القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 15 July 2011

تاريخ آل سعود الجزء الحادي العاشر




وفتوى سعودية نقيضة تتهم الروس بالالحاد!

وما أن انتهت الحرب العالمية بهزيمة هتلر حتّى طلب الامريكان من البعثة الروسية مغادرة قاعدة الظهران الامريكية إلى بلادهم مقابل (الله يعطيكم العافية!.. ومشكورين.
وما قصرتوا، والشيوخ ممنون منكم!)… لكن البعثة الروسية تباطأت في الرحيل ـ وربما شجعتهم الفتوى السعودية الاولى ـ مما دعاهم للتلميح "للسادة" الامريكان بقولهم: "اننا في أراض عربية، للسعودية ـ السيادة عليها لا لامريكا"!.
وفي الحال: صدرت فتوى سعودية دينية تقول: (بالهام من الله ـ سبحانه وتعالى ـ اكتشفنا ـ صدفة ـ كذب الروس الموجودين في قاعدة الظهران أنهم ما جاءوا لخدمة الدين بل الشيوعية وزرعها في بلادنا واتضحت لنا سوء نياتهم من عدم رغبتهم في السفر إلى بلادهم بعد أن اكتشفناهم أنهم غير مسلمين وانهم غير مطهرين، فخيرناهم بين اشهار اسلامهم وتطهيرهم، فأبوا، فأمر طويل العمر عبد العزيز بابعادهم، محافظة على: أن لا يشوب الدين شائب)!!..

وقبل هذه الفتوى سبق للسعوديين أن أفتوا بأن "ستالين" مؤمن وهتلر ملحد!

ففي أيام الحرب العالمية الثانية، وما أن تحالفت روسيا الشيوعية مع أمريكا والغرب للتخلص من هتلر: حتّى صارت للرئيس الشيوعي ـ ستالين ـ حظوة ـ في قصور آل سعود ومجالس أتباعهم، وازداد عدد الامراء الذين أهملوا شواربهم تقليدا لشاربي ستالين، في وقت كانت فيه أسهم هتلر تتصاعد إلى حد الاجلال والقداسة بين أفراد الشعب لاسباب تبررها حتّى العجائز والاطفال بهذا القول:
(ان آل سعود يكرهون هتلر لانه سحق الشريرين اليهود الذين خانوا أوطانهم في آلمانيا وأوربا وغيرها وما زالوا يخونوها إلى النهاية، وهتلر يرفض اعطاء اليهود وطنا ليس لهم في فلسطين، ويقول هتلر أن عقله لا يستوعب التصديق بوجود مواطن ـ عاقل ـ في ألمانيا وأوربا يخون وطنه الاصلي لكونه يدين بالدين اليهودي فيزعم أن الله وعده ـ بمنحه فلسطين ـ مع أن الله لم يقابله أي يهودي واحد في العالم، ليبلغه عن منحه فلسطين، حتّى نبي اليهود موسى بالرغم من أنه صعد إلى أعلى قمة في جبل الطور وناجى الله لكنه لم يرد عليه!
وهذا هو الذي جنن هتلر وجعله يغزو أوربا الغربية والشرقية بحثا عن اليهود فيها ليريح العالم منهم معتقداً أن كل دولة فيها يهود ـ ويخونها اليهود حتما ـ انّما هي خائنة لكونها تحافظ على الذين يخونون أوطانهم الاصلية..
أما عن سبب كره آل سعود لهتلر فهو الخوف منه لكونه قادم لتخليص العالم من يهود الجزيرة العربية أولا، ويهد فلسطين ثانيا، أي قادم لرفع الخناجر والسيوف السعودية عن رقابنا وأيدينا وأرجلنا ووضعها في نحورهم) إلى غير ذلك من التعليقات الشعبية مما جعل السعودية تعتقل العديد من الناس بحجة أن البعض سموا مواليدهم باسم "النازي" ومن هؤلاء شخص اسمه عبد الله العقيلي اعتقل لكونه سمى ابنه "النازي" وما زال يعرف الان باسم "أبو النازي"… وكانت احدى عجائز العجمان وقد قتل ابنها آل سعود قد هامت بحب هتلر إلى حد الوقوف في الشارع لتقسم أن هتلر عربي وانه من قبيلة العجمان بل انّه ابن شيخ هذه القبيلة ـ راكان ـ الذي قاوم الاحتلال العثماني في الاحساء فأسره الاتراك ونقوله إلى اسطنبول فتسلل منها إلى المانيا وتزوج أم هتلر، ولهذا فاسمه الحقيقي "هتلر ابن راكان بن حثلين" !! الخ..
كما وقد حدثت مثل هذه المبالغات في أقطار مجاورة يحكمها الانكليز وعملاء الانكليز واليهود ووصلت إلى حد المبالغات لمكايدة هؤلاء الحكام وسادتهم المستعمرين، بقصد إرهاب الارهاريين آل سعود بذكرهم لبطولات الارهابي الاكبر هتلر والامثلة كثيرة، منها:
ان الطاغية عبد العزيز بن مساعد الجلوي قد اعتقلني وعمري عشر سنين.
لمجرد أنني كونت فريقا مدرسيا للهو في فرصة الدراسة اليومية عليه اسم "فريق هتلر" مقابل فريق آخر اسمه "فريق ستالين" يرأسه طفل آخر ـ آنذاك ـ اسمه عزيز العجيمي، ولم يفرج عني إلاّ بكفالة تقضي بعدم عودتي لمثل هذه التسميات المكروهة!.
أما رئيس "فريق ستالين" المزعوم فقد أخلى الامير الجلاد سراحه بدون كفالة! وكان الامير بن مساعد قد ذكرني يومها بأن لي سابقة قبلها، وهددني بالقتل في المرة الثالثة.
أما المرة الاولى التي ذكرني بها الطاغية ابن مساعد فهي يوم أن احتجزني مع جدتي وعمري لا يزيد عن سبع سنين عام 1938 ، وكانت التهمة موجهة لجدتي، أما أنا ـ فربما اعتقلت لكوني "شاهد اثبات" ضد جدتي، في ضرب "ابن مصيبيح" خادم الطاغية ابن مساعد بعد أن طرق عليها الباب وقطع صلاتها ليعطيها حفنة من القمح قال انها "صدقة من عبد العزيز آل سعود فرقها على أهل الحي بعد المذابح التي سبق له أن قام بها ابان احتلال البلد"…
وثانية هذه التهم قيام جدتي "بتحريض الله ضد آل سعود" بالدعاء أثناء الصلاة الكثيرة وبصوت مرتفع "تدعو الله أن يقصف آجالهم" ـ وقد سمعها الخادم المذكور حينما كان يطرق الباب قبل أن يسمعها الله!…
أما التهمة الثالثة ضد جدتي، فكانت استمرارها بتحريض "أهل الحي ضد الطواغيت المحتلين السعوديين"… ويومها إعترفت جدتي أمام الطاغية، وقالت فيما قالته له: (إن كل ما أرجوه أن أموت كي لا أرى وجوهكم في بلدي، ان الدنيا كلها لا تسوى شيئا في نظري.
فكيف تريدون مني أن أقبل منكم صدقة هي عبارة عن صاع من الحنطة مقابل هذه المذابح؟)..
فاعتبرها الطاغية "عجوز مخرفة يعجبها ترديد الناس لكلامها" فدفعها الخدم إلى خارج القصر… وغيرها من القصص الطويلة، التي ذكرتنا بها تهمة "النازية" المرعبة لآل سعود، النازية التي كان يحبها الشعب لانه لم يعرف مآسيها ولاعتقاده أن عدو عدوك صديقك.
وقد حلّت محلها الان تهما ثورية كثيرة…
يعتنقها الناس للتخلص بها من العهر السعودي الحاكم الذي لا يشرّف من يعترف به أو يهادنه أو يتحالف معه…

عبد العزيز المضحكة التي أضحكت أهل الكويت: فحكم العرب والمسلمين!

(لم يكن رأسمال آل سعود أكثر من ذلك الجمل الاجرب الاعرج الذي خرج عليه عبد العزيز  من الكويت فأسقطه أرضا).
هذا ما كتبه (وليميز وارمسترونج) من أصدقاء عبد العزيز آل سعود في مكتب المخابرات الانكليزية "المكتب الهندي" الذي أرتبط به عبد العزيز في مطلع هذا القرن، في كتابه "ابن السعود" الذي نقله إلى العربية العميل مصطفى الحفناوي "من مصر"… وأراد مما أورده مدح آل سعود.
قاصدا يمدح العميل فسبّه         ومن المدح ما يهين الأحبّة!

 
وقد طبع هذا الكتاب على "نفقة عبد العزيز الخاصة ومن جيبه الخاص!".
فأقرّ عبد العزيز كل ماورد فيه من معلومات، ومن هذه المعلومات ما ورد في الصفحة ـ 44 ـ بالاحرف التالية:
(وكان عبد العزيز بن السعود لا يملك ووالده سوى ذلك الجمل الذي ركبه من الكويت عام 1897 قاصدا به غزو الرياض، وكان الجمل الذي ركبه ابن سعود جملا مسنا أجربا مصابا بعرج في احدى سيقانه فأوقعه في الطريق مما اضطر راكبه للسير على قدميه حتّى مرت به قافلة أرجعته إلى الكويت وكانت قصة الجمل من القصص المضحكة التي يتحادث بها أهل الكويت، وكانت تلك هي محاولة ابن سعود الاولى لاحتلال الرياض، مما جعل الانكليز يدركون مدى تصميمه ويتفانون لدعمه بالمال والسلاح والرجال)… الخ.
ويقول: (ان هذا الاصرار الذي وجده المكتب الهندي في عبد العزيز: هو ما دفعهم لمساعدته إذ وجدوا فيه ما لم يجدونه في سواه)!…
تلك هي نبذة عن تاريخ آل سعود الدخلاء… ولكن … لكنهم بمجرد أن استولى آل سعود على بلادنا ـ بحول الانكليز وقوتهم وارادة مخابراتهم الواقعة تحت سيطرة اليهود الصهاينة ـ اعتبر آل سعود أن بلادنا "جيوب خاصة" بما فيها من ثروات وما عليها من مخلوقات ما هي إلاّ "ملكهم" وملك آبائهم وأجدادهم… أما الجمل الاعرج الاجرب المسن، فلم يتكلموا في طاريه!…
علما أنهم ما كانوا يملكون حتّى ذلك الجمل الاجرب، لكنهم أصبحوا الان يملكون الثروات والمسروقات بما فيها الناس والانفاس والمقل والقردان والقورد و"الحاس" والحواس…

ديبلوماسية النكاح

مصطفى الحفناوي المصري، عميل سعودي عتيق، امتدح آل سعود، لكنه ـ من خلال مدحه لهم ـ يفضح الدعارة والجرائم التي قام عليها إحتلالهم لبلادنا … ومادح آل سعود: يفضحهم ويفضح نفسه.
وفي كتاب (ابن سعود) الذي نقله "الحفناوي" كما يقول "بتصرّف" عن وليمز وآرمسترونج، وقدم له "محمد علي علّوبة باشا" وطبع في عام 1934 م في المطبعة المصرية بالقاهرة… يقول في الصفحة 108 وبالاحرف التالية عن "إسلام ـ جون فيلبي " ما يلي:
(ويؤدي إبن السعود فرائض الدين وجون فيلبي ملازم له يستمع لشكايات الرعية! ـ وأخيرا قال ابن سعود لفيلبي : "أنا ما زلت حليفا للانكليز ـ تذكر هذا يا فيلبي فلماذا لم   يحمني [1] الانكليز من حلفائهم؟" ولقد وجه علماء الدين نقدهم لابن السعود وقالوا: إن ابن سعود أصبح في ربقة الانكليز وأهمل الإسلام والمسلمين وأصبح يخدعه بريق الذهب الانكليزي، وأعقب ذلك احتجاج "الاخوان" على السماح للإنكليز بإدارة سياسة المسلمين من الرياض، حتّى إذا قابل أحد "الاخوان" انكليزيا يجوب الرياض أغمض عينيه وأشاح بوجهه وبصق في التراب ثم بلغ من شدة كراهية "الاخوان" والنجديين للإنكليز ان قاطعوا بعض ـ البدو ـ الذين يخدمون الانكليز في منازلهم.
ولقد وقف "ابن السعود" ذليلا لا يقدر على اسكات الشعب إلاّ بالقوة الغاشمة، ولا يقدر على اقناعه بالحجة المفقودة، ولا يقدر على الخروج عن إرادة الانكليز، ولقد تكلم الدويش ـ قائد جيشه ـ وقال:
إن عبد العزيز آل سعود لا يملك من الشجاعة مثقال ذرة ولذلك ترونه ـ يالاخوان ـ بأعينكم ـ إنه لم يخرج معنا ليقودنا مرة واحدة ويتقدمنا للقتال فنحن الذين دخلنا الاحساء قبله والجوف وحائل والقصيم والطائف ومكة وجدة، ونحن الذين حاربنا المسلمين باسم الإسلام، وسلّمنا له البلدان باسمه، بينما كان يأخذ الذهب والاسلحة من الانكليز باسمنا! ـ ولذلك تنعدم صفته كقائد لنا ويحرم الله علينا طاعته)!…
كان هذا بعض ما ورد في الصفحة 108 ، وفي الصفحة 110 يقول الكاتب الانكليزي آنف الذكر:
(وهناك رأى الانكليز بذل المزيد من حماية صاحبهم عبد العزيز، فأخذ عبد العزيز من جون فيلبي وعدا بأن يحميه الانكليز حماية كاملة من هجمات ابنا لرشيد وشمر والشريف حسين وسالم الصباح، لكن فيلبي أكد له: "أن الخطر الاشد الذي يجب القضاء عليه أولا، هم آل الرشيد، الذين لم يبدوا أدنى تعاون معنا، أما الشريف وآل صباح فعلينا اقناعهم بالسير معنا والتخلص ممن لم يوافقه السير خلف ابن السعود"…
وهنالك وقف فيلبي ليقنع مشايخ علماء الوهابيين ليوضح لهم خط سيرهم وأهمية اعطاء الاولوية للقضاء على حكم آل رشيد…
فوقف "العلماء" متحمسين متحفزين للحرب ضد حائل وشمّر، ولما اكتمل عقدهم في ذلك الاجتماع طلب منهم فيلبي: عقد مؤتمر من سكان المدن والقرى والبدو وبعض الاخوان، وعقد المؤتمر في الفضاء[2] إذ جلسوا على رمال الصحراء في هيئة مربع على أبواب مدينة شقراء وجلس ابن السعود في ركن من أركان المربع وجلس إلى جانبه فيلبي تحت حراسة مشددة وأعلن في الاجتماع "بأن الحرب ستكون مع آل رشيد وشمر")…
ويتابع الكتاب قوله:
(لكن أحد الخطباء تكلم وتبعه آخر، وكلاهما يرفضان محاربة آل رشيد وشمر وأهل حائل… ثم وقف الدويش وقال: "يا عبد العزيز إن الاخوان لا يفضلون الحرب مع آل رشيد بناء على مشورة فيلبي ولمصلحة الانكليز فالاخوان يقولون ان آل رشيد وشمر وأهل حائل مسلمين وانما الحرب يجب أن تكون أولا مع الذين يتعاونون مع الانكليز، إننا نوافقك إذا حاربت ـ الشريف"!..
فأخرج عبد العزيز بهذه المعارضة، فوقف وقال: "أتعرفون لماذا يقول لي الانكليز "إنكم أنتم البلهاء؟ لان لديكم الوسائل الفتاكة ولا تحاربون حائل الآن!، ان الانكليز على حق، فلدينا وسائل الحرب كلها من سلاح ومال وخطط ومع ذلك نتباطأ في حرب حائل، وحائل هي مفتاح الحجاز، ولو كنت أحكم حائل الان لترك الانكليز كل قبائل الصحراء لحكمي ولخلصنا بذلك من جميع الاضطرابات!…
لقد قال لي الانكليز انك ـ يا عبد العزيز ـ إن حاربت ابن الرشيد وحده فسيظن الشريف حسين أن حربك مع أهل حائل وشمر ما هي إلاّ حرب محدودة عادية دائرة بيننا ويبن آل رشيد.
وقال لي الانكليز: إننا بعد الاستيلاء على حائل سنعطيك كل الفرص ونمنحك كل الوسائل لاحتلال الحجاز لان الشريف حسين لم يوافق على بعض مطالبنا، لذلك نقول لكم ـ يا لاخوان ـ إن آل رشيد وشمر وأهل حائل كفار وأعداء لكم وللدين"!..
وتوقف عبد العزيز عن الكلام.. فوقف شخص من أعيان الاخوان اسمه "ابن جميعان" وتساءل بقوله: "يا عبد العزيز: ماهي بعض مطالب الانكليز التي رفضها الشريف حسين وقبلتها أنت حتّى وعدك الانكليز بعرش الحسين وينصحوك بمحاربة أهل حائل أولا؟"!…
فقال عبد العزيز:" قبل كل شئ: إن الشريف حسين مجنون، لانه يريد:
أولا: وحدة البلدان العربية كلها من مشرقها إلى مغربها تحت حكمه بينما الانكليز لا يريدون هذه الوحدة!.
ثانيا: إن الانكليز يريدون إعطاء فلسطين لليهود، والشريف حسين لا يريد ذلك…
أما نحن فلا علينا من وحدة البلدان العربية ولا علينا من فلسطين، لان أهل فلسطين والبلدان العربية جميعهم من الكفار ولا يصلحون لنا، وما دمنا نحارب كفار شمر وأهل حائل والحجاز والحسا وغيرها، فكيف بنا إذا جاءوا الينا كفار فلسطين ومصر والشام والعراق وأهل المغرب والعياذ بالله"… هكذا … قال عبد العزيز..
ومن هنا يتضح أن الانكليز لم يخرجوا آل سعود إلاّ ليلعبوا بهم في مسرح الخيانة ضد الوحدة العربية خدمة للمخابرات الانكليزية التي سيطر عليها اليهود الصهاينة لاقامة "إسرائيل" في فلسطين… وقد نجح آل سعود في اداء أدوارهم حتّى الان….

