القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 15 July 2011

تاريخ آل سعود الجزء السادس عشر




تاريخ آل سعود
 الجزء السادس عشر

ملحق

كيف اغتال آل سعود

عبد الله بن المتعب

ومحمد بن طلال آل الرشيد

بالرغم من أن "الفتى" عبد الله المتعب آل رشيد قد سلم نفسه لابن السعود، وترك دست الحكم في حائل فآثر الالتجاء إلى عدوه اللدود عبد العزيز آل سعود تجنبا لحدوث ما يكرهه ابن متعب وهو: أن يقدم على قتل ابن عمه محمد الطلال أو أن يقتله ابن عمه ابن طلال ـ الذي حل محله بعد التجاء ابن متعب لعدوه ـ إلاّ أن آل سعود الذين عرفهم الناس بالحقد الاهوج، أخذوا يتربصون بابن متعب، رغم كونه قد أتاهم بنفسه ولم يأسروه أسرا..
ففي ليلة 16/6/ 1946 م قام أمير الرياض ـ ناصر بن عبد العزيز آل سعود ـ باتفاق مسبق مع والده عبد العزيز ، بتوجيه الدعوة إلى كل من عبد الله المتعب آل رشيد وابن عمه سعود بن سعود آل رشيد وعدد من أمراء آل سعود، وكانت الدعوة في بستان أمير الرياض المذكور، وفي تلك الليلة فوجئ عبد الله المتعب بدعوة أمير الرياض والحاحه عليه، وفوجئ المتعب أكثر حينما وجد عددا من النساء المومسات في ضيافة أمير الرياض، كما فوجئ المتعب باحضار أمير الرياض لعدد من قوارير الويسكي…
وأخذت الكؤوس تدار للحضور، فاعتذر عبد الله المتعب عن الشرب، وقد تشكك في الامر، إلاّ أن الامير ناصر ـ أمير الرياض ـ ألح عليه "ورجاه " أن يأخذ ولو كأسا واحدة، كما تدخل عدد من الامراء السعوديين ورجوه بالحاح أن يشرب، وكان من ضمنهم الامير فيصل (الملك فيصل لاحقا) ..
فأخذ ابن متعب كأسه.. وكانوا قد وضعوا في كأس عبد الله المتعب السم ضمن الويسكي وكذلك وضعوا السم في كأس المومستين.. أما كاسات بقية الامراء فلم يكن بها غير الويسكي "الزلال"…
كما قدموا كأسا ثانية لسعود آل الرشيد الذي حضر مدعوا مع ابن عمه عبد الله، إلاّ أنه رفض، وكانوا يريدون الحاقه بابن عمه المتعب وأديرت الكؤوس فدارت الرؤوس وتحول الامراء إلى تيوس وخلال ساعة واحدة، أحس عبد الله المتعب بالمغص في بطنه واشتد الالم عليه، وكذلك اشتد المغص في معدتي المومستين…
ولم يسعفه الامراء ولم يستدعوا له الطبيب بل تركوه يعاني آلامن النهاية، وبعد أن تأكد الامراء من أن السم قد بلغ مرماه وتشربه الجسد، نقلوا كل من عبد الله المتعب والمومستين إلى بيوتهم، وما هي غير ساعات حتّى قضى الثلاثة نحبهم، وشاع الخبر في الرياض، فافتعل الملك عبد العزيز آل سعود الغضب كعادته في مثل هذه المؤامرات الغادرة، ولاتمام تمثيلية المأساة، أمر الملك عبد العزيز بعزل ابنه "ناصر" عن امارة الرياض وصادر بستانه، ثم عين مكانه الامير سلطان بن عبد العزيز أميرا للرياض، رغم أن الامير سلطان كان ضمن الساكرين الحاضرين المتآمرين في "سكرة الموت"!..
ومن ناحية ثانية آثار عبد العزيز "مشايخ الدين السعودي في الرياض" لاخراج عبد الله المتعب آل رشيد بمظهر (الكافر المشرك الملحد الذي تحرّم الصلاة على جنازته ويجب أن يدفن بدون صلاة!).
وألصقوا قصة موته بموت المومستين زاعمين كذبا "أن المومستين صاحبتين" لعبد الله المتعب.. وبعد أيام بدأوا بالعمل للتخلص من ابن عمه سعود السعود آل رشيد وأخاه عبد العزيز آل رشيد، فاضطر للهرب من الرياض إلى العراق ملتجئين، فاهتز عبد العزيز آل سعود لحادث هرب سعود آل رشيد وأخيه إلى العراق واتصل بحكومة العراق طالبا تسليمهما لكن حكومة العراق رفضت …
وبعد ذلك توجه ولي العهد السعودي ـ آنذاك ـ سعود بن عبد العزيز آل سعود إلى العراق، ودفع ثمانية ملايين دينار عراقي للاسرة الهاشمية في العراق بحجة أن هذه الملايين الثمانية هي "للتعويض" على الاسرة الهاشمية ـ عبد الاله واسرته ـ عن قيمة ممتلكاتها في الحجاز التي استولى عليها آل سعود حينما منحهم الانكليز العرش الهاشمي في الحجاز.
وكان قصد السعودية من هذا الدفع هو رشوة عبد الاله واسرته كي لا يسمحوا بتحرك سعود آل رشيد وقبيلة شمر الموجود قسم كبير منها في العراق للعمل ضد السعودية من العراق..
وفي بغداد توفي عبد العزيز آل رشيد وبقي شقيقه سعود السعود آل رشيد حتّى الان في العراق يصارع الاسرة السعودية ويرفض مغرياتها!..

اغتيال محمد بن طلال آل رشيد

بعد سقوط حائل واستسلام محمد الطلال آل رشيد، صحبه عبد العزيز آل سعود أسيرا معه إلى القصيم بطريقه إلى الرياض، وجرت عدة محاولات لتسميم ابن طلال واغتياله لكنه كان حذرا، وكذلك جرت محاولة من ولي العهد (الملك سعود فيما بعد) للاعتداء على بعض من أفراد عائلة ابن طلال في مسكن ابن طلال في الرياض، لكن ابن طلال قتل أحد "عبيد" ولي العهد سعود المرافقين "لسموه" ولحق ابن طلال بولي العهد لقتله، لكنه هرب..
وخلالها .. أقسم ابن طلال أنه سيقتل ولي العهد السعودي، مهما طال الزمن.. وعلى أثر ذلك حاول عبد العزيز آل سعود استرضاء ابن طلال ـ على الطريقة السعودية ـ فطلب أن يزوجه ابنته جواهر، فوافق ابن طلال وهو كاره، وبعد زواج عبد العزيز آل سعود بابنة ابن طلال، أمر عبد العزيز طبيبه الخاص مدحت شيخ الأرض أن يعمل ما بوسعه لتعقيمها كي لا تنجب أي طفل يكون جدّه ابن طلال، وباشراف مدحت شيخ الأرض استحضر الملك طبيبين فرنسيين فعملوا لها عملية استئصال الرحم…
وما اكتفى عبد العزيز بجواهر بل تقدم بعد ذلك يخطب ابنة ابن طلال الثانية وطفاء لابنه مساعد، فتم ذلك فأنجبت بنتا وثلاثة أولاد، كان منهم الشهيدين خالد الذي قتلوه عام 1966 وفيصل بن مساعد قاتل الطاغية الملك فيصل…
والمعروف أن آل سعود كانوا لا يخفون حقدهم على ابن طلال وأولاده وأحفاده، وأن أغرقوهم بالمال المسروق، وكان عبد العزيز آل سعود دائما يوصي كبار أولاده "بأخذ الحذر من عدوهم ابن طلال" وكان آل سعود طيلة هذه المدة يعدون العدة لقتله انّما أرادوا أن لا يتم قتله (بالطرق السعودية المعتادة!)، ومنها القتل علنا بالرصاص والسيف… فهذه الطرق ـ المشروعة سعوديا ـ لا تستخدم إلاّ لعامة الناس..
وقد قتلوا بها مئات الآلاف علنا، وفي مجازر معروفة، وبما أن ابن طلال من خاصة الناس!.
وللخاصة ذبح ـ خاص ـ من نوع آخر لا يذكر عليه اسم الله!. فقد جرى اغتياله!… بُعيد موت الطاغوت عبد العزيز مباشرة..
ففي 9 نوفمبر 1953 مات عبد العزيز آل سعود وأعلن ـ نفسه ـ ابنه وولي عهده ـ سعود ـ ملكا مكانه، وبموت الطاغوت عبد العزيز استيقظت روح القتل لدى أولاده لتوطيد عرشهم الفاسد المجبول بالدم والجماجم، وكانت ما تزال وصية الوالد لاولاده ترن في أذانهم "خذوا حذركم من عدوكم ابن طلال"!.
وكان الملك سعود قد وطد علاقات جيدة مسبقة مع نادر ـ أعز العبيد المملوكين الذي سبق لآل سعود أن قدموه هدية لابن طلال ـ فاتفق الملك سعود بن عبد العزيز مع "العبد العزيز" لابن طلال لاغتيال سيده، على أن يتم الاغتيال أثناء غياب سعود عن الرياض، ثم سافر الملك الجديد سعود العبد العزيز آل سعود إلى مناطق "مملكته" كما يزعم "لاخذ البيعة".. وفي بستان ابن طلال في وادي لبن، بالرياض، أقدم "العبد" على اغتيال سيده، وكان الملك سعود قد اتفق مع "النملة" الرئيس الاسبق للحرس الملكي أن يكون بانتظار العبد في تلّة تدعى "أبو مخروق" قرب الرياض اتفقوا مع العبد: ان يأوي إليها، وكان "النملة" بانتظاره فقتلوا العبد القاتل، وربطوه إلى مؤخرة سيارة شحن كبيرة دارت به في شوارع الرياض بطريقة استعراضية (ليشاهد الناس منظر العبد المجرم الذي قتل سيده) حسبما صدرت الفتوى!.
ووقتها كنت قد نفيت من الظهران إلى حائل لاخذ البيعة المزعومة التي ألقيت فيها خطابا في ذلك الحفل الكبير أمامه أرفض باسم شعبنا "المبايعة" بهذه الطرق الملتوية، خرج الملك غاضبا مقاطعا الحفل إلاّ أنه في حفل آخر جرى قبله لاستقباله في مكان اسمه "نقرة قفار"، أخرج الملك برقية زعم أنها وصلته لتوها من الرياض تفيد بمقتل ابن طلال، ومع تلاوة البرقية التي تلاها مستشاره يوسف يس أخذ الملك يمثل دور المتباكي على ابن طلال ويردد: "انا لله وانا إليه راجعون!"..
كل ذلك وهو ينظر لوجوه الحاضرين من حوله من أهل حائل للتعرف على ما يحدثه رد فعل تلك البرقية فيهم!، فكانت نظرات الحاضرين ساخرة منه ومن تلك المؤامرة السعودية الرخيصة المفضوحة التي لا يستغرب حدوثها وآلاف المؤامرات أمثالها في تاريخ آل سعود !.

