تسريبات ويكليكس:
"مبارك" هدد "الأسد" بالطائرات "الاسرائيلية"..
في أرشيف السفارة الأميركية في القاهرة، كمّ كبير من مواقف الرئيس المصري، حسني مبارك، التي لا يوفّر فيها كل أعداء الإدارة الأميركية وخصومها من نيرانه المباشرة أحياناً. ويمكن اعتبار البرقية الصادرة عن السفارة في 9 تموز 2006، تحت رقم [06CAIRO4200]، بمثابة عيّنة لفهم كيف كان ينظر مبارك إلى النظام السوري وحركة «حماس»
ولسوريا مكانة خاصة في عداوات مبارك؛ ففي خلال استقبال «حميم» للمدّعي العام الأميركي، ألبيرتو غونزاليس، في مطلع تموز 2006، يروي مبارك كيف حذّر الرئيس بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي، بـ»دفع ثمن كبير» إذا استمر بإيواء رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق. والأبرز هو ما يقوله مبارك، في الجلسة نفسها، عن كيف أنه، خلال الاتصال التهديدي، كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق العاصمة السورية، و»يفترض أن يكون الأسد قد ظنّ أنّني دبّرتُ ذلك (تحليق الطائرات الإسرائيلية بالتزامن مع الاتصال الهاتفي) مع الإسرائيليين». وعن التهديدات المصرية للقيادة السورية أيضاً، يروي مبارك عن لقاء جمع رئيس جهاز استخباراته عمر سليمان مع ممثل عن الأسد في مطار «ألماظة» العسكري في القاهرة، حيث «حذّر مندوبَ الأسد من الخطر الذي يمثله مشعل على نظامه».
وككل مرّة يلتقي فيها مسؤولون أميركيون مع نظرائهم المصريين، يكون ثالثهما الإلحاح الأميركي على ضرورة حظر قناة «المنار» على قمر «نايلسات». لكن الموقف الرسمي المصري ظلّ مصرّاً على رفض الطلب الأميركي، وهو ما عبّر عنه مبارك في اجتماعه مع غونزاليس بالقول إنه موضوع «حسّاس»، مشيراً إلى أن القاهرة ليست مستعدّة بعد لحظر «المنار»، لأن ذلك سيسبّب «أزمة كبيرة مع حزب الله». وتعليقاً على العلاقات المصرية – الإيرانية، اعترف الرئيس المصري بأنّه غير راغب في إعادة تطبيع العلاقات مع إيران، من دون أن يمنعه ذلك من نصح الأميركيّين بالتعاطي مع الإيرانيين من خلال القنوات والدبلوماسية لا عبر القوة، وهو موقف ظلّ ثابتاً عند القيادة المصرية، واصفاً موقف بلاده إزاء طهران بـ»المتوازن» بهدف تفادي ارتفاع منسوب التوتّر.
أما بعد
No comments:
Post a Comment