القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 15 July 2011

تاريخ آل سعود الجزء التاسع




الجزء التاسع

تجديد

كشف الارتياب

في اتباع محمد بن عبد الوهاب 

نسب السعوديين

تأليف المغفور له

السيد محسن الأمين

1380 هـ 1952 م

حققه وأخرجه ولده

حسَن الأمين

اليهود الذين أسلموا

فيما بين الصفحة الصفحة 3 و11 وفي الصفحة 384 من كتاب
(تجريد كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب)
للشيخ محسن الامين وولده حسن الامين
الطبعة 2 في 1382 هـ 1962 م 
تتكشف الحقائق جلية في الصفحات التالية عن جوانب الاصول "الاصلية" (لآل سعود) بشهادة واحد من أتباع آل سعود، هو محمد التميمي مؤرخ الشجرة السعودية التي دفع لها قيمتها الملك عبد العزيز والذي ما زال على قيد الحياة يعمل لديهم بعد أن قلدوه عدداً من المناصب منها إدارة المكتبات العامة وعددا من الأمور القضائية.
و"الشيخ" محمد التميمي يكشف دون قصد الإساءة "لآل سعود" بل ربما بقصد التفاخر بأنسابهم وإبراز "دهاء آل سعود الذي ما تواجد في العقول العربية إلا نادرا!…" أو ربما ليبرز أن له دوراً رديئاً قضاه مع فيلبي.
لقد بدأ الشهادة بالحديث عن رحلته وهو لم يدرك أنها شهادة للتاريخ… ورحلته هذه هي التي رافق فيها المؤسس الأول للعرش السعودي "الحديث" (جون فيلبي) الذي "أسلم" هو الآخر بطريقة المذهب الوهابي وعلى طريقة "الإسلام السعودي" نفسه، فسمته المخابرات الإنكليزية باسم "الشيخ الحاج محمد عبد الله فيلبي"…
وكان رفيقه في رحلته تلك إلى نجران الشيخ محمد التميمي…
فكم يا محمدْ تسمّوا بكَ            وكم يا محمد أساءوا اليك 
وملخص الحقائق التالية والتي تليها في كتاب "كشف الارتياب" ان فيلبي ومعه التميمي ذهبا برسالة من الملك عبد العزيز آل سعود إلى اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبد العزيز يواصله باستمرار وطلب منه فيلبي لحساب عبد العزيز ـ تسليمه الكتاب المهم (وقد أقنعه أنهم يريدون طبعه) والكتاب هو: (نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين) الجامع الشامل لتاريخ يهود الجزيرة العربية كلها ـ الأولين والآخرين ـ وكافة اليهود الذين دخلوا في الدين الإسلامي والمسيحي واندسوا في القبائل الأخرى للاحتماء بها وأثارتها ضد العرب ونشر النفوذ اليهودي الذي سبق له أن تقلص بعد أن لوحق في جزيرة العرب منذ عهد النبي محمد بعد مؤامراتهم ضده…
وانتشرت بقايا اليهود في كافة الديانات والبلدان الأخرى… وفي هذا الكتاب كشف واضح لانسلاخ عدد من يهود قبيلة بني القينقاع وكيف تم إسلامهم ومنهم "آل سعود" وكيف اطلقوا على أنفسهم اسم "آل سعود" وكيف هاجروا إلى العراق، وكيف اندسوا في فخذ المساليخ، وزعموا أنهم من قبيلة "عنزة" وغير ذلك مما يكشف الغطاء ـ غطاء ـ الذهب الاسود الخادع عن وجوه آل سعود.
ناصر

مقدمة كتاب "كشف الارتياب

في أتباع "محمد" بن عبد الوهاب

والاصل اليهودي لآل سعود

­ـ 1 ـ

منذ تسع وسبعين سنة طغت وما تزال طاغية موجة الارهاب السعودي على الجزيرة العربية حاملة معها الحقد والسفك والدمار والتنكيل بالعرب والمسلمين فاستبيحت المحارم وسفكت الدماء واهينت المقدسات وكُفِر المسلمون وعطلت شعائر الإسلام.
وارتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والإسلامية وعقدت المؤتمرات وقامت الاحتجاجات باستنكار هذه الحركة الرجعية الآثمة التي تلبست لباس الإصلاح والغيرة على الدين، فاصطبغت أيدي القائمين بها بدماء العرب والمسلمين منذ أن تحالف أبناء مؤسس "الدعوة الوهابية المدعو "محمد" بن عبد الوهاب مع آل سعود" فكانت غاراتهم المتتالية على نجد والحجاز والعراق والشام وبقية بقاع الجزيرة العربية فسفكت بها دماء الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال ودمرت المدن والقرى وأعمل فيها القتل والنهب والسلب وقامت أقلام العلماء والأدباء والشعراء بالذود عن حياض المقدسات الدينية وفضح أعمال الوحوش السعوديين الذين أعادوا إلى الذاكرة فظائع الغزو المغولي للديار الإسلامية وما ارتكبت فيه من آثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانية.
وكان في طليعة الكتب التي صدرت في ذلك الحين كتاب "كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب  "بقلم الشيخ الامين الذي استقصى فيه تاريخهم الحافل بالفضائح والمآسي والاجرام وفضح فيه اسطورة الإصلاح والتجديد التي زعموها وفند عقائدهم وافتراءاتهم على الإسلام والمسلمين بما ليس فيه زيادة لمستزيد.
وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى في العالمين الإسلامي والعربي يومذاك وألب عليهم الرأي العام وأوقعهم في حيرة من أمرهم لما فيه من الحجج الدامغة والبراهين الساطعة وجعلهم يحشدون كل ما لديهم من أقلام مخدوعة ومأجورة للرد عليه واضطرهم بالتالي إلى التخفيف من غلوائهم ومحاولة استرضاء الرأي
العام الإسلامي الذي ناصبهم العداء لا سيما بعد أن صدرت الفتاوى (بعدم جواز أداء فريضة الحج لعدم أمان المسلمين على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم) وكان موسم الحج هو المورد الوحيد لتأمين الموارد لهم حينما كان آل سعود يعيشون على وارد الحجاج واعانة المخابرات الإنكليزية، وكان تاريخهم الدامي الذي يفاخرون به سلسلة من أعمال الغزو والسلب والنهب والقتل.

ـ 2 ـ

لقد هادن السعوديون الرأي العام العربي والإسلامي فترة وتظاهروا بالتوبة ثم عمدوا إلى شراء أقلام الكتاب والصحافيين المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم بأموال المسلمين وذلك حرصاً على استتباب الأمر لهم.
ولما ظهر البترول في البلاد العربية التي اغتصبوها من أصحابها وأعطوا امتيازاتها للشركات الأمريكية الاحتكارية بأبخس الاثمان وأبطرتهم النعمة المسروقة عادوا سيرتهم الاولى وانطلقوا يحملون معهم خيرات البلاد لينفقوها بالملايين وعشرات الملايين على الفسق والفجور وشرب الخمور وانتهاك الأعراض حتّى انتشرت فضائحهم في الشرق والغرب وتحدثت عنها صحف العالم بينما ضنوا بالنزر اليسير منها على قضايا التحرر والشعوب التي ابتليت بحكمهم فتضورت جوعا.
ولم يحرموا هذه الشعوب من خيرات البترول فحسب بل حرموها من أبسط ما يتمتع به الإنسان من كرامة بل حرموها من أبسط الحريات فلا حرية للمعتقد ولا حرية للعادة ولا حرية للقول ولا حرية للكلام فالكتب والصحف محظورة إلا ما مجّد السعوديين أباح جورهم وأشاد بطغيانهم بينما تحرق كتب الإسلام الصحيح وتمزق أسفار الدين القويم، وكشاهد على ذلك نروي ما فعله قاضيهم في محكمة الظهران سليمان بن عبيد عام 1955 من أمره بإحراق كتاب فقهي اسمه (دعائم الإسلام) كما فعلوا بكتاب (أبو الشهداء) للأستاذ عباس محمود العقاد الذي لم يكتفوا بمنعه بل صادروه وكذلك فعلوا بكثير من الكتب والأسفار.[1]
وفي هذا العام أصدر شاب من أبناء القطيف التي نكبت بحكم السعوديين كتاباً أسماه (مؤمن قريش) فأمروا بإحراق الكتاب واختطفوا مؤلفه وأخفوه وكادوا يقضون عليه لولا الضجة التي ثارت عليهم من كل جانب فاكتفوا بسجنه وجلده وتكفيره!

ـ 3 ـ

سلط السعوديون زبانيتهم ممن أسموهم زوراً وبهتاناً "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على الناس فأمنعوا بهم تنكيلا، وهم الذين يحكمون بإحراق كتب الدين وتاريخ المسلمين وينكلون بالأحرار.
لقد رأينا خدمة للحقيقة والتاريخ تجديد هذا الكتاب واعادة طبعه وزيادة فصول جديدة عليه ونشره في الرأي العام العربي والإسلامي لاظهار حقيقة السعوديين خالية عن الزيف وعن بهرج الدعاية المضللة، وبالله المستعان.
حسن الامين

"كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب  "

جاء في كتاب الشيخ العلامة محسن الامين ما يلي:
لماذا يكفّر السعوديون المسلمين ويستحلون دماءهم وأعراضهم وأموالهم؟!
ولماذا لم يحارب السعوديون إلا العرب ولم يخربوا إلا ديارهم ولم ينتهكوا إلا حرماتهم؟.
لماذا وقف السعوديون هذا الموقف المخزي من كارثة فلسطين فكانوا حرباً على أهلها؟.