عبد العزيز بن إبراهيم أول "عميد" للمخابرات السعودية في حائل وكان له دور بارز في اسقاط حائل بيد الاحتلال السعودي عام 1922

 قال الملك عبد العزيز في وصف
من خانوا البلاد خدمة لآل سعود:
"من يخون وطنه يخون الله
 ويخونني، ولن أثق بكل من
تعاملوا معي انّما أقضي فيهم
حاجتي لفترة فأرميهم كما أرمي
النعال".

من هو ابن ابراهيم؟

جاسوس درّبه جون فيلبي عام 1917 ليتولى تشكيل أول جهاز للمخابرات السعودية في نجد؛ وايجاد عملاء لهذا الجهاز في مناطق الجزيرة العربية التي لم يحتلها آل سعود… فبدأ أعماله في منطقة القصيم… ثم انتقل إلى حائل البلد الذي ما أن سقطت حتّى تساقطت من بعده مدن الحجاز والجنوب…
جاء "ابن إبراهيم" إلى حائل بحجة أنه "تاجر" وانه "هرّب أمواله من القصيم التي احتلها ابن السعود لكيلا يأخذها ابن السعود والتجأ بأمواله إلى حائل لكونه يحب آل رشيد ويحب أهل حائل وشمّر"!..
وهكذا انطلت الحيلة الانكلو سعودية، والحيلة تنطلي على الطيبين والمغفلين!.
وافتتح "ابن إبراهيم" يومها دكانا لبيع كافة البضائع، فأصبح هذا الدكان ملتقى العملاء ومصيدة المتعاملين… وكان أكثر بيعه بالدَّيْن، خاصة لكبار أهل البلد!.
ومن هنا بدأ يختار منهم من يعجبه ممن لهم مكانة في التأثير… حتّى وقع في مصيدته عدد لا يقل عن مائة شخص من رجال الدين ووجهاء الاحياء والقرى والعشائر وأبناء العائلات، وبهؤلاء شكل أول نواة "للطابور الخامس الانكليزي السعودي" يعملون بتوجيه من المخابرات البريطانية بقيادة جون فيلبي، ولكيلا يفلت منهم أحد، قيدهم بالمال المدان وقيوده الشيطانية الاخرى، ومنها أنه أخذ يستكتب كل واحد يقع في فخه رسالة يوجهها هذا الشخص لعبد العزيز آل سعود يؤيده فيها، ومن ثم يقوم كل واحد منهم بجمع عدد من "الرجال" ممن يثق بهم من أصحابه لتحويلهم إلى خلايا، بشكل منظم، تعمل على بث الاشاعات الانهزامية في المواطنين وجمع المعلومات والعمل للاطاحة بحكم آل رشيد وتسليم البلاد ـ حائل ـ إلى آل سعود…
وكان من هؤلاء من يدرك خطورة ما يقوم به من خيانة للوطن، ومنهم من لا يدرك، لكن من لم يدرك لم يتدارك الامر فوقع الجميع في الفخ اليهودي من حيث لا يعلمون، فاستسلموا جميعا للمغريات الموهومة الموعودة لهم ـ في الآخرة ـ والمدفوعة لهم ذهبا في الدنيا، فأذهبوا البلاد ـ بالرغم من أن الجميع قد برروا خيانتهم بايقاف مساوئ حكم آل رشيد واقتتال آل رشيد فيما بينهم في سبيل الحكم… الخ … وأصبحوا بهذا التبرير كمن يتوضأ بالنجاسة بحجة انّه لم يجد ماء طهورا.. ومن هؤلاء "الافاضل الكرام":
1 ـ الشيخ إبراهيم السالم السبهان: وأتباعه… وهو من أنسباء آل رشيد ـ حكام حائل… وقد وعده عميد الجواسيس السعوديين في حائل "ابن إبراهيم" بناء على توجيهات شيخ الجواسيس جون فيلبي وباسم عبد العزيز آل سعود … وعده بأن يصبح هو الحاكم لحائل بعد سقوط آل رشيد،.
وتم ذلك بالفعل، إذ عينوه "أميرا" على حائل في اليوم الأول لسقوطها لكنهم أسقطوه في أقل من شهر بعد السقوط لكونه لا يستطيع أن يبقى جلاداً لهم وممسحة لاوساخهم وعينوا مكانه جزار حائل الشهير الطاغية عبد العزيز بن مساعد الجلوي آل سعود … وكانت عادة الغدر هذه في آل سعود عادة يهودية متأصلة كعادة الشيطان: (إذ قال للانسان أكفر، فلما كفر، قال اني برئ منك اني أخاف الله رب العالمين)!.
وبعد هذا اكتشف الشيخ إبراهيم السالم انّه على خطأ يرحمه الله… ولكن: بعد خراب حائل… مع أنه كان في الاخير ينتقد تصرفاته وأصحابه بتطبيقهم للتوصيات السعودية بكاملها ومنها: سحبهم للذخيرة من نواطير القلاع ومن قادة الحي الرافضين.
2 ـ الشيخ القاضي حمود الحسين الشغدلي: وعده ابن إبراهيم عن ـ فيلبي ـ عن لسان ابن سعود أن يكون القاضي الشرعي لحائل، فتمت بينه و بين عبد العزيز آل سعود عن طريق ابن إبراهيم مراسلات خطية وشفهية، وهو الذي رشح لعبد العزيز آل سعود عددا من الشخصيات في حائل وضمهم لركب الطابور السعودي، ومنهم: ارشيد آل ليلى، وعبد العزيز بن زيد، إلى حد أن ابن السعود طلب من الشيخ حمود في رسالة ثانية أن يصف له شخصية كل من ارشيد آل ليلى وعبد العزيز بن زيد ويعطيه المزيد من المعلومات عنهما، فكتب له الشيخ حمود بوصف مستفيض "ان ارشيد رجل يعتمد عليه في المهمات وان ابن زيد كذلك" إلى غير ذلك مما خصهما فيه بثناء يستحقانه فعلا..[1].
وفيما بعد عين ابن سعود ارشيد آل ليلى، وتلاه عبد العزيز بن زيد سفيرين للسعودية ـ بالتتالي ـ في دمشق… وبالفعل عينوا الشيخ حمود الشغدلي "قاضيا" لحائل، ولان معدنه أصيل.. لم ينسجم معهم فاكتشف أنه على خطأ يرحمه الله! ولكن بعد خراب البلاد… مع ملاحظة: أنه لا أرشيد آل ليلى ولا ابن زيد، وثق بهما آل سعود مهما قدماه من خدمات، لكونهما من أهل حائل!..
3 ـ الشيخ عبد الرحمن آل ملقْ: من المتعاملين باسم الدين يرأس شلة من نوعه أطلقوا عليهم اسم العملاء ـ عفوا ـ العلماء!… "والاخوان" أيضاً، يعقدون صباح كل يوم في بيت أحدهم اجتماعات ظاهرها" ذكر الله والتدارس في أمور الدين" وباطنها ذكر فيلبي والتدارس في بيع الدين والدنيا التي قبضوا قيمتها ذهبا فذهبت بالبلاد.
كان عبد الرحمن الملق يعمل بالتجارة علانية، وله دكان تجاري معروف يستخدمه لتجارة الربا "والقضاء ـ في آن واحد ـ بعد أن عيّنوه قاضيا لحائل، وكان دائما ما يقضي بين المتخاصمين في دكانه" فاستولى على أراض كثيرة من أصحابها الفلاحين في قرية ـ قفار ـ الواقعة جنوب حائل وغيرها…
4 ـ خدّام الفايز: وجه من وجهاء حائل، انسجم في أداء دوره الأول في المسرحية الانكلو سعودية لكنه لم يستمر ولم يستأثر بشئ فاقتصر دوره على استقبال عبد العزيز آل سعود في بيته بعد أن أدخلوا ابن سعود خلسة من جنوب حائل… يقال ان المرحوم خدام مات ألما لما فعله بانسجامه مع الطابور رغم عدم رضاه… ومن هو من عائلة كريمة لها باع طويل في النخوة والمروءة…
5 ـ حسن آل نزهة: تاجر.. ادى دوره باتقان. و"تمذهب" بالمذهب لنيل الذهب الذي تسلمه من ابن إبراهيم مسؤول المخابرات السعودية، مما زاد في تجارته ثراءً..
6 ـ سعود العارضي وابنه سالم: يعملان بالتناوب… وكان دور سعود "حامل بريد" يحمل رسائل "هؤلاء المتآمرين" لا يصالها لعبد العزيز والعودة بردّها من عبد العزيز آل سعود … وكانت له طريقة "بدعة" مستحدثة في طرق المواصلات السعودية وحمل الرسائل من وإلى عبد العزيز، إذ يضعها في مكان لا يخطر على بال إنسان عادي… كان يأخذ الرسالة فيطويها ـ طيا طيا ـ مهما كانت كبيرة ليجعلها صغيرة بحجم "التحميلة" ثم يأتي بقطعة عظم من "مقادم" ساق الاغنام فيفتح العظمة من أعلاها، ليغلّفها بها كبرشامة ـ قبل أن تخترع البراشم ـ بـ 25 سنة ـ ، فيضع بداخلها رسالة كبار الجماعة الموجهة لابن سعود وجون فيلبي فيزرقها بداخل "دبره" ويسافر بها الرسول إلى "طويل العمر" وعند وصوله "بالسلامة" يدخل ـ سبّابته ـ أي اصبعه ـ فيخرجها "لجلالته" مبللة بخراه!…
ويروي العارضي فيما بعد بسخرية من عمله المشين فيقول:
"ذات مرة وصلت إلى ابن السعود ولم أتمكن من اخراج الرسالة نظرا لصعودها بعيدا عن باب الشرج، فأمر عبد العزيز آل سعود باعطائي شربة مسهل ـ من الحنظل ـ لاخراجها فأعطوني "جرو" حنظلة أكلته مرغما فأصبت باسهال شديد واقياء، لكن الرسالة لم تخرج!… فجمع عبد العزيز آل سعود قومه وكبار صحابته ـ عليهم السلام ـ ومنهم الشيخ جون فيلبي ففتحوا شرجي بطريقة غير عادية ـ شبيهة بطرق اخراج الجنين ـ وتناوبوني في ادخال أصابعهم في شرجي!…
