sirabsro.blogspot.ro/



صدر عن دار النشر الأمريكية "هاربر كولينز في 388 صفحة ‏من القطع الكبير، عام 2012‏
من تأليف الإسرائيليان:‏
‏* مايكل بار زوهار: كان عضو الكنيست ومبعوث مجلس أوروبا، كما كان ‏مستشاراً سابقاً للجنرال موشي دايان . وهو أحد الخبراء البارزين في التجسس ‏وكاتب سيرة شيمعون بيريز وديفيد بن غوريون .‏
‏** نيسيم مشعال: من بين أبرز الشخصيات التلفزيونية البارزة في ‏‏“إسرائيل” . ‏


الكتاب يتناول في محتواه عدد من العمليات التي نفذها الموساد ‏في الدول العربية منها: عملية "دمويّة ملك الظلال"، حيث نقرأ ‏في الفصل الأول من هذه العملية، ترقية قادة من الموساد على ‏دماء الفلسطينيين ، عبرحالات الذبح التي نفذوها بحق المناضلين ‏الفلسطينيين، وتكريسهم جهودهم لخدمة الكيان الصهيوني الوليد ‏على أرض فلسطين المحتلة.
من إحدى الشخصيات الكبيرة في الموساد التي يتحدث عنها ‏الكتاب، هو مئير داغان، الذي تنكر في غزة مع بعض الجنود ‏‏“الإسرائيليين” بأزياء فلسطينية، وادعائهم أنهم من أعضاء ‏الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم صور للاجئين في لبنان، ‏وأنهم يودون مقابلة القادة في بيت لاهيا للتنسيق معهم بخصوص ‏العمليات، وعند الاجتماع معهم قاموا بفتح النيران على جميع قادة ‏الجبهة الشعبية في بيت لاهيا.
واستطاع الموساد تحت قيادته تنفيذ عدة عمليات إجرامية منها: ‏إغتيال عماد مغنية في دمشق، وتدمير المفاعل النووي السوري ‏المزعوم، وتصفية القادة الفلسطينيين في لبنان وسوريا.
كما يستعرض في الفصل الثاني من الكتاب بعنوان "جنازات في ‏طهران" أهم الإغتيالات التي قام بها الموساد في طهران، ‏وخاصة في ما يتعلق بالعلماء النوويين المشاركين في تخصيب ‏اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، وغيرهم من الضباط ‏الإيرانيين، فضلاً عن كيفية زرع الجواسيس في إيران. أما ‏الفصل الثالث بعنوان "إعدام في بغداد"، فيتحدث عن عدد من ‏القصص والمواقف الحرجة التي وقع فيها عملاء الموساد ‏وضباطهم، وكيفية إقناع عدد من العراقيين بالعمل لمصلحة ‏الموساد .
كما يتحدث الكتاب في الفصل التاسع تحت عنوان "رجلنا في ‏دمشق" عن الجاسوس "الإسرائيلي" في دمشق، إيلي كوهين، ‏المعروف في دمشق بإسم كمال أمين ثابت، الذي كان مشتركاً في ‏عدد من النشاطات السرية "الإسرائيلية"، وكذلك في فضيحة ‏لافون عام 1954، التي كان الهدف منها تفجير أهداف مصرية ‏وأمريكية وبريطانية.‏
يلف عمليات جهاز الموساد “الإسرائيلي” الغموض الشديد ‏والسرية التامة . وما نلتمسه في هذا الكتاب هو أن عناصرها ‏يوجدون في الظل دائماً، حيث لايتوقع الآخرون، ويتحركون ‏كالأشباح الشريرة الصامتة، ينفذون عملياتهم بحق مَن يعاديهم من ‏دون ترك آثار من ورائهم .‏
يكشف الكتاب أخطر العمليات وأهمها في تاريخ الموساد خلال ‏ستين سنة من إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، ‏وكيفية أن هذه العمليات النوعية والكبيرة قد أسهمت في بنائه، أو ‏قضت على كل العوامل التي يمكن أن تشكل خطراً وتهديداً، ومن ‏بين هذه العمليات زرع جواسيس في دول عربية، وعمليات ‏تخريب وتفجير مثل تدمير المنشأة النووية السورية في محافظة ‏دير الزور، والقضاء على كبار العلماء النوويين الإيرانيين، ‏والعديد من القيادات الفلسطينية واللبنانية الضالعة في تزويد ‏الفلسطينين بالسلاح، وممن شكل خطراً على المصالح ‏‏“الإسرائيلية” في العالم .‏
من خلال البحوث المكثفة والمقابلات الحصرية مع القادة ‏‏“الإسرائيليين” وعملاء الموساد، يقدم المؤلفان مايكل بارزوهار ‏ونيسيم مشعل هذه المهمات الخاصة بتفصيل أقرب ما يكون إلى ‏القصص البوليسية، ويسلطان الضوء بشكل واضح على حياة ‏منفذي العمليات . يرصدان تفاصيل عمليات الاغتيال والخطف ‏والتخريب والمراقبة السرية وغيرها من العمليات الخطرة، ‏الناجحة منها والفاشلة، التي أثرت في مصير “إسرائيل” وعدد ‏من الدول، حتى إن تأثير البعض منها امتد ليشمل العالم كله .‏