لماذا يحقد آل سعود على العجمان وشمّر؟

ويروي وليمز وآرمسترونج في الكتاب المذكور "ابن السعود" في الصفحة 88 عن معاركة مع قبيلة ـ العجمان ـ ما يلي:
(كان ابن السعود يحقد على قبيلة العجمان، نظرا لمواقفها المضادة منه، وخاصة بعد أن غدرت به[3] في معركة ـ جراب ـ التي جند له الانكليز فيها أعداد كبيرة من القبائل التي قادها ـ الكابتن ديفيد شكسبير[4] باسم "الاخوان المسلمين" وتحت شعار "التوحيد" لكن شكسبير قتل في تلك المعركة التي خاضها اهل حائل وشمر بقيادة سعود بن عبد العزيز آل رشيد…
وكان الانكليز أشد من صاحبهم عبد العزيز حقداً ضد شمر والعجمان، ففي خريف سنة 1914 دخل الانكليز البصرة وتقدمت جيوشهم فيما بين النهرين إلى بغداد وارسلوا الكابتن شكسبير قبل مصرعه للتخطيط لابن السعود وتدريب وقيادة جيوشه التي موّلها الانكليز في تقدمهم نحو بغداد، فحاول الانكليز دعم ابن السعود اكثر للاستعانة به ضد شمر والعجمان والمنتفق، فحرك الانكليز ابن السعود لشلّ قوى شمّر أولا ـ وجندوا له قطاعات كبيرة من القبائل تحركت باسم ابن السعود وتحت علمه الاخضر المزيّن بجملة تقول: "لا إله إلاّ الله محمد رسول الله" وبقيادة الكابتن شكسبير الذي كان من خطأه أنه قاد هذا الجيش باسم الإسلام وهو لم يسلم بعد فصرعته شمّر، في معركة جراب، وانسحب العجمان من جيش آل سعود الانكليزي، وانهزمت بقية القبائل بل ان هذه القبائل التي هي جنوده قد نهبت أسلحته وأثاثه ـ وحتى عباءته وثيابه وسرواله)!..
ويتابع الكاتب قوله:
(ولذلك رأى الانكليز ان يقوموا بالتنكيل بالعجمان ليرفعوا بذلك التنكيل من سمعه عميلهم عبد العزيز آل سعود بين بقية القبائل التي أخذت تستهتر به بعد تلك الهزيمة وتطلق عليه "ابن اليهود" بدلا من "ابن سعود" و"عبد شكسبير" و"عبد الانكليز" بدلا من "عبد العزيز"…
لكن عبد العزيز آل سعود استغاث بالانكليز، فأعادوا تنظيم جنده، وخلفوا شكسبير، بجون فيلبي الذي تعلم من مقتل ـ سلفه ـ الدروس فأسلم وأطلق لحيته…
فخطط لتأديب العجمان في مكان اسمه "كنزان" … لكن العجمان أبلوا بلاءً حسناً فقتلوا العديد من جيش عبد العزيز الذي يقوده فيلبي، ومن ابرز من قتلوهم "سعد آل سعود" شقيق عبد العزيز، كما اصابوا عبد العزيز آل سعود نفسه بجرح بليغ في بطنه مما دعا الانكليز إلى الاسراع في اسعافه ومحاولة نقله لعلاجه في الكويت أو في العراق، لكن فيلبي رأى أن في نقله ما يشيع الهزيمة في نفوس من تبقى من جنوده الذين قتل ـ العجمان ـ وجرحوا العديد منهم وهرب الكثير، فرأى الانكليز أن يستدعوا الطبيب الكابتن "روي" بطائر حربية خاصة نقلته من البصرة على عجل لعلاج عبد العزيز، فأجرى له عملية خياطية لجرحه وحجروه في خيمة خاصة لازمه الطبيب فيها لمدة سبعة ايام حتّى اطمأن على نجاح العملية وعاد الطبيب الانكليزي إلى البصرة…
ومع ذلك فقد احتقرته القبائل وتركه سالم الصباح الذي شاركه في بداية المعركة)!…

النكاح أساس الملك!

ووراء كل مذبحة منكحة

ويقول "وليمز وارمسترونج"، في الصفحة 88:
(فرآى "ابن السعود، انّه لابد من عمل سريع جداً وانه لابد من مغالبة الجرح الذي احدثه في جسده رصاص الاعداء العجمان ليظهر للناس رجولته على الاقل!…
وسأسرد عليك نبأ غريبا وغاية في الدهشة وربما يضحكك لانه شاذ لا يتصوره العقل ولكن يدل على أن العبقرية تسبح في فلك غريب جداً لا كتلك الأفلاك التي يسبح فيها سائر الناس!…
وخلاصة هذا النبأ: ان ابن السعود وسط تلك الشدة طلب إلى شيخ من قرية مجاورة ان يحضر له فتاة عذراء في الحال تكون ملائمة له ليتزوج بها!.
وجيئ بالفتاة فعلا واحتشدت الجماهير المقاتلة حول الخيمة التي اقيمت في ميدان القتال!..
ترقص طرباً لنكاح إبن السعود لفتاتهم.
وبهذه الطريقة السعودية المضحكة أنقذ الموقف!… إذ أحيا السرور والمرح في نفوس رجاله اليائسين وأتى لهم بمنظر شاذ أنساهم متاعب الهزيمة، التي كان ابطالها العجمان، واخرج عبد العزيز جنده من دائرة الرعب والفزع إلى دائرة الرقص والمرح المصطنع… وعند ذلك فكّر ثانية في قتال العجمان "وتأديب" سالم الصباح)!…
كان هذا ما قاله الكاتب الانكليزي صديق آل سعود ـ في الصفحة 88 من كتابه المذكور… إلى أن قال في الصفحة 89:
(وأخيراً أنتصر ابن السعود بعون الانكليز بعد قتال طويل واحرق قرى العجمان وقتل رجالها والنساء والاطفال بلا شفقة ولا هوادة!.
وفرّ زعيمهم ومعه بعض رجاله إلى الكويت فطلب ابن السعود تسليمهم.
لكن سالم الصباح رفض تسليمهم، وكان ذلك الرفض بداية خروج سالم الصباح عن الدائرة الانكليزية، وبذلك اوعز الانكليز لابن السعود بمحاصرة الكويت فحاصرها وقتل الكثير من أهل الكويت بما عرف في مذبحة الجهراء، حتّى اذعن سالم الصباح وعقد اتفاقية الحماية مع الانكليز، فانسحب جيش آل سعود)!…
هذا هو بعض ما قاله أصدقاء آل سعود بذكرهم لنبذة من عمالة آل سعود لليهود وللمخابرات الانكليزية التي كونها اليهود أصلا وسيطروا عليها، فجعلوا من آل سعود "السعاد الطبيعي" لهذه البذور اليهودية في فلسطين وما زال آل سعود وأمثالهم سماد اليهود الطبيعي… الذي به نبت اليهود، وبدونه لن تعيش "إسرائيل" في فلسطين…
انها الحقيقة الت لن تمحوها مزاعم انتسابهم للعرب وطمعهم في الصلاة في القدس وأقاويلهم في مباول الاعلام وتجارة الكلام، عن عونهم التافه لبعض الفلسطينيين، هذا العون الذي ما هو إلا صدقة يراد بها الأذى.

عينة من "علماء" الدين الذين صنعهم كوكس

كان السيد كاظم اليزدي مرجعا دينيا اعلى للشيعة وقد توفي في مدينة النجف عام 1920.
ويقدم تاريخ السيد اليزدي نموذجا للعلاقة بين تجار الدين والاستعمار من خلال المواقف التالية:
1 ـ روى السيد هـ. ر.ب ديكسون في كتابه المعنون (الكويت وجاراتها) ما ملخصه:
توجهت لمقابلة برسي كوكس ـ المعتمد البريطاني في العراق ـ وفاجأني حال وصولي بسؤال عما إذا كنت أعرف السيد كاظم اليزدي، الذي سعيت إلى مشورته كثيرا عندما كنت في سوق الشيوخ[5].
وأجبت المندوب السامي بأني لم أقابل الرجل ولكني كنت أراسله فترة طويلة من الزمن.
ويواصل ديكسون حديثه فيذكر أن المندوب السامي أبلغه بحادث إلقاء قنبلة على مسجد الكوفة حين كان احد الطيارين الانكليز يقوم بمهمة تأديبية على فرع المشخاب من الفرات بالقرب من أبي صخير.
وقد أصابت القنبلة الجدار الخارجي ففتحت فيه ثغرة كبيرة.
وكان هذا الحادث ـ يقول ديكسون ـ غير مقصود ولكنه كان كافيا لاشعال نار الثورة بين الشيعة وبريطانيا.
وكتب كوكس[6]رسالة إلى اليزدي يشرح فيها ظروف الحادث ويعتذر لما حدث.
يقول ديكسون:
حملت الرسالة وقابلت السيد كاظم اليزدي مع حميد خان متصرف كربلاء وأعطيته الرسالة وقلت له:
ـ سيدنا انا تلميذك، حافظ جميلك في سوق الشيوخ، انا الانكليزي المسمى دكسان وقد ساعدتني قداستك مرارا في حل المشاكل المستعصية منذ عدة سنوات.
فاجاب السيد:
ـ يا بني … يا بني هذا سرور عظيم! ثم مضى يقرأ الرسالة.
فلما انتهى منها قال:
ـ لم تلق أية قنبلة على مسجد الامام علي في الكوفة.
من قال ذلك؟ انها كذبة يقصد بها الاجحاف بالانكليز. يجب أن أعرف!.
وأكدت له بكل تواضع ان ما ورد في الرسالة مع الأسف وان السير برسي لم يكن ليكتب له رسالة بهذا المعنى لو لم يتأكد من صحة الخبر.
قال: لا (وانتفض) انها أكذوبة شريرة. ان شيئاً من هذا لم يحدث. سأكتب إلى السير بيرسي كوكس بهذا المعنى.
وعندئذ غامرت وقلت:
ـ اذن لماذا لا تصدر فتوى أيضاً تعلن فيها ان القصة مصطنعة من أولها إلى آخرها وانه لا خوف أبدا من ان تكون هناك نية للتعرض للدين الإسلامي.
فضحك السيد اليزدي وأملى الفتوى على كاتبه من فوره. وتنص الفتوى ليس على أن الحادث وقع نتيجة الخطأ بل انّه لم يقع أصلا، رغم وقوعه!.[7]
والحكاية الثانية نقلها السيد هادي العلوي عن والده يقول:

"الملاّ" الانكليزي

2 ـ أخبرني والدي، وكان يشتغل عامل بناء في معسكر للجيش الانكليزي اثناء الحرب الأولى، ان آمر المعسكر الانكليزي وهو برتبة ميجر، وقد نسي والدي اسمه، استدعاه لما عرف أنه شيعي وقال له بلغة عربية فصيحة:
ـ سيد نوري انت شيعي؟
ـ نعم صاحب!
ـ تذهب لزيارة النجف؟
ـ نعم اذهب.
ـ تعرف السيد كاظم اليزدي؟
ـ اعرفه.
ـ وتزوره؟
ـ نعم.
ـ إذا ذهبت لزيارته فقل له أن الملا فلان ـ وذكر اسما اسلاميا ـ يبلغك تحياته.
واستطرد الميجر الملا يقول: كم أنا مشتاق إلى أستاذي اليزدي.
كم أتمنى أن أراه.
وتكشف هذه الحكاية، حقيقة خطيرة وهي ان السيد كان يتولى بنفسه تنشئة كوادر من كبار الموظفين أو العسكريين الانكليز تكن مؤهلة للعمل في العراق أو البلاد العربية والاسلامية الاخرى.
ومن المعروف ان المجتهد الشيعي يدير في العادة مدرسة خاصة به تتولى تخريج رجال الدين وفق اسس ومنهاج تربوية متعارف عليها.
والميجر الملا هو بلا شك احد خريجي هذه المدارس.
3 ـ اعلن الملا كاظم الخراساني، معاصر اليزدي، وجوب الثورة على الحكم القاجاري في إيران لارغامه على تطبيق النظام البرلماني وذلك ضمن ما سمي حينذاك بالمشروطية ويقصد بها الملكية المقيدة بدستور وبرلمان.
وأفتى بالجهاد وقرر تجهيز حملة عسكرية لهذا الغرض.
وقد عارض السيد كاظم اليزدي هذا المشروع ودبَّر ضده المكايد.
ثم أعلن موت الملا الخرساني فجأة فتشتت أتباعه، ولا يعرف السر في هذا الموت المفاجئ.
ومن المؤسف أني لا أملك تفصيلات حول هذه القضية المهمة أكثر مما سجلته في هذه الملاحظة… ما يهمنا في هذا الصدد هو أن السيد اليزدي قد جمع بين الولاء للإستعمار الانكليزي، والولاء للإستبداد الإقطاعي المتمثل في الملكيات القائمة في الدول الإسلامية.
والسيد اليزدي هو أكبر مجتهد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين وتعد كتبه مصدرا رئيسياً للدراسات الفقهية والكلامية في الوقت الحاضر[8].
وبمثل هذه الطريقة قام اليهود بادخال عبد الوهاب بن سليمان في الإسلام وادخال عائلة مردخاي أو "مرخان" في الإسلام وربطوا بينهما في شجرة تصلهم بالقربى للنبي محمد، وأطلقوا على الأخيرة اسم آل سعود.

الانكليز والامريكان "يدفعون الجزية لآل سعود بصفتهم من الكفار"!!