لماذا أبى ملكهم عبد العزيز بن سعود أن يهدد بقطع النفط يوم كان هذا التهديد حاسماً في منع تقسيم فلسطين، ولماذا رفض أن يساهم بدينار واحد في انقاذ الأرض المقدسة، ولماذا رفض أن يبعث جيشا سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين[2] ولماذا  كان هذا الجند السعودي جاهزا أبدا للهجوم على أي بلد عربي يقف هذا البلد موقفا حازما مع الاستعمار؟…
كان المخلصون في كل مكان يحارون في الاجابة على هذه الاسئلة، وكانوا يندهشون لهذا التصرف السعودي اللئيم ولا يجدون له تفسيراً إلا أن طبيعة من الشر قد سيطرت على هذه السلالة فجعلتها سفاكة للدماء خائنة للعرب والمسلمين!..
ولكن لماذا كانت طبيعة الشر هذه لا توجه السعوديين إلا لقتل العرب والمسلمين؟.. لماذا لا توجههم إلى المستعمرين، إلى اليهود، إلى وجهة غير وجهة أذى الإسلام والعروبة؟…
وها نحن اليوم نكشف حقيقة السعوديين ونفسر ما اعيى تفسيره الاذهان.
ان السعوديين ليسوا عربا وليسوا مسلمين، ولكنهم تستروا بالعروبة وبالاسلام تغطية لاجرامهم وستراً لمؤامراتهم وتمويهاً لخياناتهم.
وهذه هي القصة بكاملها تنشر وتطبع اليوم لاول مرة بعد أن عرفت وجالت على الافواه قبل اليوم في نجد وفي الجزيرة، ولكن لم يكن يجرو أحد ممن عرفوها على التصريح بها وتداولها رهبة وخوفا، وها نحن إذ نقدمها للقارئ الكريم نضع حداً لهذا الزيف في التاريخ، وياله من زيف!!
ونترك الكلام الآن لشخصية نجدية جليلة نكتفي بأن نرمز إلى اسمها بالشيخ حسين خوفا من أن تمتد إليها يد البطش السعودي إذ لا تزال هذه اليد قادرة على الوصول اليها، قال الشيخ حسين:
أقرأتم التأريخ المزور الذي رسمته وكتبته الاقلام المأجورة المستثمرة وأملته الضمائر الخائنة لقاء أرقام من المال؟
أنه أرقام بأرقام من الجمل المرصوفة الكاذبة الخائنة بأرقام من المال تبدأ بالالوف وتنتهي بالملايين، ذلكم التاريخ هو تاريخ آل سعود، تاريخ اجتمع على وضعه وتزويره خونة سعوديون اين منهم مسيلمة الكذاب وسجاح من غربيين وشرقيين ومستشرقين؟ والانكى من ذلك والادهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تاريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والامجاد والتي شع منها نور المعرفة وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الافكار سناها، هذه الجزيرة العربية التي يرتبط تاريخ الشعوب الإسلامية بتاريخها، ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود، التاريخ المزور الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب ومؤرخين كل جهودهم لتزويره وفرضه تاريخا على الجزيرة العربية وبالتالي على تاريخ الشعوب الإسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كل تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات والعبقريات.
ونحن هنا في قلب الجزيرة العربية لا يشرفنا أن يرتبط تاريخنا بتاريخ الاسرة الخائنة الفاجرة، الاسرة التي تسللت في الظلام لتسطو على مقدراتنا ومقدساتنا وتستولي على السلطة بالقوة بدون مبرر.
وتتآمر على تاريخنا وذلك بأن تزور لها تاريخا على حساب تاريخنا فتدعي لنفسها زورا وافتراء بأنها صانعة التاريخ الحديث في الجزيرة العربية ، ونحن أمس واليوم وفي الحاضر كأننا لا تاريخ لنا يذكر الا على هامش تاريخ آل سعود.
لذلك نرى لزاما علينا أن نصحح هذا الخطأ من تاريخنا ونمحو هذه الوصمة من جبينه الناصع الوضاء، ونقدم آل سعود على حقيقتهم وكيف دخلوا البلاد حاكمين وما هو دورهم في هذه الحقب التي توالوا عليها منذ تسليمهم هذا العرش المتزعزع الذي توارثوه واحدا عن واحد، ولدينا من الحقائق الواضحة والادلة الناصعة ما تصفع كل مزور خائن..
بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وعلى اسم الله نمضي في تحقيقنا هذا.

فمن هم آل سعود؟… اليك الجواب أيها القارئ:

في أمسية من أماسي عام 1937 كان ركب السير جون فيلبي الانكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للجزيرة العربية والموجه لسياستها والمدير لأمورها…
كان ركب فيلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلك إلى الربع الخالي.
وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه محمد التميمي (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود)…
فما أن استراح "فيلبي" من وعثاء السفر حتّى راح يسأل في نجران عن أسرة يهودية عن عميدها المسمى " يوسف بن مقرن الياهو" ليسلمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلم "فيلبي" يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوشة عليها اسم "ماري تريز" وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه.
فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته ثم قدم إلى فيلبي كتابا خطيا بعضه بالعربية وبعضه بالعبرية اسمه العربي (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين) ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولا لدى كثير من الخاصة في نجد، ولكن التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقا، وكلف يوسف اليهودي رسول الملك فيلبي أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديرا لعاطفته وصلاته المتكررة ليهود نجران بعامة وليوسف واسرته بخاصة، وقد كان في الكتاب شيئا خطيرا حمل فيلبي على أن يذاكر بشأنه زميله الانكليزي الاخر هـ.ر. ب. دكسن المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقررا معا وجوب طي الكتاب وعدم اظهاره حرصا على المصلحة الاستعمارية.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي ـ قوله: لقد أغاظني هذا اليهودي يوسف وهو يحدثنا حديثه المزري عن آل سعود ومع أنه كان يثني عليهم ويشيد بطرقهم للوصول إلى الحكم ودعم اليهود لهم الا أنه كان يذم العرب والمسلمين ويقول انهم لا يصلحون لتولي أمور الناس وكان يشير إلى ما كنا نجهل تفاصيله يومذاك، ويكشف لنا اليهودي حقائق مذهلة في الكتاب مفاخرا بها بقوله: (لقد ظل الذين يعرفونها يتهامسون بها همسا ويوصلها جيل إلى جيل ليأتي اليوم الذي يمكن الجهر بها من غير أن يخشى الجاهر فتكا ولا بطشا وقد جاء والحمد لله هذا اليوم المنتظر الذي نقول فيه:
ان السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى "بني القينقاع"، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدم ذكره والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّراته والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجد السادس وقد تفرغ الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مكرن) الذي سمي "مقرن" أخيرا وهو واحد من أجداد آل سعود وهذه هي بعض التفاصيل في كتاب (نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين)
ينقلها الشيخ حسين فيقول: قال لي التميمي انّه شاهد في كتاب "نبع نجران المكين" ان الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو "عائلة "مردخاي" وان هذه العائلة اليهودية كانت منبوذة وكانت تتعاطى التجارة، وانه ـ أي التميمي ـ تذكر أنه رأى ذلك في شجرتها التي طلب منه وضعها من قبل عبد العزيز وانه أحسَّ أخيراً أنه زيف في هذه الشجرة لتغيب حقيقتهم اليهودية.
ويقول التميمي:
لقد وجدت في هذا الكتاب حلقات مفقودة ووجدت أسباب حيرة أجداد الـ "مرد خاي"، وصعوبة اندماجهم في القبائل العربية وان الامر لم يكن سهلا أن تقبل القبائل بتبديل اسم عائلة الـ "مرد خاي" وهضم هذا الاسم، فالقبائل تأبى الدخيل وتلفظه واستعرضت عائلة آل مردخاي أمامها أسماء العشائر المعروفة فرأوا أن ما من قبيلة تحترم نفسها يمكن أن يذوبوا في غمارها، لذلك اتجه تفكيرهم إلى عشيرة من العشائر النكرة في المنطقة لكي لا ينكشف أمرهم أمام أهل نجران وأمام العشائر المجاورة لها فوقع اختيارهم على عشيرة "المصاليخ" وهي فخذ صغير من أفخاذ قبيلة عنزة مشهور بين العشائر بتفاهته وعدم تحسسه بالحس القبلي والنعرة العشائرية بحيث لا يوجد منه سوى أقلية بجبل سنجار شمال العراق وأقلية أخرى انصهرت في عشيرة الحسنة القاطنة في ضواحي الشام والتابعة لمشيخة ابن ملحم.
وكانت هذه الفكرة اليهودية محكمة كل الاحكام فاستطاعت عائلة آل مردخاي أن تعايش (المصاليخ) وأن تحتمي بها لحماية تجارتها، فطابت لهم هذه الحماية، فأسلم اليهود.
وينقل الشيخ حسين عن محمد التميمي:
قوله (كان يوسف اليهودي لا يريد أن يبوح أمامي بحقيقة النسب الذي يربطه بآل سعود وكان يتكلم بالمعاريض وحرص على أن لا أعلم بحقيقة ما في الكتاب المهدى إلى فيلبي، وكان في الكتاب تفاصيل للاحداث النجرانية وبعضها متعلق بالنسب السعودي، ولكن يوسف عاد بعد ذلك يتحدث بلا تحفظ أو بشئ من التحفظ حينما أخبره فيلبي انني مؤلف الشجرة السعودية فكان مما عرفناه منه أن آل سعود الاولين كانوا يعطفون عليهم ولم يتنكروا للرحم حتّى جده الثالث داود، ثم عادوا يتجاهلونهم بعد ذلك ويحاولون الابتعاد عنهم بسبب الظروف التي صار فيها آل سعود، إلى أن انتهى الامر إلى عبد العزيز واستقرت به الحال واطمأن إلى المصير فعاود الاتصال بهم والعطف عليهم، وكان ما حمله إليه فيلبي بعض ما كان يصلهم به ويغدقه عليهم. على أن عبد العزيز لم يسمح لهم في حال من الاحوال بأن يتصلوا به شخصيا وأن يعلنوا ما يجب ستره من صلات القربى).
والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الاتراك الذي عرفوا باسم "
الدونمة" والذي ينحدر منهم من أطلق على نفسه "محمد بن عبد الوهاب  بن سليمان" وهم يهود سكنوا البلاد التركية لا سيما سلونيك، واضطرتهم ظروف الحياة إلى اعلان اسلامهم مع ابطان يهوديتهم فأطلق عليهم الاتراك اسم "الدونمة" تمييزا لهم عن المسلمين الصحيحي الإسلام.
وقد استغل الدونمة هذا التظاهر بالاسلام أسوأ استغلال فأتاح لهم ما لم يكن يتاح من التغلغل في صفوف المواطنين تخريبا وكيدا وقد أصبحوا مصدر الدسائس التي أحاقت بتركيا، ولم تحل بها نكبة ولم تقم بها مؤامرة الا كان الدونمة رأسها وبذلك كانوا كالسعوديين في العرب نسبا وحسبا ومناقب!!
وبعد فهل عرفتم لماذا يقف السعوديون هذا الموقف اللئيم من العرب والمسلمين؟)… انتهى…