يبجّل الكاتبان عملاء الموساد في هذا الكتاب، ويعتبرانهم شريان ‏الحياة ل”إسرائيل”، خاصة أنهم من الممكن أن يدفعوا حياتهم ثمن ‏عملهم، وهم يعملون ليلاً ونهاراً في دول معادية تحت هويات ‏وأسماء مزيفة . وقد ركزنا على عدد من الفصول لأهميتها أكثر ‏من الأخرى، خاصة أن الكتاب في كل قسم منه يتحدث عن عملية ‏من عمليات الموساد .‏
دمويّة ملك الظلال
نقرأ في الفصل الأول بعنوان “ملك الظلال” معاناة الشخصيات ‏القيادية في الموساد أثناء طفولتهم وسط حالات من العذاب في ‏دول أوروبا إبان الحكم النازي . ومن ترأس الموساد كان يعكس ‏حالة المعاناة والعذاب التي لقيها من قبل النازيين على ‏الفلسطينيين والعرب بشكل عام، وقد ترقّى هؤلاء القادة على ‏دماء الفلسطينيين وحالات الذبح التي نفذوها بحق المناضلين ‏الفلسطينيين، وكرّسوا جهودهم لخدمة الكيان الوليد على أرض ‏فلسطين، فكانوا احترافيين في إجرامهم، عنيدين في الانتقام من ‏كل من يقف في وجههم، شاذين في الردع، لايعيرون أي اهتمام ‏لقانون بشري سنّ هنا أو هناك، وكأنّ قلوبهم المثقلة بالحقد لايهدأ ‏غليلها إلا بدماء الأبرياء وسلب أرض فلسطين .‏
من إحدى الشخصيات الكبيرة في الموساد التي يتحدث عنها ‏الكاتبان بلغة البطولة هو مئير داغان: الذي ولد في أوكرانيا، ‏وكانت أغلب عائلته قد ماتت عند الحدود البولندية . يشير الكاتب ‏إلى قصة تنكره في غزة مع بعض الجنود “الإسرائيليين” بأزياء ‏فلسطينية، وادعائهم أنهم من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير ‏فلسطين في مخيم صور للاجئين في لبنان، وأنهم يودون مقابلة ‏القادة في بيت لاهيا للتنسيق معهم بخصوص العمليات، وعند ‏الاجتماع معهم قاموا بفتح النيران على جميع قادة الجبهة الشعبية ‏في بيت لاهيا، وحينها أصبح داغان ذا صيت كبير، فقد أثبت ‏لقادته أنه مقاتل أسطوري، خاصة أنه خطط للعملية بالكامل ‏وحده، وهو في السادسة عشرة من عمره، وكان اسحاق رابين ‏يقول عنه: “إن مئير يمتلك القدرة الفريدة على ابتكار العمليات ‏المعادية للإرهابيين على نمط الأفلام السينمائية المثيرة” .‏
كان مئير داغان يمتلك قدرة فائقة على رمي السكين، ورغم أنه ‏قدم طلبه للانضمام إلى وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة ‏‏“الإسرائيلية”، التي يكون دورها الرئيس مكافحة الإرهاب وجمع ‏المعلومات الاستخباراتية وإنقاذ الرهائن خارج “إسرائيل”، ‏وأفرادها يتدربون فترة عشرين شهراً يتقنون فيه استخدام كل ‏الأسلحة وخاصة الصغيرة منها، لكنه فشل في الاختبارات وأقنع ‏نفسه بالانضمام إلى القوات المظلية . لكنه بقي من المحاربين ‏الأشداء في ذهن رابين، فاستعان به وبعدد من القتلة من أمثاله في ‏حرب الأيام الستة، كان يستخدم في غزة أبشع طرق القتل، وكان ‏رأيه ببساطة: “هناك أعداء، عرب سيئون يريدون قتلنا، لذلك ‏علينا أن نقتلهم أولاً” . كما يبين الكتاب كيف أن داغان قتل ‏القيادي في فتح المعروف باسم أبو نمر بيديه العاريتين، حيث ‏اتسمت العملية بالخطورة، لأن أبو نمر كان يحمل قنبلة يدوية ‏بيده، فما كان من داغان إلا أن انتشلها ورماها بعيداً وقتل أبو نمر ‏بيديه وسط دهشة من حوله، وكان قد سمى وحدته التي أسسها ‏وحدة ريمون، التي كانت تقوم بالقتل بأعصاب باردة، وأطلق ‏عليه أفراد الوحدة لقب “ملك الظلال”، بسبب ضلوعه في ‏العمليات السرية والخطرة .‏