رواه "المستر ديلي" عن عبد العزيز

يقول الشيخ محمد الموسى (وهو من علماء الدين في العراق وممن لهم وطيد صداقة ببعض المستعمرين الانكليز، لكنه شارك في مساندة ثورة العشرين عام 1920 بضغط من الشيخ الشيرازي بعد رسالة بعثها ـ الشيرازي ـ إليه يلومه لعدم مشاركته في ثورة العشرين)..
يقول الشيخ محمد الموسى:
"كان المستر ديلي وهو المساعد الأول للمندوب السامي في العراق السير برسي زكريا كوكس الصديق الحميم لعبد العزيز آل سعود قد حكى لي هذه الحكاية التي تألمت لسماعها بقدر ما ضحكت لتلاعب آل سعود بالدين، التلاعب الذي غلب تلاعب الانكليز "!" والقصة كما رواها لي ديلي كما يلي:
قال ديلي: (بينما كنت اقدم للسلطان العزيز على قلوبنا عبد العزيز آل سعود في يوم 15/6/1916 قطم من أكياس الذهب والريالات المتأخرة لدينا من مرتباته ومرتبات قضاته وجنوده ومعونات أخرى من المكتب الهندي الانكليزي، رأى عبد العزيز مجموعة من البدو في مجلسه يتغامزون ضده "ماهي البضاعة التي ستدفعها يا عبد العزيز مقابل هذه الدراهم التي تقبضها من الكافر الانكليز؟".. فاستبقهم عبد العزيز وقال للبدو الحاضرين: " يا لاخوان التي جاء ليدفعها جزية للمسلمين ولامام المسلمين من الكفار الانكليز…
فقد ارسل لنا الكفار جزيتهم، وماذا نفعل… فهل اخذ الجزية من الكافر حلالا وإلاّ حرام يا مشايخ الدين؟.." قال مشايخ الدين النجديين الذين هم من مدرسة انكليزية: "بل هي حلال وأحل من الكمى"… والكمى، نوع لذيذ من الفطريات ينبت في الصحراء ولا يزرع ويضرب البدو بلذته الامثال لكونه مشاع، ولان من يجنيه لا يعاقب… ويقول المستر ديلي: (ولم أستطع ابتسامه الرضى والاعجاب لنجاح تلامذة المكتب الهندي ولقد ضحكت لهذه الفتوى، كما سررت للفتوى التي أدلى عزيزنا المدلل عبد العزيز آل سعود وأنقذ الموقف، والحقيقة أنه كان أعز وأصدق وأذكى صديق، أميّ، عرفته بريطانيا في بلاد العرب إذ استطاع الجمع بين الدين والعروبة وصرف المال بالقسطاس في سبيل أهدافنا وبذلك أقنع لحسابنا العديد من زعماء العرب والمسلمين وزعماء فلسطين وغيرهم بما لم يستطيع كل الاصدقاء اقناعهم به، فقدم لبريطانيا خدمة جسيمة لا تقدر بثمن)!.. الخ.
هذه شهادة "حسن سلوك!" من مسؤول انكليزي استعماري معروف قصد بها الثناء على "عبد الانكليز" عبد العزيز آل سعود… ففضحه.

نوع واحد من الخداع السعودي

والشهادة هذه تكشف لنا عينة من أنواع ا لخداع السعودي للعرب باسم الاسلام، وعينة من أنواع الخدمات السعودية التي قدمها آل سعود لبريطانيا والصهاينة، وما زالت السعودية تقدمها لامريكا بعد زوال بريطانيا…
وما خدمة السعودية لامريكا، إلاّ خدمة مباشرة وغير مباشرة لإسرائيل…
وما من شك ان اصدار الفتاوي الدينية لصالح بريطانيا خادمة الصهيونية الاولى ـ سابقا ـ ما هي إلاّ خدمة للصهيونية قد أداها عبد العزيز آل سعود وتؤديها ذريته السائرة على نفس المنوال… هكذا اعتبر عبد العزيز ان قيمة الضمائر "جزية" يدعفها الانكيلز "لاماما لمسلمين" المزعوم بينما هيتدفع له الاموال لقتال الشعب العربي وضياع فلسطين…
وهكذا: وباسم الدين اليهودي السعودي المغلف بالإسلام زوراً تستباح الدماء العربية والمسلمة! في فلسطين مثلما استبيحت في الحجاز ونجد والإحساء واليمن والقطيف، وعسير وتهامة، والجوف، ودماء أهل حائل وشمّر، بحجة "أن ثلاثة من أهل المشهد كانوا يعيشون بينهم!…
زاعمين أنهم شيهم كفار"…

حمد الشويعر، يفضح الدجل السعودي باسم الدين

واسمعوا هذه القصة للمرحوم حمد الشويعر، وكان ضمن عشرة اشخاص في حائل تعاونوا مع عبد العزيز آل سعود لإسقاط حائل في براثن الاحتلال السعودي بعد أن رفض حكام حائل التعاون مع الانكليز، لقد تعاون المرحوم الشويعر لإدخال الاحتلال السعودي لكنه ندم وندم اصحابه جميعا ولكن يوم لا ينفع الندم وبعد فوات الاوان…
وها هو حمد الشويعر يحكي لخاصته علانية قصة الدجل السعودي باسم الدين فيقول: (ذهبت لمقابلة عبد العزيز آل سعود سراً أثناء حصاره لحائل، ووصلت إليه في "الوقيد" شمالي حائل، وقد تجمع لديه كبار الاخوان "قادة جيشه الانكشاري السعودي" فوجدها عبدالعزيز فرصة لإقناع "الأخوان" بأن أهل حائل وشمّر "كفار" وكان بعض أتباعه قد ترددوا في "تكفيرهم" لأهل حائل وشمر حينما سمعوا أصوات المؤذنين، في أوقات الصلاة، من المساجد في حائل وقراها التي وصموا أهلها بالكفر!…
فوجه عبد العزيز سؤاله الخبيث لي بقوله: "أسألك بالله يا حمد الشويعر: هل يوجد في حائل مشاهدة؟"… قلت بشئ من السخرية لهذا المنطق الذي لا ينم عن جهل بل ينضح منه الخبث: "نعم يا عبد العزيز… يوجد في حائل ثلاثة تجار عراقيين مسلمين من أهل المشهد… فقال عبد العزيز بخبث أكثر: "يعني يوجد في حائل شيعة وعراقيين ومن عبّاد علي؟!"… قلت: "لا… انهم ـ من عبّاد ـ الله"…
فالتفت عبد العزيز للشيخ عبد الرحمن بن بلهيد الذي يجلس إلى جانبه وقال: "أسألك بالله يا شيخ ابن بلهيد: هل حمد الشويعر "كافر أو مسلم" حينما لا يستغفر الله وهو يزعم أن المشاهدة مسلمين؟!وان أهل حائل مسلمين! وان شمر مسلمين! مع أنهم يحوون بينهم المشاهدة الكفار؟!".
فقال الشيخ بن بلهيد "ان من احتوى الكفّار الشيعة فقد كفر"… ويقول الشويعر: "وبعد هذه الفتوى رأيت سيوف "الاخوان" تهتز بأيديهم لتتبارك بسفكها لدمي… لكن عبد العزيز كان أسرع منهم، فأمسك بيدي وقال: "قم معي يا حمد الشويعر إلى هذه الخيمة لإدخلك في الإسلام لإنك قد كفرت بقولك ان أهل حائل مسلمين مع أنهم يحمون الشيعة الكافرين"!…
ثم أردف يقول:" وتعال يا شيخ ابن بلهيد لتشهد معي على إسلام حمد الشويعر"….
وقال الشويعر: "وما أن دخلنا الخيمة حتّى ضحك عبد العزيز وضحك الشيخ ابن بلهيد، وقال عبد العزيز: أنا أعرف الشيخ ابن بلهيد يعرف أن اسلام أهل حائل وشمر هو أحسن من إسلامي واسلام الشيخ ابن بلهيد ولكن إذا لم نبرر "للاخوان" أسباب حربنا لحائل بمثل هذا الكذب فكيف نستولي على حائل التي ما زال أهلها يحاربوننا بشراسة"!
واردف عبد العزيز يقول: " ان بعض اتباعنا تراجعوا عندما سمعوا اصوات المؤذنين وقالوا لي كيف يا عبد العزيز نقاتل اهل حائل ماداموا في المآذن يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن محمد رسول الله! ـ وان الحديث النبوي يقول: (من كفر مسلما فقد كفر.!) … ويقول الشويعر: قلت لعبد العزيز: (لكن خداعك لاتباعك يدخلك في الكفر نفسه وحرام عليك يا عبد العزيز) فامتعض عبد العزيز وقال: "لنسأل الشيخ ابن بلهيد عن الكفر والحرام والحلال ونضع بيننا وبين النار قاض!" ..
وسأل عبد العزيز شيخه: " ما رأيك يا شيخ بما يقوله الشويعر؟.. إلاّ توافقني ان الحرام هو في قول الحقيقة التي تضر بقائلها لتبعدنا عن احتلال حائل؟!"
قال الشيخ ابن بلهيد: "انني ألوم أهل حائل وحكامها من مواقفهم ضد الانكليز "أنصار المسلمين".
وأخذ الشيخ ابن بلهيد يدجّل مبرراً مواقف عبد العزيز آل سعود من مناصرته للإنكليز، ثم قال الشيخ ابن بلهيد لعبد العزيز: "ان خداعك للاخوان في حربك لحائل هو خداع مشروع يا عبد العزيز والسياسية كما يقول الانكليز لا أخلاق فيها"!..
قلت "ولكن نريد ما يقوله الله لا ما يقوله الانكليز، فظاهر دعوتكم دينية!.." قال عبد العزيز: "وباطنها سياسي"!.. ويقول حمد الشويعر: (وأحسست لحظتها بألم وصداع شديدين في رأسي سببه لي ما سمعته وما فعلته بنفسي ضد وطني باتصالي مع هذا الظالم الافّاق وأدركت أنني لا أختلف عن هؤلاء البدو الذين أطلق عليهم الانكليز اسم "الاخوان المسلمين" بينما هم يجهلون أي معنى من معاني الاخوة والاسلامية، وبدأوا يتلقون الفتاوى من مشايخ الدين، ومشايخ الدين يتلقون الفتاوى من عبد العزيز، وعبد العزيز يتلقى الفتاوي من الانكليز، أشهد الله ان عبد العزيز خدعنا بزيف دعوته الدينية وادركت انني مع بعض "كبار الجماعة" قد ارتكبنا جريمة لا تغتفر بإتصالنا مع عبد العزيز آل سعود لنقوده إلى بلادنا، ورجعت من مخيمه وانا نادم!.
ونقلت ما سمعته لبعض كبار الجماعة في حائل، لكنهم قالوال لي: ماذا نفعل؟ ان شمر ابتعدوا عن حائل وآل رشيد "حكام حائل" وضعوا نهايتهم بأيديهم باقتتالهم، ولو أنك أخبرت محمد بن طلال آل رشيد "آخر حكام حائل" بما حدث لقتلك وقتلنا معك!
فأسكت ولا تحفر عن مذبحك ومذابحنا بيدك)…
ويقول حمد الشويعر: (لقد كتمت ألمي حتّى سقطت حائل بيد الاحتلال السعودي وأشهد اننا من أوائل المتسببين في سقوطها)!..
هذا ما قاله الشويعر لعدد من اصحابه… لقد ادخل "هؤلاء العشرة" ابن السعود من الجهة الجنوبية لحائل بينما كان معظم الشعب يقاتل الاحتلال السعودي،وبذلك اضطروا الحاكم ابن طلال للتسليم..
ومقابل خدمات حمد الشويعر هذه، قام عبد العزيز آل سعود، بتعيينه حاكما على مجموعة من أكواخ قرى ـ عسير ـ واسمها الدليل عليها: "أبو عريش" ومشتقاته، لكنه ما لبث أن تخلص منه باغتياله بالسم، كعادة آل سعود مع كل من تعاونوا معهم أو باعوا لهم أنفسهم وموطنهم طامعين أو مخدوعين بظاهر دعوتهم السعودية الدينية التي تخفي الخبيث بظاهرها الكاذب المخادع…
إلاّ أن ما قاله الشويعر كان شهادة من صادق لعب أحد الادوار البارزة في إسقاط حائل، نسجل شهادته الآنفة ليدرك كل من تعاملوا مع آل سعود سوء مصيرهم.
إنها طرق اليهود المخادعة… التي سار عليها آل سعود الذين "أسلموا" لتخريب الإسلام باسم الإسلام وطعن العروبة والوحدة العربية باسم الدفاع عن الوحدة والعروبة… وليسامح الله حمد الشويعر… لقد كان أشرف ممن تمادوا في الخيانة…

عرب لكنهم يرطنون!…

بعد فشل ثورة العشرين (1920) في العراق… الثورة التي قادها عدد من رجال الدين وزعماء العشائر والزعماء الوطنيين، ومنهم الزعيم القبلي الشاعر الشعبي "شعلان أبو الجون" ذهب أحد الصحفيين الانكيز إليه (في منطقة أبو الجون) يستوضحه عن الثورة في نفس المكان الذي قاد منه الثورة عن كيف ومتى؟.
ومن أي مكان هاجمت عشيرته السجن وأخرجته منه؟.. الخ.
وبدأ الشيخ شعلان أبو الجون يشرح المعركة للصحفي الانكليزي، فانغمس الشيخ الشجاع في الوصف وتحمس أثناء شرحه للثورة ومسبباتها، فاستشاط غضبا على الانكليز، وأخذ يهز سيفه في وجه الصحفي الانكليزي، وخشي الانكليزي منه، فأراد تخفيف غضبه، فقال الانكليزي: (ولكن جهودك يا شيخ لم تذهب سدى، فقد تمخضت عن إيجاد مجلس للنواب من العرب!!).. فرد عليه أبو الجون بسرعة وبداهة وبساطة يقول: (عرب لكنهم يرطنون)!..
وكانت تلك الجملة أكثر بلاغة مما لو قال الشيخ: نعم. انهم عرب لكنهم كلاب السلطة… وكان للشيخ الثائر قصائد شعبية في هذا الموضوع، ومنها قصيدة شعبية، تغزل فيها بأرضه التي سماها "جامعة الحسن" وتحدى بأرضه المندوب السامي "برسي كوكس" ومساعده "ديلي" وتحدى قوات الانكليز، وأعرب لهم فيها: "بأنه ليس من أولئك الذين يركبهم الانكليز أمثال ابن سعود".
وفيما يلي بيتين من قصيدة "الهوسة" الشعبية التي فيها يقول:
يا أرضي يا جامعة الحسن جيناك
                                  فنّ ـ كوكس، وديلي، بعسكره يدناك[9]
  ما بيننا ـ يا كوكس ـ وديلي ـ من مطاياك
                                  هناك ابن اسعود وربعه للركب يتناك[10]

مالم يغطيه طلاء الذهب الاسود من فضائح                          الملك فيصل في صغره[11]