ثلاثة الاصول… ويوسف بن مقرن الياهو

ألقت الثورة اليمانية القبض على يوسف بن مقرن الياهو في 19/ 12/ 1962 حينما تسلل إلى اليمن واعترف يوسف بكل تحركاته بين فلسطين المحتلة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العرقية بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سألناه عنه، وقال: (لقد حزنت كثيرا على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناء على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز أنه يريد طبعه لكنه تبين أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكيلا ننشره نحن اليهود ولكيلا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً لان عبد العزيز أعداء من اليهود التقدميين لا يؤيدون طريقته وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له دعنا نتولى طبعه نحن، ضحك عبد العزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال "هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم لانني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدي تجعلني أسير حسبما يرون.
وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة" وقال لي عبد العزيز: "وعلى كل حال فان الكتاب موجود لدى الاخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه" ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: "لقد نقلت وصورت ما يهمني من الكتاب وسلمته لعبد العزيز" فقلت لفيلبي: "انني أخشى أن يحرقه عبد العزيز" فقال فيلبي: " انّه فعلا ينوي احراقه ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب: بقوله (انّه كتاب مهم وهو ليس "نبع نجران المكين في تراث أهله الاولين، فقط وإنما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود".
وقال جون فيلبي: "يا أخ يوسف… ان الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب الا إذا ذهبت روحه وانه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكل أولاده وانما لأعز أولاده، وقد اطلع عليه جمع كبير من أقاربه واخوته ومنهم شقيقه عبد الله بن عبد الرحمن اطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبد العزيز: على كل حال يعيالي ـ أنا ما أطلعتكم على هذا الكتاب إلا لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمين، انها "ثلاثة الاصول" الحقيقية التي ذكرها ابن عبد الوهاب)!…
هذا ما قاله يوسف بن مقرن الياهو باعترافاته في اليمن وقد أذيعت من الاذاعة قبيل الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم 20/12/ 1962 كما اعترف أنه مواطن سعودي وسافر بجواز سعودي إلى فلسطين عام 1947 بمهمة وأخذ يتردد بعدها بين إسرائيل والاردن وخيبر والرياض ونجران وجدة والمدينة ومكة وتبوك واليمن، وقال: "ان لآل سعود علاقات جيدة باسرائيل وانهم يسبونها علنا ويتعاونون معها سرا" وقال: "مع ان المخفي أصبح مكشوفا في دوائرهم" وقال يوسف مقرن الياهو: "وللتغطية والتستر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتى: "ان المملكة السعودية لن تقبل بادخال اليهود الذين يحملون جنسيات أمريكية مزدوجة، ولكون الامريكان يدركون أن مثل هذا "الاعلان" ما هو الا من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيين والعرب فانهم يستقبلون مثل هذا الاعلان بالابتسامات العريضة"…
وحينما قال المحقق لليهودي: (هل نعرف من كلامك هذا أن السعودية تتعاون مع اليهود؟)…
قال اليهودي: "ان هناك مواطنين يهود سعوديين يعيشون حياة عادية كسائر الناس.
أما اليهود الامريكان فانهم يعملون كخبراء أو فنيين أو في دوائر تابعة للجيش أو دوائر الامن"…
وحينما قال له المحقق: (أنت تعمل لصالح إسرائيل والسعودية فهل أنت مطمئن لهذا العمل؟) قال اليهودي السعودي: "أنا لا أعمل لصالح السعودية، وأنا مطمئن في السعودية لكوني يهودي، ومطمئن لكون السعودية تعمل بكيانها لصالح اليهود وليس ضدهم سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وكل يهودي لا شك أنه يعمل لصالح اليهود وأنا كواحد من اليهود أعمل لدعم كياننا اليهودي".
وحينما سألناه هل لديك نسخة ثانية من الكتاب الذي يثبت قرابتك لآل سعود؟.
أجاب: "ان لدي نسخة ثانية في نجران وإذا كان يهمكم، هذا فأعاهدكم أنني سأقدمها لكم في حال الافراج عني على أن نقوم بطبعها لأستحصل على بعض النسخ منها"…
ولقد سجلنا أقوال اليهودي يوسف على شريط، كما تحدث عنه الرئيس عبد الله السلال قائد الثورة اليمانية حينما افتتح مكتب الجزيرة العربية في صنعاء يوم 26/12/1962 وقال: (اننا سنقدم هذا اليهودي الشرير الذي يقود مجموعة من المرتزقة والجواسيس بين السعودية والاردن واسرائيل ليسمع العالم كل شئ من فمه عن أعمال السعودية ضد اليمن وضد فلسطين ويصف لنا أصول القرابة بينه وبين آل سعود وكيف دخل آل سعود في الإسلام ولماذا؟)..
ولكن وبقدرة الايدي القذرة التي تعمل في الخفاء ومنها أنور السادات الذي أوكل بشؤون اليمن، وكان ممن تسببوا بهزيمة الثورة في اليمن واغلاق مقرنا للتدريب، وبعد عشرة أيام من اذاعة بيان يوسف بن مقرن الياهو واعتقاله في اليمن نقل الرئيس السلال إلى القاهرة بحجة السفر للاستشفاء!…
فحل حسن العمري مكانه، والعمري كما هو معروف من العملاء "الاصلاء" للسعودية.
وما هي الا أيام ثلاثة من تولي العمري "نيابة السلال" حتّى نقلوا اليهودي يوسف بن مقرن الياهو عبر الحدود اليمانية السعودية إلى نجران.
علما أن السعودية كانت في حالة حرب مع اليمن، وتسلمه الامير خالد السديري فنقل إلى جدة وعاد إلى نجران ثانية.
ثم سافر عبر الاردن إلى فلسطين المحتلة ثم عاد، وما زال يتنقل بحرية تامة وبهمة الشباب رغم كونه قد تجاوز سن الـ 80 لكن من يراه لا يعطيه من العمر أكثر من 50 سنة، انّه نحيف طويل القامة صارم الملامح، تلمح الذكاء في وجهه، وفي هذا يكمن السر الذي يجعلك تتأثر وتعطف عليه! علما أنه لا يستحق العطف…
ومن طريف ما حدث عام 1949 أن نظم أحد الشعراء على سبيل المطايبة قصيدة على لسان الملك عبد الله يخاطب بها الملك عبد العزيز بن سعود بعنوان (إلى الملك الثري) فنظم الشاعر عبد المطلب الامين هذه القصيدة على لسان الملك عبد العزيز يخاطب بها الملك عبد الله:

يهوذا لا يلام

يلومونني اني بخلت ولو رأوا           براميل بترول الرياض لأ قصروا
تفيض به الصحراء تبرا مذوّبا          وتذوي به أرض الحجاز وتدبر
ولم أر مثل النفط، أما سواده            فمسك وأما الريح منه فعنبر
غنينا به عن كل حاف مقمّل            يجئ من الحجاج عريان يفخر
تزود من كل الذنوب بماله              وجاء إلينا مفلسا يتطهر
فديت بني الدولار من كل أشقر         وان سكروا وقت الطعام "وخنزروا"
أتونا باكياس الريالات كلما              حردنا عليهم زودونا وأكثروا
وبعد الجِمال الجرب صارت تقلنا       "طنابيل" منها هدسن "وكرزلر"
وكل حسان الأرض طوع أكفنا          نطير إليها أو الينا تطيّر
وكنا وعدنا جنة مثل هذه                تطوف علينا الحور فيها وتخطر[3]
نحارب أعداء الاله لأجلها               ونفني عباد الله أنّى تجمهروا
فلما كفانا (العم سام ) جهادنا             قعدنا على جيراننا (نتمسخر)
وما كان زهدا بالجنان قعودنا            ولكن طريق النفط للخلد أقصر
يقولون لي أخلفت وعدك حينما          وعدت بأن أفدي بنيّ ليظفروا
يريدون مني أن أكون سمؤلاً؟           يهوديّ مثلي انّما أنا أحقر
وما كنت الا سيدا وابن سيد             أقر متى شئت الوعود وأنكر
فان تلك عبد الله في ذا تلومني          فواعجبي مما تقول وتذكر
فجدك قبلي قال الفاتح الذي              أناخ له في باب مكة عسكر
جمالي جمالي أن للبيت ربه             يقيه إذا شاء العدو ويقهر
علام أحامي عن فلسطين صارفا        فلوسي وبترولي أضيع وأهدر
فلا والدي في مسجد القدس موسد        وليس لأجدادي بغزة أقبر
ولكن في نجد قصوري وحورها         أموت على تلك الفروج وأحشر
فان تقبلوني عاهلا دون مصرف        قبلت والا فاتركوني وثرثروا
فليس لاسرائيل عندي مأرب            سوى خيبر لا كانت الدهر خيبر
إذا طلبوها قلت أهلا ومرحبا            بأبناء أعمام علينا تغندروا

