القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Tuesday, 26 April 2011

القرداوي قائلا من ذا الذي يجرؤ و يرد على ‏القرداوي.‏

« القرداوي وكيل الله أم وكيل بني أمية»؟
الكاتب المصري الاستاذ الدكتور احمد راسم النفيس اللذي افقد القرداوي توازنه و الذي رد على القرداوي جعل القرداوي في حالة هيستيريا و حتى ظنه ايراني او لبناني شيعي و استغرب لما وجده من المنصورة من مصر فاستعجب القرداوي كيف يرد عليه. قائلا من ذا الذي يجرؤ و يرد على القرداوي.

« القرداوي وكيل الله أم وكيل بني أمية»؟
الاستاذ الدكتور احمد راسم النفيس (كاتب مصري) اللذي افقد القرداوي توازنه

يبدأ النفيس كتابه بالرد على افتراءات الشيخ القرداوي ، في كتابه: «تاريخنا ‏المفترى عليه»، وينظر المؤلف للقرضاوي على أنه رمز «من رموز مدرسة ‏التلفيق والتوفيق التي وضعت يدها على رقبة الأمة منذ عديد القرون». ص13. ‏ويرى النفيس أن «المشكلة مع ما يطرحه الشيخ من أفكار وآراء في كتبه وندواته ‏هي نفسها المشكلة مع تيار التلفيق المهمين على الساحة الفكرية الإسلامية والذي ‏يزعم من بين ما يزعم أنه تيار الوسطية والاستنارة والاعتدال، بينما تقول الحقيقة ‏أن هذا التيار مهما وصف نفسه بالاعتدال والاستنارة فهو في النهاية يمثل امتداداً ‏لذلك التيار الأموي الذي حارب الحق ممثلاً في أئمة أهل البيت ، ولا زال ينصب ‏الحرب لمدرستهم وفكرهم ويتواطأ على إطفاء نورهم والله متم نوره ولو كره ‏التلفيقيون». ص13.
ويذهب النفيس إلى أن تيار التلفيق يتواطأ ويتستر على الجريمة الكبرى التي ‏ارتكبها الأولون في حق أهل بيت العصمة والنبوة والطهارة، بل أن القضية التي ‏نذروا أنفسهم لها هي تقديمهم لإسلام يخلو من أي ذكر لأهل البيت، وكأن أهل بيت ‏العصمة والنبوة في أفضل حالاتهم كانوا سحابة صيف مرت بسماء هذه الأمة التي ‏كان نجومها «أصحابي.. أصحابي بأيهم اقتديتم اهتديتم!!! أياً كان هؤلاء الأصحاب ‏وأياً كان ما ارتكبوه»؟ ص14-15.
ويؤكد النفيس أن القرداوي لو كان ينشد حقاً الحفاظ على دين الأمة، لَمَا أصدر ‏كتابه -«تاريخنا المفترى عليه»- المملوء بالأكاذيب والافتراءات والمدح المفتعل ‏للسفاحين والقتلة من بني أمية الذين لم يتركوا محرماً إلا وانتهكوه، ولَمَا دس ‏القرداوي أنفه في الأزمة العراقية ليزيد الحريق اشتعالاً وليشعل حماس من أسماهم ‏بالمجاهدين في العراق لقتل عشرات الآلاف من الشيعة الأبرياء بدعوى الجهاد ضد ‏المحتل الأمريكي!! ص17.‏
القرداوي وكيل الله في أرضه:
وفّق النفيس في اختيار عنوان كتابه: « القرداوي وكيل الله أم وكيل بني أمية»؟ إذ ‏اقتبس المعنى من كلمة للقرداوي ألقاها في شباط/ فبراير 2005م بالدوحة في ‏مؤتمر عُقد لمساندته ضد الحملة التي اتهمته بمساندة الإرهاب. وقال فيها:
«لولا أن ‏الله هيأ لي من ألحقني بالأزهر لما كنت أمامكم في هذه الساعة فقد «شيَّخني» أهل ‏قريتي وأنا ابن التاسعة كرامة للقرآن الكريم والعلم الذي أحمله، وقد نذرت نفسي ‏للدعوة إلى الله ولن أتخلى عن هذه المهمة التي وكَّلني الله بها فأنا أعتبر نفسي ‏مؤكلاً من الله تعالى ولن أنسحب من هذه المهمة أبداً...
فأنا لا أدافع عن باطل أو ‏طواغيت، ويشهد الله أني لم أجامل أحداً في الحق يوماً ما وإنما أدافع وأنافح عن ‏قضايا أمتي، ولن أتخلى عن ذلك مهما تعرضت له من اتهامات بالإرهاب تارة ‏وبغيره أخرى». ص17-18.

