القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Tuesday, 19 April 2011

دافيد شينكر: دمروا سوريا



ديفيد شينكر: دمروا سوريا

ديفيد شينكر David Schenker

(هو زميل أوفزين ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن)هو احد الباحثين الاستخباريين

في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي  الصهيوني الليكودي في اميركا

وهو عضو في مجلس المستشارين في معهد الشؤون المعاصرة في مركز القدس للشؤون العامة

كماعمل في وزارة الدفاع في مكتب وزير الدفاع

حيث كان مديراً للمنطقة التي تشمل سورية ولبنان والاردن و الأراضي الفلسطينية

كتب يقول:‎ ‎
أثناء الغزو الأميركي للعراق، كان نظام الرئيس الأسد في‎ ‎سوريا يساعد المتمردين على ‏عبور الحدود وقتل الأميركيين.

وفي رد على هذا التحريض‎ ‎السوري، درست إدارة ‏بوش عددا من الخيارات التي يمكن إتباعها ولكن دائما كانت إحداها‎ ‎خارج الطاولة:

‏تغيير النظام أو أي مجموعة من الضغوطات التي يمكن أن تزعزع الاستقرار‎ ‎بدمشق. وكان القلق السائد المشترك بين الوكالات هو أن تكون سوريا من دون الرئيس ‏الأسد أكثر‎ ‎عدائية من كونها تخضع لنظامه الذي يدعم الإرهاب.
في وزارة الدفاع ـ حيث أعمل ـ كانت وجهة نظرنا مختلفة. ففي حين لم يؤيد ‏البنتاغون‎ ‎الإطاحة بنظام الرئيس الأسد، كما أننا لم نر مصلحة في المساعدة على إبقاء ‏قبضة الديكتاتور‎ ‎في السلطة. وفي مناقشة لسياسة الإدارة السورية، استذكر مساعد ‏وزير الدفاع آنذاك‎ "‎بيتر رودمان Peter Rodman "

المعاون السابق لوزير الخارجية

 "هنري ‏كيسينجر Henry Alfred Kissinger " الذي عمل في خمس‎ ‎إدارات متعاقبة للولايات المتحدة ـ استذكر

"أفيريل هاريمان Averell Harriman "

William Averell Harriman.jpg

المشارك بخطة مارشال، السفير الأميركي في‎ ‎الاتحاد السوفياتي من العام 1943ـ 1946.

Averell Harriman (center) with Winston Churchill (right) and Vyacheslav Molotov (left
حيث ‏أشار رودمان بسخرية إلى أن هاريمان قال‎ ‎ذات مرة "يمكنني تدبر أمر ستالين ‏ولكنني أخشى من المتشددين في الكرملين''.
وبعد مرور ثلاثة أسابيع على الثورة في سوريا وسقوط مئات من الإصابات، طفت ‏المخاوف‎ ‎القديمة مجدداً حول من وماذا سيخلف الرئيس الأسد??
وكذلك بالنسبة للملحق ‏الرجعي للنظام الذي‎ ‎لم يقتل الآلاف من مواطنيه فحسب، وإنما ساهم في مقتل ‏العشرات بل مئات من الجنود‎ ‎الأميركيين والمتعهدين في العراق.
يتخطى التأييد للنظام المنطق المعياري للـ "الشيطان الذي تعرفه".
وقد ارتأى أحد‎ ‎المعلقين في ناشونال إنترست" مؤخراً بأن "واشنطن على دراية جيدة بالرئيس ‏السوري‎ ‎بشار وتعلم مدى عقلانيته وتكهناته في الشؤون الخارجية".
ومما لا شك ‏فيه بأن الرئيس الأسد‎ ‎لم يقتل الملايين كستالين، لكنه قضى العقد الأول في السلطة بإهمال ‏مكرساً وقته‎ ‎لتقويض الأمن والاستقرار ـ والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط
هنا الشيطان الذي نعرفه:
فمنذ 2006 قد عمل الرئيس الأسد بمفرده بشكل أساسي على ‏تنامي قدرات‎ ‎حزب الله، الميليشيا اللبنانية الشيعية، مزوداً المنظمة بصواريخ ‏متطورة مضادة للسفن‎ ‎والصواريخ الفائقة الدقة‎ M 600 ‎، بالإضافة إلى أسلحة ‏مضادة للدبابات.
وسمح للمنظمة‎ ‎بإقامة قاعدة سكود على الأراضي السورية. وفي ‏الوقت عينه، يواصل التدخل بما لا يعنيه‎ ‎والقتل في لبنان، وإيواء ودعم حماس ‏وتخريب العراق.
وتبقى دمشق حليفاً استراتيجياً لطهران المعزولة بطرق أخرى. ففي 2007، كشف ‏النقاب عن‎ ‎خطة الرئيس الأسد بالسير قدما لبناء سلاح نووي.
ومع وجود التأثير الخبيث ‏والمميت لسياسات‎الرئيس ‎الأسد على مصالح الولايات المتحدة والمنطقة، من الصعب أن ‏نتخيل بأن نظاما يخلفه أو‎ ‎يحل بدلا عنه قد يكون أسوأ.