وكم كانت فرحة ابن السعود عظيمة حينما أخرجوا رسالته المستعصية في دبري: إذ تنهدوا جميعا في وقت واحد، ومما قاله عبد العزيز "الحمد لله الذي أخرجها بقليل من الخروج" فتناولها عبد العزيز بيمناه وأخرجها من غلافها العظمي فقرأها ثم قبلها مبتهلا وقال: (روائح خراك يابن العم أطيب عندي من روائح المسك والعنبر في سبيل سقوط حائل)!.
وكان على حق، إذ كان في تلك الرسالة خطة مهمة نهائية تحدد له كيفية دخول ابن سعود من "جبله" بستان إبراهيم السبهان في جنوب حائل وتدعوه للصمود فترة في حصار حائل!… وكان قد دب اليأس في نفسه بعد أن تلقى اشاعة تفيد "ان هؤلاء المتآمرين ما دعوك لحصار حائل إلاّ لخداعك ليتمكن محمد بن طلال آل رشيد من تطويقك بين حائل وجبل طي"… الخ فاطمأن عبد العزيز لما جاء في تلك الرسالة اروع اطمئنان، فكتب لي جوابها، فوضعتها في نفس الغلاف العظمي الذي ـ استملس ـ لكثرة ما استعملته!… وقفلت راجعا بعد أن أقفلت عليها باب شرجي حتّى سلمتها "لكبار الجماعة المتآمرين"…
7 ـ عمر البكر: متدين، كان ابن سعود يظهر له "احترام الرأي" حتّى مضى على سقوط حائل سنة، فبدأ يحتقره، وحقّره ذات مرة علنا فمات قهرا…
8 ـ حمد الشويعر: عينوه فيما بعد في منطقة جيزان فسمموه وتخلصوا منه، لكونه عبّر مرارا عن نقده للاحتلال السعودي…
9 ـ عُبيد المسلماني، كان من المزارعين المرابين في قرية عقدة، فاستغلوا تنقلاته بين عقدة وحائل لنقل المعلومات لعبد العزيز آل سعود المحاصر لحائل[2]، ويروي بتندّر عن نفسه ما موجزه "ان عبد العزيز طلب مني احضار امرأة من حائل لاستعمالها، فنقلت له قحبة زنجية مشهورة في دعارتها في أنحاء حائل ذلك التاريخ اسمها ـ رويضة ـ وقد ذاع صيتها كثيرا بأنها ذات منبر مفتوح لا ترفض لطالب طلبه، فزنى بها عبد العزيز طيلة تلك الليلة، وفي الصباح طلب مني اعادتها إلى حائل، فرفضتُ طلبه وقلت: إنها ستفضحنا، فتركها عبد العزيز عنده في مخيمه حتّى سقطت حائل، ودخلت القحبة "فاتحة" معه البلاد "دخول الفاتحين" فأراد ترك هذه القحبة في حائل لكنها رفضت، وقالت له: " لا يا عبد العزيز .. بل خذني معك أينما ذهبت والا سأفضحك".
فأخذها عبد العزيز معه إلى "العارض" الرياض، وأصبح لها الآن عددا من أولاده الامراء، وليسوا في الحقيقة أولاده!. فهم أولادي وأولاد غيري وغيرهم"…
10 ـ مسلم الخلف الزويمل، وأخوه برغش الزويمل: من الملاّك في قرية عقدة، ضمّهما "عبيد المسلماني" إلى ركب الطابور السعودي وكان المسلماني يدينهما بالرّبا، فساعدا عبد العزيز في تنقلات جنوده في الجبل وفي نقل بعض المؤن..
11     ـ عبد الله السديري: "كان الجواسيس يكنون في مسكنه".
12     ـ عودة العكّة: رئيس شبكة جاسوسية…
13     ـ راشد البقل: المسؤول عن شبكة ضمّت عددا من عبيد آل رشيد .
14     ـ مرشد الحوطي: اسم على مسمى عمل ـ كمرشد ـ لابن السعود.
15     ـ ادهام الهذلول: أدواره في العمالة متعددة…
16     ـ سلامة المزيني وأولاده ـ من قرية "الروضة " قادوا مجموعة من المتمردين باسم الدين السعودي…
17     ـ عبد المحسن العجيمي: من قرية "الروضة" قاد مجموعة باسم الدين السعودي…
18     ـ عبد العزيز الدهيشي: من قرية "الروضة" أثار بعض المواطنين لصالح ابن السعود.
19     ـ عيسى السويدا: من قرية "الروضة: عمل لصالح ابن السعود باسم الدين السعودي الفاجر…
20  ـ اشلاش الهديرس: من قرية "الروضة: أقدم على قتل ابنه بيده، واسم ابنه: ناصر بن اشلاش لكون هذا الاخير رفض الاذعان لخيانة وطنه مع والده باسم الدين السعودي المزيف… لكن محمد بن طلال آخر حاكم لحائل اقتص لهذا الشاب الشهيد فيما بعد فقتل والده… وقد قام العميل المدعو "افهيد السحلي" بتقديم المسدّس إلى ـ الوالد ـ اشلاش قائلا له: "إذا كنت من المسلمين حقا فهاك المسدس واقتل ابنك العاصي" فأخذ المسدس وقتل ابنه!..
21  ـ ناصر الهواوي الاسلمي: قاد مجموعة من عشية الاسلم الذين "أسلموا" بالدين السعودي الفاسد خدمة للمخابرات البريطانية السعودية … ومع أن الهواوي قد استخدم فئة من هذه العشيرة إلاّ أن عشيرة الاسلم من العشائر الكريمة الشجاعة التي لعبت أدوار البطولة ضد آل سعود في السابق ـ بقيادة قائدها العظيم ضاري بن طوالة.
22  ـ الشيخ ملبس بن جبرين: قاد عشيرته وعددا من الجنود السعوديين لقتل الآلاف من أبناء حائل وشمر، وكان يستغل فترة الصلوات في المساجد فيهجم على المصلين الامنين الركّع فيمطرهم بالرصاص الذي وفره الانكليزي له ولغيره لقتل العرب المسلمين بل لقتل أهله، في المساجد، وهو ما حدث لكافة سكان قرية "بيضاء نثيل" الذين قتلوهم ليلا أثناء قيامهم بصلاة "القيام" ليلة القدر ـ 27 رمضان 1921 ـ فأبادوهم جميعا في المسجد "بحجة أنهم من الكفار" بينما اختلطت الدماء منهم بكتب القرآن!.                                                                             وهكذا يكون دين آل سعود … وما قلناه سوى لمحة عن الدين السعودي… انهم يدعون باسم الدين ويقتلون المصلين!… واخيرا مات "المرحوم" ملبس موتا مؤلما بطيئا بمرض "الغرغرينا" الذي أكل لحمه بالتقسيط وعايشه المرض سبع سنوات ولحمه يتساقط، وأخزى من هذا أن ابن السعود رفض علاجه قائلا " هذه ذنوب ملبس دعوها تأكل ملبس"!.                                                           هكذا ينسى ويحتقر آل سعود أصحابهم الذين ضحوا من أجل ظلمهم بالاهل والاقارب وضحّوا من أجلهم بالشرف والدين والوطن…
23  ـ هبقان السِّليطي: قاد أيضاً جماعته ضد شعبه في حائل وقراها وباديتها باسم الدين السعودي الكاذب… وأخيرا قتله آل سعود باسم الدين السعودي نفسه!. فقال فيه شعراء البادية ما قالوه من شماتة بهؤلاء العملاء. مثل:                        سحابة صبّت على رأس هبقان          من ربّه ـ الكلب ـ الدعيّ الديانه!
قد باع نفسه لليهودي بالاثمان           وخان الوطن والدين بئس الخيانه
24  ـ مغيلث الاسلمي: من الكلاب السعودية المسعورة التي نهشت وأكلت الجثث باسم الدين، ودين الحقيقة منهم براء… وشوّه وأمثاله اسم عشيرة الاسلم الذي عطره تاريخها البطولي وتاريخ شيخها ضاري وصحابته الشجعان.
25     ـ عذّال الاسلمي: مع الخونة اياهم… مع تكراري لاحترام العشيرة التي ينتمي إليها…
26  ـ فريح النّبّص: ادعى الربوبية السعودية … وذهب "النبض" أمثولة للكذب يرددها الاطفال حينما يقسم بعضهم للبعض الآخر كذبا بقوله: "أي والنّبص" بدلا من "أي والله"!.
27     ـ ندا بن نهيّر..
28     ـ ميّاح الشلاقي: وعشيرة الشلقان منه تبرأ…
29     ـ شفاقة الذرفي: وقد خان سمعة عشيرته الذرفان.
وغيرهم وغيرهم… ممن شكلهم اول جاسوس سعودي منظّم ـ باشراف المخابرات البريطانية ـ اسمه عبد العزيز بن إبراهيم" في حائل وقراها بتوجيه من مسؤول المخابرات البريطانية "جون فيلبي" لآل سعود… فاستخدمتهم المخابرات الانكليزية ضد شعبهم ودينهم… من حثي يعلمون أولا يعملون بأجر مدفوع وثواب موعود، فتخلّى عنهم آل سعود مثلما تخلى الشيطان عن أتباعه (إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني برئ منك اني أخاف الله)!!…

ولم تنطل حيل "ابن إبراهيم" على هؤلاء المتزعمين فقط.