ويعلق النفيس بقوله: «الله وكَّلني وأنا أعتبر نفسي موكَّلاً من الله تعالى، أي أن ‏القرداوي هو كيل الله في أرضه». ص18.
الفكر الإسلامي وهؤلاء الشيوخ:
تحت هذا العنوان ناقش المؤلف «قضية الذات والصفات»؛ القضية التي شغلت بال ‏المسلمين منذ فجر الإسلام، فهل يمكن رؤية هذه الذات المقدسة بالعين أم لا؟ وبحث ‏النفيس المسألة بشكل علمي، وراح يتساءل قائلاً: لماذا يفاخر القوم بالإجابات التي ‏طرحها الأشعري كونه حفيداً لأبي موسى الأشعري، ويتجاهلون عن عمد أن إمام ‏الأمة علي قد أجاب على مثل هذه التساؤلات؟ أليسوا يزعمون أن رسول الله قال: ‏‏«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»، وعلي ابن أبي طالب ‏هو رابع هؤلاء الخلفاء؟! فلماذا يتجاهلون علمه وحكمته ونبعه الصافي الزلال؟! ‏ص25-26 .
وقد فنّد المؤلف آراء المجسمة، واللطيف أنه استشهد بمقولة أم المؤمنين عائشة ‏عندما قالت: «من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية». ص 26.
منهجية القرداوي الخاطئة في قراءة التاريخ:‏
انتقد النفِيس منهجية القرداوي الخاطئة في قراءة التاريخ ضمن فصل: «يوتوبيا ‏القرداوي في مواجهة افتراءات العلمانيين!!»، وبيّن أن القرداوي لا يقدم قراءة ‏للتاريخ من أي نوع ولا يعدو كونه مجرد عرض لآراء «المفترين»، سواء كان ‏هؤلاء «المفترين» من طائفة الإسلاميين «المودودي، الغزالي، سيد قطب» أو من ‏طائفة العلمانيين، ثم يعرض لنا رأيه في آراء «المفترين» ويدعم رأيه بآراء ‏‏«المؤيدين»، وهو يقدم لنا آراءه «المقدسة» انطلاقاً من موقعه الذي شخصّه ‏الدكتور النفِيس كوكيل لله!!
ويتعجب النفِيس من القاعدة التي وضعها القرداوي لقراءة التاريخ، إذ أن «الشيخ ‏وضع قاعدة حاكمة ولكنها أبداً ليست صحيحة ولا محكمة لقراءة التاريخ والحكم ‏على أحداثه هي تلك الرواية المنسوبة إلى الرسول «خير القرون قرني ثم الذين ‏يلونهم»، وهو يكررها كلما اضطر لدفع اتهام موجه «لتاريخنا المفترى عليه»... ‏ويزيد الطين بلة عندما يجعل الالتزام بها شرطاً من شروط إعادة كتابة التاريخ ‏بصورة «صحيحة» أي بما يوافق مِزاج الشيخ». ص54.
فالشروط المسبقة التي يؤكد عليها القرداوي لمن يريد إعادة كتابة التاريخ من أهمها ‏‏«ألا يكون المؤرخ متناقضاً في مفاهيمه ومعتقداته فيؤمن بالشيء ونقيضه ويقبل ‏روايات تاريخية يرفضها منطق الدين الذي يؤمن به كأن يقبل روايات واهية تشوه ‏عصر الصحابة والتابعين الذين جاءت صحاح الأحاديث تبين أنهما من خير ‏القرون». ص 278.
والمشكلة في هذه المنهجية -كما يرى النفِيس- التي تنطلق من أحاديث الفضائل «أن ‏تلك الرواية تعارضها آيات القرآن الكريم ويعارضها التاريخ المشهور فضلاً عن ‏المتواتر كما تعارضها عديد الروايات الأخرى التي أفلتت من بين براثن الإعلام ‏الأموي ووجدت طريقها إلى كتب الأحاديث والروايات». ص55.
