تورط الحريري في خطة تخريب سوريا
في نظر مصادر سياسية متعددة أن التباطؤ في تشكيل الحكومة ليس ناتجا عما يسمى بالعقد المحلية للتأليف ولا هو ظاهرة سياسية عفوية ناشئة عن تضارب وجهات النظر والمطالب بين أطراف الغالبية النيابية الجديدة وتورد هذه المصادر مجموعة من المعطيات الخطيرة التي تؤكد وجود إيعاز خارجي بتأجيل تأليف الحكومة يرتبط مباشرة بالسعي إلى تخريب الوضع السوري واستنزاف سورية وإضعافها على أمل أن يسهل ذلك انقلابا سياسيا شاملا في لبنان لصالح الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي في المنطقة.
أولا: إن تورط الحريري وحلفائه في خطة تخريب سورية صار ظاهرا للعيان ليس فقط من خلال الحملات الإعلامية التي تشنها محطات التلفزيون والإذاعة والمواقع الالكترونية التابعة لهذه القوى بل أيضا من خلال وقائع عديدة عن تحرك ضباط محسوبين على الحريري في أجهزة رسمية لتجنيد عمال وطلاب سوريين ورشوتهم بالمال وتجهيزهم للمشاركة في تخريب بلادهم وقد بلغ الأمر يوم أمس حدا خطيرا عندما أعلن عن ضبط زوارق تهرب أسلحة إلى الساحل السوري مصدرها طرابلس وبعدما تولت ميليشيات المستقبل وحلفائه الاعتداء في وضح النهار على أبناء الجالية السورية الذين تظاهروا في بيروت دعما لرئيسهم.
تداول الوسط السياسي نقلا عن الحريري قوله في مجالسه ، خلال الأسابيع الماضية أنه ينتظر شيئا من سورية عندما سئل عن سر رفع سقفه السياسي وقيادته لحملة إسقاط السلاح وقد ذكرت التقارير المتداولة في بيروت أن الحريري يتابع الأحداث في سورية بدقة وهو على اتصال مباشر بمرجعيته السعودية بندر بن سلطان المتورط في إعداد خطة تخريب سورية ومتابعة تنفيذها.
ثانيا: تفيد المعلومات أن غرف العمليات التي تعمل من دبي وعمان وبيروت وباريس والتي تدير عمليات الشغب والتخريب داخل سورية تضم عددا من مساعدي الحريري ومن قيادات 14 آذار وبصورة خاصة كلا من مروان حمادة وفارس خشان وعلي حمادة وسمير فرنجية وفارس سعيد وغسان سلامة وجوني عبدو والياس عطالله ويشرف ايلي خوري رئيس شركة كوانتوم على العمليات اللوجستية الجاري تنفيذها بواسطة شبكة الانترنت على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال توجيه الرسائل القصيرة على الهاتف الخليوي إلى داخل سورية.
هذا الفريق يشترك مع مجموعات سورية منشقة يتواجد بعضها في أوروبا وعدد من دول الخليج والأردن حيث يساهم في نشاطه أنصار كل من عبد الحليم خدام ورفعت الأسد ومجموعات متطرفة تقف خلف خطاب الفتنة وعمليات تحريك المسلحين داخل الجموع السورية في المساجد وفي بعض الأحياء كما حصل في اللاذقية.
في اعتقاد العديد من المراقبين أن سعد الحريري يساهم في تمويل العمليات الجارية داخل سورية وهو يراهن على النتائج وكان تسريبه للخبر المتعلق بتسميته مجددا لرئاسة الحكومة عبر صحيفة كويتية نوعا من العرض السياسي بعدما ظهرت مؤشرات على فشل خطة التخريب وتعثرها.
ثالثا: هناك من يطرح السؤال عن المهمة التي كلفت بها شخصيات جاءت من واشنطن وباريس والتقت بالرئيس المكلف وتردد أن بعضها دعاه إلى تأخير تشكيل الحكومة بانتظار تطورات الوضع في سورية وبعضها الآخر ألمح إلى ميقاتي بالتروي لأن الاتصالات السورية السعودية التي تحركت بعد أحداث البحرين قد تكون لها انعكاسات في الوضع اللبناني.
إن تورط فريق لبناني في تخريب الوضع الداخلي لسورية يمثل خرقا للدستور ولاتفاق الطائف وهو مسؤولية رئيس الجمهورية قبل سواه خصوصا عندما يتحرك ضباط في الأمن العام والأمن الداخلي لتحريض سوريين بهدف تجنيدهم في خطة تخريب بلادهم وكذلك فإن اعتبارات المسؤولية الوطنية والدستورية تفرض على الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي أخذ القرار الحاسم لتعجيل ولادة الحكومة اللبنانية واتخاذ التدابير المناسبة لمنع كل أشكال التدخل اللبناني المسيئة للوحدة الوطنية في سورية بدءا من الأداء الإعلامي المشبوه والمخالف للقوانين وصولا إلى التورط المالي و المخابراتي بل وتهريب الأسلحة إلى سورية.
سعد الحريري يقود حملة على سلاح المقاومة وسلاح المستقبل يعتدي على المتظاهرين السوريين وهو أي الحريري مشتبه به بإثارة الفتنة داخل سورية عبر وسائله الإعلامية وأمواله ومن خلال تهريب الأسلحة إلى سورية لعصابات الإجرام والفتنة التي ظهرت في شوارع اللاذقية.
وعلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يحددا موقفا واضحا من محاولة جعل لبنان منصة لتخريب سورية مرة أخرى وعلى الغالبية الجديدة بجميع أطرافها أن تتحمل المسؤولية وأن تضع نهاية للميوعة السياسية الحاصلة فتخريب سورية ليس إلا المقدمة للنيل من المقاومة في لبنان ولإحياء مشاريع الهيمنة الإسرائيلية على البلد.
No comments:
Post a Comment