بل انطلت حتّى على حاكم حائل نفسه: محمد بن طلال.

من المعروف أن محمد بن طلال جاء إلى الحكم بعد خراب الحكم ـ كآخر حاكم من حكام آل رشيد، وبذل ما بوسعه لانقاذ ما أمكن انقاذه من حائل بعد أن دب فيها الانهيار وأمعنت فيها الكلاب نهشا وهرشا… فبدأ ابن طلال بتأديب المتمردين في القرى والبادية.
فنجح إلى حد كبير وأخذت سمعته في الحزم تجوب المنطقة وكان يقود المعارك بنفسه دفاعا عن الوطن… فخشيت المخابرات الانكليزية، ان استمر على حالته أن يهزم عميلها عبد العزيز آل سعود ويعيد حكم آل رشيد ثانية إلى نجد فيستعيدون الرياض… فاتصل السير برسي كوكس ـ مسؤول المخابرات الانكليزية في المنطقة ـ مع ابن طلال، ووعده بمد يد العون إليه مقابل التعاون مع الانكليز وعبد العزيز آل سعود… الخ.
لكن ابن طلال رفض مجرد التفكير بالتعاون مع الانكليز وعميلهم عبد العزيز … فركز الانكليز كل جهدهم لاسقاط حائل وكانت نهاية ابن طلال… فأخذوه أسيرا إلى الرياض كما ذكرنا آنفا…

ما يرويه ابن طلال عن الجاسوس ابن إبراهيم

روى لي ابن طلال عام 1946 في مسكنه في الرياض عن ذكريات حكمه وغدر آل سعود وخداع عميد المخابرات السعودية الانكليزية عبد العزيز بن إبراهيم له بقوله: (لم نكتشف أن تلك الاموال التي يتاجر بها ابن إبراهيم كانت كلها أموال المخابرات الانكليزية إلاّ بعد خراب حائل) وأضاف:
(عرض علينا الانكليز الاموال فرفضناها، رغم الفقر المدقع، وانخدعت بالجاسوس ابن إبراهيم فظننته من الوطنيين، وأود أن أقص عليك هذه القصة رغم ما فيها من كلمات نابية لا تليق بالادب لكنها على عدم لياقتها بالادب كانت اول بداية في آخر فصل في التاريخ، تاريخ سقوط حائل ببراثن الاحتلال السعودي، … من ذلك: أنه ذات مرة استدعيت ابن إبراهيم لاقترض منه بعض المال لانفاقه في بعض أوجه الدفاع عن حائل المحاصرة، وكان ذلك قبيل سقوط حائل بثلاثة أيام على وجه التحديد… فحضر ابن إبراهيم إلى القصر فأجلسته عن يميني!!…
فلاحظت عليه الريبة بل انّه كان يرتجف بشكل ملحوظ!. فتوقعت أنه مريض!. وما أن فتحت فمي لافاتحه في طلب اقراضنا بعض المال وقلت: " نحن يا ابن إبراهيم" حتّى .. "ضرط" ابن إبراهيم!..
فأظهرت نفسي أمامه وكأني لم أسمع ما حدث!… وبدأت من جديد أقول: "نحن يا ابن إبراهيم"! فضرط … وسكت لحظة. وبدأت أفاتحه!. "نحن" وما أن قلت "يا ابن" حتّى … ضرط.. ثالثة متواصلة.. فقلت: "لعلك مريض الآن" قم… وتعال لي مرة ثانية"!.
فخرج ابن إبراهيم يرد الشكر المتواصل.
ولم أتصور الاسباب، إلاّ بعد سقوط حائل، أي لم أتصور أن تلك الرعشة والتضريط، كانت بفعل الخوف الشديد مني، إذ توقّع ـ عميد الجواسيس السعوديين ـ ابن إبراهيم ـ انني اكتشفت دوره الخطير في بلادنا وانني استدعيته للتحقيق معه أو قتله… حدث هذا والقوات السعودية المخطط لها انكليزية تحاصر بلادنا، فسقطت حائل، وجاءني ابن إبراهيم ـ إيّاه ـ هذه المرة لا ـ ليضرط ـ في مجلسي هلعا بل ليكشف لي عن وجهه القبيح بعد ثلاثة أيام فقط: ـ وبيده ورقة التنازل يطلب مني التوقيع عليها للتنازل عن الحكم لعبد العزيز آل سعود بعد دخوله البلاد منتصرا بتخطيط ودعم الانكليز ومساعدة العملاء!).
 وأضاف ابن طلال: (وقتها قلت لابن إبراهيم: "الآن فقط أدركت معنى تلك الرجفة والضرطات!". فقال ابن إبراهيم وهو يبتسم هذه المرة: "بلغتني يا سيدي معلومات يومها أن لديك معلومات بتحركاتنا!.
ولحظتها بالذات استدعيتني فانتابني الذعر وجزمت بنهايتي وأحسست أن دمي قد تجمّد في شراييني من الخوف وانعقد لساني، ولو أنك قلت لي مثلا: ما هي أخبارك أو ما هي أحوالك؟ لاعترفت لك ـ بطريقة لا شعورية ـ بكل شئ … لكنك قلت لي: يا ابن إبراهيم… ومع ذلك توقعت أنك تريد أن تقول لي: يا ابن الكلب، فما استطعت الصمود أمامك، وتدخل القدر وأنجاني شرجي يوم خانني لساني وخارت قواي: وكنت يا سمو الامير مؤدبا إلى حد كبير فأذنت لي بمغادرة المكان)..

وكل طاغية … جبان

وهذه الواقعة تؤكد ما أكدته غيرها ان الطاغية لا يمكن أن يكون شجاعا…فهو يبطش بالابرياء لكونه جبان .. وابن إبراهيم هذا الجبان الذي فقد السيطرة على عضلات شرجه وفقد رد جولته وكل حواسه يوم أن استدعاه ابن طلال فظنه قد اكتشف دوره القذر فلم يتمالك القدرة على ضبط شرجه:
يؤكد لنا دور ـ الطاغية المرعب ابن إبراهيم ـ ان الطغاة دائما وأبدا ما استخدموا البطش إلاّ لكونهم جبناء…
ثم ماذا فعل هذا الجبان الطاغية "ابن إبراهيم" حينما أرسله عبد العزيز آل سعود برأي من جون فيلبي عام 1341 هـ لتولي الحكم في منطقة عسير "لترويضها"!… لقد قتل الآلاف من أبناء عسير، وبتر آلاف الايدي والأرجل!.
وهدم البيوت واحرق البساتين وسرق ومرق وسلب ونهب حتّى غدا اسمه: كالهول، كالشيطان، كالموت، كالجريمة ـ كالسعودية ـ في منطقة عسير!… وهذه بعض جرائمه…
1 ـ بعد أن انتهى من "ترويض عسير" أمره جون فيلبي مستشار المخابرات الانكليزية لدى عبد العزيز آل سعود بالتوجه إلى الطائف لتولي أمارتها عام 1343 بعد احتلال السعوديين لها ببضعة فانزل فيها الوباء السعودي سلخاً وتقطيعاً وذلة وتدميراً…
2 ـ وانتقل إلى "مدينة الرسول" يثرب.. فقطع فيها وفي بواديها وضواحيها خلال سنة واحدة فقط ـ ثلاثة آلاف رأس ـ وآلاف الاقدام والايدي .. ثم بعد ذلك نقل إلى مكة واصبح عضواً بما يسمى "مجلس الوكلاء" وهو مجلس يضم مجموعة من "وكلاء الملك عبد العزيز " الجزارين!…
ويرأس هؤلاء الوكلاء جون فيلبي…
3 ـ بعد عمر حافل بالجرائم والخسة، مات ابن إبراهيم مصاباً بمرضين مجتمعين قذرين جمعهما الحقد ضد المواطنين في جسد قذر: وهما مرض السل والسرطان معا، وراح لعلاج نفسه في القاهرة عام 1365 هـ ـ 1946 م لكنه ذهب كجيفة من اقذر الجيف شيعتها اللعنات!… مخلفا خلفه مجموعة من صور الرسائل التي وجهها إلى سيده اللئيم "عبد العزيز" يطلب منه الصرف على علاجه!… لكن "عبد الانكليز" لم يستجب "لعبد الانكليز"… عفوا لكن "العبد العزيز" لم يستجب لعبدٍ عزيز!…
ونسي "ابن السعود" كل ما قدمه له خادمه ابن إبراهيم من خدمات دموية… لكننا لم ننس .., وكما يقول المثل: الطاعن ينسى والمطعون لا ينسى"!..

آل سعود وترويض الرعية!