أخلاق اليهود في الحجاز

كتب الاستاذ الكبير محمد عزت دروزة، بعنوان: (أخلاق اليهود في الحجاز) في الصفحات من 438 ـ 440 في الفصل الثالث من كتابه: (تاريخ بني إسرائيل) ما ينطبق ـ رسما وتصويرا واشارة ـ كل الانطباق على يهود آل سعود مشيرا اليهم بالاصابع والادلة والآيات انهم يهودا وان ما ارتكبه ويرتكبه آل سعود في الحجاز والجزيرة واليمن والخليج وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والاردن، ليست إلا من أفعال اليهود… يقول دروزة:
(وفي القرآن آيات كثيرة تساعد على رسم صورة وافية لأخلاقهم أيضاً.
ولقد ربطت هذه الآيات على الاكثر بين أخلاق اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم في الحجاز وبين أخلاق آبائهم الأولين بحيث يصح أن يقال إن هذه الاخلاق ليست خاصة بمن هم في الحجاز منهم حين نزول الآيات وإنما هي جبلة راسخة متوارثة من الآباء والاجداد. وبالتالي إنها صورة لأخلاق اليهود عامة في الحجاز وغير الحجاز غابرين ومعاصرين.
وهذا مؤيد بما في الأسفار من لدن موسى من نعوت وحملات وتقريعات على ما كانوا يرتكسون فيه دائما من انحرافات دينية وأخلاقية واجتماعية على ما مر شرحه في القسم الأول.
ولقد وصفتهم الآيات بالكفر والجحود واللجاج والانانية والزهو والتبجح والترفع عن الغير واعتبارهم أنفسهم فوق الناس وعدم الاندماج الصادق مع أحد.
وعدم الولاء الصادق لأحد.
والتضليل والتدليس والدس والشره الشديد إلى ما في أيدي الغير والحسد الشديد لهم ولو تمتعوا أنفسهم بأوفر النعم.
ومحاولة الاستيلاء على الكل والتأثير في الكل واللعب في وقت واحد على كل حبل وفوق كل مسرح واستحلالهم لما في أيدي الغير وعدم اعتبارهم أنفسهم مسؤولين عن شئ أمامه.
وضنهم بأي شئ للغير إذا ملكوا وقدروا.
وعدم مبادلتهم الغير في ود وبر ومحبة.
واندماجهم في موقف مهما دنؤ وفجر وكان فيه كفر وفسق وخيانة وغدر في سبيل النكاية بمن يناوئونه.
ونقضهم لمبادئ دينهم في سبيل مكايدته.
وعدم تقيدهم بأي عهد ووعد وميثاق وحق وعدل وواجب وأمانة.
وتشجيعهم لكل حاقد فاسد ومنافق ودساس ومتآمر في سبيل التهديم.
وشفاء لداء الحسد والحقد والخداع المتأصل فيهم.
والآيات وإن كانت في صدد وصف أخلاقهم في الحجاز فان روحها بل وفحواها يلهمان أخلاق أنها اليهود عامة.
وإنه لمن العجيب المثير أن المرء ليراهم في أخلاقهم اليوم على اختلاف منازلهم وبيئاتهم صورة طبق الاصل لما وصفهم به القرآن من صفات وأخلاق امتدادا لما حكته أسفارهم عنهم منذ القديم.
لم تزدهم الايام فيها إلا رسوخا مما هو مصداق لما قرره القرآن من الجبلة الراسخة المتوارثة من الآباء للابناء ومما لمسها فيهم البشر جميعا في كل زمن ومكان حتّى صاروا في ذلك كله العلم المفرد بين البشر أو القبيل البشري الشاذ المجمع على شذوذه في كل ذلك عن سائر البشر والذي غدا به حديث كل مجتمع في كل زمن ومكان فلا تراهم إلا والعيون مزورة منهم.
والسخد فائر عليهم. والنفوس متبرمة بهم. والناس مستثقلون ظلهم.
والحذر رائدهم منهم. وشرهم ومكرهم بالغا الاثر والجميع راغب في التخلص منهم بأية وسيلة.
وكفى باجماع البشر على اختلاف الزمان والمكان والجنس واللون والنحلة قوة ودليلا على تأصل تلك الجبلة التي تصدرون عنها في أعمالهم وتصرفاتهم وعلى أن البشر ليسوا هم المتحاملون عليهم نتيجة للعقد النفسية التي تعقدت بها نفوسهم ولازمتهم طيلة أدوار تاريخهم وما تزال.
حيث يبدو من هذا هول البلاد الذي رمى به طواغيت الاستعمار العرب وبلادهم ليخلصوا منه من جهة ويجعلوه للعرب هما دائما مقيما معقدا يقضون به مآربهم الخبيثة من جهة أخرى.
وحيث يبدو كذلك شدة الحافز الذي يجب أن يحفز العرب على التضامن والمجاهدة في تطهير بلادهم من هذا البلاء العظيم.
واليك الآن نصوص الآيات التي تسجل عليهم تلك الاخلاق بأساليب متنوعة[4] وقد يكون بعض الآيات سابقة الايراد.
ومع ذلك فقد رأينا من المفيد إعادتها في هذا السياق:
1 ـ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعدكم وإياي فارهبون.
وآمنوا بما أنزلنا مصدقنا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون.
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.[5]
البقرة 40ـ 44
والآيات تسجل عليهم خُلق كتمان الحق وإلباس الحق بالباطل والمكابرة بالحق وتفضيل منافع الدنيا عليه ووعظ الناس بالبر مع بعدهم عنه.
2 ـ ومن هذا الباب آيات سورة آل عمران هذه:
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون.
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون.
ولا تؤمنوا إلا لمن اتبع دينكم قل ان الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم به عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم…
70 ـ 73 [6]
وفي هذه الآيات عما احتوته آيات البقرة حيث تسجل عليهم خلق الخديعة والتضليل وتواصيهم بينهم بأن لا يتضامنوا ولا يتواثقوا ولا يتبادلوا المعرفة والمودة مع غيرهم ولا يطمئنوا إليه وأن يكونوا مع المسلمين في موقف النفاق والخداع لا غير.
وأن لا يتساهلوا فيما يمكن أن يفيد المسلمين من هدى ومعرفة وحجة)… انها صفات آل سعود في مؤتمرات القمة وغيرها…

شواهد على يهودية آل سعود

وفي الستينات سلطت الاضواء ـ من اذاعة العرب واذاعة الثورة اليمانية في صنعاء ـ على "يهودية آل سعود" فحاول الملك فيصل اثباتها بنوع من التحدي والتفاخر، لكنه حافظ على خط الرجوع إلى "اسلامه" المزيف حينما قال: (ان قرابة آل سعود لليهود هي قرابة "سامية")!… وذلك من خلال تصريحاته لصحيفة "واشنطن بوست" في 17 سبتمبر 1969 التصريحات التي تناقلتها عدد من الصحف العربية ومنها "الحياة" البيروتية بقوله: (اننا واليهود أبناء عم خلّص ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض، بل نريد التعايش معهم بسلام)!…
واستدرك يقولك: (إننا واليهود ننتمي إلى "سام" وتجمعنا السامية كما تعلمون اضافة إلى روابط قرابة الوطن، فبلادنا منبع اليهود الأول الذي منه انتشر اليهود إلى كافة أصقاع العالم)…

قصيدة تكشف يهودية آل سعود

وهذه قصيدة شعبية للشاعر الحجازي بديوي الوقداني العتيبي موجهة "لسعود الأول" يكشف فيها الشاعر أصل آل سعود ويهوديتهم، ويقول لهم: أنتم اليهود الذين غدرتم بموسى وقتلتم الانبياء ونحن لم نفعل مثل غدركم لتغدروا بنا:
ترانا: ابحق موسى ـ ما غدرنا           لتجزانا بهذا الغدر ياشين
وكان الغدر منكم ليس منّا                 فأنتم قاتلين للنبيين
يهودا قد طمعتم في وطننا                 باسم الدين جئتم مستحلين
كشفناكم ولكن ما كفرنا                    كفر… من يقتل الناس البريئين

مما قاله الامير عبيد بن رشيد في أصل آل سعود

الامير عبيد بن رشيد من أبرز حكام حائل ومن أشجع الشجعان في الجزيرة العربية، ومن القساة على الخصوم، ومن أصوب الشعراء السياسيين الذين قرنوا أقوالهم بأفعالهم… وفي هذه القصيدة الشعبية يتضح لنا أن شعراء الجزيرة العربية لم يهملوا منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، أدوارهم في مقارعة الاحتلال السعودي وكشف أصول آل سعود اليهودية المدسوسة في العروبة والاسلام…
وهذه واحدة من قصائد عديدة للشاعر الامير عبيد بن رشيد… قالها في فيصل آل سعود "فيصل الأول" بعنوان:

كيف اصبح "الحخام" شيخاً عربياً؟

حِنّا نعرفك يا عوين المصاليخ            ما كنت عارفهم بماضي الزمانِ[7]
غيرت أصول أهلك ببعض التواريخ      وأصلك يهودي لو طمست المعاني
ياشين، من حاخام، سموكْ بالشيخ                 والله مالك بالمصاليخ داني
يا مال "فرد" من كبار الصلابيخ           يأتيك مع ايمنك يالشقلباني[8]

