القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 14 November 2014

حضارة قديمة الهنود الحمر

http://sirabsro.blogspot.ro/http://sirabsro.blogspot.com/http://sirabsro.blogspot.ro/

 
حين وصل كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا كان يظنّ أنّه وصل إلى الهند ... لذلك أطلق على السّكان الأصليّين " الهنود الحمر "

يرى بعض المؤرّخين أنّ أصل سكّان أمريكا الجنوبيّة و أمريكا الوسطى جاء من جزر جنوب شرق آسيا بينما جاء سكّان أمريكا الشّماليّة إلى القارّة من شرق سيبيريا منذ عشرة آلاف سنة

و قد تعدّدت قبائل الهنود الحمر و اختلفت طرق معيشتهم و عاداتهم و تقاليدهم و لغاتهم فعند وصول كولومبوس عام 1492 م كان عددهم يتراوح بين 40 - 90 مليوناً

الهنود الحمر كانت لهم حضارات قديمة ... تأقلموا مع المناخ و الأرض الّتي كانوا يعيشون عليها و استخدموا أخشاب الغابات في بناء بيوتهم و صنع قوارب الكانو و آلاتهم الخشبيّة بينما قام آخرون بزراعة الذّرة و بناء بيوتهم من طابقين من الطّوب اللّبن أو المجفّف في الشّمس

ظهرت في أمريكا الشّماليّة حضارة النّحاس و صنع سكّانها منه آلات و أواني عن طريق طرقه ساخناً أو بارداً

كان لكلّ قبيلةٍ أو عشيرةٍ من الهنود الحمر نظامها العشائريّ و السّياسيّ الخاصّ بها و تميّزت كلّ منها في الملابس و الأطعمة و اللّغة و الموسيقى كما اختلفت معتقداتهم الدّينيّة

أخلاق الهنود

كانت قبائل بيبلو تصنع الفخّار من الطّمي و تلوّنه و تزيّنه بزخارف هندسيّة بينما اشتهر هنود كاليفورنيا بصنع المشغولات من الحجر و قرون الحيوانات و الأصداف و الخشب و السّيراميك و لكنّهم لم يعرفوا المحراث أو العجلة أو دولاب الفخّار أو العملة

كان للجاموس الوحشيّ اهميته الخاصة عند قبائل الهنود الحمر فصنعوا من جلوده الخيام والسروج والسياط والاوعية والملابس والقوارب ومن عظامه السهام واسنة الرماح والحراب والامشاط والخناجر وابر الخياطة

كما برعوا فى اقتفاء الاثار فيعرفون اسماء القبائل الاخرى ويحصون عدد افرادها ووجهتهم من اثرها

على الرغم من اختلاف عادات وتقاليد قبائل الهنود الحمر الا انها اتبعت اعرافا واحدة فمن كان يستجير بقبيلة اجارته حتى ولو كان عدوا لها وتركته لحال سبيله

اما هنود الازتيك فبنوا هرما ضخما يشبه الى حد كبير اهرامات الفراعنة يتكون من 340 درجة
كان الهنود الحمر يحترمون طقوس الحرب ويخبرون عدوهم عن سبب لجوئهم اليها والغاية منها ويعلمون غرماءهم بتاريخ بدئها

وكانوا يتعففون عن قتل الجرحى والنساء والشيوخ والاطفال وعلى الرغم من هذا وصفهم المستوطنون بالوحوش التى لاتعقل ولاتفكر وتأكل بعضها

الانجليز قادمون

مع بداية القرن السابع عشر توافد المستوطنون الانجليز على الامريكتين وبداوا فى انشاء مستعمراتهم وانتقلوا نحو الاراضى الهندية باعداد متزايدة مع عائلاتهم وسرعان مافاقوا الهنود عددا واغتصبوا اراضيهم ودفعوهم غربا

لهذا نشأ صراع عنيف بينهم ادى الى مقتل الكثيرين من الجانبين
كان السبب الرئيسى للمعارك بين المستوطنين والهنود الاختلاف فى اسلوب المعيشة للمجموعتين اذ كان الهنود يزرعون الذرة والخضروات ويعتمدون على صيد الحيوانات لتامين الجانب الاكبر من طعامهم ولباسهم

اما المستوطنون فقد كانوا يعيشون على الزراعة لهذا قاموا بقطع الغابات لتوفير الاراضى الزراعية
بعد ان دمروا الغابات لم يعد فى وسع الحيوانات البرية ان تعيش فى المنطقة لهذا كان على الهنود الحمر ان يختاروا بين الهجرة الى اراض جديدة تحتلها قبائل هندية اخرى معادية او ان يحاربوا من اجل المحافظة على اراضيهم

بداية النهاية

ا درك الهنود الحمر ان المستوطنين يهددون حياتهم وامنهم وينافسونهم على الاراضى التى هى فى الاصل موطنهم وملك لهم لهذا دافعوا عنها بشراسة

انكر المستوطنون حقوق الهنود الحمر ورأوا انهم قوم متوحشون ولابد من ابادتهم بينما لم يتفهم الهنود الحمر طريقة المستعمرين فى تنظيم بعض الامور
فمثلا عندما كان رئيس القبيلة يوقع على صك لبيع ارض قبيلته كانوا يعتقدون بانهم يؤجرون تلك الارض للمستوطنين ولا يبيعونها لذلك كانوا يعودون اليها من اجل الصيد ولا يعترفون ببيعها لمجرد ان زعيمهم وضع بعض الخطوط على قطعة من الورق

حملات ابادة

بدأ الاتجاه الى الابادة الشاملة للهنود الحمر واستمرت الحروب بينهم وبين المستوطنين ما يقارب 300 عام فى محاولات لابادتهم قامت الجيوش المستعمرة بعقد هدنة زائفة بينهم واهدوهم ملابس واغطية ملوثة وتحمل جراثيم امراض عديدة كالجدرى والحصبة والطاعون والكوليرا والتايفود والدفتريا والسعال الديكى والملاريا واوبئة اخرى لم تتوافر لدى قبائل الهنود الحمر المناعة المناسبة لحمايتهم منها فحصدت اعدادا هائلة منهم كما يحدث فى الحروب البيولوجية الحديثة

لم يكن المستوطنون يقتصرون على قتل الهنود الحمر والاستيلاء على اراضيهم ومواشيهم بل كانوا ينكلون بجثثهم ويقطعون رؤوسهم بالفؤوس ويسلخون فروتها ومنذ بدء وفودهم الى اراضى الهنود الحمر حتى حرب الاستقلال تحولت فروات رؤوس الهنود الحمر الى تجارة رابحة واصبحت الحكومة تكافئ كل من ياتى باعداد هائلة منها

عندما تاسس الجيش الامريكى خرج جنوده فى حملات جماعية لشن الهجوم على قبائل الهنود الحمر المسالمة وسلخ فروات رؤوسهم بما فيها النساء والاطفال ومع تراكم النكبات وفقدهم العديد من الارواح الذى تزايد بشكل اكبر بعد استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا عقد الامريكيون اتفاقا قبله الهنود على مضض وهو ان تخصص الحكومة الامريكية اراضى معينة تبقى كمراع ومناطق صيد للهنود الحمر واطلقوا عليها محميات الهنود الحمر ولازالوا يعيشون فيها حتى يومنا هذا

No comments:

Post a Comment