في عام 1995 بعد أن أصبح برتبة لواء غادر الجيش ما يقارب ‏سنتين، إلا أنه عاد على أنباء اغتيال إسحاق رابين . قضى بعض ‏الوقت على رأس الهيئة المعادية للإرهاب، وحاول أن ينضم إلى ‏عالم الأعمال، وساعد شارون في حملته الانتخابية . وفي عام ‏،2002 اتصل به رئيس الوزراء شارون صديقه القديم، وطلب ‏منه أن يترأس الموساد بعد محاولات عديدة فاشلة للموساد، ‏وأخبره بالحرف: “أحتاج رئيساً للموساد يحمل خنجراً بين ‏أسنانه” . وعندما ترأس الموساد احتج الكثيرون على طريقته في ‏التعامل مع الأزمات، حتى إن الصحافة كتبت: “من هو داغان؟” ‏‏. لكن بعد فترة من عمله، كتبت الصحف شيئاً مغايراً، وهو أن ‏داغان هو “الرجل الذي استعاد شرف الموساد”، وذلك أنه تحت ‏قيادته، استطاع الموساد أن يحقق إنجازت لايمكن تصورها ‏بالنسبة ل”الإسرائيليين” وهي: اغتيال عماد مغنية في دمشق، ‏تدمير المفاعل النووي السوري، تصفية القادة الفلسطينيين في ‏لبنان وسوريا، والأكثر من ذلك الحملة الناجحة والقوية في وجه ‏برنامج إيران النووي .‏
كما يستعرض في الفصل الثاني من الكتاب بعنوان “جنازات في ‏طهران” أهم الاغتيالات التي قام بها الموساد في طهران، ‏وخاصة في ما يتعلق بالعلماء النوويين المشاركين في تخصيب ‏اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، وغيرهم من الضباط ‏الإيرانيين، فضلاً عن كيفية زرع الجواسيس في إيران . أما ‏الفصل الثالث بعنوان “إعدام في بغداد” فهو يتحدث عن عدد من ‏القصص والمواقف الحرجة التي وقع فيها عملاء الموساد ‏وضباطهم، وكيفية إقناع عدد من العراقيين بالعمل لمصلحة ‏الموساد .‏
بدايات إيلي كوهين
يتحدث الكتاب في الفصل التاسع بعنوان “رجلنا في دمشق” عن ‏الجاسوس “الإسرائيلي” في دمشق إيلي كوهين، المعروف في ‏دمشق باسم كمال أمين ثابت ، ويعد من أجرأ الجواسيس ‏‏“الإسرائيليين” في تاريخ التجسس “الإسرائيلي” .‏
بدأت الحياة السرية لإيلي كوهين في شبابه، عندما كان في مصر، ‏كان مشتركاً في عدد من النشاطات السرية “الإسرائيلية”، وكذلك ‏في فضيحة لافون عام ،1954 التي كان الهدف منها تفجير ‏أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية، ولم يتم إثبات شيء على ‏كوهين رغم اعتقاله، وذلك لأنه كان قد سمع من ضابط مصري ‏كان صديقاً قديماً له أن المخابرات المصرية ستقوم بعملية ‏لاعتقال الإرهابيين “الإسرائيليين”، وهذا الكلام دفع بكوهين إلى ‏التوجه إلى شقته وإفراغها من الأسلحة والمتفجرات وإخفاء ‏الوثائق المزوّرة الخاصة بهجرة اليهود إلى “إسرائيل”، إلا أن ‏المخابرات فتحت ملفاً باسمه وأخذت صوره، كما كانت تعلم أن ‏عائلته المؤلفة من أب وأم وأختين وخمسة أخوة قد هاجروا من ‏الإسكندرية إلى وجهة مجهولة . هذه الوجهة كانت “إسرائيل”، ‏وتحديداً حي بات يام في “تل أبيب” . بالنسبة لإيلي كوهين، فقد ‏بقي في مصر يجمع كل التفاصيل المتعلقة بأصدقائه المعتقلين . ‏وبقي تحت الشبهة بعد اعتقال أصدقائه المقربين، كان في القاهرة ‏خلالها، يسعى إلى ممارسة نشاطاته السرية، وقد قرر الرحيل إلى ‏‏“إسرائيل” بعد حرب السويس 1957 .‏
في الأسابيع الأولى من وصوله إلى “إسرائيل”، كان كوهين ‏يبحث عن عمل، وبفضل إتقانه العربية والفرنسية والإنجليزية ‏والعبرية عمل في ترجمة المجلات الأسبوعية والشهرية، كان ‏مكتبه في أحد شوارع “تل أبيب” في مكان غير واضح، وكان ‏يبدو كوكالة تجارية، يتقاضى راتباً بقيمة 95 دولاراً في الشهر، ‏إلا أنه بعد أشهر طرد من عمله، فساعده مصري يهودي على ‏إيجاد عمل له كمحاسب براتب أعلى، لكن العمل كان رتيباً ‏ومملاً، وبعدها كان صهره قد عرّفه بممرضة يهودية عراقية ‏تدعى نادية، تزوجها إيلي بعد فترة شهر من لقائهما . خلال عمله ‏زاره ضابط “إسرائيلي” وقد عرض عليه عملاً يسافر فيه كثيراً ‏إلى أوروبا وربما بعض الدول العربية، إلا أن إيلي كوهين رفض ‏بسبب زواجه الحديث ورغبته بالاستقرار . وبعد فترة أصبحت ‏زوجة إيلي حبلى، فاضطرت إلى ترك عملها، وكذلك كان على ‏إيلي أن يترك عمله بسبب أعمال الصيانة وإعادة البناء، فبقي من ‏دون عمل . في تلك الأزمة المالية طرق بابه ذلك الضابط الذي ‏عرض عليه العمل وكان يدعى زالمان، وقال له: “سوف ندفع لك ‏مبلغ 195 دولاً في الشهر، سندربك خلالها، وبعدها إن أعجبك ‏الأمر تستمر فيه، وإذا لم يعجبك فلديك كامل الحرية في الذهاب” ‏‏. ‏