يهودية آل سعود في شعر الجزيرة العربية

يهودية "آل سعود" ثابتة في تواريخ وأقوال وقصائد شعبنا وهذه قصيدة شعبية ـ للامير زامل بن سليم ـ حاكم مدينة عنيزة، قالها في نهاية القرن التاسع عشر، وفيها يقول ما معناه: (اننا سنصنع الرصاص محليا من بارود حفائر الشفا ، "ملح الشفا" اضافة إلى ما نستورده لقتال "كلاب اليهود آل سعود وأتباعهم"..
وسندفنهم في رمال النفوذ الصفراء… وعلى النساء الجميلات الشريفات "الكواعب" أو ذوات النهود المستقلة "كما يقول أن لا يتزوجن الجبناء الذين يشردون من قتال آل سعود الاعداء بل عليهن عشق الشجعان الذين لم يتركوا عاداتهم في خوض غمار الحرب المقدس ضد اليهود الذين أطلقوا على أنفسهم اسم آل سعود واندسوا في دين الإسلام لتخريبه من داخله"!..
كان هذا ملخص قصيدة "زامل السليم" الشهيرة التي كانت يتغنّى بها الناس في عرضات الحروب ومناسبات الاعياد أيضاً:
ملح الشفا[9]، والمغربي حِنّا نعلّه                    نبغيه للشاشاة ـ وكلاب اليهود
نقتل يهودا أفسدوا في الأرض كله                والله ينكر فعل أصحاب "الاخدود"
والله ما نرضى لديرتنا مذلّه                       وجميعنا عن طهر ديرتنا نذود
كمَّ شجاع نحرمه من شوف خلّه                   نرميه بالصفرا على حد النفوذ
إن صاح صيّاح الضحى حنا نعن له              نأتي مسيرات على الظالم ورود
عدونا في ذا الوطن كبده نسلّه                     بملح الفرنجي كنّه الديبان سود
يا بنت ياللي لك نهود مستقلّه                     لا تأخذين العفن حيث أنه شرود
خوذي صبي ما يخلّي عادة له                     ان صار وسط الجيش يجعلهم رجود

وهاهو الشاعر الشعبي الكبير ابن اصغير يكشف يهودية آل سعود فيقتله عبد العزيز

أخذ عبد العزيز آل سعود يتبجح في مجالس أهل القصيم وينخاهم لقتال خصومه أهل حائل وقبيلة شمر الذين أطلق عليهم تهمة (الكفار والمشركين)‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.
وقال لاهل القصيم الشجعان انّه سيقودهم بنفسه، لكنه "ارتخى" حينما سارت الجموع، لكونه يعرف مصيره لو قاد ولو معركة واحدة بنفسه مباشرة أو سار في مقدمة الجموع التي لم يقدها ولم يسر ولو مرة في مقدمتها فكل معاركه لم تكن بقيادته المباشرة، انها معارك يخطط لها الانكليز أمثال كوكس وشكسبير وجون فيلبي ويقودها الشجعان المخدوعين أمثال الدويش وابن ابجاد وغيرهما ممن خدعهم…
وهكذا خدع بعض أهل نجد والقصيم، وهزم أهل القصيم من داخلهم بالغدر والحيل وقتل منهم الكثير ممن يؤسف لمقتلهم لكون ابن السعود ومن خلفه الاستعمار الانكليزي واليهودي يخططون لقيام آل سعود وهزيمة سواهم من الحكام…
وهكذا سجل الشاعر ابن اصغير ذلك الحدث بقصيدة مشهورة في نجد بعد أن عاد الشاعر جريحا من تلك المعركة الخاسرة… وكشف فيها يهودية آل سعود… فقال:

كم صبيّا يسوّي الهوائل..

كم صبي يسويّ الهوايل                 بالمجالس وهرج القفا
يوم سرنا وصارت صمايل              ضيّع المرجله وارتخا
دمّنا صار كالسيل سايل                         ذابحين بعضنا وفا
لابن اسعود الذي غير سايل             من حيي في البلد أو هفا
كفّروا ـ شمّر ـ وهل حايل            وما عرفنا الذي بالخفا
دينهم غش بعض القبايل                لين صفّوا لهم من صفا
ثم أفتوا بكفر القبايل                    يوم صحيت على ما خفا
ما بذى من اسلوم العوائل               فاليهودي ـ وراها ـ اختفى
فشاعت هذه القصيدة في نجد وأثارت الحماس للتمرد ضد الاحتلال السعودي وأدرك عبد العزيز ما لخطورة انتشار هذه القصيدة من عواقب نظرا لما للشعر وشعراء السياسة من قداسة تفوق بكثير ما لمشايخ الدين "الصالحين" ـ ولا أقول الفاسدين ـ من تقدير …
ولذلك أراد أن يتخلص المجرم عبد العزيز آل سعود من الشاعر الجريح الذي سجل مزاعم ابن السعود وأكاذيبه وجبنه وأهدافه الفاسدة في هذه القصيدة الموجزة التي راح الشعب في نجد كلها يتغنى بها… لكن ابن السعود.
قتل الشاعر بطريقة معروف، وموضحة في مكان آخر..

تركي بن أحميد

من كبار رؤساء قبيلة عتيبة، ومن المشهورين فيها بالرأي والفروسية، شجاعا مقداما جريئا، شاعرا، كانت له مواقف وطنية شريفة ضد آل سعود، وهو ـ ابن عم سلطان بن احميد ـ الذي سلمه الانكليز لعبد العزيز آل سعود ليقتله فقتله ومعه الآلاف من شباب عتيبة والعجمان وقادتهم الذين قتلهم عبد العزيز اضافة إلى فيصل الدويش وابنه عزيّز وشباب مطير…
وهذه واحدة من قصائد الشيخ تركي بن احميد يحث فيها قومه لقتال اليهود آل سعود وتجار دينهم الذين يدعون بالاسلام، وقد حذف آل سعود عددا من أبيات هذه القصيدة، حينما طبعوها عمدا ليضيعوا بعض أبياتها التي تكشف أصولهم، والقصيدة طويلة نورد منها ما يلي:
تلعب طرب وانا بنومي هواجيس                 ما سامرك بالليل كثر الهمومي
أسهر إذا نامت عيون الهداريس           بالليل أساهر ساهرات النجومي
أونس بقلبي مثل صلي المحاميس                 الله يلوم اللي لحالي يلومي
يهود يدعون العرب، للنواميس!           قولوا لهم: متى اسلموا، ذا الحخومي[10]
ولو تسمّوا ـ بالسود ـ الاباليس؟        نعرف ملامحهم، أعكاف، الخشومي
قالوا جهلت وقلت جهل بلا قيس[11]                الجاهل الليل ما يعرف اليمومي
أشوف عدلات الليالي معاييس             ولاحد من الدنيا عظامه سلومي
البني ما يصلح على غير تأسيس         ومن لا تعلّم ما تسر العلومي[12]

يا قيس قم

أسطورة يرددها أبناء البادية في شمال الجزيرة العربية وبعض المناطق الجنوبية في العراق التي هاجر إليها عشرات الآلاف ممن شردهم الاحتلال السعودي.. تقول الاسطورة:
إن كل كائن في العصور السابقة ـ كان ـ يتكلم !… وان يمامة فقدت ابنها واسمه "قيس" ومن حزنها عليه، انعقد لسانها عن الكلام فراحت اليمامة "تهدل" بنغم يستدل منه أنها تقول: "يا قيس قم!." "يا قيس قم".. واستمرت اليمامة منذ ملايين السنين في هديلها، منادية "قيس" لكن "قيسا" لم يقم!..
وفي هذه الاسطورة يرمز هؤلاء الذين شردهم الاحتلال السعودي، إلى الثورة الشعبية في الجزيرة العربية التي لم تقم ويأخذ اليأس في نفوسهم مأخذه من الانظمة العربية التي حاصرت ثوراتهم ارضاء لآل سعود، فيقسمون أن الثورة لن تقوم!..
ويتحدث هؤلاء قائلين: لقد تحول الذين شردهم الاحتلال السعودي لكثرة ما فرض عليهم من صمت في البلاد العربية إلى يمامات لا تجيد النطق، أما "قيس" فهو الشعب الذي رمز له شعراء المهاجرين الاوائل بابن اليمامة الذي مات!.
ولكن اليمامات لم تيأس من حياة "قيسها" فأخذت تنادي "يا قيس قم"، تناديه بكلامها الممنوع وألسنتها المعقودة ونطقها الذي تحول إلى "هديل"…
مكررة هذا النداء المتوارث على مر السنين "يا قيس قم" "يا قيس قم"… فأوحى هديل اليمامات الخرساء، فاتحة قصيدة شعبية شهيرة للشاعر المجاهد المهاجر (عجلان بن رمال الشمّري) بعنوان:

يا قيس قل لامّك انك لن تقوم

يا قيس، قل لامّك، عسى ما تقومي                حيثك صغير وتفهم العلم يا قيس
يا قيس، قل: في القلب زادت وسومي     والموت أفضل من حياة الاباليس
ليس اليمام، من الكلام، امحرومي                 بل البشر، يحرم من الحكي يا قيس
أسرة عيال القينقاعي خصومي            اكلاب كوكس فاقدين النواميس
كم واحد تراه يحكم، ويومي               لكنّ مثله لا يساوي ذنب تيس
يا قيس قل لامك متت قبل يومي          ولا لي حياة مع جموع متاييس
ما لوم أنا أشباه الرجال: إنّ لومي                 على النساء اللي تلد ذا الخنافيس

نماذج من المذابح السعودية للعرب المسلمين بحجة هدايتهم للإسلام!