فيصل في "عمر الزهور!"
يوم أن أقطعه والده
الحجاز كهدية بعيد ميلاده
فأفسد الحرمين الشريفين بقلة
الشرف، وضجت الحجاز
بمفاسده، فاضطر لإبعاده
إلى أمريكا لمدة ستة أشهر
وأعلن "صحابته في الفن
الجنسي" ان عبد العزيز
عيّن ابنه فيصل حاكما
على أمريكا بالنيابة عنه!.
في سنة 1343 هـ أتم الانكليز بعض مهماتهم بتنصيب عبد العزيز آل سعود ملكا على "الحجاز وسلطانا لنجد وملحقاتها"!…
وفي سنة 1344 هـ وهب عبد العزيز "المدينة المنورة" لابنه محمد، يتقاضى ضرائبها لكونه متفرغ نهائيا للأمور الجنسية وعازف من صغره عن الحكم المباشر وعمره لا يتجاوز الرابعة عشر… وفي ذات السنة 1344 هـ وهب عبد العزيز مكة والحجاز لابنه "فيصل" وكان عمره لا يتجاوز (15) سنة، وكان شابا يافعا ووسيما وكان يسل شعر رأسه إلى كتفيه فوضع الملك عبد العزيز في ذلك الوقت شخصا عراقيا يهوديا أطلق عليه اسم "مهدي بك" مستشارا للأمير فيصل عينه رئيسا للشرطة في آن واحد وترك "لمهدي" بك الحبل على غاربه بخصوص القضايا التي تخص المواطنين فصار له حق التصرف المطلق في شعب الحجاز، يسجن من أراد ويحكم بالجلد ويقطع الأيدي ويأمر بالقتل ويصدر الاحكام كلها عرفية كما هي عليه الآن، مع أن الحجاز والجزيرة العربية كلها لم تنعم بأي لون من الحكم الشرعي الصحيح والمدني منذ أن نصّب الانكليز عليها عبد العزيز وذريته.
لقد عاش أهل مكة والمدينة والطائف كغيرهم من المواطنين في رعب واذلال دائمين من الارهاب الذي فرضه مهدي بك وأمثاله… وفي نظر الوهابية ان كل من لم يكن وهابيا فهو "كافر" وجميع المسلمين في أقطار العالم الإسلامي في نظر الوهابية كفارا إلاّ من اعتنق مذهب الوهابية، ولا زالوا يتبجحون في مؤلفاتهم أن الملك عبد العزيز قد طهر الجزيرة العربية من الشرك ومكة والمدينة والطائف وجدة من المشركين وعبادة الاصنام… ومن هذه النظرة السعودية بدأ الحساب والعقاب والثواب…
وفي سنة 1344 هـ ابتدأ "فيصل" أمير مكة والحجاز وكان منغمسا في ملذات الانحراف الجنسي وكان يعتقد أنهم فتحوا الحجاز عنوة وكل من فيها عبيدا لهم ولذلك كان لا يتورع من خطف البنات والبنين مما سنورد بعض أسماء المخطوفين من الشباب والفتيات، وراح الامير فيصل يقضي ليله ونهاره مع أقرانه من الفتيان وكل من يفعل به يضعه على رأس دائرة من دوائر الحكم، وبذلك تسهل قيادته!.
وإذا عارض أحد الاشراف أو مشايخ القبائل في ذلك وبلغ الكلام إلى الملك عبد العزيز "والد الامير فيصل" لن يمضي على ذلك الشريف أو الشيخ مدة قصيرة حتّى يؤخذ أو يختطف من بيته ليلا، ولن يرجع إلى أهله ولا إلى الدنيا، والامثلة كثيرة، منها ما حدث لذلك "الشريف شيخ رابغ"
فقد كان لهذا الشيخ ولد مراهق في الرابعة عشر من العمر اسمه صالح، جاء مع والده للحج في سنة 1347 هـ وكان من عادة الملك عبد العزيز آل سعود أن يستضيف كبار وزعماء البلد في ثاني أيام "التشريف" في (منى) ومن جملة من دعوا لتناول طعام الغداء على مائدة عبد العزيز شريف (رابغ) مع ولده المراهق وأثناء تناول الغذاء رنا الامير فيصل إلى ولد شريف (رابغ) بعين الديك وتودد الامير إلى شريف رابغ وجامله أكثر من اللزوم، ولكن شريف رابغ كان فطنا وعرف نظرات الامير إلى اين تصوب،
وكان الامير يظهر المجاملة للضيف وعيناه عند الفتى وانتهت الضيافة وغادر القاعة شريف رابغ مع ولده إلى خيمته في (منى) ولكن الامير لم يهدأ له بال بعد أن فتن قلبه بجماله، فجند أوباشه من العبيد والفتيان المفعول بهم وسلطهم لملاحقة ابن شريف رابغ حتّى اختطفوه في آخر أيام "التشريق"[12] ومن (منى) اختطف الولد وبحث الشريف عن ولده فلم يعثر عليه وتوجه الىمكة ومكث يفتش عن ولده أسبوعا كاملا مع الشرطة "!!" أيضاً ولم يقف له على أثر فأوجس في نفسه أن الامير هو المختطف لولده، وعزم على مقابلة الملك عبد العزيز وقابله بواسطة عبد الله بن سليمان واتهم الامير فيصل بخطف ولده أمام والده "صاحب الجلالة عبد العزيز".
وكان عبد الله بن سليمان مسرورا من هذه التهمة الموجهة ضد فيصل لان عبد الله بن سليمان من المشهورين في ممارسة اللواط، وعدو المرء من يعمل عمله، لكن ابن سليمان لا يختطف الفتيان انّما يغري أولياء أمور الفتيان بالمال الكثير ليتزوجهم عرفيا…
أما الامير فيصل فيغريهم بالجاه والمناصب وفي أعمال الحكومة فيجعل منهم أمراء للمناطق ووزراء ومشايخ وغيره ان هم أطاعوا الامير في تفريغ شهواته الدنيئة، حتّى ان الامير ذات يوم كان ثملا في حفلة أقامها له "آل صبغة" في بير (بدية) وقيل للامير فيصل ان الوزير أحمد زكي اليماني يتآمر على سموكم فأجاب الامير: "هذا مستحيل حنا لا نوظف في أعمالنا إلاّ من ركبناه ومن ركبناه يستحيل عليه أن يتآمر علينا" ولنرجع إلى تتمة قصة شريف رابغ وولده…
ووعد الملك عبد العزيز أن يبحث في أمر الولد، وسمع الامير فيصل بالشكوى التي وصلت إلى مسمع والده فأنكرها نكرانا باتا وخشي ان هو أفرج عن الولد المختطف أن يشاع الامر ويذاع، ولذلك قرر الامير فيصل التخلص من الولد بعد أن قضى منه شهوته الحيوانية، فقتله ليلا وقطعه أوصالا وحنطه بالملح حتّى لا تفوح رائحته وأدخله في "شوال" وأضاف إليه "شوالا" آخر وذهب به خدمه إلى بيت شيخ المطوفين وكان زميل الامير فيصل في الغرام والهيام وأودعوه في مخزن للمؤونة تحت بيت شيخ المطوفين يحتوي على الرز واللحم المجفف والسمك المجفف أيضاً، فدخل خدم شيخ المطوفين ذات يوم ليأخذوا شوال رز وشوال سمك مجفف، فأخذوا الرز وشوالا آخرا ظنوه من السمك المجفف، وعندما فتحوه أمام النساء والاطفال من عائلة شيخ المطوفين وجدوا أيدي وأرجل إنسان شاب، فصاحت النسوة والاطفال واستدعوا أباهم فلم يجدوه، فدخل الجيران يستفسرون عن الصراخ والضجيج واستدعوا الشرطة قبل أن يحضر رب البيت وجاء الطبيب من قبل الصحة وقرر أن هذه الاعضاء لانسان من سن المراهقة، وعندها كشف الغطاء وإذا هو ابن "شريف رابغ"!.
وتغطية على المجرم الحقيقي، فيصل، أمر فيصل نفسه باقتياد شيخ المطوفين لانه وجد في بيته… كما أقتيد صديقه أيضاً ـ ابن باجنيد ـ وقتلا الشابان ظهرا بعد صلاة الجمعة في 1 رجب سنة 1348.
وبينما كان باجنيد يقتل، كان والده يطوف في الحرم حول الكعبة حزينا لا يملك غير الدعاء ضد الظالمين… وما أن شاهد ابنه يقتل ظلما أمام مبنى الحميدية الخاصة بالشرطة وهي مركز مهدي بك ـ لعنه الله ـ حتّى سقط مغشيا عليه، وهو يلعن مهدي بك الذي كان ينفذ رغبات الملك والامير فيصل في الشعب.

وماذا كان عن مصير شريف رابغ؟

في شهر رمضان سنة 1348 هـ ألصقت به تهمة التآمر على سلامة الدولة وجئ به من بلده التي تبعد 200 كيلو متر عن مكة تقريبا ووضع في سجن الشرطة في الحميدية وكتب ورقة التآمر مهدي بك وقال للشريف وقع على هذه العريض، فصاح شريف رابغ وولول ونادى: "أما من انصاف في مهبط الوحي؟ اين الشريعة الإسلامية؟ في أرض الحرم؟؟" ولكن لا حياة لمن تنادي...
وسلط عليه الجلد في أخمص القدمين وعانى العذاب لمدة شهر وكانوا في كل نوبة من نوبات التعذيب يتقدمون إليه بورقة ليوقعها، لكنه يرفض ولم ينالوا منه التصديق على دعواهم…
ومن وسائل التعذيب عند الشرطة: منع الشخص الذي يريدون انتزاع الاقرار منه على دعواهم الشرب من الماء نهارا كاملا في أشد أيام القيظ والحرارة الشديدة ثم يؤتى إليه ببطيخ مثلج وما أن يأكلها بلهف شديد من شدة العطش حتّى تبادر الشرطة إلى ربط عضوه التناسلي كي لا يتبول، ومن المعلوم أن أكل البطيخ يكثر "الادرار" فيصحره البول حتّى تكاد تتمزق مسالكه البولية ويفضل الشخص أن يوقع على كل ما يزعمه الطغاة من تهم ومن ثم يقتل أو تقطع يده ظلما ليخلص من آلام التعذيب، وهذه الوسيلة غالبا ما تستعمل لاذلال زعماء القبائل الوطنيين ليظهرهم الاحتلال السعودي بمظهر اللصوص والجبناء أمام أبناء قبيلتهم وشعبهم والزعم أن "الحكومة" لم تقتلهم إلاّ بعد ثبوت الجريمة عليهم، وأما الأشخاص الذين لا رهط لهم ولا خوف من عشيرتهم فانهم يقتلون بدون محاكمة…
ولقد كان شريف رابغ من أشراف الحجاز وكان يدى شيخ رابغ وكان مجاب الدعوة في قبائل جهينة وكان يعطيه عبد العزيز مرتبا شهريا حوالي عشرة آلاف ريال لكي يسكته ويأمن جانبه.
ولكن أمير مكة في سنة 1348 هـ (الملك فيصل فيما بعد) أبى إلاّ أن يلفق له تهمة التآمر… وبعد أن يئسوا من انتزاع الاقرار إلاّ بهذه الوسيلة الدنيئة أقفلوا عليه وحيداً في احدى الاقبية القذرة ومنعوا عنه الماء يوما وليلة حتّى خارت قواه وهو في سن يناهز (65) سنة وحينئذ قدموا له "بطيخة الاعتراف" البطيخة المثلجة فأكلها ثم بادرته الشرطة بربط قضيبه وحشروا بوله، وبدأ يصرخ بهم مناديا: يا مهدي بك هات ما عندك كي أوقع عليه واكتبوا ما ترونه من تهم باطلة، فوقع على ما كتبه مهدي بك بناء على ما طلبه فيصل وادعى أنه متآمر ضد الحكم.. وحمل مهدي بك توقيعه إلى فيصل ثم سافر إلى والده في الرياض وسلمه الاقرار من الشريف الموقف عليه وطالب والده باعدامه..
إلاّ أن الملك عبد العزيز قال: "يا فيصل، إن شريف رابغ لم تمض ستة أشهر على خطف ولده واغتياله فالاولى بنا العفو عنه…" فصاح فيصل: "يا طويل العمر، أنا أقدم استقالتي من الخدمة في مكة، ولو عفوت عنه لتمادت الناس وتجرأوا علينا والناس ما خضعوا لجلالتكم إلاّ بالسيف"!.
وحينئذ "حكم" على شريف رابغ بالإعدام ونفذ فيه الحكم في 29 من شهر ذي القعدة 1348 هـ …
هذه هي جريمة واحدة من آلاف الجرائم التي ارتكبها آل سعود بالابرياء، وهي حلقة من مذكرات رئيس الكتبه الذي مكث عشر سنوات في قصر الحكم في مكة واطلع على العديد من جرائم خطف الامراء للغلمان والاناث، وجرائم تلفيق التهم ضد الوطنيين ودوّنها بأرقامها وتواريخها، وعلق عليها بقوله: "مع الاسف… ان كل هذه الجرائم ترتكب باسم الإسلام"…
صورة المأذنة التي أذّن منها جون فيليب يوم "الفتح السعودي" لمكة… يوم الاحتلال… المأذنة في الحرم ملتصقة بالكعبة… وفيلبي هو القائد الصانع للعرش السعودي… أذّن فيها وصلى بالجيش "الفاتح" إماما مما أحدث هزة لدى فيصل الدويش القائد الأول للجيش السعودي، ولم تقنع الدويش أكاذيب عبد العزيز آل سعود حينما قال له: (ألم تعلم أن فيلبي قد أسلم على يديّ ويديك؟ وان اسمه أصبح الشيخ عبد الله؟)… لكن هذه وغيرها جعلت الحقائق تتكشف لقائد الجيش ـ الدويش ـ فثار .. فسلمه الانكليز لعبد العزيز فقتله….
بندر بن عبد العزيز بن فيصل الدويش
وجون فيلبي في صورة تذكارية مقودة وبندر
هو ابن "عزّيز" وحفيد "فيصل الدويش"
وكلاهما قتلهما آل سعود في مجاز رهيبة راح
ضحيتها الآلاف من قبيلة مطير وعتيبة… أراد
فيلبي بهذه الصورة الباسمة أن يقول: "انني
برئ من دم والدك وجدّك ومن الدم الغزير
الذي سفكه آل سعود ؟!. صحيح أنني أنا
القائد والمخطط ولكن القتلة هم آل سعود:
والثأر لا يؤخذ إلاّ منهم"!

صور من محاضرة جون فيلبي

فيما يلي صور من محاضرة جون فيلبي التي ألقاها يوم 24/4/1955 في (المدينة الامريكية Amarrcan) ونشرتها صحيفة شركة أرامكو "الشمس واللهيب" وقد تحدى فيها "جون فيلبي" آل سعود الامريكان معا، وكشف فيلبي دوره في صنع العرش السعودي والإطاحة بعرش الحسين وتسليمه لابن السعود.
تنفيذا لرغبة اليهود في المخابرات البريطانية الذين بذلوا كل امكانيات بريطانيا العظمى لإقامة هذا العرش كأساس أولي لقيام إسرائيل في فلسطين، وقد بذل السير برسي زكريا كوكس "اليهودي" دوره وقام بارسال فيلبي للإتصال بالشركات الامريكية لمنحها امتياز البترول وحرمان الشركة الشرقية للبترول بالرغم من كونها شركة بريطانية بذلت جهودا لا يستهان بها لتحديد مواقع البترول في مناطق الظهران وسبق لنا أن أستدعيناها، لكنه لم يكن بين قادتها يهودي واحد، بينما منحنا الامتياز للشركة التي يملكها يهودي أمريكي التي عرفت باسم ارامكو فيما بعد…
وهكذا ترون أن لنا الفضل الأول في جلبكم إلى هنا مثلما كان لنا الدور الاوف في صنع هذا العرش السعودي والتضحية من أجله بكل الحكام العرب في الجزيرة العربية في سبيله ومنهم الشريف حسين، ومع ذلك تنكر المخابرات الامريكية معروفنا عليهم وينكر آل سعود هذا المعروف بإبعادي عن وطني ومخلوقاتي!… الخ … انظر صفحة 582 ـ 594 .