وافق إيلي على الفور، وأصبح عميلاً سرياً . وقد كانت هناك آراء ‏تقول إنه لم يعمل مترجماً لدى وحدة أمان 131 التابعة لوزارة ‏الدفاع “الإسرائيلية”، إلا أنه في تلك الفترة، كانت الأوضاع ‏متوترة للغاية بين سوريا و”إسرائيل”، وكانت سوريا من ألد ‏أعداء “إسرائيل”، وكانت هناك حاجة كبيرة لزرع عميل في ‏دمشق بعد معارك دامية في هضبة الجولان وعلى شاطئ بحيرة ‏الخليل، وكانت في نية القيادة السورية أن تحرم “إسرائيل” من ‏مياه نهر الأردن بحيث تحول خط النهر وروافده بالكامل في ‏مسار آخر .‏
فترة التدريب والتمويه
كان تدريب كوهين منهكاً وطويلاً، كان يستيقظ كل صباح لمدة ‏أسابيع، بذرائع مختلفة، ليغادر المنزل ويتوجه إلى مركز ‏التدريب، وكان خلال أسابيع يتلقى تدريبه من مدرب واحد يدعى ‏اسحاق . تعلم بداية كيف يحفظ الأشياء، وتعلم تحديد أنواع ‏الأسلحة بكل أشكالها، كما أجرى له اختبارات عن كيفية ملاحقته ‏من عملاء معينيين وكيفية الهرب منهم من دون أن يشعروا . وبعد ‏إسحاق عرفه زالمان إلى مدرب آخر علّمه كيف يستخدم جهاز ‏راديو متطور وصغير لإرسال المعلومات، ثم أخضعه ‏لاختبارات جسدية وسيكولوجية، بعدها عرفه زالمان إلى امرأة ‏تدعى مارسيل كوسين، التي أعطته جواز سفر فرنسي باسم ‏يهودي مصري هاجر إلى إفريقيا، وكان عليه أن يتوجه إلى ‏القدس لمدة عشرة أيام، كان عبارة عن اختبار له من دون أن ‏يدري، وخلال هذه الأيام كانت زوجته قد أنجبت صوفيا الابنة ‏الأولى لإيلي كوهين، ونجح في تجاوز هذا الاختبار .‏
وقبل التوجه إلى مهمته تلقى دروساً دينية حول تعاليم الدين ‏الإسلامي والآيات القرآنية على يد شيخ مسلم، وقد أعطي جوازاً ‏سورياً، وحبكوا له قصة بدأت باسمه كمال أمين ثابت، اسم ‏والدته سعيدة إبراهيم، لديه أخت، وهو مولود في لبنان . كانت ‏عائلته قد هاجرت إلى القاهرة ثم إلى الإسكندرية، وبعد سنة من ‏الوجود هناك توفيت الأخت، وهاجرت العائلة إلى الأرجنتين، ‏وهناك، بعد قيام والده بأعمال تجارية في النسيج وفشله فيها توفي ‏عام ،1947 ثم ماتت والدته بعدها بستة أشهر، وكان كمال ‏استكمل العمل مع عمه، وأصبح رجل أعمال سوري ناجح . وقد ‏أخفى إيلي كوهين عمله الحقيقي عن زوجته ناديا، مدعياً أنه يعمل ‏مع العلاقات الخارجية والوزارات . وأنها ستتقاضى راتبه، ‏ووعدها أنهما سيسافران إلى أوروبا لشراء أثاث لبيتهما من هناك ‏‏.‏
وفي صباح يوم من أيام فبراير/شباط 1961 وقفت سيارة أمام ‏بيته وسلمته جواز سفره “الإسرائيلي” مع مبلغ 500 دولار ‏وبطاقة الطائرة إلى زيورخ . وهناك التقى برجل سلمه جواز ‏سفر أوروبي باسم آخر وتوجه إلى تشيلي ثم إلى الأرجنتين، ‏وهناك تلقى دروساً في الإسبانية من قبل رجل يدعى أبراهام، ‏وبعدها دروساً في اللهجة السورية، ثم أعطوه جواز سفر سوري ‏باسم كمال أمين ثابت، وطلبوا منه تغيير سكنه وفتح حساب بنكي ‏باسمه الجديد، ومزاولة الأماكن التي يقصدها العرب كالمقاهي ‏والسينما، كما طلب منه أن يوسع شبكة أصدقائه أكبر قدر ممكن ‏وأن يقوم بأعمال خيرية للجالية العربية هناك، وأن يتواصل مع ‏قيادات الجاليات العربية هناك .‏