بالطبع، لا يمكن لواشنطن صرف النظر كليا عن سيناريو "العاصفة الشاملة". فمن ‏الممكن،‎ ‎على سبيل المثال، أن يستبدل الرئيس الأسد بعضو آخر أكثر تجاهرا بالعدائية من ‏طائفته‎ ‎العلوية الأقلية.

أو ربما قد يحل مكان النظام لجنة سياسية سنية مناهضة ‏لأميركا‎ ‎وأكثر عدائية وحربية تحدث مذبحة بالجملة في الطائفة العلوية وتتسبب ‏بهجرة ضخمة‎ ‎للمسيحيين.

وفي حال حكمت البلاد ثيوقراطية إسلامية بقيادة ‏الإخوان المسلمين أو‎ ‎أسوأ، مع تغيب الطاغية ذو النفوذ، قد تنجر سوريا إلى حالة ‏من الفوضى متيحة الفرصة‎ ‎لتنظيم القاعدة لإقامة موطئ قدم لهم في بلاد المشرق.
قد يحدث أي من هذه السيناريوهات التي لا تخدم المصالح الأميركية برمتها.

ولكن ‏ولا‎ ‎في أي منها، بالرغم من بعض الأفكار التفاؤلية في غير موضعها حول ‏الإصلاحات التي‎ ‎سيقوم بها، قد يعمد الرئيس الأسد إلى القيام بالإصلاحات ويجب أن يكون ‏واضحاً في ظل هذه‎ ‎الظروف بأن النظام لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه
ومن البديهي القول بأنه لا ينبغي على الولايات المتحدة أن تنغمس في صفقة إزالة‎ ‎النظام في سوريا.

إلا أن الأوان قد حان لمراجعة الفرضيات بأن لواشنطن، بطريقة ‏أو‎ ‎بأخرى، حق مكتسب في نجاة الرئيس بشار الأسد سياسيا. وبوجود هذا الشعب السوري ‏الشجاع الذي‎ ‎يبذل الجهود الصعبة ويدفع أثمانا باهظة لتخليص نفسه من الديكتاتور ‏الفاسد والمتقلب‎ ‎والوحشي، على أميركا أن لا ترمي إليه حبل النجاة
منذ سنوات عندما كنت أعمل في إدارة بوش، أوكلت مهمة كتابة ورقة خيارات ‏تتعلق‎ ‎بسوريا.

وقبل المباشرة طلبت المشورة الحكيمة من الراحل "بيتر رودمان"، ‏الذي سخر‎ ‎بأسلوبه المعتاد قائلا لي:

"لقد طلب مني كيسينجر كتابة الورقة عيها في ‏أوائل‎ ‎السبعينات". واليوم، وبعد مرور أربعين عاما وتعاقب رؤوساء سبعة على ‏إدارة البلاد،‎ ‎لا تزال الولايات المتحدة تسعى لسياسة فعالة لمنافسة ومكافحة نظام الرئيس ‏الأسد. وتستمر‎ ‎إدارة أوباما، كإدارة بوش قبلها، بالالتصاق بالوضع الراهن مسمرة ‏بالمخاوف لما قد‎ ‎يأتي لاحقا. ولسوء الحظ، وفي حال نجاة نظام الرئيس الأسد من هذه ‏العاصفة، ونحن نقف عاجزين‎ ‎ومكبلين بالمخاوف المستمرة لأسوا سيناريو للخلافة ‏في دمشق، سيبقى الرئيس بشار، عقوداً من‎ ‎الآن ـ أو نجله حافظ ـ تحدياً سياسياً للولايات ‏المتحدة.

1 comment:

  1. ### نريد أن نرى تحت تلك الملابس؟ ###

    Also visit my blog ... CLICK

    ReplyDelete