خرائب العيينة موطن الشيخ محمد بن عبد الوهاب 

كل الذين كتبوا عن هذه الصورة أوردوا هذا التعليق المبتور عليها قائلين: (هذه صورة لخرائب العيينة موطن "محمد" بن عبد الوهاب الذي هدمه)!…
دون أن يكشفوا الحقيقة كي لا يكشفوا الزيف اليهودي: بطرح مثل هذا السؤال فقط: (هل يعقل لإنسان مهما كان طاغية وطاغوتا ومتوحشا أن يهدم موطنه الاصلي الذي ولد فيه كما يزعمون)؟!
حتّى الحيايا والقردة والطيور والجرذان والوحوش لم تهدم جحورها ومواطنها بل يدفعها الحنين إليها مهما بعدت عنها!.. ان في هدم "الموطن" المزعوم لمن سمي "محمد" بن عبد الوهاب "مثلما" سمى محمد بن عبد الله فيلبي" نفسه بهذا الاسم، ما يثبت أن هذا العبد الوهاب يهودي فاليهود دائما يخونون الموطن الذي ولدوا فيه أو عاشوا حياتهم الاولى عليه ويذهبون لذبح المسلمين والمسيحيين في موطن يدعون ملكيته كفلسطين مثلا ويزعمون أن الله وعدهم به وكلمهم من أجله وأرسلهم إليه!…
كما فعل "محمد" بن عبد الوهاب تماماً بذبح المسلمين والمسيحيين في أنحاء كثيرة من الوطن العربي وكما فعل "العبد الوهاب" حينما اغتال عثمان بن معمر وهو يصلي في روضة المسجد يوم الجمعة واتهمه بالكفر! وقتل/ 45000/ هم مجموع سكان العيينة، وهدم بيوتها وأحرق أشجارها وقطع نخيلها واستولى على النساء والحيوانات وتركها خربة وحرّم بناءها أو سكناها، منذ /200 سنة/ وزعم كذبا وفجورا أن الله أرسل للعيينة الجراد فأكلها عن آخرها ولم يترك الجراد حتّى الاطلال!!
صورة نادرة للمدعو "محمد"
ابن عبد الوهاب بن شُلمان أو
"سليمان" وهي أول صورة تنشر
له وهو يلقي دروسه الشريرة في
النجف في العراق بعد أن غزاها
وأنصاره السعوديين لهدم "قببها"
وضريح الامام علي وبيوتها وسفك دماء
المسلمين فيها… بعد أن تقرأ تاريخ
حياة هذا اليهود، تأكد من ملامح
صورته تؤكد لك يهوديته…
واقرأ ماذا يقوله جون فيلبي عن خدمات آل سعود لليهود
يقول جون فيلبي: (لقد أصبحت مهمتي المكلف بها من المخابرات الانكليزية بعد مقتل الكابتن شكسبير، قائد الجيش السعودي، هي: الدعم والتمويل والتنظيم والتخطيط لانجاح عبد العزيز آل سعود في مهمته[13]).
كما يفضح جون فيلبي دعم اليهود لآل سعود، واتصال "بن غوريون" مع عبد العزيز آل سعود.
قال جون فيلبي انّه (بعد مصرع قائد جيش عبد العزيز آل سعود الكابتن شكسبير على أيدي قوات ابن الرشيد في نجد، وصلت رسالة من رئاسة من رئاسة المخابرات الانكليزية في لندن تؤيد وجهة نظر السيد برسي كوكس ـ حينما كنت سكرتيرا له في العراق ـ وتحثه الرسالة بدعم عبد العزيز آل سعود وتعيين جون فيلبي خلفا للكابتن شكسبير وتسليمه كامل المسؤولية للعمل بكل وسيلة تمكنه من دحر خصوم ابن السعود…
وكانت الرسالة تلك بداية لترك عملي كسكرتير لرئيس مكتب المخابرات في الجزيرة والخليج السير برسي زكريا كوكس لا تفرغ إلى مهمة أهم من مهمة السكرتير تلك هي مهمة الدعم.
والتسويل، والتخطيط، لانجاح عبد العزيز آل سعود، واعادة تنظيم جيشه وتمويله وإيجاد ميزانية خاصة له وتسليحه بالذخيرة والسلاح، واحياء الافكار الوهابية والقيام بايجاد أنصار له في كل بلدة وقبيلة وقرية من أنحاء جزيرة العرب وإيجاد عملاء لنا مهمتهم تزويدنا بمعلومات عن خصوم ابن السعود الاقوياء مع بث أفكارنا بينهم وبث الاشاعات المرجفة في هذه المدن والقبائل والقرى المعادية، وركزنا على كسب العديد من الوجهاء ورجال الدين في البلاد، كما استطعنا أن نخلق وجهاء جدد في المناطق التي لم يرض وجهاءها السابقون السير معنا، وسارت الأمور بقيادتي على حسن مما أراده قادتي في لندن والخليج، الشئ الذي نلت عليه منهم الثناء ـ كما ذكرت في مكان آخر.
وبعد سقوط حكم ابن الرشيد في حائل وسقوط عرش الحسين ابن علي في الحجاز أنشأنا أمارة شرق الاردن ونقلنا إليها الامير عبد الله بن الحسين، وكلف الانكليز أشخاصا غيري لمراقبة وتوجيه عبد الله وتنظيم الامارة الجديدة، إلاّ أن هؤلاء الاشخاص غيري لمراقبة وتوجيه عبد الله تنظيم الامارة الجديدة، إلاّ أن هؤلاء الاشخاص ما استطاعوا ترويض الامير عبد الله الذي ظن أن هذه القطعة الجديدة من الأرض التي منحت له ما هي إلاّ "ملكه الخاص وعرشه البديل للعرش الضائع" في الحجاز وأنه بامكانه التصرف بمزاحه بعيدا عن خطنا المرسوم وان بامكانه أن يجعل من الاردن منطلق هجوم ضد ابن السعود لاستعادة العرش الهاشمي الذي منحه الانكليز لعبد العزيز وكذلك ظن أن بامكانه استعادة عرش سوريا الذي منحه الانكليز لاخيه فيصل ثم تنازل عنه الانكليز للفرنسيين ثم عمل الانكليز جهدهم أخيرا لتخليص سوريا من الفرنسيين!…
ومن أجل ذلك رأى قادتي أنه لا مناص من ذهابي إلى الاردن في مهمة ترويضية… وكانت أول جملة كلفني السير برسي كوكس بنقلها للأمير عبد الله هي "أن يقبل عبد الله بما قسم الله له وأن لا يجعل من عشه الجديد ثكنة حربية ضد عبد العزيز آل سعود بحجة العمل لاستعادة العرش الهاشمي الملغى ذكره ووجوده في الحجاز وإلى الابد، وأيضاً يجب أن أفهم عبد الله ألا يحرك ساكنا ضد فرنسا في سوريا ولبنان وأن يسلم الثوار السوريين للسلطات الفرنسية في دمشق وأن يتعاون مع الوجود البريطاني واليهودي في فلسطين، وأن يسلم لابن السعود الحجازيين والنجديين والشمامرة الذين هربوا معه أو لجأوا إليه فأخذ يعدهم في الأردن لمضايقة ابن السعود… هذه هي أسس المهام التي كلفت من قيادتي بترويض الامير عبد الله عليها)!…
ويتابع جون فيلبي سرد الذكريات قائلا: (وبعد شهرين من وصولي إلى الاردن قمت بجولة في أنحاء فلسطين وكانت الثورة الفلسطينية في بدايتها ويعيش الانكليز في قلق نمها، فحاول بعضهم توسيط الامير عبد الله لدى الثوار الفلسطينيين بايقاف الثورة، فحبذت الفكرة لعلمي أن عبد الله سيفشل في وساطته لعدم نفوذ الامير عبد الله بين الفلسطينيين، وبالتالي سيكون الجو مهيئا لصديقنا العزيز عبد العزيز فتنجح وساطته فترتفع أسهمه لدى الانكليز أكثر فأكثر، وهذا ما تم فعلا وما اقترحته بعد فشل عبد الله في الوساطة إذ اقترحت توسيط عبد العزيز آل سعود، وهكذا نجح عبد العزيز بما فشل فيه عبد الله عام 1936 م، بل انّه بمجرد أن عرض عبد العزيز آل سعود وساطته لدى وجهاء فلسطين قبلوا وساطته بإيقاف الثورة ضد الانكليز واثقين مما تعهد لهم  به وأقسم لهم عليه قائلا: "أن أصدقاءنا الانكليز تعهدوا لي على حل قضية فلسطين لصالح الفلسطينيين، وانني أتحمل مسؤولية هذا العهد والوعد" وكان لنجاح وساطة عبد العزيز آل سعود صداها القوي لدى الانكليز واليهود وكانت المنعطف الاكبر في تاريخ فلسطين، وعزز ذلك النجاح الباهر كافة آرائي بعبد العزيز أمام رؤسائي بل وحتى أمام خصومي في "المكتب العربي بالقاهرة" الذين ما زال بعضهم يؤيد الهاشميين ويعتبرهم أصلح لنا من آل سعود … وأثناء رحلتي تلك إلى فلسطين عرجت إلى تل أبيب وقابلني الزعيم اليهودي ديفيد بن غوريون وكان فرحا لنجاح الوساطة السعودية التي أوقفت الثورة الفلسطينية، إلاّ أنه أبدى قلقه من سبب ابتعادي عن عبد العزيز آل سعود وقال ان وجودك "يا حاج عبد الله" مهم بالقرب من عبد العزيز هذه الايام، فقلت لابن غوريون: "إننا لم نعد نخشى على عبد العزيز آل سعود فلديه من الحصانة ما يكفي لتطعيمي وتطعيمك!..
كما قد حصناه سابقا بعدد من المستشارين العرب بالاضافة إلى أن هناك من يقوم الان بدوري لديه، مع أنني لم أبتعد هذه الايام عنه لغير صالحه في ترويض خصومه في شرق الاردن".
هنالك ظهرت على وجه بن غوريون علامة الارتياح، وتشعب الحديث مع بن غوريون في أمور هامة تتعلق في الشؤون العربية ومستقبل اليهود، وأخبرت بن غوريون أن أمير شرق الاردن عبد الله بن الحسين كان في منتهى الشراسة بعد أن أخرجناه  من الحجاز وكان يكِنُّ الحقد حينا ويظهره أحيانا لبريطانيا على فعلتها بتسليم عرشه لعبد العزيز آل سعود ومن أجل ذلك أخذ يتبنى العديد من الرجال المعارضين لعبد العزيز والمعارضين للفرنسيين والانكليز واليهود على حد سواء، وهو ما زال يكره ابن السعود ويجعل من الاردن مكان تجمع لخصوم ابن السعود معدا إياهم للعودة بهم في حرب خاطفة يعيد بها ما فقدوه في الحجاز وحائل ونجد وعسير، فقال بن غوريون: "نحن ندرك هذا تماما ونقدر جهودك والذين اختاروك لا شك يدركون ما لديك من مقدرة فائقة على ترويض الامراء العرب".
قلت لابن غوريون: "قبل أيام أخرجت جيش الاخوان المسلمين السعوديين لتأديب الامير عبد الله فهددوا كيانه، فاستنجد بي لانقاذه منهم مبديا الكثير من التودد والطاعة لبريطانيا، وبذلك أوعزنا لعبد العزيز آل سعود بإيقاف جيش الاخوان عند حدهم قبل أن يدخلوا الاردن وينزلوا فيها الدمار..
إلاّ أن عبد العزيز لاقى صعوبة في صد هذا الجند البدوي الشرس صعب الترويض والمراس فاضطررت إلى اعطاء الامر للطائرات الحربية البريطانية المرابطة في الاردن لتأديبهم، ولو لم توقع الطائرات بهم بعض الخسائر لما تراجعوا وما سمعوا كلمة شيخهم عبد العزيز آل سعود!…
لكنه رغم ما أصاب عبد الله من هلع كان ما زال شرس الطباع ضد بريطانيا مما جعلني أوحي إلى قبيلة ابن عدوان في الاردن بالخروج لضرب عبد الله وتطويق قصر الشونة لارهابه كنوع من أنواع الترويض، وحينها استنجد عبد الله بي مرة أخرى قائلا: انني أعرف أن كل هذه الاعمال ما حدثت إلاّ بعد مجيئك يا حاج فيلبي بغية ثني إرادتي عن مقاومة حبيبكم عبد العزيز آل سعود … انني أعدك بابعاد هذه الفكرة نهائيا، لكنني أرجو إعفائي من مسألة ابعاد الذين لجأوا معي من الحجاز ونجد هربا من وحشية صاحبكم وجنوده التي أنت أعرف الناس بها.
وما مجزرة تربة والخرمة والطائف ببعيدة عن ذاكرتك… فقلت لعبد الله: انني أعدك ببذل كل مجهود لحمايتك بعد أن اتضح لنا انك لا تنوي بابن السعود شرا أما اللاجئين فرأيي بهم كما تراه أنت هو ألا نسلمهم لابن السعود على ألا يقوم أي أحد منهم بنشاط ضده…
فقال عبد الله: اتفقنا يا حاج فيلبي!… وهكذا تخلى عبد الله عن أفكاره الوطنية والقومية في غزو الحجاز أو اثارة أي نوع من الشعب ضد ابن السعود بعد أن جمع لهذه الفكرة كل مخلفات جيشه وجيش والده الهارب من الحجاز جاعلا من الاردن "أرض ميعاده الجديدة" لإخراج السعوديين من الحجاز ونجد)…
وأردف جون فيلبي قوله: (وبذلك اطمأن بن غوريون وابتسم معبرا عن غبطته باستقرار الأمور لصالح ابن السعود وبما توصلت إليه من ترويض للأمير عبد الله بن الحسين وقال بن غوريون وابتسامة الرضى بادية على وجهه من حديثي: "اذن أنت ما زلت ايها العظيم على علاقة حسنة بالرجل العظيم" قلت لابن غوريون: "من تقصد بالرجل العظيم"؟…
فقال بن غوريون: "وهل هناك مقصود في المنطقة العربية خلاف ابن العم عبد العزيز بن سعود"… قال بن غوريون كلمة "ابن العم" وهو مدرك تمام معرفتي بتسلسل النسب السعودي المنحدر من قبيلة بني القينقاع اليهودية، ثم أخذ بن غوريون يعدد لي زعماء وملوك وقادة اليهود الذين دخلوا الدينيين المسيحي والإسلامي وغيرهما من الاديان لخدمة الهدف اليهودي والذين حكموا العالم عملا بتحقيق الغاية الكبرى لبني إسرائيل فأورد أسماء كثيرة.
واختتم بن غوريون حديثه عن ملوك وقادة بني إسرائيل عبر التاريخ مفاخرا بقوله: "وهكذا ترى يا شيخ عبد الله كيف كانوا ملوكنا وقادتنا عبر التاريخ صناع حضارة وتاريخ ومجد من عهد سليمان وداوود إلى عهد ابن السعود".. ) ويتابع جون فيلبي اعترافاته فيقول: (ولما عدنا إلى الحديث عن الامير "الحجازي الاردني" عبد الله الذي نقلناه من الحجاز لإقامة جبرية ينشئ خلالها دولة جديدة في صحراء الاردن السورية ايد بن غوريون إقامة مثل هذه الدولة على أن تكون مملكة فيما بعد.
كما أيد اقامة مملكة ابن السعود قائلا: ان جذور الملكية هي التي تضرب في الأرض أكثر من سواها، وقال: "اننا باقامة هاتين المملكتين ستطمئن قلوبنا لوجود سياجين حاميين لدولة إسرائيل المزمع قيامها في الوقت المناسب لولادتها ولادة لا تشويه فيها وهذا لا يتم بالطبع إلاّ بإقامة التحصينات حولها باسم العرب الذين نثق بهم".
وعدت أداعب بن غوريون قائلا: "أنت قد عددت لي الكثير من الملوك والقادة اليهود الذين حكموا العالم لكنك لم تتطرق لنسب ملوك بني هاشم وهل هم من اليهود أم لا؟!.." فقال بن غوريون وهو يبتسم: " حتّى وان كانوا من اليهود فانني لا أحبذ أن ينتسب الينا أي مهزوم، أما نسبنا مع ابن السعود فهو ثابت أكثر من سواه"…
وفي نهاية اللقاء طلب بن غوريون مرافقتي للاردن لمقابلة الامير عبد الله، ويومها رافقني وأعددت له المقابلة في مسكني ـ مقر المندوب السامي ـ رغم تردد الامير عبد الله في المقابلة التي قبلها من باب استدرار عطفي طالبا أن يكون المكان خاليا من سوانا نحن الثلاثة، وفي اللقاء تبادل عبد الله وبن غوريون كلمات الود والتعاطف والمجاملات وقطع الامير عبد الله وعده لبن غوريون في تلك المقابلة "بتأييد القضية اليهودية العادلة"…
وبعد الاجتماع حملني بن غوريون رسالة خطية لعبد العزيز آل سعود لا سلمها له شخصيا حينما التقي به في اللقاء المرتقب، وحينما جئت لاودع الامير عبد الله متجها إلى الحجاز متمنيا من سموه تكليفي بأية خدمة يريد مني تأديتها لسموه في الحجاز، ابتسم عبد الله وهو يودعني ويقول: "ان الخدمة التي أود تأديتها لي هي أن تخلص لي من صميم قلبك بل تمنحني ولو بعض اخلاصك لابن السعود" وسألني عبد الله قائلا: "هل لي بمعرفة شئ عن مهمتك في الحجاز الآن" قلت: "انها يا سمو الامير "مهمة حج لقضاء حاجة" كما يقول المثل النجدي"…
والحقيقة أنني تعودت قضاء فريضة الحج في مكة مع عبد العزيز كلما سنحت لي الفرصة لاكون معه قريبا من الله!…
وسافرت من الاردن إلى مكة وهناك قابلت الصديق الصدوق عبد العزيز آل سعود المتلهف لإخباري، وما أن قابلته في مجلسه الواسع وسألني عن "العلوم" أي الاخبار حتّى أفهمته باشارة يفهمها مني تمام الفهم وتعني "ان فض هؤلاء الناس الموجودين في المجلس" ففضهم، ولم يبق سوانا نحن الاثنين ـ عبد الله فيلبي.
وعبد العزيز ـ فطمأنته من أنني صفيّت الوضع في الاردن لصالحه وصالح بريطانيا، ثم قرأت عليه رسالة بن غوريون التي جاء فيها قول بن غوريون لعبد العزيز " يا صاحب الجلالة" رنة في أذن عبد العزيز فهي أول كلمة يسمعها عبد العزيز بعد توليه العرش، إذ لم يتعود من عرب نجد سماعها أو دعوته إلاّ باسمه المجرد ( يا عبد العزيز) أو (يا طويل العمر) على أكثر تقدير…
وعندها استوقفني عبد العزيز عن تلاوتي لرسالة بن غوريون متسائلا يقول: "لماذا يدعوني ـ بن غوريون ـ صاحب الجلالة وأخوه بالله والوطن؟!" فقلت لعبد العزيز أن جميع أهل أوربا لا يلقبون ملوكهم إلاّ بأصحاب الجلالة لانهم ظل الله في الأرض!..، أما قول بن غوريون عن "أخوتّك بالله والوطن"، "فكلنا أخوة له بالله والوطن وأنت أعرف بذلك!!"…
فقال: "الآن فهمت… أتمم رسالتك يا حاج"، فتولت الرسالة التي جاء فيها قول بن غوريون: " ان مبلغ العشرين ألف جنيه استرليني ما هو إلاّ اعانة منا لدعمك فيما تحتاج إليه في تصريف شؤون ملكك الجديد في هذه المملكة الشاسعة المباركة واني أحب أن أؤكد لك أنه ليس في هذا المبلغ ذرة من الحرام فكله من تبرعات يهود بريطانيا وأوربا الذين قد دعموك لدى الحكومة البريطانية في السابق ضد ابن الرشيد وكافة خصومك وجعلوا بريطانيا تضحي بصديقها السابق حسين لاجلك لكونه رفض حتّى إعطاء قطعة من فلسطين لليهود الذين شردوا في العالم)…
ويتابع فيلبي قوله: (لقد استوقفني عبد العزيز مرارا متسائلا عن الكثير من جمل تلك الرسالة، من ذلك أنه سألني عن مبلغ الـ 20 ألف جنيه استرليني قائلا: " وهل ينوي بن غوريون تهديدي بهذا المبلغ الذي بعثه لي بواسطتك؟ وهل عرفت حكومة بريطانيا العظمى بهذا المبلغ؟
وهل استلامي للمبلغ من بن غوريون لا يغضب حكومة بريطانيا فتقطع عني المرتب الشهري والعون؟.." قلت: "أبدا.. ان اليهود في بريطانيا هم حكام بريطانيا بالفعل انهم الحكم والسلطة والصحافة والمخابرات البريطانية ان لهم مراكز النفوذ الاقوى في بريطانيا وكانوا وراء دعمك وعونك ووراء الاستمرار في صرف مرتبك حتّى الآن عن طريق المكتب الهندي…
كما كانوا في السابق وراء قطع هذا المرتب لاختبارك هل سترفض أو لا ترفض التوقيع باعطاء فلسطين لليهود".. قال عبد العزيز: "وهل اطلع أحد على رسالة بن غوريون هذه"؟ فأجبته: "لم يطلع عليها سوى أربعة"!…
فبدأ على وجه عبد العزيز الامتعاض الشديد أثناء تساءله بلهفة عن معرفة هؤلاء الاربعة الذين أطلعوا على الرسالة!": "من هم الاربعة؟؟.. من هم الاربعة يا حاج فيلبي؟.. أنا لا أخشى غضب أحد إلاّ غضب الله وبريطانيا!" قلت لبعد العزيز ان هؤلاء الاربعة هم "الله وأنا وبن غوريون وعبد العزيز" فضحك عبد العزيز لهذا وهو يقول.. "الله الأول عالم بكل شئ.
أما الثلاثة الباقون فقد ضحكوا على الله ـ لكنني  أسألك عن ـ عبيد الله ـ وعلى الاخص ـ عبد الله ـ الذي في الاردن ـ هل أخبره بن غوريون بشئ حينما التقى معه؟" ويقصد بذلك أمير الاردن عبد الله ـ الملك عبد الله فيما بعد ـ .. قلت: "لم يعرف عبد الله أي شئ.
وأنت تعلم أننا لو أردنا اطلاعه على الاسرار التي بيننا وبينك لما منحناك عرش الحجاز ومنحناه غور الاردن"…
وانتهى اللقاء بتحميلي وصية شفهية من عبد العزيز لبن غوريون يقول فيها " قل للاخ بن غوريون إننا لن ننسى فضل أمنا وأبونا بريطانيا كما لم ننس فضل أبناء عمنا اليهود في دعمنا وفي مقدمتهم السير برسي كوكس وندعو الله أن يلحقنا أقصى ما نريده، ونعمل من أجله لتمكين هؤلاء اليهود المساكين المشردين في أنحاء العالم لتحقيق ما يريدون في مستقر لهم يكفيهم هذا العناء"!.
ورجعت من "الحج قاضيا حاجتي".. وفي الاردن أخبرت الامير عبد الله "أن عبد العزيز بن سعود يسلم على سموكم واننا سوف نجري مصالحة بين الطرفين لما تقتضيه مصلحة الجميع".
وفي اليوم التالي لوصولي بلغت رسالة "صقر الجزيرة" لبن غوريون… و"صقر الجزيرة" هو الاسم المتعارف عليه في ملفات المخابرات البريطانية.
انّه عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود)… اتنهى..