وقد نجح كوهين في كل هذا بجاذبيته الشخصية وثقته العالية ‏وعطائه المجزي، وأصبح خلال فترة وجيزة من أهم الوجوه ‏العربية في الأرجنتين . تعرف إلى أمين الحافظ حيث كان الملحق ‏العسكري للسفارة السورية في بيونس آيرس . وبعد مضي سنة ‏تقريباً رجع إلى “تل أبيب” وتلقى تدريبات حول الرسائل ‏المشفرة، وكان مضطراً لقراءة كتب حول سوريا وثقافتها ‏وشؤونها السياسية الداخلية . وقبل توجهه إلى دمشق من زيورخ ‏في عام ،1961 كان العديد من أصدقائه العرب في بيونس آيرس ‏قد أرسل رسائل توصية بقدومه ومساعدته على الاستقرار في ‏بلده، وكانت الأوضاع حينها تشهد توتراً كبيراً على الحدود ‏‏“الإسرائيلية” السورية مع ضعف النظام السوري، وقد ساعده ‏على دخول الأراضي السورية ماجد شيخ الأرض، تاجر شهير ‏ومتزوج من يهودية مصرية، أمّن له طريقاً لدخول معدات ‏التجسس والمواد التي سيستخدمها في عملياته .‏
في أول رواية إسرائيلية من نوعها قدم “كتاب العمليات الكبرى ‏لجهاز الموساد الإسرائيلي” لظروفيستعرض الكاتبان في الفصل ‏التاسع عشر بعنوان
عملية اغتيال عماد مغنية، القيادي في حزب الله اللبناني، حينما ‏كان متوجهاً إلى إحدى الشقق السكنية الفخمة في حي كفرسوسة ‏وسط دمشق والمقدمة له من رجل الأعمال السوري رامي ‏مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد . ‏
كانت في انتظاره بالشقة امرأة كان قد تزوجها مغنية سراً تدعى ‏‏“نهاد حيدر” في الثلاثينات من عمرها . كانت نهاد تعلم بمجيئه ‏دائماً قبل وصوله إما من بيروت أو من طهران، ولم يكن مغنية ‏يأخذ أحداً من حراسه الشخصيين أو سائقيه عندما يتوجه إلى ‏المنزل، وكان التعرف إليه صعباً للغاية، حيث كان يتخفى دائماً ‏ولا تظهر له صور حديثة أو ظهور علني ما، خاصة أنه كان قد ‏أجرى عملية جراحية لوجهه، بالتالي استصعب الأمر على ‏المخابرات الغربية و”الإسرائيلية” التعرف إليه، ولكن قبل توجهه ‏إلى دمشق قام أحد عملاء الموساد بتصوير مغنية عبر هاتفه ‏النقال، وأرسل الصور على الفور إلى “تل أبيب” للتأكد من ‏هويته، وكان فريق عملية التنفيذ في دمشق بانتظار الإشارة كي ‏ينفذوا العملية، وعند خروج مغنية من عند زوجته، ركب سيارة ‏‏“ميتسوبيشي ماجيرو” فضية من النوع الرياضي متعددة ‏الاستخدامات، حيث كان مقرراً أن يلتقي بممثلين عن ‏الاستخبارات السورية والإيرانية .‏
يبين الكاتبان قائمة من الأعمال المنسوبة إليه، التي جعلته الرجل ‏الأكثر طلباً للمخابرات الأمريكية قبل أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ‏وكذلك للمخابرات “الإسرائيلية” وسنشير إليها باختصار:‏
‏- تفجير السفارة الأمريكية في بيروت بتاريخ 18 إبريل/نيسان ‏،1983 وكان عدد الضحايا 63 شخصاً .‏
‏- تفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت بتاريخ 23 ‏أكتوبر/ تشرين الأول ،1983 وكان عدد الضحايا 241 شخصاً .
- ‏تفجير مقر الجنود المظليين الفرنسيين في بيروت بتاريخ 23 ‏أكتوبر/تشرين الأول ،1983 وكان عدد الضحايا 58 شخصاً .‏
‏- إضافة إلى خطف وقتل ويليام باكلي أحد مسؤولي “السي آيه ‏إيه”، وعدد من الهجمات على السفارة الأمريكية في الكويت، ‏وخطف طائرة من شركة “توا” الأمريكية وطائرتين من الخطوط ‏الجوية الكويتية، وقتل عشرين جندياً أمريكياً في السعودية . وقد ‏أضافت “إسرائيل” على هذه القائمة بياناتها الخاصة بها نذكر ‏بعضاً منها:‏
‏- هجوم على قافلة وزارة الدفاع “الإسرائيلية” على الحدود ‏‏“الإسرائيلية” اللبنانية وقتل خلاله ثمانية جنود بتاريخ 10 ‏مارس/آذار 1985 .‏
‏- تفجير السفارة “الإسرائيلية” في الأرجنتين بتاريخ 17 ‏مارس/آذار ،1992 وبلغ عدد الضحايا 29 شخصاً .‏
‏- تفجير مركز المجتمع اليهودي في بيونس آيرس بتاريخ 18 ‏يوليو/تموز ،1994 وبلغ عدد الضحايا 86 شخصاً .