علماً بأن الأحاديث التي تفنّد مقولة خير القرون قرني...إلخ، مروية في صحيح ‏مسلم كما يثبتها النفِيس، ورغبة في الاختصار نكتفي بهذا المقطع الذي أورده مسلم ‏إذ ينقل عن رسول الله قوله: «ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات ‏الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»!! ص55.
فأصحاب الرسول -كما يؤكد النفِيس- منهم الصادقون المخلصون المضحون، ‏ومنهم المنافقون الذين آذوا رسول الله في حياته ومنهم من بقي بعد الرسول ‏ليواصل نفس الدور وإن بصورة مختلفة بعد أن انفتح لهم الباب واسعاً تحت مظلة ‏ما يسميه وعاظ السلاطين بالاجتهاد ذو الأجر الواحد!! ص55.
المفترون يتحدثون:
تحت هذا العنوان نقل النفِيس شكوى القرداوي وبعض ردوده على المودودي وسيد ‏قطب. يقول القرداوي: «وإذا كنا نشكو من جور العلمانيين على تاريخنا الإسلامي ‏وعلى الحضارة الإسلامية فإننا أكثر شكوى وأشد ألماً من بعض دعاتنا الإسلاميين ‏الذين قسوا على التاريخ الإسلامي وبالغوا في نقده وتضخيم هناته وإخفاء حسناته». ‏ص74.‏
الشيخ يوسف القرداوي ويلخص القرداوي جريمة المودودي إذ راح يتصور «أن ‏الخليفة الثالث لم يكن يتصف بتلك الخصائص التي أوتيها الخليفتان الذين سبقاه ‏فوجدت الجاهلية سبيلها إلى النظام الاجتماعي الإسلامي فانتهى بذلك عهد الخلافة ‏على منهاج النبوة ليحل مكانه الملك العضوض». وهذا الكلام -بنظر القرداوي - به ‏حيف كبير على الحضارة الإسلامية وأنه يحمل نظرة متشائمة. ص76.‏
‏ هكذا يقدم لنا القرداوي الرد العلمي الذي لم يقنع النفِيس ولا حتى جدتي الهاشمية ‏التي لم تقرأ التاريخ ولا فلسفته!! وبنفس الطريقة يرد القرداوي على سيد قطب، ‏ويرى أنه كسابقه: أغضب علماء الهند وباكستان!! الذين رأوا في كلامه تحاملاً ‏على عثمان وبني أمية!! ص 81.‏
وبنفس الأسلوب «العلمي» قام الشيخ القرداوي بالرد على أستاذه الشيخ محمد ‏الغزالي، «الذي قال عن يزيد بن معاوية أنه لا يصلح لإدارة مدرسة ابتدائية، ‏وصوب سنان قلمه إلى بني أمية بصفة عامة». ص92.
ولا عجب في أن يدافع الشيخ القرداوي عن سيده يزيد بن سيده معاوية؛ فهو يرى ‏أن «من سوء حظ الأمة أن توفي يزيد بعد ستة أشهر من توليه الخلافة فقد مات ‏بالطاعون حتى قال الذهبي أنه ما متع ولا بلع ريقه»! ص 271.
فدولة بني أمية -كما يراها القرداوي - كانت دولة التأسيس الحضاري وحق لنا أن ‏نذرف عليها الدموع، كما ذرف القرداوي دموعه على الظاغية التائب صدام، ‏وشخصياً لا أستغرب أن يؤلف القرداوي أو غيره كتاباً للدفاع عن «أمير ‏المستبدين» صدام حسين!!
معاوية والحصانة الصحابية:
من الفتوحات العلمية التي ابتكرها القرداوي في دفاعه المستميت عن معاوية ابن ‏أبي سفيان الذي أراق دماء المسلمين في معركة صفين وغيرها، أنه أعطاه مرتبة ‏‏«بركة الصحبة» أو الحصانة الدبلوماسية، إذ يقول: «وهذه الصحبة لرسول الله لا ‏تمنحه العصمة فلا عصمة لأحد غير رسول الله ولكنها تمنحه شيئاً أشبه ما يسمى ‏اليوم «الحصانة» التي تمنح اليوم لأعضاء البرلمان وأمثالهم فلا يقبل من أحد أن ‏يجرحهم أو يمسهم بسوء، وقد أثنى الله عليهم في كتابه وأثنى عليهم رسوله في ‏أحاديث كثيرة وشهدت لهم وقائع التاريخ المتواترة بالفضل ومكارم الأخلاق وهم ‏الذين نقلوا إلينا القرآن ورووا إلينا السنة». ص88.
