القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Monday 21 March 2011

خطبة السيده زينب والامام السجاد التي هزت مجلس يزيد لعنه الله

خطبة السيدة زينب عليها السلام بمجلس يزيد ابن معاوية عليهما لعنة الله
صفر أسرى آل محمد بمجلس يزيد ابن معاوية عليهما لعنة الله .
خطبة السيدة زينب عليها السلام
فقامت السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام فقالت: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
صدق الله تعالى إذ يقول:
﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون﴾ .
أظنْنْتَ يا يَزيدُ حيثُ أخَذْتَ عليْنا أَقطارَ(بأطراف) الأرْضِ وآفاقَ(أكناف) السَّماءِ وأصْبَحنا نُسَاقُ كما تُساقُ الأسارى أنَّ بنا على اللهِ هواناً ، وبك عليه كرامَةً ؟ وأنَّ ذلكَ لعظمِ خَطَرِكَ عندَهُ ؟!
فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنظَرْتَ في عِطْفِكَ، جَذْلان مَسْروراً، حينَ رَأَيْتَ الدُّنيا لَكَ مستوسقة، والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، وقد أمهلت ونفست؟ مهلاً مهلاً !!
أنسيت قول الله تعالى ﴿َلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾
أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك نساءك(حرائرك) وإماءك،
وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، وأصحلت صوتهن مكتئبات، تخدي بهن الأباعر، ويحدو بهن الأعادي من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل، لا يراقبن ولا يؤوين، يتشوفهن (ويتصفح وجوههن) القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي ؟
وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه بدماء الشهداء ؟
وكيف يستبطأ في بغضتنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحن والأضغان ؟؟
أتقول" ليت أشياخي ببدر شهدوا"، غير متأثمٍ ولا مستعظم، وأنت تنكت بمخصرتك ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة ؟
وكيف لا تقول ذلك ؟
وقد نكأتَ القرحة واستأصلت الشأفة، بإراقتك(بإهراقك) دماء ذرية محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب،
وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكاً موردهم، ولتودن أنك (شللت و) عميت وبكمت،
(وأنك لم تقل فاستهلوا وأهلوا فرحاً) ولم يكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
" اللهم خذ بحقنا، وانتقم ممن ظلمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا ".
فوالله ما فريت إلا (في) جلدك، ولا جززت(حززت) إلا (في) لحمك،
ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (برغمك) بما تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته،( في حظيرة القدس يوم) حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم، وهو قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾.
حسبك بالله حاكماً، وبمحمّد خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من(بوأك) سوى لك، ومكنَّك من رقاب المسلمين(المؤمنين)، إذا كان الحَكَمُ الله والخصم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وجوارحك شاهدة عليك فبئس للظالمين بدلاً، وأيكم شر مكاناً وأضعف جنداً.
مع أنّي والله يا عدو الله وابن عدوه، لئن جرَّت عليَّ الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكبر توبيخك، لكنَّ العيون عبرى، والصدور حرَّى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، وما يجزي ذلك أو يغني عنا وقد قتل الحسين عليه السلام ، وحزب الشيطان يقربنا إلى حزب السفهاء ليعطوهم أموال الله على انتهاك محارم الله، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، وهذه الأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل(يعتامها عسلان الفلوات)، وتعفوها أمهات الفراعل.
ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدمتّ تستصرخ يا بن مرجانة ويستصرخ بك، وتتعاوى وأتباعك عند الميزان، وقد وجدت أفضل زاد زوَّدك معاوية، قتلك ذرية محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وما ربك بظلام للعبيد.
فوالله ما اتقيتُ غير الله، ولا شكواي إلا إلى الله، فإلى الله المشتكى، وعليه المعوّل، فكد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها(عار ما أتيت إلينا أبداً)، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد ألا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة ولآخرنا(لسادات شبان الجنان) بالشهادة والرحمة والمغفرة، فأوجب لهم الجنة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، وأن يرفع لهم الدرجات ويوجب لهم المزيد من فضله، ويحسن علينا الخلافة، فإنه ولي قدير وإنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
 



 
 
 
 

No comments:

Post a Comment