بتوجيهات من جون فيلبي مستشار المخابرات الانكليزية لدى عبد العزيز تم اختيار عدد من الجلادين الاجلاف ذوي السمعة السيئة "لعسف الرعية" التي أحتلت بلادها بالاكراه… فاستوردوا عدداً من المستشارين العرب من كل قطر عربي ـ عملاء من بريطانيا ـ وممن لا تربطهم بهذا الشعب "الجديد" أية صلة قومية أو وطنية، وما لزالت السعودية تسير في نهج فيلبي حتّى الآن بالرغم من تسييرها امريكيا ـ وذلك باستيرادها المستمر "للمستشارين "المرتزقة من كل قطر عربي وربط قسم منهم بما يسمى "رابطة العالم الإسلامي" وجميعهم مربوطين بالمخابرات الامريكية التي بلغ تعدادها الآن (40000) في بلادنا… من بينهم عدد من اليهود الذين يحملون الجنسية الامريكية وتمنح لهم جوازات سعودية لتسهيل تنقلاتهم في البلاد العربية…
ان اختيارهم لهؤلاء المرتزقة للتحكم في بلادنا ورقاب شعبنا يذكرنا: بما قام به جون فيلبي سابقا باختياره أيضاً لعدد من اليهود العرب لإدارة شؤون "الامن" في البلاد، أمثال: "مهدي بك" اليهودي الذي استورده فيلبي من العراق نظرا لاشتغال الاخير بالمخابرات الانكليزية في بغداد… "فأسلم" مهدي بك على "يدي" جون فيلبي مثلما اسلم جون فيلبي على "يد" عبد العزيز آل سعود وأسلم عبد العزيز على يد " برسي زكريا كوكس ـ اليهودي ـ مسؤول المخابرات البريطانية في الجزيرة والخليج… وبعد أن "هدى الله مهدي بك " و"أسلم" كما يقولون: سلّموه ادارة "الامن" والشرطة في الحجاز، فقطع آلاف الايدي والارجل والرؤوس وبتر آلاف الاصابع وآلاف الانوف وقطع العديد من "خصيان" البشر… بحجة " ترويض الرعية"!.
هذه هي بعض النماذج التي استخدمتها السعودية وما تزال تستخدمها لاذلال هذا الشعب الاصيل.. الذي فقد اصله وأصالته بمجرد تسميته بالشعب السعودي!.
وما سمي بهذا الاسم، الوصمة، إلاّ بعد تمريره بآلاف المجازر!…


تشريعات سعودية في حائل

في الدستور السعودي غير المكتوب
1 ـ البرئ يجلد حتّى يعترف !.
                                                    2 ـ كل برئ متهم حتّى تثبت 
                                                          ادانته بالتعذيب!.
حالما سقطت حائل في براثن الاحتلال السعودي، عام 1922، قام عبد العزيز آل سعود ، بارغام المنادي الرسمي لآل رشيد "زيد القرمط" بأن ينادي في أسواق حائل قائلا:
(اسمعوا يا أهل حائل:
يقول "بن سعود" ما جئنا إلاّ لتمكين الإسلام في قلوبكم، فعلينا الحكم به، وعليكم السمع والطاعة!.. وان من يسافر إلى العراق وسوريا ومصر يباح دمه وماله، لان أهل العراق وسوريا ومصر من الكفار والمشركين)!!..
وكان "القرمط" يردد هذا النداء ـ بألم ـ عبّرت عنه دموعه في النهاية… وما أن سمعه شخص اسمه، علي العبيّد، حتّى سقط أمامه، في الشارع العام، ومات من شدة الجزع… مات هذا الحر ـ علي العبيّد ـ يوم ان تمكن آل سعود من احتلال بلاده، وبالغوا في اهانة أهلها إلى الحد الذي جعلوا فيه "القرمط" منادي الثوار، الذي كان ينادي ويثير همم المواطنين إلى ما قبل سقوط حائل بيوم واحد لمقاومة الاحتلال السعودي.
ينادي، بعد يوم واحد من السقوط، بمنع أهالي حائل وشمّر من السفر إلى "بلاد الكفار والمشركين أهل العراق والشام ومصر"!!. كما يزعمون..
لماذا… اصبحت هذه الاقطار العربية من "بلاد الكفار" التي لا يجب أن يسافر إليها أبناء الشعب؟!…
الجواب… لقد كان في العراق ومصر والشام بعض الصحف التي تقارع الاحتلال السعودي، وكانت العراق ومصر والشام تستقبل الذين شردهم آل سعود بالرحب والسعة… ومن هذه الاقطار تنطلق المقاومة لداخل الجزيرة العربية… فمن حدود العراق ينطلق ثوار قبيلة شمر لمقاومة الاحتلال .. ومن هذه الثورات ثورة شبرم بن جبهان الحنيدي الشمري، وثورة غريّب الشلاقي الشمري…
ومن مصر انطلقت ثورة "ابن رفادة" التي ورد ذكرها في بطن هذا الكتاب.
ومن الشام والاردن، بدأ الثوار الذين التجأوا إلى الاردن وسوريا ينظمون صفوفهم لمحاربة الاحتلال السعودي… وكادت هذه الثورات تنجح لو لم يبذل الانكليز الذين كانوا يسيطرون على الاقطار المذكورة اقصى جهدهم لمقاومة الثوار وتسليم العديد منهم لعميلهم ابن السعود…

من هي المرأة التي أعمت عين عبد العزيز؟

وحالما سقطت حائل… هجم الوحش السعودي لافتراس نساء آل رشيد… وتلك شريعة آل سعود..

ما ان سقطت حائل.. حتّى سارع عبد العزيز آل سعود من خصمه المهزوم محمد بن طلال الذي كان يحكم حائل: يطلب منه ـ بنوع من الامر ـ أن يطلق زوجته "نوره الحمود السبهان" ليتزوجها هو.. لكن ابن طلال رفض، ومع ذلك تزوجها عبد العزيز بالاكراه وبدون عقد قران مشروع، علما ان زواجهما أصلاً غير مشروع لان ابن طلال لم يطلقها،.. لكن هذه المرأة الشهمة ما أن دنا منها "عبد العزيز" لافتراسها حتّى ضربت عينه بمخرز كانت تحمله، فأعمت عينه، وخرج من عندها في ساعته ليلاً وعينه تذرف الدم وهي العين التي وضع فلسطين فيها حينما أتاه الوفد الفلسطيني عام 1947 "ينخاه" للتوسط عند أصحابه الانكليز والامريكيين لمنع تقسيم فلسطين!.. فطمأنهم بقوله: "اطمئنوا لقد وضعت فلسطين في عيني هذه!" مؤشرا إلى العين العوراء ـ التي افقدتها "نورة" نورها!..
وللتخلص من "نورة الحمود" قام "عبد العزيز" بتسليمها لأبن عمه عبد العزيز بن مساعد … فتزوجها الاخير بدون "عقد مشروع" إلى على الطريقة السعودية نفسها…

وسكينة المتعب أيضاً

وكذلك فعلوا مع سكينة بنت متعب آل رشيد، إذ قدمها الملك عبد العزيز هدية لابنه فيصل!.. علما أن نساء وبنات آل رشيد حرائر ولسن جواري كأكثر حريم آل سعود والمخطوفات والمجلوبات…
مع أن الإسلام لا يفرق بين امرأة واخرى، أي لا يوجد في الإسلام حرائر وجواري ومالك ومملوك!..

و"شاهة" أيضاً .. شوهها آل سعود

وما فعلوه في بنات آل رشيد فعلوه مع "شاهة بنت الوجعان" من شيوخ شمر وهي زوجة سعود آل رشيد، افترسها عبد العزيز آل سعود بنفس الطريقة الحيوانية السعودية … ثم وهبها لشقيقه سعود بن عبد العزيز…

ولؤلؤة السبهان… سباها آل سعود

وكذلك افترسوا لؤلؤة الصالح السبهان التي كانت زوجة لسعود بن رشيد…

وكذلك أم عبد الله بن عبد العزيز ـ رئيس الحرس الملكي

وأيضاً افترس عبد العزيز آل سعود أم عبد الله رئيس الحرس الملكي، كما ذكرنا في مكان آخر، لكونها زوجة لسعود بن عبد العزيز آل رشيد واسمها "فهدة بنت العاصي بن شريم" من كبار شيوخ شمر… فقاومته، لكنها أنجبت منه "عبد الله بن عبد العزيز" الرئيس الحالي للحرس الملكي…
ونتيجة لاشهار كرهها له مرارا تخلص منها بالسم فماتت مسمومة… كذلك تخلص من والدها العاصي بن شريم: الذي كان لا يخفي حقده عليه في مجالسه العامة…
وعبد الله بن عبد العزيز قد لا يكون اكثر من بذرة سعودية، تبقى سعودية وان زرعت هذه البذرة في بطن طاهر نجّسه يهود آل سعود …ذلك البطن الطاهر، هو بطن "فهدة بنت العاصي بن شريم"!.
التي اغتالها عبد العزيز … إلى غيرهن الكثير ممن افترسهن آل سعود دونما عقود شرعية أو قانونية، أو حتّى عرفية للزواج…
ان الحديث عن حياة الجنس التي قام عليها الاحتلال السعودي يطول، والتي لا تنم عن آدمية، ولو كان لآل سعود شئ من الآدمية لوفروا على الاقل نساء آل رشيد من عدوانهم…