مشروع بريطانيا العظيم!

قال تشرشل: "أريد أن أرى ابن السعود سيدا على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق، على أن يتفق معكم أولا ـ يا مستر حاييم ـ ومتى تم هذا عليكم أن تأخذوا منه ما تريدون أخذه"… هذا ما قاله تشرشل.
عن مذكرات الدكتور حاييم وايزمن اول رئيس "لدولة إسرائيل" في فلسطين وقال "انشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول… والمشروع الثاني من بعده انشاء الكيان الصهيوني بواسطته"!…
هكذا قال (وايزمن) وهو أحد كبار الصهاينة الذين أسسوا الكيان الصهيوني في فلسطين… ويضيف نقلا عن تشرشل الرئيس الاسبق لبريطانيا، والذي كان له دور أولي بارز في تكوين الكيان السعودي والكيان الصهيوني:
(في 11/3/ 1932 ـ ابان وداعي للسيد جون مارتن سكرتير تشرشل الذي كان السكرتير العام للجنة بيل، قال تشرشل: أريدك أن تعلم مكررا ـ يا وايزمن ـ انني وضعت مشروعا لكم وهو لا ينفّذ إلاّ بعد نهاية الحرب " الحرب العالمية الثانية" وهذا المشروع هو: انني أريد أن أرى ابن السعود سيدا على الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق، على شرط أن يتفق معكم أولا، ومتى تم هذا المشروع فعليكم ان تأخذوا منه ما امكن اخذه وليس من شك اننا سنساعدكم في هذا، وعليك ان تحتفظ بكتمان هذا السر، ولكن انقله إلى روزفلت، وليس هناك شئ يستحيل تحقيقه حين اعمل لتحقيقه انا وروزفلت رئيس الولايات المتحدة الامريكية)!…
هكذا أسس الانكليز (مشروع) العرش السعودي … كمشروع أولي لإنشاء كيان اليهود وانشاء الانكليز لكيان آل سعود هو (مشروع) اليهود رقم 1 كما يقول تشرشل ووايزمن من أجل اقامة (المشروع اليهودي) الثاني… هذه مشاريع الاستعمار…
عروش يهودية لحماية كيانات يهودية.. وهكذا تستباح أرضنا في الجزيرة العربية وفلسطين (ومن لا يملك يعطي من لا يستحق)… وكما بدأ تكوين اليهود لآل سعود "كمشروع أولي" باسم الإسلام والعروبة، استمروا بضحكهم ومهازلهم على ذقون العرب وفي مؤتمرات القمم ليستروا بها دوارهم كلما انكشفت بسراويل قبلو القرارات… والصمت يا عرب، الصمت، (فالصامت عن الحق شيطان اخرس والصامت على الباطل شيطان اخرس)… حديث شريف.

من خيانات عبد العزيز آل سعود

في العدد 1637 من مجلة "آخر ساعة" المصرية الصادر في 18 مايو 1966 كتب الكابت الفلسطيني وجيه ابو ذكرى ضمن مقال طويل بعنوان (هكذا ضاعت فلسطين وهكذا تعود) يقول تحت عنوان (ملوك الذهب والصحراء!):
ثم يأتي الدور الخطير الثالث من أسباب هزيمتنا على أرض فلسطين. وهو دور الملك عبد العزيز آل سعود فلم يكن الشعب العربي يطلب منه رجالا أو سلاحا..
كل ما كان يرجوه ان يضغط على اصدقائه الامريكان.
لكي يضغطوا بدورهم على العصابات الصهيونية.
وكانت وسيلة الضغط: ذلك السلاح الرهيب الذي يملكه العرب حتّى الآن ولم يحاولوا اشهاره في وجه العدو… سلاح البترول.. ولخطورة هذا السلاح انقل هذه الحادثة:
"انتقل الصراع إلى الامم المتحدة.
وبدأت أمريكا تلعب لعبتها القذرة لتقسيم فلسطين يبن اليهود والعرب.
ونشط المندوبون العرب لمحاولة احباط المشروع الذي عرض على الجمعية العامة للمنظمة الدولية، وكان بين العرب الامير عادل ارسلان.
وذهب إلى أحد الوفود يستعطفه ليقف بجانب الحق العربي..
فقال له الرجل: "لديكم ايها العرب الورقة الرابحة. ولكنكم تخشون اللعب بها!" واشار الرجل إلى وزير خارجية السعودية وكان وقتها الامير فيصل ـ الملك الحالي ـ وقال له الرجل… "لو ذهب هذا الامير إلى جورج ماريشال وزير الخارجية الامريكية وهدده بقطع البترول إذا ناصرت أمريكا اليهود.
لوجدت هذه القاعدة كلها تقف بجانب العرب."!.
ولكن.. هل هذا هو كل خيانة الرجعية السعودية؟.. لا .. انها أكثر من ذلك بكثير.
وهنا.. سأترك الصديق الراحل للملك عبد العزيز يحكي بنفسه قصة عبد العزيز وخيانته الواضحة لقضية فلسطين… وصديق الملك كان سنت جون فيلبي، الذي اسلم!.
واعتنق المذهب الوهابي واصبح مستشار الملك عبد العزيز… يقول جون أو الحاج عبد الله فيلبي أو مستشار الملك.. في كتابه "40 عاما في البحرية":
"ان مشكلة فلسطين لم تكن تبدو "لابن سعود" بأن تستحق تعريض علاقاته الممتازة مع بريطانيا ـ وأمريكا ـ أخيرا ـ للخطر!
ويقول جون فيلبي "وكان مستقبل فلسطين كله بالنسبة ـ لعبد العزيز آل سعود و آل سعود كلهم ـ امرا من شأن بريطانيا الصديقة العزيزة المنتدبة على فلسطين.
ولها ان تتصرف كما تشاء ـ وعلى عبد العزيز السمع والطاعة".
"وكان من أساس الاتفاق لانشاء الوجود السعودي أن تقوم سياسة آل سعود على ان لا يتدخل الملك عبد العزيز وذريته من بعده بشكل من الاشكال ضد المصالح البريطانية والامريكية واليهودية في البلاد التي تحكمها بريطانيا أو تحت انتدابها أو نفوذها ومنها فلسطين".
"وكان الملك عبد العزيز يعلن أن العرب سوف يخضعون لتقسيم فلسطين إذا فرضته بريطانيا العظمى.. وقد تقدمت لعبد العزيز باقتراح للموافقة بتسليم فلسطين كلها إلى اليهود مقابل استقلال البلاد العربية كلها.
وضمان اسكان أهلها الذين سيخرجون منها بطريقة كريمة!.
"والرجال الذين حوله كانوا لا يوافقون على آراء الملك بالنسبة لقضية فلسطين.
فكان من رأي الملك أنه لا يرى في فلسطين ما يستحق أن يحمله على شل علاقته ببريطانيا وأمريكا".
"ويبدو أن هذا الاعجاب كان متبادلا بين بريطانيا وأمريكا وبين الملك عبد العزيز في الفترة الأخيرة في حياته التي تلت الحرب العالمية الثانية مباشرة وأنه قد حمله ونستون تشرشل زعيم بريطانيا على التفكير بأن يجعل من الملك السعودي زعيما لا ينازع للعالم العربي!."..
"لقد أعلن الملك رأيه بصراحة بأن العرب لن يوافقوا على التقسيم أو يعترفوا بأي حق لليهود في فلسطين، ولكنهم سيذعنون حتّى إذا ما فرضت بريطانيا عليهم التقسيم".
لا أعتقد ان هذه الآراء في حاجة إلى مجرد تعليق، ولكن ـ والحق يقال ـ ان الملك عبد العزيز قد حزن حزنا عميقا في أعقاب هزيمة الجيوش العربية في فلسطين..
واسمعوا من مستشاره ـ جون فيلبي ـ سر هذا الحزن العميق!..
يقول جون فيلبي:
ـ "… وكان انتقال الجزء العربي الذي احتفظ به من فلسطين إلى ملكية عبد الله ملك الاردن أمراً اكثر مما يستطيع الملك عبد العزيز استساغته!.
"لانه كان يريد ضمه إليه أو إلى اسرائيل، ولذلك وقف في الوقت نفسه موقف المعارضة من انشاء حكومة عموم فلسطين في قطاع غزة الذي يحتله المصريون، لانه يخشى أن تقوى هذه الحكومة فتثير القلاقل من جديد ضد اليهود وقد اتفق مع تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وكذلك مع الرئيس الامريكي روزفلت على توزيع الفلسطينيين في البلاد العربية، ومن أجل ألا يكون للفلسطينيين أي كيان، قام الملك عبد العزيز آل سعود باغراء جمال الحسيني ـ الذي عينته حكومة عموم فلسطين في غزة ـ وزيرا لخارجيتها، أغراه عبد العزيز ليصبح من مستشاريه في الرياض مقابل مبلغ غير قليل من المال بناء على طلب من أمريكا وبريطانيا كما عمل عبد العزيز لتفتيت بقية ـ حكومة عموم فلسطين ـ بالمغريات وغيرها"!…
هذا هو الموقف الصريح للرجعية اليهودية السعودية، ولكن أحداً لا ينسى بطولات الكتيبة "العربية" التي خرجت أفرادا من الجزيرة العربية دون رضا آل سعود واستشهد معظمها بعد أن اشتركت في الحرب كان مقدارها (700 رجل) ومع ذلك تبناها عبد العزيز بعد ان نالت سمعة جيدة لكنه فتتها وقال: "ان بريطانيا ارادت اقامة إسرائيل… وستقوم إسرائيل"!!