‏- إضافة إلى قتل وخطف ثلاثة جنود “إسرائيليين” في قطاع ‏حدود عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وخطف رجل ‏الأعمال “الإسرائيلي” إيلهانان تانينبوم، وتفجير قرب ماتزوبا ‏كيبوتوز، والأكثر تدميراً من كلهم، خطف وقتل الجنود ريجيف ‏وغولدواسير على الحدود “الإسرائيلية” اللبنانية، التي أثارت ‏الحرب اللبنانية الثانية .‏
شبح
كان عماد مغنية بالنسبة للإسرائيليين” والأمريكيين إرهابياً كبيراً، ‏يقف خلف كل هذه الجرائم، ورغم ذلك لم يستطع أحد أن يقتفي ‏أثره، حيث كان شبحياً، يضيع أثره بعد كل عملية، وهو بدوره ‏كان يتجنب المصورين والحوارات التلفزيونية، وقد كانت ‏الاستخبارات الغربية على اطلاع دائم بنشاطاته، إلا أنها بقيت ‏جاهلة بظهوره العلني، وعاداته، ومخابئه . الشيء الوحيد الذي ‏كان معلوماً بالنسبة إليهم هو أنه ولد عام 1962 في قرية من ‏جنوبي لبنان، من الطائفة الشيعية، كان في مراهقته قد انتقل إلى ‏حي فقير في بيروت أغلب ساكنيه من الفلسطينيين، ومن أنصار ‏منظمة التحرير الفلسطينية . كان مغنية قد ترك المدرسة والتحق ‏بحركة فتح، وثم أصبح أحد عناصر الحرس الشخصي لأبو إياد ‏نائب عرفات، وأصبح أحد أفراد القوة ،17 وهي وحدة الأمن ‏الخاصة لحركة فتح، تشكلت في منتصف السبعينات، وترأسها ‏على حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر . وعندما شنت ‏‏“إسرائيل” الحرب على لبنان في الثمانينات، تم نفي من بقي حياً ‏أو غير معتقل من منظمة التحرير إلى تونس، إلا أن مغنية فضل ‏البقاء والانضمام إلى صفوف حزب الله اللبناني .‏
عندما علمت الموساد بأن مغنية سيكون في دمشق، بدأت بنشاط ‏هائل المستوى للحصول على التفاصيل من كل مصادرها بما ‏فيها المخابرات الأجنبية وطرحت أسئلة مثل: هل سيأتي مغنية ‏حقاً إلى دمشق؟ وإذا ما كان سيأتي فعلاً، ما الهوية التي ‏سيختارها؟ في أي سيارة سيأتي؟ أين سوف يقيم؟ من سيرافقه؟ ‏أي وقت سيصل إلى الاجتماع المرتقب للقاء المسؤولين ‏السوريين والإيرانيين؟ هل السلطات السورية ستكون على علم ‏بوصوله؟ هل حزب الله يعلم برحلته المخططة؟
في الليلة التي سبقت العملية، سافر عملاء الموساد الثلاثة إلى ‏دمشق من عدة مدن مختلفة: أحدهم جاء من باريس، والثاني من ‏ميلانو، والثالث من عمان، وكان الثلاثة يحملون جوازات سفر ‏مزورة تشير إلى أنهم رجال أعمال ووكلاء سياحة . وهناك التقوا ‏مع بعض عملاء الموساد من دمشق حيث أخذوهم إلى كاراج ‏مخفي، ووضعوا المتفجرات في سيارة أجرة . وكانت في انتظار ‏مغنية فرقة من العملاء مهمتهم إخطار الرجال الثلاثة بخروجه ‏من شقة زوجته السرية . وكان الرجال الثلاثة قد وصلوا إلى ‏المطار بعد تجهيز السيارة التي من المقرر أن يتم تفجيرها من ‏مسافة بعيدة عبر وسائل إلكترونية بعد أن أوقفوها في المكان ‏الذي من المفترض أن يوقف مغنية فيه سيارته، وفعلاً تم تفجير ‏السيارة عند خروجه بتاريخ 12 فبراير/شباط 2008 .
ويشير الكاتب إلى أن المخابرات السورية بالتعاون مع نظيرتها ‏اللبنانية قد ألقت القبض على العميل الذي كان يعمل لصالح ‏الموساد لمدة عشرين سنة براتب سبعة آلاف دولار، وقد كان في ‏الخمسينات من عمره، كان يزور سوريا بين الفترة والأخرى في ‏مهمات للموساد، وقد تبين أنه كان يحمل أدوات تصوير دقيقة، ‏كان يستخدمها لملاحقة مغنية وجمع معلومات عنه، حسبما يرد ‏في الكتاب .‏
اغتيال  محمود المبحوح
يتحدث الكاتبان عن تفاصيل عملية اغتيال محمود المبحوح ‏القيادي في حركة حماس في إمارة دبي، المولود في عام 1960 ‏في مخيم جباليا للاجئين في شمالي قطاع غزة . انضم في أواخر ‏السبعينات إلى جماعة الإخوان المسلمين، اعتقلته السلطات ‏‏“الإسرائيلية” بتهمة حيازة الكلاشينكوف، وقد أطلق صراحه في ‏أقل من سنة، ثم انضم لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية ‏لحماس .