مع أن لآل رشيد الفضل السابق في تمكين آل سعود

والامثلة كثيرة على هذا "الفضل" الذي كان بالنسبة لنا شراً … أمثلة بسيطة نسوقها لوصف "فضل " آل رشيد في تمكين الاحتلال السعودي من رقابنا مع أننا ذكرنا مجملها في بطن هذا الكتاب، ومنها:
1 ـ أسر المصريين، بقيادة إبراهيم باشا، كل من فيصل بن تركي آل سعود وأتباعه واقتادوهم إلى مصر، وأحلوا محله ابن عمه مشاري بن ثنيان آل سعود، في العارض "الرياض" واستمرت مراسلة تركي لابن عمه مشاري طالبا منه ـ نثراً وشعراً ـ التخلي عن منصبه ورفض خدمة المصريين ليعود "تركي" إلى منصبه، كما يقول في قصيدته الشعبية المعروفة بمطلعها:
سر يا قلم واكتب ما تورّى                اكتب سلاما لابن عمّي مشاري
عيبا على خطو الصبي المضّرى         يصير خدام لحمر العتاري
الخ…
وغير ذلك من وسائط ـ النثر والشعر ـ الشعبي التي لم يستطع بها فيصل "اقناع ابن عمه مشاري" لاعادته إلى الرياض، بل وكأن الاخير يقذفها في المزبلة…
وأخيراً تمكن "الاسير في مصر" فيصل بن تركي آل سعود، من الهرب ولم يجد مكانا يلجأ إليه سوى حائل، فالتجأ إلى عبد الله آل رشيد في حائل، فقابله في مكان اسمه: "إيديّت الخرّ" يقع في شمال حائل… فطلب من عبد الله آل رشيد مساعدته لأعادته إلى حكم "العارض" الرياض والتخلص من ابن عمه مشاري بن ثنيان آل سعود، هنالك أمدّه عبد الله آل رشيد بجيش من حائل بقيادة ابنه طلال بن عبد الله آل رشيد وشقيقه "عبيد آل رشيد" وحاصر ـ جيش حائل ـ الرياض حتّى اسقطوا ابن ثنيان وسلموا حكم الرياض لفيصل بن تركي، ولم يغادر جيش حائل مكانه حتّى اخذوا من "فيصل بن تركي" تعهدات خطية بأن لا يقتل ابن عمه مشاري بن ثنيان… لكنه اغتاله فيما بعد!…
هذه مرة، والمرة الثانية ذكرناها أيضاً بداخل هذا الكتاب في موضوع حائل، حينما قام عبد العزيز آل رشيد بمساعدة بعض حكام آل سعود لاعادتهم إلى حكم الرياض أيضاً… إلى غير ذلك…
وقد يقول آل سعود واتباعهم، بل وبعض آل رشيد في الرياض، ماذا نريد الآن وآل سعودي ينفقون الاموال والمساكن والمصروفات على "بقايا" آل رشيد، وانسابهم آل سبهان، في الرياض، فماذا بغير هذا يحلمون؟…
والحقيقة اننا لم ولن نفكر بماذا يحلم هؤلاء وغيرهم حينما أوردنا شاهدة من الشواهد على فجور آل سعود وتاريخهم المأسوي: مع ان أكثر آل رشيد وآل سبهان يكرهون هذا الحكم، فآل سعود يفترسون الشعب كله: مالا ونساء ورجالا وثروة وغلمانا وارضا ..
ولن يغطي فضائح آل سعود ما يقوم به كتاب آل سعود ـ في " الخارج" والداخل ـ من طمس للجرائم وقلبها مآثر سعودية!.. والزعم ان جزيرة العرب كانت ملكهم قبل مجيئ آدم وحواء وما تزال واحدة من ممتلكات أجداد وآباء آل سعود في العالم وانه ليس لاحد عليهم أي فضل باعادتها اليهم ـ فلا آل رشيد وأهل حائل ساعدوهم ـ كما يزعمون بل هم الذين ساعدوا أه لحائل وآل رشيد، ولا لأهل نجد عليهم فضل انّما بالعكس هم الذين ـ أي آل سعود ـ ساعدوا أهل نجد، وأكثر من هذا يزعمون: انّه ليس لليهود في المخابرات الانكليزية بقيادة كوكس، وشكسبير، وجون فيلبي ـ منّة عليهم ـ انّما بالعكس فآل سعود هم الذين ساعدوا اليهود والانكليز في فلسطين مقابل اقامة عرشهم!… الخ… وهنا أود أن اسجل "مساعدة آل سعود لليهود والانكليز في فلسطين".. ولست أنا الذي أؤكد ذلك.. فالتاريخ يثبت، وحتى كتّاب آل سعود يثبتون: انّه لولا اليهود لما احتل آل سعود جزيرة العرب، ولولا آل سعود لما احتل اليهود فلسطين، وهم الذين قال فيهم الشعراء ما قالوه في هذا الصدد. ومنهم الشاعر سليمان العيسى…
"هم الألى سلبوا الاجيال لقمتها                    وبالحرير على أشلائها رفلوا"
"هم لعنة الشعب والتاريخ ما برحت               رجل لمستعمر في الأرض تنتقل"
"كم أقسموا بالدم المثئار لو طرفت                 عين على القدس في ساحتها قُتلوا"
"ومزق القدس أشلاءً مروّعة                      فاسأل ولو خجل التاريخ ما فعلوا"

رجال الدين الافاضل يقاومون آل سعود، وينكرون تشريعاتهم الباطلة

ومن هؤلاء الشيخ عبد الله بن محمود قاضي الرياض السابق، الذي رفض طلب الملك عبد العزيز آل سعود بالافتاء بقتل العالم الجليل الشيخ عبد الله بن عمر كبير علماء القصيم.. فعاقب آل سعود "الشيخ ابن محمود قاضي الرياض" بالسجن والتعذيب.

"فتوى سعودية"

مواطن من الجزيرة العربية اسمه "عبد الله السناري" يقيم في دوما بدمشق، ماتت أمه في الرياض عن ثروة تقدر بنصف مليون ريال، وليس لها من وارث سواه، وقد عاش حياته فقيرا..
وعاد للجزيرة العربية ليأخذ ثروته، وإذا بأحد تجار الدين في الرياض قد استولى عليها… وذهب الابن إلى "مفتي الديار" محمد بن ابراهيم، ليشكو له، فسأله المفتي قائلا: ماذا تريد بثروتك؟.
فأجابه السنّاري: "بدّي أعيش بها!".. وهنا رفع المفتي ـ أعمى البصر والبصيرة ـ رأسه وتساءل عن سبب نطقه بكلمة "بدي" أعيش بها، هذه؟!.
وتابع المفتي يقول: "أين تقيم الآن؟". قال السناري أقيم في دوما ـ بدمشق ـ في سوريا .. فقاطعه المفتي قائلا: "كفى.. كفى.. ان أهالي دوما هم الذين طردوا الامام محمد بن عبد الوهاب  من بلادهم، وقالوا انّه يهودي، وأهالي دوما ودمشق وسوريا كلها من الكفار المشركين بالله! وأنت أكفر منهم لانك تعيش بينهم وإذا أردت ثروتك لبلاد الكفار" فحاول السناري إقناع المفتي أنه مسلم بالفعل… أو مؤمن "ويشهد بالله ورسله!" وانه حج إلى مكة.. و.. فقاطعه المفتي متسائلا: "وهل تزكي؟!" فأجابه السناري: "نعم يا شيخ إنني أزكي القمل الذي أملكه فهل القمل يزكّى؟!" فقال له: أذهب أنت كافر ما دمت في ديار الشام"! فذهب السناري ليأخذ فتوى مناقضة من قاضي دوما، وصادق عليها مفتي سوريا ـ آنذاك ـ أبو اليسر عابدين ـ وشهد باسلام السناري عدد من أذناب السعودية المتاجرين بالدين ايضا.
وما أن عاد السناري إلى الرياض بهذه الفتوى الصادرة من دار الافتاء في سوريا التي تثبت "اسلام السناري"!.
حتّى رماها "مفتي الديار" السعودي في وجهه قائلا: "ان مفتي الكفار في الشام كافر مثلهم.. وان الذي كتب لك وشهد لك من مشايخ الشام كفار مشركين، ولا يحق لك إرث أمك ما لم تسلم وتبقى هنا في ديار المسلمين وفي الرياض تحت مشاهدة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر!… وعاد المواطن السناري المحروم من إرث أمه زورا، عاد ـ كافرا ـ بالفعل ـ بهؤلاء اليهود…
وأخيرا يبقى عليك معرفة الأمور التالية:
1 ـ  إن فتوى مفتي "الديار" السعودي، الذي لا يصدر فتاويه إلاّ بأمر من سادته آل سعود ، قد سبق له ولاجداده وأولاده أن أصدروا فتاوى مشابهة ضد العراق ومصر وليبيا واليمن وايران، بل والكويت والبحرين أيضاً، لاسباب سياسية! وبأمر سعودي..
2 ـ لا شك أن مثل هذه الفتاوي لا تسري على المستشارين السعوديين والقوادين وتدار بناء المساجد التي تبنيها السعودية في هذه الاقطار وفي دمشق وغيرها لجعلها بؤرة للتفرق الدينية ومصيدة للشباب لارسالهم للاراضي المنجسة سعوديا بحجة تأدية فريضة الحج والعمرة، والمقصود بالحج والعمرة "تعميرهم" في المخابرات السعودية ضد أقطارهم وربطهم بها وبالمخابرات الامريكية التي يهيمن عليها اليهود وقد أصبحت الجزيرة العربية المركز الأول لانطلاق المخابرات الامريكية ـ الصهيونية بعد سقوط عرش إيران…

بناء المساجد لتغطية المفاسد

وفي الوقت الذي تبني فيه السعودية مساجدها خارج الجزيرة العربية ، نراها تهدم المساجد في الجزيرة العربية في الاحساء والقطيف والدمام، مثلا، بل هدمت السعودية مسجد القبلتين، أوّل مسجد صلى فيه النبي عليه السلام أثناء هجرته، وهدمت السعودية ، أول مسجد أذّن فيه بلال لاشهار اسلام المسلمين في مكة!. اذن . فابحثوا عن مفاسد السعودية تجدونها في مقاصدها من مساجدها وتجّار مساجدها خارج الجزيرة العربية، للتآمر على هذه الاقطار التي تبنى فيها المساجد الباذخة بالملايين التي لا يقرها النبي محمد عليه السلام…

وإعادة "تسيير" الخط الحديدي الحجازي

ومن تجاهل أو جهل الاسرة اليهودية السعودية ونفاقها، فعليه التعرّف عليها من خلال مكتب لها في دمشق ـ إن زار دمشق ـ وعنوانه بشارع المالكي، وقد كتب عليه العبارة التالية:

(الهيئة العليا "!" لاعادة ! "تسيير" الخط الحديدي الحجازي)

وما زالت هذه الهيئة العليا للتسيير "تتسير" في هذا المكتب منذ ـ 20 سنة ـ أي منذ أن رفعت اللوحة الكاذبة على ممر المقر.. وقد مضت ـ 40 سنة ـ قبل هذا الافتتاح والتخريب السعودي للخط المذكور، وتضم هيئة "التسيير" هذه السعودية: مديرا عاما برتبة وزير ومديرا فنيا و(70) شخصا بعائلاتهم وعيالهم و (…) ولو أنفق ما أنفق على هذه الهيئة المسيّرة سعوديا منذ 20 سنة من ملايين، مكان بامكان القطار أن يسير بدونها حتّى إلى فرنسا.