1 ـ ذبح آل سعود المصلين في مساجد قرية الشعيبة ليلة 27 رمضان، أي (ليلة القدر التي قال عنها القرآن أنها خير من ألف شهر تنزّل الملائكة والروح فيها) لكن آل سعود أخرجوا أرواح العرب المسلمين في هذه الليلة من عام 1922… وكان عدد القتلى في هذه المذبحة (3790)..
2 ـ ذبح آل سعود (410) من المسلمين من عشيرة آل أسلم من قبيلة شمر، وكان ذلك في منطقة الجليدة بالقرب من حائل.
3 ـ ذبح آل سعود (513) مسلما من قبيلة عنزة، القبيلة التي يزعم آل سعود انهم ينتمون إليها لكنها لفظتهم ورفضت أن يكون لهم بها صلة القربى، فقالتها آل سعود وقتلوا منها 513 في مذبحة شهيرة عرفت باسم مذبحة بيضاء نثيل..
4 ـ ذبح آل سعود (411) مسلما في مذبحة عرفت باسم مذبحة أم غراميل شرقي حائل.
5 ـ ذبح آل سعود (375) يقودهم "هبقان السّلِيطي" في منطقة الغوطة بحائل، علما أن "هبقان السليطي" من أكثر المتعصبين دينيا للدين السعودي وقد سبق له أن قاتل المسلمين من جماعته وأبناء عمه وقبيلته: شمّر وأهل حائل..
لذا، فقد فرح العديد من الناس بذبح آل سعود له ولجماعته شماتة بمواقفه… وفي هذه المذبحة، قال شعراء الشعب العديد من القصائد الشعبية، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر الشهير فهد بن صليبيخ الذي شبّه الرصاص السعودي المنهمر بسحابة أمطر بها آل سعود رأس صديقهم هبقان وجماعته، بينما هبقان، كان الشريك المخلص لعبد العزيز في ديانته الباطلة…
وقال الشاعر ابن صليبيخ موجها كلامه لابن السعود، وهبقان، معا، ما معناه (ولكن اليهود لا صداقة لهم ولا ديانة)… وهكذا يقول في القصيدة:

سحابة هلّت على رأس هبكان

سحابة هلّت على رأس هبكان            صديقك اللي صافيا بالديانة
هبقان أغواك اليهودي بالاديان            ودين السعودي سلّماً للخيانة
6 ـ قام آل سعود بمذبحة تربة التي راح ضحيتها (40.000) جميعهم من المسلمين طبعا لكنهم من أتباع الشريف حسين بن علي الذي كان يحكم الحجاز حتى عام 1925 حينما سلّم الانكليز عرشه لآل سعود.
7 ـ قتل آل سعود 15.000 في مذبحة اشتهرت بمذبحة الطائف والحويّة، ومعظمهم من أطفال ونساء مكة الذين كانوا يصطافون في الطائف ومن أهل الطائف…
8 ـ ذبح آل سعود في حصارهم للطائف 2800 شخص من جنود الشريف علي بن الحسين ومن أهل جدة.
9 ـ قتل آل سعود من مناطق القصيم ما يزيد عن/ 27000 / بطرق غدر خسيسة شبيهة بما فعله عبد العزيز آل سعود بحاكم بريدة صالح المهنا أبا الخيل، حينما تقدم عبد العزيز ليخطب شقيقة أبا الخيل وما أن وافق أبا الخيل وتزوج "عبد العزيز" بأخته ودخل قصره حتّى أمر عبد العزيز جنوده باعتقال "صهره" أبا الخيل وجميع أولاده كبارا وصغارا، فقتلهم في الصحراء بما فيهم الاطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الرابعة.
10 ـ قتل آل سعود أكثر من (10.000) مسلم من قبيلة شمر وأهل حائل في معارك كثيرة منها مجزرة النيصية والوقيد والجثامية، وغيرها…
11 ـ اغتال عبد العزيز آل سعود عددا من زعماء الجوف، وقتل عددا كبيرا من أبناء الشعب في الجوف.
12 ـ قتل آل سعود أكثر من (50.000) مسلم في معارك كثيرة في مناطق عسير وتهامة.
13 ـ قتل آل سعود أكثر من (1200) يماني في منطقة اسمها وادي تنومه، بعد أن قدموا للحج…
14 ـ قتل آل سعود (7000) عربي مسلم من بني مالك في وادي بني مالك في الطائف وهدم 70 قرية من قراهم بحجة أن شيخهم عبد الله بن فاضل دافع عن كرامته وقاوم خدم آل سعود الذين حاولوا الاعتداء على أخواته وزوجته.
15 ـ قتل آل سعود في عام 1953 (1520) عربيا مسلما من قبائل الريث في جبل القهر، جنوب الحجاز…
16 ـ كان آل سعود وراء معركة الجهراء في الكويت حيث قتل من أهل الكويت وقبائل الجزيرة العربية ما يقارب 1000 عربي مسلم.
17 ـ هنالك أكثر من (5000) عربي مسلم من جيش الاخوان الذين ينتمون لقبائل مطير وعتيبة، قتلهم آل سعود في مجازر معروفة باسم، مذبحة السبله، ومذبحة أم الرضمه، وغيرها من المذابح، وبعد ذلك قتل آل سعود شيوخهم المعروفين ومنهم فيصل الدويش وسلطان بن بجاد…
18 ـ قتل آل سعود أكثر من (3000) مسلم من قبيلة العجمان في معارك عديدة معروفة، وقتلوا عدداً من شيوخ العجمان منهم نايف وضيدان بن حثلين.
19 ـ قتل آل سعود، بعد ثورة ابن رفادة، أكثر من سبعة آلاف من قبائل الحويطات وبني عطية وجهينة وبلي، وشردوا الآلاف منهم.
20 ـ وفي التاريخ السعودي الآثم، الكثير من المجازر التي راح ضحيتها أكثر من مليوني عربي مسلم.. من الحضر والبادية…
لذلك، نقول لبعض المنظمات الفلسطينية والعربية التي تطمح بالعون السعودي، انها كمن يطمع بالعون من إسرائيل وأمريكا.
وما عون السعودية إلا "صدقة يتبعها أذى".
فكما أنه لا فرق بين إسرائيل وأمريكا، فليس هنالك فرق بين السعودية وأمريكا… ولقيام السعودية من قبل بريطانيا الدور الاكبر في المحافظة على إسرائيل واقامتها في الأساس…
ومن يقتل الشعب الذي يحكمه ويتحكم فيه ويسرق ثرواته وخيراته لا يمكن له أن ينقذ الشعوب الثائرة عليه وعلى طبقته…

وثائق تدين أجداد آل سعود بالخيانة السفلى!

ولا أقول الخيانة العظمى!، لانها أسفل الخيانات…
فدائما ما يفاخر آل سعود بجدهم الأول (فيصل بن تركي بن عبد الله) فيعتزي أحدهم حينما يشتد غضبه بقوله (وانا ابن فيصل)!!
وتاريخ (فيصل) الذي يعتز به آل سعود، الاحياء منهم والاموات لا يختلف تاريخه عن تاريخ من لحقه من آل سعود.
التاريخ العفن الذي لا يشرف من يهادن آل سعود أو من يمت إلى آل سعود بصلة القربى، وهو وصمة عار في جبين كل عربي في جزيرتنا العربية ودنيا العرب…
ومن واقع الوثائق الدامغة لتاريخ آل سعود: رسائل كتبت بخط وختم فيصل بن تركي وولده عبد الله ـ الذي كانت في عهده نهاية ما يسمى بالامارة السعودية الثانية ـ وهي رسائل موجهة من فيصل وولده عبد الله وغيرهما من للفرع الحاكم من آل سعود إلى خديوي مصر، والى السلطان العثماني، والى الوزراء والضباط المصريين والاتراك، وفي هذه الرسائل نجد المذلة كل المذلة والاسترقاق والعبودية من جانب آل سعود إلى المحتلين لجزيرتنا العربية.. بل ان بعض من هذه الرسائل عبارة عن رسائل تجسس على أمراء وشيوخ قبائلنا لا لهدف يسعى إليه آل سعود من هذه المراسلات غير البقاء في حكم نجد تحت سيطرة المستعمرين والاتراك والحصول على الاموال.
والرسائل التي تتكلم عنها موجودة وقد أخذناها من دور الوثائق في القاهرة واسطنبول وغيرها..
انها وثائق تدين الحكام السعوديين  الغائب منهم والحاضر وتكشف مهزلة الحكم السعودي وأخلاقيات آل سعود… واليكم النص الحرفي للوثائق الدامغة…
منها رسالة استعباد مرسلة من فيصل بن تركي آل سعود إلى سليم باشا أو توزبر قائد موقع الجديدة[13].

نص الرسالة

  من فيصل بن تركي
إلى: سليم باشا أوتوزبر"!"
دولتلّو مرحمتلّو[14] سعادة أفندينا باشا صاري عسكر الجديدة دام اقباله.
بعد تقبيل أياديكم الكرام خلّد الله عليكم الفضل والانعام، أن من الهجن تعلقنا ـ 12 ـ اثني عشر هجين ـ فاننا أبقيناهم بطرف محمد أبو علي شيخ بالحوازم أمانة لاجل المرعى بطرفه فان معلوم دولتكم يلزم لهم عليق مؤونة، فان كان موافق رأي دولتكم تأمروا حضرة درويش أفندي محافظ ينبع لاجل يصرف لهم شئ إلى الهجن المذكور، فالنظر في ذلك إلى دولتكم، والامر أمركم وأطال الله بقاكم أفندم.
في 3 ذي الحجة سنة 1254 هـ
عبدكم
(فيصل بن تركي)[15]
هذه هي رسالة فيصل بن تركي" آل سعود إلى قائد المدفعية بالجديدة التي بعثها إلى الحاكم التركي يستجدي منه "العليق".. للأبل.
رسالة أوتوزير
في 14 من ذي الحجة سنة 1254
(من سليم باشا أوتوزبر ميرميران المدفعية ومأمور الجديدة إلى كتخدا جناب الخديوي: مولاي صاحب الدولة ولي النعم، أرسل فيصل بن تركي عريضته هذه من ينبع الهجر إلى مخلصكم يقول فيها انّه أودع اثنى عشر هجينا له أمانة عند محمد أبي علي أحد شيوخ قبيلة الحوازم ويلتمس صرف العليق اللازم لها…
وبما أن المشار إليه قد أرسل إلى القاهرة نرى أن يتوقف صرف عليق هجنه التي تركها أمانة على صدور أمر له من دولتكم).