الكويت وتصدير الخيانة السعودية

هرب عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وابنه عبد العزيز إلى الكويت عام 1891 بعد أن قضى شعبنا ـ في نجد وحائل ـ وللمرة الثالثة ـ على حكم وتحكم آل سعود الممثل بعبد الرحمن آل سعود وأسرته، لكن شعبنا كان بهم رحيما ـ وياللاسف ـ حينما اكتفى الشعب وحاكمه آنذاك "قصير النظر" أو "طيب القلب" أو المعتد بنفسه الامير محمد بن عبد الله آل رشيد، بجلب عبد الرحمن ابن فيصل آل سعود وبقية اسرته الصغيرة بالإضافة إلى محمد بن عبد الوهاب  وأسرته.. من العارض (الرياض حاليا) ليضعهم في حائل غاية المعزة والاكرام.. وكان الاجدر به انهاء وجودهم…
والاسوأ من هذا الذي فعله محمد بن عبد الله آل رشيد انّه سمح لعبد الرحمن آل سعود وأسرته للسفر بحجة "النقاهة" في العارض (الرياض) رغم ادراك ابن الرشيد لمعنى "النقاهة" السعودية التي لو أرادوها "نقاهة" حقيقية لوجدوها في حائل ذات الاجواء العطرة الجملية، وما أن وصل عبد الرحمن الرياض حتّى قام "بانقلابه" ضد "سالم السبهان" منصوب ابن الرشيد.. ويومها لم يتركه محمد بن عبد الله آل رشيد بل أرسل حملة لتسحقه، وادعى وقتها عبد الرحمن "انّه اضطر بانقلابه ضد سالم السبهان لكونه اهانه وان حركته ليست موجهة ضد ابن رشيد"
وكان عذره أسوأ من فعله، لكنه لا أسوأ منه ـ فعلا ـ إلاّ محمد بن عبد الله آل رشيد المعتد بنفسه.
حينما تظاهر بتصديقه وتركه يقيم مرة أخرى في الرياض حتّى بعد قيامه بالانقلاب فهرب منها إلى الكويت وهناك استضافه حاكمها مبارك الصباح، فاكرمه وبقايا اسرته، وبما ان مبارك الصباح كان وقتها على ارتباط مع تركيا في الوقت الذي كان فيه يغازل الانكليز، فقد قام مبارك الصباح بجمع عبد الرحمن آل سعود وابنه عبد العزيز بالقائم مقام التركي وأجرت له تركيا مبلغ ـ 70 روبية ـ أي ما يعادل أربع دنانير كويتية ـ كمرتب لعبد الرحمن وشقيقه محمد وابنه عبد العزيز وبقية أفراد العائلة المكونة آنذاك من 15 من الرجال والاطفال والنساء وخمسة من الطفيليين الخدم، فيصبح مرتب كل واحد منهم ما يعادل خمس قروش "سعودية" شهرياً، أي "هللة" في اليوم!…
كما أعانهم مبارك الصباح بالرز والتمن والكساء وأهداهم ثلاثة من الحمير للتنقل عليها، احدى هذه الحمير لعبد الرحمن والثاني لمحمد والثالث  لعبد العزيز، وكانت الحمير الثلاثة تلك بمثابة سيارات ثلاثة من الطراز الجيد في الوقت الحاضر، لكن آل سعود تمكنوا من اقناع "مبارك الصباح" بالتعاون معاً لغزو حائل والجوف ونجد والإحساء وضمها إلى الكويت في بادئ الامر… فوجد مبارك الصباح بفكرة الغزو والضم ما يرضي طموحاته وكما اتصلوا من خلال مبارك الصباح بتركيا اتصلوا أيضاً بمكتب المخابرات الانكليزية المعروف باسم (المكتب الهندي) هذا المكتب الذي يسيطر عليه الصهاينة ويديره أمثال الصهيوني المعروف السير برسي زكريا كوكس الذي رأى في الولد ـ عبد العزيز ـ لا ـ في والده العجوز ـ عبد الرحمن ـ مواصفات العميل المؤهل للعب أي دور يريد له الصهاينة تمثيله من ادوار تبدأ بإيقاف مد الوحدة العربية وتنتهي بتقسيم البلاد العربية لإقطاع آل سعود جزء هام من جزيرة العرب، واحباط كل الثورات الفلسطينية، والتوقيع باعطاء فلسطين لليهود، وغير ذلك من مثل هذه الادوار التي عجز عن تمثيلها الشريف حسين بن علي فنفوه إلى قبرص واغتالوه بعد أن ادى دوره "باخراج الاستعمار العثماني" فقط، ومن ثم سلّموا عرشه لعميلهم الاكبر عبد العزيز آل سعود الذي تكفلت مخابرات (المكتب الهندي) بتربيته وتوجيهه وتدريبه على أيدي خبرا مكتب المخابرات الانكليزية المعروفين رجالا ونساء من امثال:
مس بيلي التي زوجوها لعبد العزيز لكنها هربت منه لشدة ممارساته الجنسية الشاذة معها بعد أن خرق كل اتفاقياتها معه فراح (يقترض) منها ـ جنسيا ـ في الاسبوع الواحد ما يمكن استعماله في ثلاثة اشهر ولم تمر ثلاثة اشهر على زواجها ـ اللامشروع ـ بعبد العزيز حتّى كان قد "اقترض" منها ما كان يمكن ممارسته للرجل العادي في ثلاث سنوات قادمة… بالاضافة إلى مضايقتها جنسيا من قبل والده عبد الرحمن وشقيقه محمد "ونواة" الاخوان… فهربت منه دون طلاق وراحت تعمل في مصر في منظمة تابعة للمخابرات الانكليزية تسمى "منظمة أنصار الحرية"!…
وحل محلها لدى عبد العزيز الكابتن اليهودي ديفيد شكسبير الذي قاد جيش "الاخوان المسلمين السعوديين "فقتله شعبنا بقطع رأسه بالسيف بيد صالح الذعيت ـ بقيادة سعود بن عبد العزيز بن متعب آل رشيد في معركة جراب في نجد… ثم حل محله عضو مكتب المخابرات الانكليزية المعروف جون فيلبي والذي سمى نفسه باسم محمد عبد الله فيلبي تمشيا مع واقع الدعوة الانكليزية السعودية المخادعة باسم الإسلام، والاسلام منها براء..
وكان جون فيلبي من أذكى الخبراء الانكليز الذين عملوا مع آل سعود إذ استبدل اسمه، وأسلم اسلاماً سعودياً، وشكل برئاسته مجموعة لفقها من كافة الاقطار العربية ضمت من كل قطر عربي أكثر من شخص واحد أطلق على هذه المجموعة اسم "مجلس الربع" أو "مجلس الوكلاء" وكانوا ممن كانت لهم خبرة في اقطارهم في فنون السياسة والاحزاب والتخطيط ومنهم حافظ وهبة من مصر، والدكتور عبد الله الدملوجي من العراق، ومهدي بك يهودي من العراق تولى شؤون الامن السعودي فقطع عشرات الآلاف من أيدي الأبرياء وأرجلهم ورؤوسهم… وكذلك يوسف يس وفؤاد حمزة من سوريا، وحسين العويني من لبنان، وخالد قرقرى من المغرب، وبشير السعداوي من ليبيا، وآخر من اليمن…
كما أوجد طوابير تجسس في كافة المدن والقبائل ونظم القبائل فجعل لكل قبيلة مجموعة منها اطلقوا عليهم اسم ـ هيئة المشايخ ـ يرأسهم مفتي، وتجمعهم مناطق معينة اطلقوا عليها اسم "الهجر" (جمع هجرة)…
يرتبط هؤلاء جميعا بمشايخ للدين من الحضر، ويرتبط المشايخ بمشايخ العائلة الوهابية المعروفين باسم (آل الشيخ) و"حاخامات آل سعود ويتلقى الجميع تعليماتهم بصورة مباشرة وغير مباشر وكذلك فتاويهم وتحركاتهم من جون فيلبي الموجه الرئيسي لعبد العزيز والذي تدرب على يده فيصل بن عبد العزيز …
لكنه رغم كل هذا ورغم اغراء الذهب وتبريرات المذهب الفاسد ورغم جودة السلاح ووفرته وعقول الخبراء الذين دعموا آل سعود، فقد قاومهم شعبنا مقاومة ضارية…
ولو لم تلعب الخيانات دورها في نفوس طوابير العمالة الذين اوجدوا ركائز لها في كل مدينة وقبيلة وقرية باسم "كبار الجماعة" فخانوا الشعب ـ لما نجح الانكليز في احتلال بلادنا لآل سعود.

واستمر آل سعود متنقلين في عمالتهم من أحضان الاستعمار العثماني إلى أحضان الاستعمار الانكليزي إلى  أحضان الأمريكان

ومما مر ذكره يتضح أن آل سعود تعاملوا مع العثمانيين فتبنّتهم تركيا ورتبت لهم المرتبات، فتركوا تركيا حينما غدت تركيا في آخر أيامها، واستبدلوا عمالتهم لها بالعمالة لمكتب المخابرات الانكليزية الواقعة تحت سيطرة اليهود، ومن عمالة آل سعود لبريطانيا انتقلوا للعمالة الامريكية بإدخال شركة البترول "أرامكو" في بداية الثلاثينات من مطلع القرن العشرين، ولا عجب أن يكون (المكتب الهندي) المخابرات البريطانية ـ ذاتها ـ ممثلة بالسير برسي زكريا كوكس، وجون فيلبي ـ هما اللذان رفضا ادخال "الشركة الشرقية" شركة البترول البريطانية[14]
وأدخلا الشركات الامريكية، وهما اللذان نقلا عمالة آل سعود من المخابرات البريطانية إلى المخابرات الامريكية بدءاً من عام 1929، مما يؤكد أنه ـ لا وطن للصهاينة ـ بل مصلحة يلتقون فيها سواء في بريطانيا أو في أمريكا عندما يريدون إنها دور بريطانيا…

ومع أن الوباء السعودي انتشر من الكويت إلاّ أنه كان يفني الكويت ـ ذاتها

لقد كان للكويت كما هو معروف دورها الأول في تصدير الوباء السعودي إلى جزيرة العرب، وإلى الأمة العربية والانسانية جمعاء، فقد جعل الانكليز من الكويت منذ نهاية القرن التاسع عشر ـ بؤرة ـ لنقل الطاعون… حينما دربت المخابرات الانكليزية في الكويت أكبر عدد ممن لا ضمائر لهم ولا دين ولا اخلاق وبثت فيهم روح الوهابية الشريرة من جديد "فعمموا رؤوسهم في سراويلهم حينما لم يجدوا قماشا، وأطلقوا شعور لحاهم المقملة وطفقوا ينفثون الفتاوى الانكليزية زاعمين انها من "أقوال الله ورسله وملائكته والصدّيقين"!..
وساهم مبارك الصباح بالذات في عون آل سعود، لكنه لقي وأولاده وشعب الكويت "جزاء سنماره" السعودي من آل سعود…

بداية معارضة سالم الصباح لسياسة والده مبارك في دعم آل سعود

ففي النصف الأول من القرن العشرين، اكتشف سالم بن مبارك الصباح وأهل الكويت سفالة الادوار التي يمثلها آل سعود، فوقف وقتها سالم الصباح موقف المعارض صراحة لوالده "مبارك" يوم ان قال له: (سوف تندم يا والدي على كل ما فعلته مع آل سعود من معروف وسيجني أهل الكويت عواقب سياستك في نصرت لعبد العزيز آل سعود بالمال والسلاح وارسال أبناء الكويت والقبائل للقتال دون هدف شريف إلاّ هدف عودة آل سعود لحكم نجد التي ابعدهم أهلها منها)… فلم يتعظ مبارك الصباح بقول ابنه "سالم" ولم يندم إلاّ حينما برز دور المخابرات البريطانية واضحاً في دعمها لعبد العزيز ضد الكويت وضد آل الصباح انفسهم بل وضد مبارك آل صباح أيضاً بعد قيام السير برسي كوكس باقتطاع اجزاء كبيرة من الكويت ومنحها "هبة لعبد العزيز آل سعود" ارضاء لشهواته مما جعل مبارك الصباح يبكي أمام السير كوكس أثناء ما كان يقتطع أجزاء من أرض الكويت بالخط الأحمر على الخريطة بحضور عبد العزيز آل سعود ـ الذي بكى هو الآخر ـ أمام برسي كوكس مطالباً بضم الكويت كلها لاملاكه كما ورد في كتاب "الكويت وجاراتها" للمندوب السامي "هـ.ر.ب ديكسن" الذي حضر هذا التقسيم الانكليزي الظالم.

وفي سبيل آل سعود ـ أغضب آل الصباح ـ كافة الجيران

من ذلك: ان مبارك آل سعود صباح امر حمود آل صباح بالهجوم على قسم من قبيلة شمر لسلب إبلها وأغنامها وقتل العديد منهم، فقام الاخير بهذا الهجوم في صفر عام 1318 هـ عام 1900 م واهدى كل ما غنمه حمود آل صباح من الابل والاغنام من شمر لعبد العزيز آل سعود ـ كان ذلك قبيلة وفاة محمد العبد الله آل رشيد، حاكم نجد آنذاك ـ فحزّ هذا الفعل في نفس محمد بن عبد الله آل رشيد، فبعث برسالة إلى مبارك آل صباح يعاتبه فيها "ويأمل ان لا تكون فلول يهود آل سعود السبب في اقتتال اهل الكويت وأهل نجد"…
ولكن مبارك آل صباح لم يأبه… ولقد حدث في نهاية حياة محمد آل رشيد: انّه حينما أحسن بقرب وفاته أوصى عبد العزيز المتعب آل رشيد الذي سيخلفه في حكم نجد بقوله: (استيقظ جيدا لخطورة ما سيأتيك من حكام آل صباح في الكويت مما بدا لنا من أعمال مبارك الصباح العدوانية في مساندته لآل سعود وتحرشاته فينا)…
فقال عبد العزيز المتعب (سأهتم فيهم)… وبالرغم من ان عبد العزيز بن متعب لم يكن بمستوى عمق تفكير محمد بن عبد الله آل رشيد إلاّ ان شجاعة عبد العزيز المتعب الرشيد كانت منقطعة النظير… انّه الفارسي المغوار الذي شهد له الاعداء قبل الاصدقاء، وقال فيه الجنرال صدقي باشا القائد التركي حينما رأى بطولته (هذا فارس كعلي بن أبي طالب وفيه من صفاته المثالية ما لا ينقصه إلاّ دهاء معاوية!)[15] انّما ينقصه ـ مقابل شجاعته وفروسيته الفائقة ـ التخطيط الذي لم ينقص خصمه عبد العزيز آل سعود بوجود الخبراء العسكريين الانكليز قادته وقادة جيشه أمثال من ذكرنا أسماءهم كالكابتن شكسبير قائد جيش عبد العزيز آل سعود والذي خلفه "جون فيلبي" وغيره، ان ما في ينقص عبد العزيز المتعب من كمال يقابله ما في عبد العزيز آل سعود وأولاده من نواقص وممارسات لا أخلاقية كالدجل باسم الدين الذي استخدمه آل سعود واستخدموا معه الغدر والكذب، مضافة للاسلحة الحديثة ـ آنذاك ـ والذخيرة المتوفرة والمعدات ووسائل المخابرات التي وفرتها المخابرات الانكليزية لعبد العزيز آل سعود من العرب وغير العرب، واستخدمتهم المخابرات الانكليزية لبث أنواع الحرب النفسية والعسكرية والاعلامية في كل المدن والقبائل التي يحكمنها ابن الرشيد والحسين بن علي والادريسي وغيرهم ليس في الجزيرة العربية فقط بل في البلاد العربية والعالم متخذين من الإسلام والتوحيد والعروبة (كلمة حق أرادوا بها الباطل)…
وبمعنى آخر، فقد جهزت المخابرات الانكليزية عبد العزيز آل سعود بكافة الوسائل المادية واحدث وسائل الحرب النفسية واحدث وسائل جمع المعلومات واحدث انواع الاسلحة وكافة المغريات للآخرين سواء في الدنيا!..
أو في الآخرة!… وبالاضافة إلى ذلك فقد قامت المخابرات الانكليزية بتزويد عبد العزيز آل سعود بالبوارج الحربية التي اخذت ترابط في الخليج وفي البحر الأحمر وفي جدة لتمويله ودعمه وحصار خصومه ومنع المواد الغذائية عن الحجاز ونجد وعسير وتهامة واليمن.

