تحت عنوان "تناقضات القرضاوي" نشرت صحيفة المدينة السعودية مقالا تحدثت فيه عن الشيخ القرضاوي الذي تحول من داعية للوحدة الوطنية إلى رجل منقلب على قناعاته ومروج لخطاب طائفي بدا واضحاً في تعليقاته على الأحداث التي جرت في سوريا.
تقول الصحيفة: على الرغم من أن الشيخ يوسف القرضاوي كان داعية للوحدة الوطنية أثناء وبعد نجاح الثورة المصرية بين المسلمين والأقباط بل وبين العلمانيين والإسلاميين ، فإن الرجل نفسه انقلب على قناعاته تماما وأخذ يروج لخطاب طائفي أقل ما يوصف به بأنه عجيب ، عند تعليقه على الاحتجاجات التي شهدتها أكثر من مدينة سورية في الآونة الأخيرة !
الشيخ يوسف القرضاوي وصف النظام السوري بالطائفية ، وصور الاحتجاجات في سوريا على أنها ثورة سنية ضد نظام الحكم العلوي، والحقيقة أن النظام في سوريا وبغض النظر عن رأينا فيه أو تقييمنا له ، هو نظام بعثي ليست له علاقة بالتوجهات الطائفية ، وهو ما يمكن ملاحظته بسهولة عند مراجعة الأسماء والقيادات البارزة في حزب البعث وفي الحكومة وفي مؤسسات الدولة جميعا .
ويضيف الكاتب :أكثر من ذلك فإن القيادات الدينية التي تمتلك منابر إعلامية هي الأشهر والأكثر قوة ونفوذا في سوريا ، تنتمي جميعا إلى الطائفة السنية على اعتبار أن أهل السنة يشكلون الأكثرية في البلاد ، وهو ما تعامل معه حزب البعث كواقع لا مفر منه ، والدليل على ذلك هو لجوء النظام في سوريا لرجل دين مثل الشيخ البوطي بالإضافة إلى مفتي الجمهورية لتجريد الاحتجاجات الشعبية من شرعيتها ولرمي المحتجين والمطالبين بإجراء إصلاحات سياسية ، بتهم الخيانة والعمالة لقوى أجنبية في مقدمتها العدو الإسرائيلي، في نفس الوقت الذي لم نر فيه شيخا علويا أو شيعيا أو رجل دين مسيحي ، يمارس نفس الدور خلال هذه الفترة .
نظام كهذا يمكننا أن نصمه بأية تهمة إلا الطائفية ،وهذا ما لا يخفى على الشيخ يوسف القرضاوي الذي مارس السياسة وخاض معترك العمل الوطني منذ نعومة أظافره .
يتابع: كنت أتمنى على الشيخ يوسف القرضاوي الذي دافعت عنه قريبا ، أن يحافظ على نفس الخطاب الحضاري الذي تمسك من خلاله بالوحدة الوطنية أثناء اندلاع الثورة المصرية ،كنت أتمنى على الشيخ الجليل أن يسجل مواقفه بناء على دوافع وطنية ومبادئ إنسانية وقيم مطلقة كالحرية والعدالة والمساواة ، بدلا من المرجعية الطائفية والمذهبية الضيقة التي ارتكز عليها الشيخ في موقفه المعلن، ليس هناك مبرر واحد لكي تكون وحدويا في بلد ، وطائفيا في بلد آخر، أليس كذلك يا شيخ يوسف ؟
No comments:
Post a Comment