يشير الكاتبان إلى أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين ‏نتنياهو اجتمع في “تل أبيب” مع مائير داغان، رئيس الموساد ‏السابق، الذي كان يشعر بثقة عالية بعد تفجير المفاعل النووي في ‏سوريا، وبعد اغتيال الضابط السوري محمد سليمان وعماد ‏مغنية، وذلك للتباحث حول كيفية التخلص من المبحوح الذي لقبه ‏‏“الإسرائيليون” “شاشة بلازما” .‏
كان المبحوح يؤمّن تهريب الأسلحة من إيران عبر السودان، إلى ‏شبه جزيرة سيناء ثم قطاع غزة . وحين الاجتماع تم الإجماع ‏على اغتياله في فندق ينزل فيه بدبي، وقام حينها فريق العملية ‏بالتدريب على فندق في “تل أبيب” من دون أن تلاحظ إدارة ‏الفندق ذلك . كان المبحوح يعمل تحت إمرة صالح شحادة، الذي ‏كلّف بمهمة مع عدد من عناصر حماس بعملية خطف وقتل ‏جنديين “إسرائيليين”، هما آفي ساسبورتاس، وبعده بفترة إيلان ‏سادون، إلا أنه في العملية الثانية اضطر للذهاب إلى مصر ثم إلى ‏الأردن مستمراً في نشاطاته في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة . ‏إلا أنه تعرض للاعتقال في مصر في ،2003 ثم هرب إلى ‏سوريا، وأصبح في تلك الفترة مطلوباً من أجهزة الاستخبارات ‏المصرية والأردنية و”الإسرائيلية” .‏
كان المبحوح حذراً في تحركاته، متوقعاً ظهور عملاء الموساد ‏في أي لحظة، لكن في مقابلة له مع قناة “الجزيرة”، أقر بأن ‏الموساد حاول اغتياله في دبي وبغداد وسوريا، وكانت المقابلة ‏ضد إرادة المبحوح، الذي وافق على الظهور ووجهه مغطى ‏بالأسود، ولم تبث المقابلة إلا بعد وفاته، ويذكر الكاتب أن نسخة ‏من المقابلة وصلت إلى يد عملاء الموساد عندما أرسل إلى غزة ‏للتدقيق عليها، وكانت سبباً في تحديد مكانه في ما بعد .‏
يتحدث الكاتبان عن تفاصيل خطة الموساد في اغتيال المبحوح، ‏الذي كان مقرراً أن يجري صفقة سلاح، وكان يحمل جواز سفر ‏لرجل أعمال عراقي، وصل دبي الساعة الثالثة والربع مساء إلى ‏مطار دبي، ثم توجه إلى فندق روتانا البستان، وعند التوجه إلى ‏غرفته رقم 230 التي اغتيل فيها بسم يسبب أزمة قلبية ثم بوسادة، ‏وكان منفذو العملية يحملون جنسيات مزوّرة لعدد من الدول ‏الأوروبية، وسبق أن زاروا دبي أكثر من مرة لأجل العملية .‏
وقد أعلنت شرطة دبي بعد إجراء الفحوص اللازمة للجثة أن ‏المبحوح اغتيل من قبل الموساد، الذين ظهرت أحماضهم النووية ‏وبصماتهم، كما كانت الكاميرات قد التقطت صورهم في دبي . ‏وبسبب حالة تزوير جوازات السفر، طردت بريطانيا وأستراليا ‏وإيرلندا ممثلي “إسرائيل” من أراضيها، ويبين الكاتب أن إمارة ‏دبي عصية على الموساد، بسبب قوتها التكنولوجية في كشف ‏الجرائم وأمنها الصارم . ‏
الحرب مع إيران
يستعرض الكتاب في الفصل الأخير شكل الحرب مع إيران ‏والعمليات التي تنفذها كل من إيران و”إسرائيل” ضد مصالح ‏بعضهما . ويبدأ بالحديث عن عملية إنقاذ الرهائن “الإسرائيليين” ‏في أوغندا في الرابع من يوليو/تموز عام ،1976 وكان قائد ‏العملية حينها يوني نتنياهو، شقيق رئيس الوزراء الحالي، وقد ‏قتل في العملية، وكان إلى جانبه تامير باردو، الذي أصبح على ‏علاقة حميمة مع عائلة نتنياهو في القدس، ثم بعد خمسة وثلاثين ‏عاماً أصبح رئيساً للموساد بعد أن كان من أحد النواب لرئيس ‏الموساد السابق مئير داغان، وكان يتوقع أن يتسلم مهام رئاسة ‏الموساد في 2009 عند نهاية خدمه سلفه، إلا أن الحكومة مددت ‏خدمته سنة أخرى، الأمر الذي دفع باردو إلى الاستقالة والعمل ‏مع شركة للخدمات الطبية، إلا أنه عاد بعد أن عينه نتنياهو في ‏يناير/كانون الثاني ،2011 وقد اتبع سياسة داغان تجاه إيران، في ‏نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2011 من السنة ‏الفائتة، قامت الموساد بتفجيرات في قاعدة عسكرية كانت ‏صواريخ شهاب تخضع للاختبار فيها، ومنشأة أصفهان النووية، ‏حيث كان اليورانيوم الخام يحوّل إلى غاز ثم إلى مادة صلبة . ثم ‏بعد ذلك قتلت الموساد البروفيسور مصطفى أحمدي روشان، ‏نائب مدير منشأة نانتز السرية، حينما كان يقود سيارته في ‏شوارع طهران، وكانت طريقة تنفيذ عملية الاغتيال مشابهة ‏لغيرها من الاغتيالات .‏