وكان الاستعمار العثماني أصدق من آل سعود

لقد أنشأ الاستعمار العثماني المسمى بالرجل المريض، هذا الخط بكامله من تركيا إلى الحجاز في خمس سنوات… ولم يكن لديه مليارات البترول المسروق سعوديا… وقد منح الاستعمار العثماني: رتب "الباشوية" لعشرة أشخاص ومنح "البيكاوية" لـ 50 شخصا، أشرفوا على ايصال هذا الخط للمدينة، وحفروا عشرات الكيلو مترات في عمق الجبال، واستخدموا الجمال في الصحاري الموحشة، واستشهد منهم الكثير ـ أتراكا وعربا ـ …
وجاء رسول الاستعمار البريطاني لورنس وهدم جزء منه لا يقل عن خمسة كيلو مترات وجاء بعده الوحش السعودي اليهودي عميل الاستعمار البريطاني فهدم أكثر من 520 ميلا وبذلك أنهى عبد العزيز ما بناه عبد الحميد…
وكل ما اتصل السوريون بآل سعود يطلبون اعادة بناء هذا الخط، الصالح من الاردن حتّى سوريا، لا يرفض السعوديون هذا الطلب بل يعقدون الاجتماعات في دمشق وعمّان، واعدين "خيرا" باعادة "تسيير" الخط حالا، ومضى على "حالا" آل سعود هذه ـ 70 سنة ـ واللجان تجتمع بالطرابيش، وحاسرة الرؤوس، ومتعقّلة بالعُقل العربية، وتبدأ بالجد وتنتهي بالكذب السعودي كل ذلك كي لا يختلط "الكافرون" السوريون بالمؤمنين اليهود آل سعود، على حد تعبير الفتوى السعودية … وبمعنى آخر، كي لا يختلط الشعب في ديار الشام بأخوته في الجزيرة العربية بأرخص وسيلة ركوب، وكي لا يذهب الحجاج وغيره إلى ديارهم ومنها آمنين، وكي لا يركب ابن الجزيرة هذا القطار صباحا من جدة ويصل دمشق بعد الظهر ـ في قطار سريع .. لكنه، حتّى وان سارع قطار الاستعمار العثماني الذي كانت حسناته الغاء الحدود في الوطن العربي، فان جوازات الاستعمار السعودي وتأشيراته لن تسمح للعربي أن يذهب إلى بلده الحجاز، إلاّ إذا كانت معه ورقة من حزب الكتائب أو حزب شمعون تثبت أنه منهم، أي أنه غير "كافر" تنطبق عليه الفتوى السعودية!.
أجل، ورقة من الكتائب أو الشماعنة أو من قحبة معينة بحجم ـ اذن ـ النعلة ـ تجعل أي سفارة سعودية تسمح لحاملها بالعمرة! طال عمرك!…

المرحومة ثورة اليمن

هكذا أسقطت ثورة اليمن.. واحتلت إسرائيل أراضي مصر وسوريا
ثورة الاحرار ربي يرحمكْ                كل عام نحتفي في مقدمكْ
السعودية ـ أبدأ ـ هي المحك، وهي ميزان الخيانة عكسها.. من يتعاون معها: خائن، ومن يقاومها: ثائر… من يهادنها تتآمر عليه وان ظن أنه يتآمر عليها، ومن يداهنها تركبه..
وانتصار ثورة اليمن، على اليهود وأعوان اليهود السعوديين انتصار لكل إنسان شريف يعرف معنى الإنسانية… قد يذهل البعض، ولا يتصور من لا يعرف أن ما بذرته السعودية لمقاومة ثورة اليمن، شماله وجنوبه، منذ عام 1962 وحتى الآن زاد عن (50 مليار ريال) لم يستفد شعب اليمن منها بشئ يحيى أرضه ويبعث ثرواته المطمورة.. بل أنفقت كلها على العملاء والمتعاملين والمعمول بهم في اليمن وخارجه لتخريب الثورة وربط اليمن شماله وجنوبه بأدبار آل سعود..