مرفق الوثيقة

وفي المرفق ارادة الخديوي رقم 5 في 5 محرم سنة 1255 هـ تقول:
(صدر الامر بارسال هجنه إلى مصر إذا كان وجودها هناك عبئا). انتهى!.
ولن تنتهي قصص ـ جد آل سعود ـ الذين ما زالوا يفاخرون به: منها ما يرويه المؤرخ "السعودي" المعروف عثمان بن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد" على ص 315 ج2 ( مطبعة صادر ـ بيروت) ما نصه:
… (فلما وصل فيصل بلد الرياض نزل بخيامه وأثقاله خارج البلد ومن معه من أهل الخرج وغيرهم فدخل البلد على خيله فرأى من أهل البلد ما يريبه بل جاهره رجال نجد بالعداوة، فأخذ فيصل يهئ ما في القصر من مال وسلاح وأمتعة وغيرها)…
ويتابع ابن بشر على نفس الصفحة قوله: (أن فيصل أخذ من القصر كل غال ونفيس ثم خرج من الرياض واتجه إلى الخرج وبعد ذلك إلى الحسا هاربا من وجه إسماعيل بك الذي يستعد في القصيم للزحف على الرياض…
ثم خرج من القصر على خيله دفعة واحدة ووقف دونه رجال من أعوانه حتّى خرج من البلد فهرب بماله مسرورا سالما ومعه من الخيل نحو أربعمائة)… الخ..
هذه هي مقدمة قصة هروب فيصل بن تركي إلى الحسا وباقي القصة أدهى وأمر… فهو حين وصل الحسا قعد هناك يمتع نفسه بالاموال التي نهبها من المسلمين… كذا… وهرب من نجد تاركها لاسماعيل بك وعساكره الاتراك..
أما أهل نجد فلم يقصروا لقد حاربوا إسماعيل بك في كل مدينة وقرية حتّى انهزم هزيمته المعروفة على أيدي بني تميم الشجعان في الحوطة ونعام والحريق والحلوة.
وكان أهل الحريق بقيادة أميرهم تركي الهزاني وأهل الحوطة بقيادة إبراهيم بن عبد الله وفوزان بن محمد آل مرشد، وأهل نعام مع رئيسهم وأميرهم زيد بن هلال، وأهل الحلوة مع رئيسهم محمد بن خريف.
كما حارب الشجعان من بني تميم ومن معهم من البادية وأهل نجد عساكر الترك وأنزلوا بالعساكر الهزيمة وكان ذلك في يوم 16 من شهر ربيع الاخر من سنة 1253 هـ وتفاصيل الهزيمة معترف بها إسماعيل بك نفسه في تقرير مفصل أرسله إلى مصر في نهاية شهر ربيع الاخر من سنة 1253 هـ وذكر فيه الخسائر.
وفيما يلي نص التقرير (الوثيقة) التي قال فيها:
إسماعيل بك في ذكر الخسائر بالحرف الواحد.
(ولقد كانت قوة المرحوم عبد الكريم أغا ـ في الاصل 328 خيالا قتل منهم في الحوطة 50 وتبقى 271 خيالا.
كما كانت قوة حسين أغا 240 خيالا قتل منهم في الحوطة 128 خيالا… وكانت قوة عبد الله أغا رئيس المشاة 215 عسكريا قتل منهم في الحوطة 163 نفرا…
وكانت قوة نوري أغا 322 نفرا قتل منهم في الحوطة 251 نفرا… وكانت قوة محمد أغا الكردي 346 نفرا قتل منهم في الحوطة 256 نفرا…
وجماعة إبراهيم أغا رئيس المغاربة كانت في الاصل 307 نفرا قتل منهم في الحوطة 245 نفرا… وجماعة أبو بكر أغا 196 خيالا قتل منهم 66 خيالا ومن جماعة عرب أغا قتل منهم 76 خيالا وعساكر الفرسان والمشاة التي في معية العاجز  " أي إسماعيل بك نفسه" كانت في الاصل 2073 نفرا قتلى منهم ـ 1245 ـ نفرا) .
هذا هو نص تقرير إسماعيل بك في ذكر الخسائر، وبهذه الخسائر يصل المجموع إلى 2481 قتيلا ولم يذكر الجرحى والمفقودين…
ويقول إسماعيل بك في نهاية تقريره ما يلي بالنص:
(وقد قبضنا جميعنا في الرياض محصورين، ونحن في غاية الضيق من ناحية الطعام وعلف الخيل…) وفي موضع آخر يقول (… فان الجمالة الذين فروا بالجمال والاحمال قد حملوا معهم في ما حملوا متاع العساكر والاغوات، والخزينة أيضاً، وليس لدينا حبة واحدة من المؤونة ولا قطعة واحدة من النقود فنرجو أن تتفضلوا بسرعة ارسال النقود والجنود… التوقيع:
(المير لواء عبده إسماعيل)[16]
هذه قصة هزيمة العساكر الغازية على أيدي أجدادي الابطال في الحوطة ونعام والحريق والحلوة…
وأما فيصل بن تركي الخائن الجبان فكان في الحسا يترصد أخبار الحرب وعندما سمع بهزيمة جيش الترك على أيدي أهل الحوطة ومن معهم من أهل نجد كلها ـ بدوهم وحضرهم ـ وانتصار أهل الحوطة رجع من الحسا إلى العارض لعله يجني ثمار النصر الذي ما كان له فيه من شرف ولا نصيب، وبهذا الموضوع يقول ابن بشر في كتابه "عنوان المجد في تاريخ نجد" على الصفحة 318 ما نصه:
… (ولما علم فيصل بهزيمة العسكر وقتلهم وهو في الاحساء خرج منه بعدده وعدته من أهل الاحساء وغيرهم وكان معه رجال من أتباعه وخدامه وهربوا معه من الرياض.
وبالقرب من الرياض حاول فيصل بن تركي أو يبرز عضلاته وتقدم لمحاصرة إسماعيل بك لكنه حينما سمع بقدوم خورشيد باشا إلى المدينة المنورة أنه ينوي الزحف على نجد لاسناد إسماعيل بك في الرياض هرب فيصل مرة أخرى وراح للخرج ولكن خورشيد باشا حصره في السلمية وقبض عليه في العشر الاواخر من رمضان سنة 1253 هـ وأرسله أسيرا إلى مصر مع حسن اليازجي وعسكره وكان مع فيصل أخوه جلوي وابن أخيه عبد الله بن إبراهيم ابن عبد الله الملقب بصنيتان).
ومن ينبع البحر كتب فيصل رسالته ـ آنفة الذكر ـ وكلها خضوع ومذلة وركوع إلى سليم باشا في الجديدة.
ومن يتتبع تاريخ آل سعود ويقرأه بانصاف وابتعاد عن العمالة لآل سعود يجد أنه ما من أحد منهم الا كان عميلا، وعلى مراحل تاريخهم: لليهود، وللعثمانيين، وللانكليز، وللامريكان، وانه لم يخرج من بينهم من يعمل لصالح الوطن والقضية العربية بتجرد عن المطامع الشخصية الاستعمارية الاستغلالية… وسيرتهم سيرة يهودية بحتة…

عبوديّة للعثمانيين وعمالة للمخابرات الانكليزية

المعروف عن (الملك) عبد العزيز آل سعود انّه كان عميلا للعثمانيين وانه يتقاضى مرتبه ـ وعائلته ـ من واليهم في الكويت وقدره ـ 70 روبية ـ وكان عدد العائلة سبعة أشخاص ـ أي بمعدل عشر روبيات كل شهر للرأس الواحد، وبقي يتقاضى هذا المرتب حتّى انضم لمكتب المخابرات الانكليزية "المكتب الهندي"…
لكنه لم يقطع الولاء للوالي العثماني بل بقي "عبدا للعثمانيين" كما يقول عن نفسه في برقيته الآتي ذكرها ـ بعد البرقية التي أرسلها مبارك الصباح للوالي العثماني في البصرة، حينما اشتبكت الدولة العثمانية بحربها في طرابلس الغرب (الجماهيرية) يومها كتب شيخ الكويت مبارك الصباح رسالة إلى والي البصرة "حسن رضا باشا" العثماني، يبدي استعداده لارسال "مجاهدين من الكويت لمناصرة الدولة العلية" وبعث باعانة مالية للدولة العثمانية قدرها ثلاثة الالف ليرة عثمانية، فأجابه الوالي ـ لعثماني المذكور بكتاب مؤرخ في 26 صفر 1330 هـ ـ 1911 م يشكره فيه على (حميته وغيرته على الدولة العليا العثمانية)
ويبلغه (أنه لا حاجة له باعانة ـ المجاهدين ـ الذين ذكر له في رسالته عن استعداده لارسالهم لكنه يقبل المبلغ فقط الذي استلمه وأرسل نصفه إلى المقاتلين العثمانيين في طرابلس الغرب وأما النصف الآخر فقد خصص إلى الاسطول البحري العثماني)!.

