القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Thursday, 28 April 2011

المشهد الاقليمي يطغى على الحراك الداخلي وسوريا تنجح في امتحان الامم المتحدة

المشهد الاقليمي يطغى على الحراك الداخلي وسوريا تنجح في امتحان الامم المتحدة
في موازاة المراوحة الحكومية واستمرار الفراغ السياسي في لبنان، سجل المشهد الاقليمي تطورات لافتة تمحورت حول المستجدات السورية وما يمت اليها، فضلا عن التوقيع بالأحرف الاولى على اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتيين في القاهرة، وكل ذلك في موازاة التحضيرات الميدانية والسياسية لزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى اسرائيل في حزيران المقبل، اي بعد اقل من شهرين، مع كل ما ستحمله من مشاريع "سلام" تتضمن التسليم بنهائية اسرائيل كدولة يهودية، وتوطين الفلسطينيين، وما إلى ذلك من متفرعات وتفاصيل تستوجب خريطة تحالفات جديدة.



على صعيد التطورات السورية الميدانية، نقل اعلاميون غربيون عن مصادر سورية موثوقة ومحايدة جملة مشاهدات تصب في خانة التأكيد بان النظام السوري نجح حتى الان في قمع حركة التمرد المستمرة منذ اكثر من شهر، كما اسس لارضية مقبولة لاطلاق سلة اصلاحات جديدة. كما اشار هؤلاء إلى ان قوات الامن السورية ومخابراتها فككت اكثر من خلية قيادية معارضة كانت تعمل على اشاعة اجواء الفوضى تمهيدا لتوسيع رقعة تحركاتها لتصل الامور إلى ما وصلت اليه في الدول المجاورة، بعد ان احكمت سيطرتها على مناطق التوتر.


اما في الشأن السياسي الدولي فقد نجحت الدولة السورية في تفريغ جلسة الامن من اهدافها من خلال الموقفين الروسي والصيني، فضلا عن رفض مندوبها الدائم السماح بتشكيل اي من انواع لجان التحقيق الدولية واتهامه بعض الدول بالعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا، ما يؤكد ان الاجماع الدولي على فرض اي من انواع العقوبات الصارمة او المؤذية على سوريا ليس متوفرا، اقله في هذه المرحلة، فضلا عن اشارات واضحة بان النظام السوري ما زال حاجة اقليمية ماسة، وبالتالي فان الضغوط التي تتعرض لها سوريا لا تهدف سوى الى الحصول على تنازلات ومواقف تواكب الحراك الاميركي باتجاه المنطقة.


غير ان حقيقة الموقف التركي تطرح اكثر من علامة استفهام حول الاهداف من سماح انقره المتحالفة سياسيا وعضويا مع دمشق بانعقاد مؤتمر المعارضة السورية على اراضيها، هذا المؤتمر الذي خرج باقصى المواقف تشددا تجاه النظام السوري، مع ما يعني ذلك بان تركيا لن تتوافق مع سوريا حتى آخر المطاف، بل انها ستعمد إلى رفع مصالحها الاستراتيجية إلى المرتبات العليا حتى لو كان ذلك على حساب تحالفاتها التكتيكية.


في هذا السياق يربط الاستراتيجيون بين الموقف الايراني المتشدد والتراجع الاميركي الخجول، لاسيما بعد ان وجهت طهران اكثر من رسالة دموية باتجاه واشنطن تجلت في اعمال العنف المستجدة والعمليات المحدودة والمبرمجة ضد القوات الاميركية في العراق، وقوات التحالف في افغانستان في مضمون واضح بالنسبة لواشنطن مفاده بان طهران لن تقف مكتوفة اليدين ازاء الضغوط التي تتعرض لها حليفتها دمشق، بل على العكس تماما فان اشتداد الضغط الاميركي على سوريا ستقابله ضغوط عسكرية في العراق وافغانستان وتحريك للشارع الشيعي في المملكة العربية السعودية، فضلا عن اعادة تحريك الجبهة الحوثية.

اما في الاتفاق الفلسطيني - الفلسطيني فان علامة الاستفهام تتمحور حول الجهة التي ستفرض استراتيجياتها البعيدة الامد، وبالتالي هل تنجح حركة فتح في جر حماس إلى طاولة المفاوضات، ام ان الثانية ستدفع بالاولى إلى جبهة المواجهة، وذلك في ظل خشية من ان تبقى كل الاتفاقات حبرا على ورق.


No comments:

Post a Comment