لمحة عن تاريخ التآمر السعودي في اليمن

ومن يتتبع تاريخ التآمر السعودي يجد انّه لم يبدأ بثورة 26 سبتمبر 1962 ـ بل ان هذه الثورة العظيمة قد كشفته فازداد الجرب السعودي تكشّفا وانتشارا، ولم يبدأ التآمر السعودي أيضاً باحتلال السعودية للمناطق اليمنية مثل عسير ونجران وجيزان وغيرها بعد أن أنهى آل سعود احتلالهم لبلادنا كلها بدعم من يهود المخابرات البريطانية في المكتب الهندي والقائد اليهودي لذلك المكتب برسي زكريا كوكس، وغيره… بل بدأ الابتلاع السعودي قبل ذلك بكثير..
مما يعرفه المتتبع للتاريخ غير المزيّف، وما اكتف السعودية بعد احتلال لمناطق بلادنا الاخرى ـ باحتلالها لهذه المناطق اليمنية بل راحت تتآمر حتّى على الامام يحيى وعائلته بشراء عدد من العملاء في اليمن من بينهم بعض أبناء الامام يحيى، ومنهم القبيح المسمى بـ "الحسن" الذي تراه في هذه الصورة التي عثرت عليها في قصره في صنعاء أثناء تفتيشه في اليومين الاولين للثورة، وكتب على ظهر الصورة: (أنها أخُذت في "خلوة" بالفيصل في زاوية من زوايا قصره بالطائف لتدبر شؤون اليمن عام 1949)..
وفي الصورة ترى ملامح التآمر واضحة جليّة على الوجهين، ومرتسمة باليدين، يدي الحسن "المشبوكتين" ببعضهما، ويدي "فيصل" المفتوحتين ترسمان الطريق للخيانة، واغتيال الامام، واعلان الحسن إماما وضم اليمن لممتلكات عائلة مردخاي السعودية، وضم ما تبقى من شعب اليمن إلى الشعب "المسعدن" والمتاجرة ببعضه في قصور الرقيق التي زاد ما اختطفوه إليها من اليمن "السعيدة" التي كانت لم تسعدن" زاد عن (15000) بين ذكر وانثى، وسأنشر أسماء هؤلاء في كتاب الرقيق السعودي…
ولقد سبق هذا التآمر السعودي مع "الحسن" تآمر سعود على "الامام يحيى" شعر به" الامام" فأراد ضرب السعودية في جحرها، فأرسل ثلاثة من أبناء اليمن المقهورين من ظلم آل سعود إلى الحجاز، فهاجموا عبد العزيز بالخناجر في موسم الحج بينما كان راكعا يصلي ـ صلاة اليهود ـ في الحرم في مكة ـ لكن ابنه سعود الذي كان يصلّي خلفه سارع بالارتماء عليه فتلقى طعنة في ظهره وسارع بعض الخدم لالقاء القبض عليهم فقتلوهم.. وكان الملك عبد العزيز وأولاده قد قتلوا في العام الذي سبق هذه الحادثة سنة 1942 ثلاثة آلاف من أبناء اليمن في مكان اسمه وادي تنومه كانوا قد قدموا من اليمن إلى مكة بقصد الحج، وكانوا عزّلا من السلاح!!..
ولم يقتصر دور السعودية في ذبح أبناء اليمن والتآمر على بعض المتآمرين من عائلة حميد الدين، بل اتصلت السعودية، لا بل هم اتصلوا بالسعودية من كانوا يعرفون باسم "اليمنيين الاحرار" وقد التقت أهدافهم بالاهداف الملكية السعودية للقضاء على "الامامة الملكية" في اليمن!. وما زال بقاياهم يتعاون مع السعودية لتوثيق ربط اليمن بأدبار أصحاب السمو والجلالة!!.. وقد قال لي أحدهم قبل تنصيبه رئيسا لمجلس الرئاسة السعودية…
في اليمن، بعد سقوط ثورة اليمن، قال: "حينما التقيت بالامير فيصل ذات مرة قال لي: (نحن يهمنا سقوط عائلة حميد الدين بلا شك لكن ما يهمنا أكثر هو أن تبقى اليمن تحت أي اسم مرتبطة بنا لكي لا تصبح مصدر ازعاج لنا)"!..
وكان لهؤلاء "الاحرار" مكتبا في القاهرة.. والمضحك المؤلم ان هؤلاء "الاحرار" كانوا قد استخدموا اذاعة صوت العرب ـ لمهاجمة ثورة الثلايا التقدمية!… ومع مخالفتي أساليب هؤلاء إلاّ أنني أقدر بعضهم من أمثال محمود الزبيري ـ الذي غُرر به بالذات واستُخدمت سمعته الوطنية الجيدة لمهاجمة هذه الثورة متهما اياها من "صوت العرب" ذات السمعة التي ـ كانت ـ جيدة في يوم من الايام ـ أيضاً ـ فزعم الشهيد الزبيري "ان ثورة الثلايا ثورة من صنع الانكليز!" الذين كانوا يحتلون عدن… لكن الزبيري ندم بعدها وقال ـ بعد سقوطها ـ طبعا: "لقد ندمت أشد الندم على ما قلته بعد أن تأكدت انها ثورة وطنية"!…
ليس هذا فحسب، بل أخزى من هذا ان ثورة 23 يوليو 1952، ثورة عبد الناصر في مصر، قد غررت بها السعودية هي الاخرى وسخرتها لتحطيم هذه الثورة التقدمية بحجة "انها ثورة انكليزية"!.
وهكذا انخدع وينخدع كل من ليست لديه حصانة تقدمية ضد النفاق اليهودي السعودي، تجعله على الاقل يفكّر ويتساءل ولو بهذا السؤال: "وهل يعقل أن السعودية التي هي مخلوقة المخابرات الانكليزية اليهودية: تحارب الانكليز؟"!..
المهم: ان السعودية أرسلت طائرة خاصة لنقل وفد من "جامعة الخيانة للدول العربية" ويرأس هذا الوفد عضو ثورة 23 يوليو ـ المجيدة ـ حسين االشافعي للمساهمة الجادة في احباط ثورة الثلايا العظيم، ومرّت الطائرة ـ بجدة ـ "للتزود" بالمعلومات و"خير الزاد التقوى!" وسافرت طائرة الجريمة حاملة بعثة الشر إلى تعز ومعها رئيس "اليمنيين الاحرار" الذي يذكرنا أيضاً "بالامراء الاحرار ـ ورئيسهم الحرامي المليار اير طلال" وبدأ "النعمان ـ الحر" يلقي مواعظه في الحرية" ضد الثورة.. واسقطت السعودية الثورة مستخدمة ضدها "الثوار" والثيران.. وعاد "الامام" أحمد و"العود غير أحمد" بعد أن هرب من لهب الثورة ملتجأ لخصومه آل سعود الذين احتلوا أرض اليمن وذبحوا شعب اليمن!… عاد الامام حيث لم يكن للامام أمل بالعودة ثانية لليمن الشقي بجيرة آل سعود...
لكنه عاد بتضافر الجهود السعودية الشريرة وجهود ثورة 23 يوليو التي خدعها آل سعود واستخدمت اذاعة "صوت العرب" والمدجلين باسم حرية اليمن وجامعة الدول العربية!.. واقتيد الثائر العظيم الثلايا ليقف في ساحة المذبح مكبلا بالحديد، جامعا بشموخ قامته جلال الطلعة ومحاسن الثوار الحقيقيين وايمان الانبياء والرسل… فقطعوا رأسه الرسوليّ بالسيف السعودي الملكي وهو يبتسم، يبتسم لهذا الدجل السعودي الذي أطلق عليه تهمة التعاون مع الانكليز، ومن "صوت العرب" مع الاسف!.
واجتمعت أخس الملكيات بثورة 23 يوليو التي حطمت ملكيّة فاروق!… ويبتسم الثلايا لذلك الحشد الجماهيري الجاهل الارعن الذي أراد الثلايا انقاذه من الموت فجاء ليتفجرج على موته… ومثلها فعلت السعودية  في تحطيم ثورة الثلايا، كان لها دورها القذر في احباط ثورة الضابط الشهيد جميل جمال "العراقي" الذي قاد ثورة في اليمن، مؤكدا بالدم وحدة العرب والتراب ضد الرجعية المتحدة…
وان كانت للامام يحيى أو ابنه أحمد الذي قتله ـ الشهيدان ـ العلفى واللقية، وكذلك ابنه البدر المخلوع الذي هدمت ثورة 1962 قصره عليه وفر "للسعودية" على ظهر حمار بلباس امرأة حالقا شعر وجهه ـ ان كانت لهؤلاء الائمة من حسنة واحدة ولدتها سيئاتهم التي لا تحصى، فهذه الحسنة تكمن في أن ما من أحد من العملاء في اليمن كان في عهد الائمة يتجرأ علانية وبكل قلة حياء على الاتصال بالسعودية يأخذ شكل المفاخرة بين العملاء بدءاً من امام المسجد والمؤذّن والقاضي والجاسوس والشرطي ورئيس القبيلة ورئيس الوزراء والوزراء أجمعين وقائد الجيش ورئيس "الجملكيّة" أي رئيس "الجمهورية الملكيّة اليمنية"… هذا "الرئيس الملك" الذي بدأت بتعيينه السعودية من أكثر عبيدها خضوعا لها بالتسلسل، ومن يخالف رأيها تقتله السعودية مثلما فعلت بابراهيم الحمدي وشقيقه الذي قتله عميلها المنصوب حاليا في اليمن برتبة رئيس، قتله علي عبد الله فاسد في بيت حمار سعودي آخر اسمه "الغشمي" عينته السعودية رئيسا بعد اغتيالها للحمدي، وبعد ستة أشهر أرسلت "للغشمي" طردا ملغوما بمعرفة علي عبد الله فاسد ـ اياه ـ ولا يعرف حامله الضحية ما فيه، فنسف الغشمي وحامل الطرد في مكتب الغشمي وتركوا "الغشمي الغشيم الغاشم" ينزف دما دون اسعافه حتّى لفظ آخر أنفاسه القذرة، واتهموا بذلك "اليمن الديمقراطية" وهكذا بدأت السعودية بتعيين رؤساء اليمن وكافة قادته وأذّانه ومؤذّنيه وأئمة مساجده ـ منذ اليوم الذي أسقطت السعودية فيه ثورة اليمن ممثلة بآخر رئيس جمهورية لم يركع للسعودية واسمه عبد الله السلال قاد ثورتها بعدد من الاحرار الحقيقيين لا يزيد عددهم بالضبط عن (42 عسكريا ومدنيا) وبدون جيش، كان ـ منهم عبد الله الجزيلان الذي لعب دوراً رئيسيا في القيادة وغيره ممن سأورد ذكرهم في كتاب آخر عن ثورة اليمن المعجزة في حينها بصرف النظر على اختلاف هؤلاء الابطال، وبصرف النظر عن النظرة الحزبية وصرف النظر عن سقوط هذه الثورة التي أكلتها الخنافس والديدان السعودية التي تتسمى بها، بل أخزى من ذا وذاك أنها تحتفل كل عام بيوم الثورة في 26 سبتمبر …
وما زالوا يحتفلون بها حتّى صدور هذا الكتاب، وبأمر من السعودية يتم الاحتفال وتفتح قوارير الويسكي في وقت يقتلون فيه قادتها ويشردونهم في المنافي…
أيها الثورة ربّي يرحمكْ                  كل عام نحتفي في مقدمك
يحتفي في مقدمك هذا اللئيم               الذي في سيف خصمك أعدمك[3]
لقد عايشت تلك الثورة من يومها الأول حتّى مماتها: فقد افتتحت لنا مقرا للتدريب، واذاعة بلا رقيب أو حسيب، كانت لتلك الاذاعة (أولياء الشيطان) شعبية لم تحظ بها أية اذاعة في تاريخنا الحديث…
الرئيس عبد الله السلال قائد الثورة الشهيدة، وإلى جانبه "شهيدها" جمال عبد الناصر الذي ناصر الثورة منذ قيامها ضد التدخل السعودي ـ مستفيدا الدروس من خداع السعودية له بهدم ثورة الثلايا، وبدأ مساندته لها بالاتصال بالاتحاد السوفييتي فألقى السوفييت بكل ثقلهم، وأرسل عبد الناصر جيشه الذي تزايدت أعداده إلى أن وصل إلى 70.000 جندي، قتلت السعودية منهم بواسطة عملائها في اليمن 16000 بين ضابط وضابط صف وجندي، كما تسببت السعودية بقتل أكر من 150.000 (جمهوريين وملكيين، وعملاء والخ)
من أبناء اليمن عسكريين ومدنيين وقبائل منذ قيام الثورة حتّى الآن.
ورغم معاناة عبد الناصر ومصر الثورة نتيجة هدر المليارات السعودية ذهبا وريالات ودولارات واسلحة وحريما وخمورا للقتلة والمرتزقة والعملاء والمتعاملين والمعمول بهم ورغم فشل القيادة المصرية في اليمن لاتي كان يشرف عليها السادات وشمس بدران وغيرهما حيث لم تكن هذه القيادة بمستوى الرسالة القومية والتقدمية، فقد تحدى جمال عبد الناصر السعودية بملياراتها وعملائها في خطاباته مرارا، ومن ذلك ما قاله جمال: (ان جزمة جندي يقاتل الرجعية السعودية في اليمن اشرف من عقال الملك فيصل الذهبي) وقال قبل ذلك: (سأحارب الرجعية في أحضان الاستعمار وأحارب الاستعمار في قصور الرجعية)..
لكنه، وبقيادة كهذه يصعب عليه الاستمرار في محاربة الرجعية في أحضان الاستعمار ومحاربة الاستعمار في قصور الرجعية، ولهذا تراه يكر ويفر ويناقض أقواله مرغما، وقد قلتها له مرة في برقية بعثتها إليه من القاهرة: (انك يا جمال نبيّ بدو صحابة). ووزعت صورا من هذه البرقية على عدد من الاجهزة التي لم تكن بمستوى الرسالة…


[1] ولا اعتراض عندي على "رجولة هؤلاء الرجال" الواردة أسماؤهم في هذا المقام سابقا ولاحقا، وليس من حقي الحكم عليهم كلهم بالخيانة الوطنية أو بالبراءة… لكنني سجلتها كحادثة اجرامية حصلت يحاكم فاعلها ـ في كافة قوانين العالم ـ بالخيانة العظمى والتعامل مع عصابة سعودية أجنبية عميلة للمخابرات الانكلو يهودية.
مع تحفظّي حول عائلات هؤلاء الأشخاص ومنها عائلة آل ملق، فهي وكل هذه العائلات من العائلات المحترمة…
[2] انظر موضوع احتلال حائل بعنوان (الدين وسيلته والدعارة غايته…

[3] من قصيدة شعبية في ثورة اليمن.

2 comments:

  1. nice blog my friend,keep connected..

    by http://newkidz89.blogspot.com/

    ReplyDelete
  2. أن الكلاب أشرف من قادة عينتهم الصهيونية المسيطرة على المخابرات البريطانية والامريكية، وبواسطة اولئك القادة زرع اليهود "إسرائيل"… وما زالت أدوار آل سعود تتجدد والكلاب الاعلامية تنبح ويرمى لها الطعام فتعود إلى السكوت!.

    ReplyDelete