اتهمت إيران “إسرائيل” بالوقوف وراء هذه العمليات وتعهدت ‏بالانتقام . وللمرة الأولى استطاعت الاستخبارات الإيرانية أن ‏تنفذ خطوات ناجحة ضد الأهداف “الإسرائيلية” في آسيا مثل: ‏تفجير سيارة في نيودلهي تعرضت زوجة دبلوماسي “إسرائيلي” ‏إلى إصابات، ومحاولة مشابهة لها في العاصمة الجورجية ‏تبليسي، كما فشلت عملية في بانكوك في تايلند حيث أصيب أحد ‏منفذي عملية التفجير ومواطن إيراني . وأحبطت الاستخبارات ‏المصرية محاولة عملاء الاستخبارات الإيرانية بتفجير سفينة ‏‏“إسرائيلية” تبحر عبر قناة السويس .‏
إن الحرب السرية بين إيران و”إسرائيل” لم تبق مخفية، بل ‏أصبحت في العلن، وقد توجهت جميع أصابع الاتهام من قبل ‏الشرطة في كل من الهند وتايلند ومصر إلى الاستخبارات ‏الإيرانية . كما وصفت الصحافة العالمية محاولات استهداف ‏المصالح “الإسرائيلية” في الخارج بالخرقاء .‏
كما يشير الكتاب إلى أن المصادر الغربية ادّعت أن “إسرائيل” ‏أقامت قواعد عمليات في عدد من المحافظات الإيرانية الحدودية، ‏حيث تشكل مناطق تدريب ونقاط إرسال لعملاء الموساد داخل ‏الأراضي الإيرانية، وكذلك ادّعت أن عملاء الموساد تدربوا على ‏تنفيذ عمليات متعددة على نماذج أبنية خاصة تشبه الأبنية التي ‏يقطنها العلماء الإيرانيون المستهدفون في شوارع طهران .‏
يشير الكتاب أيضاً إلى أن المراقبين الدوليين ذكروا أن المشروع ‏النووي الإيراني كان قريباً من الاكتمال، ومصادر من وكالة ‏الطاقة الذرية النووية الدولية أعلنت أن إيران قد أنتجت 109 ‏كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، وهو وزن كافٍ لجمع ‏أربع قنابل ذرية . ويذكر الكاتبان أنه إذا ماقررت “إسرائيل” أن ‏توجه ضربة كبيرة للمشروع الإيراني بإطلاق هجمة شاملة على ‏مراكزها النووية، فإن الحرب السرية بينهما ستشق طريقها ‏لتصبح حرباً مفتوحة .‏
شعور الوحدة
يبين الكاتبان أن واشنطن لم تكن مقتنعة، وفضلت حملة من ‏العقوبات القاسية على طهران . أما “إسرائيل” فلا تعتقد أن ‏العقوبات ستوقف إيران عن مساعيها، وفي اجتماع القمة في ‏أوائل ربيع 2012 أثنى كل من أوباما ونتنياهو على التحالف ‏الاستراتيجي بينهما، ولكن ربما لا يمكن الاتفاق على الوقوف في ‏وجه المشروع النووي الإيراني . وفي الوقت نفسه لا تتوقف ‏تقارير الموساد عن ذكر أن إيران ماضية في مساعيها لصنع ‏قنبلة ذرية، ولا يتوقف قادة إيران عن الإشارة إلى أنهم سيبيدون ‏‏“إسرائيل” إبادة شاملة . ويشير الكاتبان إلى أن هذا المشروع ‏يذكر “الإسرائيليين” والعالم بالقول التلمودي: “إذا جاء أحدهم ‏ليقتلك، انهض واقتله أولاً” .‏
يذكر الكاتبان في النهاية أن “إسرائيل” شعرت بأنها وحيدة مرة ‏أخرى، كما حدث في عام 1948 سنة نشوئها على أرض ‏فلسطين، وفي حرب الأيام الستة 1967 كذلك، وأن “إسرائيل” ‏تواجه اليوم مرة أخرى قراراً حاسماً يتهدّد وجودها .‏
ينوّه الكتاب إلى أن مصادر رسمية في القدس وواشنطن أكدت أن ‏‏“إسرائيل” والولايات المتحدة تنسقان معاً، لكنهما اختلفتا على ‏نقطة رئيسة، وهي إيقاف إيران عن مشروعها النووي بكل ‏الوسائل الضرورية سواء كانت عسكرية أو غير عسكرية . ‏وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن هذا الأمر سيكون في ‏اللحظة التي يصل فيها تخصيب اليورانيوم إلى 80%، وهي ‏تعتبر مرحلة حاسمة في تطوير قدراتها النووية، وعند تخصيب ‏اليورانيوم إلى ذلك المستوى يمكن أن يترقى بشكل سريع للغاية ‏إلى 97%، وهي الدرجة المطلوية لتجميع قنبلة ذرّية . ‏
بالنسبة ل”إسرائيل” كان الأمر مختلفاً، حيث بالاستناد إلى تقارير ‏من أرض الواقع ومن خلال الكشف الفضائي . اكتشفت الموساد ‏أن إيران منغمسة في سباق فوضوي مع الزمن لبناء أكبر عدد ‏ممكن من المنشآت السرية بعمق ثمانين متراً أو أكثر من ذلك . ‏حيث يحاولون تحويل كل الغازات الانشطارية والمختبرات ‏السرية إلى تحت الأرض . ووفقاً لآخر تقارير الموساد أفادت أن ‏إيران قد بنت منشأة نووية جديدة تحت الأرض قريبة من فردو

No comments:

Post a Comment