واللطيف أن مسلم في صحيحه ينقل مقولة رسول الله : «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ‏ولا يبغضك إلا منافق»!
فأين نصنِّف معاوية الذي حارب الإمام علي على ضوء هذا الحديث؟
وكيف نحكم على معاوية وهو الذي قتل: حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق ‏الخزاعي، وعمار بن ياسر، وغيرهم، أم أن هؤلاء ليسوا من الصحابة الذين يدافع ‏عنهم القرداوي ؟
‏«وهل يعتقد شيخ الإخوان القرداوي حقاً أن ابن آكلة الأكباد قد نال أيضاً حصانة ‏إلهية تحميه من المساءلة أمام الله عز وجل عن تلك الدماء الطاهرة التي أريقت من ‏غير ذنب ارتكبته إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كتلك التي أعطاها له ‏ليكف عنه ألسنة الناس في الدنيا ﴿ ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن ‏يُجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ﴾[النساء: 109].ص 188-‏‏189.
أليس من حق القارئ أن يعرف لماذا حظي ابن آكلة الأكباد وحده حق الحصانة من ‏النقد في حين لم يُمنح الإمام علي شيئاً من هذه الحقوق حينما اُتخذ من سبه ولعنه ‏على المنابر سياسة دولة. ص174.
‏«ومن المضحك أن أبرز الاتهامات الموجهة إلى شيعة علي بن أبي طالب أنهم ‏كفار لأنهم يسبون الصحابة في حين تمتلئ صفحات القوم بكل ما هو مخجل من ‏سب وقذف علني لإمام الحق علي بن أبي طالب وكأنه لم يكن من أهل البيت ولا ‏من الصحابة!!». ص 190.
فأين هذه الغيرة والحمية والحماس عندما يتعلق الأمر بمن يقر القرداوي أنه رابع ‏الخلفاء الراشدين، وزوج سيدة نساء العالمين، وهو من هو في فضله وسابقته. ص ‏‏192.
القرداوي يشتم أمريكا ولا يستنكر عمل الوليد!!‏
من الطرائف التي أشار إليها النفِيس في كتابه حول تناقضات الشيخ القرداوي ، أنه ‏رآه يدافع بقوة عن الوليد الذي قدّم جاريته للصلاة بالناس وهي سكرى جنبة متلثمة ‏فصلّت بالناس! ولم يرَ القرداوي بأساً في ذلك!! لكن الشيخ نفسه يصول ويجول ‏ويسب ويشتم أمريكا ومحاولاتها تحريف الإسلام بمناسبة قصة تلك المرأة التي ‏أمّت الناس في الصلاة في الولايات المتحدة الأمريكية!! ص272.
يتساءل النفِيس: أليس الفساد والإفساد واحداً في كل الحالات؟
أكتفي بهذا القدر من التعريف ببعض الأفكار التي يطرحها المؤلف النفِيس في ‏كتابه القيّم هذا الذي أفقد القرداوي توازنه كما تساءلنا في مقالة سابقة بعنوان: «هل ‏أفقد «أحمد النفيس» القرداوي توازنه؟»، وبالطبع هناك نقاط عديدة مهمة لم نتطرق ‏لها من قبيل: حديث المؤلف عن الحضارة الفاطمية التي يرى المؤلف وهو ابن ‏مصر أن المسلمين خسروا الكثير من إنجازاتها. أو نقد المؤلف وملاحظاته ‏الوجيهة على ابن خلدون الذي عدّه مؤرخاً سلطوياً.
منقوووول


No comments:

Post a Comment