الانكليز وراء معركة الصّريف

ولقد كان الانكليز وراء المعركة التي قادها مبارك الصباح ضد شعبنا (معركة الصريف) ومع ذلك فقد انتصر شعبنا ـ يومها ـ بقيادة عبد العزيز المتعب الرشيد على خصومه الاربعة: مبارك الصباح وعبد العزيز آل سعود، والانكليز ومن خلفهم اليهود في المخابرات الانكليزية… الذين استغلوا الكويت وخططوا وموّلوا تلك الحملة الشرسة الكبرى الضارية التي شنها العملاء وسادتهم الانكليز باسم مبارك الصباح خدمة لعبد العزيز آل سعود ووالده عبد الرحمن آل سعود، كما أشركوا فيها عددا من "آل سُليم" حكام عنيزة في جد واشترك فيها "آل مهنا" حكام بريدة، واشترك فيها ثمانمائة شخص من شعب الكويت واشتركت فيها جموع من القبائل التي خدعوها ومنهم:
المنتفق برئاسة سعدون باشا المنصور، والظفير ورئيسهم جعيلان بن سويط، ومطير ورئيسهم سلطان الدويش، والعجمان برئاسة أبو الكلاب محمد بن حثلين، وبني هاجر برئاسة ابن شافي، وآل مرة برئاسة ابن فنيخير، والعوازم برئاسة مبارك بن دريع، والرشايدة محمد بن قرينيس، وسبيع ورئيسهم ظرمان ابن اثنين، والسهول ورئيسهم ابن جلعود، وبعض من قبائل عنزة وعتيبة وقحطان والرولّة…
ومع أن القبائل المذكورة لم تشترك كلها لكنها اشتركت باعداد كبيرة من كل قبيلة من القبائل الآنفة الذكر، إلاّ أنه مع كل ذلك فقد اقتصرت عليها قبيلة واحدة هي قبيلة شمر مضافة إلى أهل حائل، في معركة اشتهرت تاريخيا باسم (معركة الصرف) التي قتل فيها العديد من الغزاة الذين جمّعهم يهود الانكليزي من حيث لا يشعرون وحرّضهم يهود آل سعود رسل الاستعمار، بلا هدف، لقد جمعهم مبارك الصباح ومن ورائه الانكليز وعبد الرحمن وابنه عبد العزيز وآل سعود ولم يكن لهذه القبائل من دوافع وطنية تجعلها تقاتل بثبات أكثر من دوافع الغزو والسلب والنهب فقط، ولذلك فحينما هُزم مبارك الصباح وهرب قامت نفس هذه القبائل التي جندوها بنهب جند آل صباح المهزومين بل ونهب بعضها بعضا!.
وهرب من هرب وقتل من لم يهرب… وهذا هو بعض ما جناه مبارك الصباح من جرائم لا على أهل الكويت وشعب الجزيرة العربية فقط بل وعلى نفسه أيضاً…
انّما كيف يرجى الخير من مبارك الصباح الذي قتل أخويه من أجل أوهامه وأطماعه، الاطماع التي ضحك عليه من أجلها عبد الرحمن آل سعود وأقسم له أنه سيجعله حاكما على قلب الجزيرة العربية في حال نجاحه على ابن الرشيد، والاطماع التي جعلت مبارك الصباح ـ حينما هزم في معركة الصريف وهرب ـ لا يخجل من تجميع فلوله ثانية ومهاجمه كل قبيلة من هذه القبائل التي اشتركت معه، فيسلبها ويقتل منها من قتل!.
كل ذلك بتحريض من عبد الرحمن وعبد العزيز آل سعود للإيقاع بين هذه القبائل وآل صباح لكسب ود هذه القبائل وإبعادها عن آل صباح، وهذه أمثلة من تحريض آل سعود لآل صباح ضد قبائلنا:
1 ـ في أواخر عام 1319 هـ ـ 1903 م أرسل مبارك الصباح جيشاً بقيادة صقر الغانم واستولى على كثير من أموال الظفير، وأعان بها عبد العزيز آل سعود.
2 ـ وفي عام 1321 هـ عام 1904 أرسل مبارك الصباح جيشا كبيرا تحت قيادة ابنه جابر ومعه عبد العزيز آل سعود لغزو سلطان الدويش شيخ قبيلة مطير فنهبوا أموال مطير وقتلوا منهم الكثير في مكان يسمى "جولبن" وبالإضافة إلى ما نهبه عبد العزيز آل سعود أعطاه مبارك الصباح خمسمائة رأس من أبل مطير التي نهبوها.
3 ـ سيّر مبارك الصباح جيشا لمساعدة عبد العزيز آل سعود في قتاله لقبيلة العجمان فأسند قيادة الجيش "الصباحي" المساند إلى ولده سالم المبارك الصباح مما جعل عبد العزيز آل سعود ينتصر على بعض من قبيلة العجمان لان عدد هذا الجيش وعتاده كان أقوى وأكثر من عدد قبيلة العجمان وعتادها إلا أن سالم الصباح لم يكن مؤمنا بأفكار والده في مساندة عبد العزيز آل سعود وأطماعه وأباطيله وسلبه ونهبه، واتضح أنه ما قاد ذلك الجيش رغبة منه بل تنفيذا لرغبة والده مبارك لأنه لو رفض أمر والده فربما يقتله أو ينحّيه، ومن هذا يتضح موقف سالم المبارك الصباح في تلك المعركة بالذات التي ذهب فيها ليقود جيشه الكبير من بدو وشعب الكويت لنصرة عبد العزيز آل سعود في قتاله ضد العجمان، لكن سالم الصباح حينما رأى أنه قد انتصر على بعض العجمان بجيشه الكبير وان عبد العزيز آل سعود عمل بالعجمان ذبحا وفتكا وتعذيبا ونهبا وسلبا قال سالم الصباح لعبد العزيز آل سعود (قف عند حدك: فانني ضدك في هذه الأعمال.. أنني أعلن حمايتي للعجمان لأنني أنا الذي انتصرت عليهم تنفيذا لامر والدي)!.
ثم قام سالم الصباح بإيقاف الجزار عبد العزيز عند حده واصطحب العجمان معه إلى الكويت لكيلا يقتلهم المجرم عبد العزيز بسيف سالم الصباح وقوته المنجدة، مما أغضب عبد العزيز آل سعود والانكليز وكانت تلك من بدايات العداء بين عبد العزيز وسالم..
4 ـ حينما مات مبارك الصباح وحكم من بعده ابنه سالم المبارك "خصم عبد العزيز آل سعود "التجأ إلى الكويت قسم كبير من قبيلة العجمان هاربين من قلب الجزيرة العربية التي استولى عبد العزيز آل سعود آنذاك على قسم كبير منها وأخذ يلاحق العجمان ليعمل في رقابهم سيوفه القذرة ويسلب أموالهم فاستقبلهم سالم الصباح مرحبا بهم، فاغتاظ عبد العزيز آل سعود من سالم
وراح يعمل ما بوسعه لدى سادته الانكليز موغرا صدورهم ضد سالم الصباح طالبا من السير برسي كوكس الحاكم الملكي البريطاني في بغداد ومنطقة الخليج (ابعاد قبيلتي العجمان وشمر عن الكويت)
كما تقدم عبد العزيز آل سعود إلى ـ الكولونيل هملتن ـ بنفس الطلب ـ ابعاد قبيلتي العجمان وشمر عن الكويت وكذلك طلب من الكابتن جون فيلبي والكابتن "لاخ" الذي أصبح معتمدا سياسيا في الكويت بدلا من الكولونيل هملتن الذي لم يتجاوب مع عبد العزيز آل سعود واتهمه عبد العزيز بأنه يعمل لحساب (المكتب العربي) في القاهرة، وهو الفرع الآخر للمخابرات الانكليزية المؤيد للإشراف ضد آل سعود والمنافس (للمكتب الهندي) الذي كان أبرز أركانه برسي كوكس وهو يهودي الاصل ويدعم عبد العزيز دون تحفظ.
5 ـ أرسل عبد العزيز آل سعود مجموعات من تجار الدين الوهابي السعودي إلى الكويت، فانتشروا في الكويت وأخذوا يفتون "بتكفير وشرك" سالم الصباح حاكم الكويت كما اتهموا أهل الكويت بالزندقة والمروق عن الدين!.
ولكنهم لاقوا معاملة جافة واحتقار من أهل الكويت الذين استخفوا بهم واحتقروا آرائهم وفتاويهم، فأمر الشيخ سالم خطباء المساجد (أن يكشفوا حقيقة العقيدة اليهودية الوهابية وفتاويهم والذين يتاجرون بها ويظهرون تعصبهم الجاهل ضد جميع الطوائف وكشف أدوار عبد العزيز آل سعود ومقاصده غير الإسلامية).. وهذا هو بعض ما قيل في مساجد الكويت…
6 ـ بعد مقتل عبد العزيز بن متعب آل رشيد ومجئ ابنه سعود بن عبد العزيز بن متعب آل سعود رشيد مكانه طلب حاكم الكويت سالم المبارك الصباح من سعود آل رشيد التعاون معه ضد عبد العزيز آل سعود خصم الجميع فبادر سعود آل رشيد بإرسال مجموعة من الفرسان بقيادة الشيخ ضاري بن طوالة… فازدادت حدة الخلاف بين سالم الصباح وعبد العزيز آل سعود.

عبد العزيز آل سعود ـ مدلل بريطانيا ـ يدعوها فتستجيب!

إلاّ أن عبد العزيز آل سعود استطاع أن يتغلب على خصمه سالم الصباح متهما اياه "بالتعاون مع آل الرشيد أعداء الانكليز ومع العجمان خصوم آل سعود: كذا… فطلب مقابلة السير برسي كوكس، وتمت المقابلة في العقير، ومن ضمن طلبات عبد العزيز آل سعود من السير برسي كوكس ما يلي:
1 ـ ابعاد قبيلة العجمان عن الكويت إلى نجد وتسليم شيوخها ومنهم ضيدان بن حثلين وسلطان بن حثلين.
2 ـ ابعاد الموجودين في الكويت من قبيلة شمر بقيادة ضاري بن طوالة وغيره.
3 ـ منع سالم الصباح من التعامل مع سعود الرشيد ومنع شمر وأهل حائل من شراء الحبوب من الكويت.
4 ـ ضم الكويت إلى سلطنتنا حسبما اقترح جون فيلبي.
5 ـ عدم إرسال أحد من قبيلتي العجمان وشمر إلى العراق.
6 ـ أن تفي بريطانيا بوعدها في مساعدتنا على إزالة حكم آل الرشيد.
7 ـ انني موافق على كل ما تريده مني بريطانيا وقد أخبركم جون فيلبي بموافقتي على منح فلسطين لليهود المساكين!.
إلى غير ذلك من مطالب "الولد المدلل لبريطانيا" العظمى! ـ عبد العزيز آل سعود، المطالب التي نفذها برسي كوكس ورهطه من المعتمدين البريطانيين بعد أن وعده برسي كوكس بتنفيذ كل طلباته (ما عدا ضم الكويت، فهذا ما قد تقره السياسة العليا لبريطانيا فيما بعد لان السياسة دائما تتطور بتطور الزمن وبريطانيا الآن لا تفضل أحدا من حلفاءها العرب على الآخر إلاّ من كان منهم أكثر لياقة وجدارة)!.
هكذا قال كوكس لعبد العزيز، ففهم عبد العزيز آل سعود أن كوكس يعنيه "بالجدارة واللياقة" … فابتسم!.. كما وعد كوكس باجلاء العجمان عن الكويت إلى الزبير، لكن عبد العزيز آل سعود طلب منه ابعادهم إلى مكان يوجد به قوات عسكرية بريطانية تراقبهم وتمنع تحركهم!..
فوعد برسي كوكس بتنفيذ رغبة عبد العزيز !… وبعد أن سافر السير برسي كوكس كتب رسالة إلى عبد العزيز يقول (اننا قد وقعنا معاهدة بيننا وبين العجمان وقعها ضيدان بن حثلين وسلطان بن حثلين يضمنان لنا بموجبها عدم تحرك أي واحد من قبيلة العجمان نحو "أراضي ابن السعود" وهذا المنع لا يشمل "الفداوية" وأمثالهم الذين يعملون أعمالا مدنية إنّما يشمل فقط شيوخ العجمان والافراد والرّحل منهم وكن في أتم أمان واطمئنان يا صديقنا العزيز عبد العزيز فنحن معك…
أما عن شمر الموجودين في الكويت وقائدهم ضاري بن طوالة فقد وضعناهم تحت مراقبتنا في الكويت وقد خرج قسم منهم إلى حائل..)!!.
هذا هو بعض ما جاء في رسالة كوكس إلى عبد العزيز آل سعود… ومع ذلك لم يقتنع عبد العزيز!.
فاستمر يتحرش بالكويت، يؤيده ويساعده على هذا التحرش الصهيوني المعروف ومسؤول مكتب المخابرات الانكليزية "المكتب الهندي" السير برسي كوكس الذي أخذ يعلن كرهه لسالم الصباح كما يقول برسي كوكس لانه: (لا ينصاع لكل ما تطلبه منه بريطانيا فبدأ يتصرف وكأنه يعيش مستقلا)!…

وبدافع من بريطانيا بدأ العدوان السعودي على الكويت في واقعة حمض

فأخذت قوات "الاخوان" السعودية تتحرش بكل القبائل القاطنة بالقرب من حدود الكويت فأخرجت الكويت قوة كويتية يقودها دعيبج الفاضل ومعه عبد الله الجابر الصباح فعسكرت في مكان يسمى (حمض) مقابل قوة "اخوانية" سعودية يقودها تريحيب بن شقير، ولما رأى تريحيب بن شقير، ولما رأى تريحيب  أن قوة الصباح تزيد عن عدد قوته أرسل لفيصل الدويش قائد الاخوان يطلب نجدته، فاتصل الدويش بعبد العزيز آل سعود فأمره بارسال ألفي مسلح "اخواني".
وفي يوم 28 شعبان 1338 هـ 1 حزيران 1920 م شنت قوات الاخوان السعودية هجومها الواسع النطاق على سرية دعيج فهزمته وقتلت من جنده الكثير وسلبت كل ما عثرت عليه وتمكن دعيبج الفاضل وعبد الله الجابر الصباح من النجاة وكانت خسائر الصباح المادية في هذه المعركة تزيد عن ثلاثين أف جنيه، وبعد ذلك ادعى عبد العزيز آل سعود (انّه لم يأمر فيصل الدويش بشن هذا الهجوم)
انّما زعم (اننا أرسلنا رسالة مع خادمنا "شويش بن ضويحي المعرقب" ولكن شويشا تأخر في طريقه إلى سلطان الدويش "قائد الاخوان" ولم يصل إلاّ بعد أن حصلت المعركة!!
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله)!! وهكذا كان عبد الانكليز ابن سعود يصدر أوامره إلى قائده الدويش وبعد أن ينفذ الدويش ما أمره به ـ قائده ـ يتنصل من جريمته ليلطخ بها وجه فيصل الدويش نفسه، كعادته حينما يقتل القتيل ويصلي عليه..
وقد أحدثت هذه الجريمة السعودية أشد أنواع الذعر في القرى المجاورة للكويت فهرب سكانها إلى الكويت لظنهم أن الوحوش "الاخوان السعوديين" سيواصلون القرصنة والعدوان.. وبعد ما حدث تأكد سالم الصباح أن الحرب بينه وبين عبد العزيز آل سعود واقعة لا محالة فطلب من أهل الكويت القيام باحاطة الكويت بسور طوله أربعة أمتار وله أربع بوابات في جهات الكويت الاربعة وبدأ سكان الكويت في 28 رمضان 1338 هـ الموافق 14/6/ 1920 ببناء السور فتم بناءه في مدة قصيرة اشترك فيها كل الشعب واضعين ثقوبا للبنادق في جدران السور لمقاومة العدوان السعودي القادم، وارتفعت معنويات المواطنين الكويتيين بعد اتمام السور الذي سيعينهم على مقاومة غدر آل سعود، وكان سكان الكويت ينشدون الاناشيد و"العرضة" التي تكشف قلة مروءة آل سعود الذين آواهم الكويت وأطعمهم ونصرهم ثم ردوا له الجميل بالنكران والعدوان، ومن هذه الاناشيد الشعبية التي رددها أهل الكويت وهم يبنون السور قولهم:
آه ـ يا يهودي ـ يا نغل                                 والله عرفناك
هذا جزاء أهل الفضل                            حنّا رعيناك
عبد العزيز عبد الجهل                            كوكس قد أغواك
هذا جزاء أهل الفضل                            بعد أن حميناك
جازيتنا هذا الفعل                                 النار تصلاك

 
[1] يقصد الشريف حسين بن علي.
[2] الهواء الطلق، هو المقصود بكلمة "الفضاء" لدى "علماء" الجهل، وليس الفضاء الكوني.
[3] ان قبيلة العجمان لم "تغدر" بعبد العزيز آل سعود، كما زعم "آرمسترونج" بل ان قلة من العجمان، حاربوا معه، وتراجعوا حينما وجدوا أنه يحارب لوجه الشيطان خدمة للإنكليز.
[4] ديفيد شكسبير يهودي انكليزي، أول قائد لجيش "جند الله" السعودي.
[5] سوق الشيوخ: بليدة في جنوب العراق قريبة من مدينة الناصرية.
[6] السير برسي زكريا كوكس يهودي صهيوني، لعب الدور الرئيسي في إقامة العرش السعودي تمهيدا لقيام الكيان الصهيوني في فلسطين.
[7] هذا غير صحيح والاستنتاج غير صحيح ولا مرجح لكلام (ديكسون) على كلام السيد اليزدي وهو أجلّ من أن يدعم أي ظالم.
[8] انظر لكتاب الاستاذ هادي العلوي (في الدين والتراث).
[9] فن.. أي أتحدى… والقصيدة لا تقوم على أوزان، وهي عبارة عن "هوسة" عراقية تستخدم في ساحات الحرب والمظاهرات.
[10] ابن سعود يتناك!. أي ينتظرك: يا كوكس، وديلي، لتركبانه وتمتطيانه لقضاء المصالح الانكليزية.
[11] من مذكرات رئيس كتاب قصر الحكم في مكة "سابقا" إبراهيم.
[12] التشريف: "يتشرف" الحجاج بالسلام على الملك بوصولوهم إلى مكة، مع أن المقصود بها قبل الاحتلال السعودي "التشرف" بدخول مكة الذي حولها آل سعود إلى مسرح جرائم…
[13] انظر " أعمدة الاستعمار" لخيري حماد، والرسالة المطولة التي بعثها "الحاج" جون فيلبي مع "الحاج" حسين العويني إلى الملك سعود حينما نفت السعودية جون فيلبي إلى بيروت…
وهددهم فيلبي بكشف آل سعود على حقيقتهم!… فأعادوه في حينها، وكذلك محاضرة لجون فيلبي ألقاها في "أمريكا سيتي" المدينة الامريكية في الظهران بعد عودته من منفاه" في بيروت في 24/ 4/1955.
[14] انظر كتاب "الكويت وجاراتها" لـ هـ. ر.ب. ديكسن.
[15] تاريخ الكويت السياسي ج 5.

1 comment:

  1. واستمر آل سعود متنقلين في عمالتهم من أحضان الاستعمار العثماني إلى أحضان الاستعمار الانكليزي إلى أحضان الأمريكان

    ReplyDelete