القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 1 July 2011

رائعة الفرزدق في الإمَامَ زين العابدين علي عليه السلام

 همام بن غالب الملقب بالفرزدق
في
حج هشام بن عبد الملك وقد جهد على إستلام الحجر الأسود فلم يستطع لإزدحام ‏الحجاج وبينما هو جالس ، إذ أقبل ، الإمام علي زين العابدين بن الحسين (عليهم ‏السلام ) وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم ريحاً وغمرت الحجاج هيبة الإمام ‏عليه السلام التي تعنو لها الوجوه والجباه ، وهي تحكي هيبة جده رسول الله (صلى ‏الله عليه وآله وسلم ) وتعالت الأصوات من جميع جنبات المسجد بالتهليل والتكبير ‏وبادر الشاميون إلى هشام قائلين من هذا الذي قد هابه الناس هذه المهابة فصاح ‏هشام لا أعرفه وعلا صوت الفرزدق بالإنكارعليه قائلاً بلى تعرفه فارتجل هذه ‏القصيدة العصماء بحب وصدق قول وجمال أسلوب :‏
حيث قال الفرزدق :
هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَه
هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ
وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
كِلتا يَدَيهِ غِياثٌ عَمَّ نَفعُهُم
سَهلُ الخَليقَةِ لا تُخشى بَوادِرُهُ
حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا
ما قالَ لا قَطُّ إِلّا في تَشَهُّدِهِ
عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإِحسانِ فَاِنقَشَعَت
إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها
يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ
بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ
يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ
اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ
أَيُّ الخَلائِقِ لَيسَت في رِقابِهِمُ
مَن يَشكُرِ اللَهَ يَشكُر أَوَّلِيَّةَ ذا
يُنمى إِلى ذُروَةِ الدينِ الَّتي قَصُرَت
وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ
بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا
العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ
يُستَوكَفانِ وَلا يَعروهُما عَدَمُ
يَزينُهُ اِثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشِيَمُ
حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ
لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ
عَنها الغَياهِبُ وَالإِملاقُ وَالعَدَمُ
إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ
فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ
مِن كَفِّ أَروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ
رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ
جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ
لَأَوَّلِيَّةِ هَذا أَو لَهُ نِعَمُ
فَالدينُ مِن بَيتِ هَذا نالَهُ الأُمَمُ
عَنها الأَكُفُّ وَعَن إِدراكِها القَدَمُ
مَن جَدُّهُ دانَ فَضلُ الأَنبِياءِ لَهُ
مُشتَقَّةٌ مِن رَسولِ اللَهِ نَبعَتُهُ
يَنشَقُّ ثَوبُ الدُجى عَن نورِ غُرَّتِهِ
مِن مَعشَرٍ حُبُّهُم دينٌ وَبُغضُهُمُ
مُقَدَّمٌ بَعدَ ذِكرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ
إِن عُدَّ أَهلُ التُقى كانوا أَئمَّتَهُم
لا يَستَطيعُ جَوادٌ بَعدَ جودِهِمُ
هُمُ الغُيوثُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً مِن أَكُفِّهِمُ
يُستَدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى بِحُبِّهِمُ
وَفَضلُ أُمَّتِهِ دانَت لَهُ الأُمَمُ
وَفَضلُ أُمَّتِهِ دانَت لَهُ الأُمَمُ
كَالشَمسِ تَنجابُ عَن إِشراقِها الظُلَمُ
كُفرٌ وَقُربُهُمُ مُنجىً وَمُعتَصَمُ
في كُلِّ بِدءٍ وَمَختومٌ بِهِ الكَلِمُ
أَو قيلَ مَن شَيرُ أَهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ
وَلا يُدانيهِمُ قَومٌ وَإِن كَرُموا
وَالأُسدُ أُسدُ الشَرى وَالبَأسُ مُحتَدِمُ
سِيّانِ ذَلِكَ إِن أَثرَوا وَإِن عَدِموا
وَيُستَرَبُّ بِهِ الإِحسانُ وَالنِعَمُ

سَلامُ اللهُ العَليُّ القَديرُ عَليُّكَم ياسيَّد الأنبياء والمُرسلين سيَّدنا محمَّد المصطفى الأمين وعَلّى إِمام أئِمَّةِ ‏الإِسْلامِ والمسْلمينَ رَبيبِ الرَّسولِ الكريم وَوَصِيِّهُ وَوَليّ عَهدِهِ الإِمام عليّ بن أبي طالب وعلى أئِمَّةِ ‏الإِسْلامِ والمسْلمينَ مِنْ آلكَ المَعْصُومينَ الطيبين الطاهرين ورَّحمتهِ وبرَكاتهِ عَليُّكَم وعَليُّهم













No comments:

Post a Comment