عبوديّة عبد العزيز

عندها علم عبد العزيز آل سعود فأرسل البرقية التالية إلى والي البصرة حسين رضا باشا ـ ننقلها حرفيا ـ يقول:
(عبوديتي وخدماتي لمقام الخلافة العثمانية معلومة عند أولياء الأمور وان سكان جزيرة نجد عموما قلبا وقالبا قد تحركت النخوة العربية في عروقها حين ما بلغهم اعتداء الطغاة الطليان جعل الله كيدهم في نحورهم وأصان الدولة العثمانية الإسلامية من تجاوزاتهم وجميعنا على استعداد للدفاع عن الدولة العلية بسيوفنا وأموالنا وأرواحنا ومتنظرين الاشارة من مقام خلافتنا والامر لكم)!!
التوقيع (خادم الدولة العلية أمير نجد ورئيس عشائرها عبد العزيز آل سعود)
ولم يقف (العبد والخادم العثماني) كما ورد في برقيته الانفة عبد العزيز آل سعود عند هذه البرقية بل أرسل برقية أخرى إلى سعيد حلمي عند توليه الصدارة في ذلك الوقت هذا نصها:

عبد العزيز يسترحم زيادة راتبه

(سيدي ومولاي الصدر الاعظم… اليوم نفتخر نحن مع سكان نجد بتوجيه الصدارة لعهدتكم واننا آملين في تسوية المشاكل المالية الحاضرة بهمتكم المشهورة واننا على استعداد لمعاونة الدولة العلية بأرواحنا ومنتظرين أمركم السامي سيدي)
أمير نجد ورئيس عشائرها عبد العزيز آل سعود
                                         خادم الدولة العلية
ولا شك أن هذا ـ العبد ـ العزيز ـ "صادق" عندما أرسل برقيتين إلى نظارة الخارجية ونظارة الحربية العثمانية عارضا خدماته مؤكدا عبوديته ـ كما يقول ـ للاحتلال العثماني، الا أن الذي لم يصدق به هو (شبك) أهالي نجد وعشائر نجد معه والتحدث باسمهم دون أن يكون لهم علم بذلك، فما من أحد في نجد والجزيرة العربية كلها يرضى بأن يكون عبدا مع عبد العزيز (يعرض) عبوديته على بني عثمان والانكليز في آن واحد، والامريكان أخيرا، الا القليل من أمثال آل سعود وأذنابهم...

الرد التركي بالتركي للعبد التركي أبو تركي

وقد وردت إليه الاجوبة من أتباع بني عثمان كما يلي:
(إلى حضرة صاحب السعادة عبد العزيز باشا آل سعود: أخذنا اليوم تلغرافا من نظارة الداخلية يفيد ما أظهرتموه من ضميركم ومحض الغيرة والحمية إلى ملجأ الخلافة وملاذ السلطنة الكبرى قد استلزم الامر خالص الممنونية فنقدم لحضرتكم على هذا التوجيه الملوكي واللطف السلطاني خالص التهنئة والتبريك وعبوديتكم محفوظة لدينا وخدماتكم معروفة!…
والي البصرة حسن رضا…

الرد بالتركي أيضا لابي تركي

حضرة صاحب السعادة أمير نجد
تكررت الادعية بمظهريتنا للمظفريات المتمادية وقد صار التبريك موجبا للممنونية.
الصدر الاعظم سعيد

حسّيّات سعودية

إلى ولاية والي البصرة
(ان التلغراف الذي سحب من البصرة بامضاء عبد العزيز آل سعود إلى القبة السلطانية قد قراؤها.
انا نبلغكم بموجب الامر السامي أن تبلغوه ممنونية الدولة من حسياته السعودية).
ناظر الداخلية فؤاد

"مربوطيتكم " ثابتة

إلى السيد الامير عبد العزيز سعود باشا
نشكر حميتكم صرنا محظوظين جدا من مربوطيتكم بمقام الخلافة كونوا مستريحين نشعركم حين الاقتضاء.
ناظر الحربية محمود شوكت

لمن العبودة الصادقة؟…

لقد كان عبد العزيز آل سعود يلعب على الحبلين… ففي الوقت الذي يرسل فيه برقيات ـ الولاء ـ والعبودية ـ لولاة آل عثمان ويتقاضى منهم المبالغ.
كان يتجسس للانكليز لانهم في رأيه (أقوى) من آل عثمان وأحسن نفعا وأكثر دفعا واخلاصا لآل سعود فقبل أن يحتل الانكليز العراق كان (جاويد باشا) التركي (والي بغداد وقائد جميع القوات العثمانية بالعراق) قد أوفد رسله إلى رؤساء وشيوخ القبائل العربية يستنجد بهم ويحثهم "للدفاع عن العراق وصد القوات البريطانية التي ستحتل العراق قريبا" وكان من أولئك الرسل جار الله الدخيل الذي أرسله جاويد باشا إلى "الامير عبد" العزيز آل سعود في نجد يطلب منه (الزحف بعشائره إلى العراق وتنفيذ وعده لمساعدة الدولة العثمانية العلية ضد أعدائها الانكليز) ولكن عبد العزيز آل سعود حالما بلغه الخبر أبلغه إلى الانكليز، بل أخر جار الله الدخيل عنده بحجة (أنه قد أرسل رسلا إلى شيوخ العشائر يستحثهم ويريد من جار الله أن ينتظر بجواره حتّى يعطيه نتيجة أقوال شيوخ العشائر)!!.
فانتظر "جار الله" بجوار "عبد الانكليز" أما عبد العزيز فقد اتصل بأسياده (الحقيقيين) الانكليز (يستحثهم بسرعة: الاستيلاء على العراق قبل وصول العشائر العربية التي تستجيب لاستغاثة الاتراك الذين يؤثرون عليهم من الناحية الإسلامية!.)
وقال عبد العزيز: (وانني أنا وعشائري على أتم استعداد لخدمة دولتنا العظيمة بريطانيا العظمى) وما ورد ذكره آنفا هو جزء من رسالة بعث بها عبد العزيز آل سعود إلى السير كوكس، وكان عبد العزيز آل سعود يعرف من سادته الانكليز ما تريده وتبيته بريطانيا للعراق…
لذا أراد فقط… اظهار شعور تبتلا وولاء للانكليز..
وفي تلك الاثناء احتل الانكليز البصرة فما كان من عبد العزيز الا أن رفع يديه ضارعا مسرورا داعيا (ربه) بالنصر للانكليز… ونحن نعلم أي رب يضرع إليه عبد العزيز الذي لا يؤمن برب سوى شهواته الحيوانية ولا يدين الا بدين المال الحرام.. وكل حرام.
وبعد ذلك.. أرسل عبد العزيز آل سعود هذه البرقية إلى السير برسي كوكس يهنئه بمناسبة احتلال الاستعمار الانكليزي للعراق يقول:
(سيدي السير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى دام عزها…
دخول جيوشكم الانكليزية العظيمة للعراق نصر مبين للمسلمين وعز مكين لنا… عبوديتنا وخدماتنا لبريطانيا العظمى وولائنا لكم إلى الابد) خادمكم.
أمير نجد وعشائرها
عبد العزيز آل سعود

مطية طيّعة

أرادت الحكومة البريطانية أن لا تكتفي بمطية واحدة تحمل اسفارها في الجزيرة العربية لحينما يتبين لها أـصلح المطايا… فأخذت تكثر العطاء لعبد العزيز آل سعود في الوقت الذي تعين فيه الشريف حسين… وتعطي لكل منهما وعداً ضد الآخر حتّى يتبين لها الاصلح… وكان الاصلح بلا شك هو عبد العزيز الذي دعمته بكل ثمن ثمين حتّى النهاية…
لكن عبد العزيز آل سعود مع كل الضمانات كان لا يخفي تخوفه من غدر الانكليز به ـ من غير اليهود ـ لعلمه بأن الوعود التي يقطعونها له هي في الوقت نفسه نفس الوعود التي يقطعها هؤلاء الانكليز لحسين بن علي [17]
ولهذا كتب عبد العزيز إلى المندوب السامي على العراق والخليج السري برسي كوكس في البصرة لثقته به يرجو منه أن يلتقي به في أسرع وقت ممكن، فتم اللقاء بينهما في العقير ـ كما سبق أن ذكرنا ـ وفي هذا اللقاء تم توقيع عبد العزيز باعطاء فلسطين لليهود كما هو آنف، وبذلك طمأنه السير برسي بقوله: (لا تكترث يا عبد العزيز بدعمنا ومواعيدنا للشريف ما دمنا نضمن لك النصر عليه ونتعهد لك بأن لن يعتدي عليك الشريف ولا غيره ما دمنا معك واعلم أن أية حركة ضد الشريف اليوم هي ضدنا وعلينا وفيها مساعدة لاعدائنا وانا ألح عليك الان أن لا يكون بينك وبين الشريف إلا الصداقة وأن تحضر مؤتمر الكويت وتظهر تأييدك المطلق للشريف حتّى لا يشذ أحد من امراء الخليج والعرب فتفشل خطتنا بمحاربة الاتراك) فلبى عبد العزيز آل سعود قول كوكس بقوله حرفيا: (لكم السمع والطاعة مني ومن ذريتي من بعدي)!.
وحضر عبد العزيز مؤتمر الكويت ـ كما ذكرنا في مكان آخر ـ فألقى السير برسي كوكس أمام حضور المؤتمر كلمته التي جاء فيها:

أمجاد العرب في خدمة بريطانيا!

(ان حكومة بريطانيا لا تكن للعرب إلا الحب والنية الحسنة وهي ترغب في أن يستعيد العرب أمجادهم وتحرص على جمع كلمة العرب ولم شملهم ليكونوا كتلة قوية متماسكة يتمكنوا بواسطتها من صد أي اعتداء يقع على بلادهم من الخارج!)
ثم وجه السير برسي كوكس كلامه إلى الامير عبد العزيز آل سعود مستطلعا "عما يستطيع أن يقدمه من المساعدة للحلفاء!" وقال كوكس: (ان الخلافة الإسلامية يجب أن تعود للعرب وليس للاتراك حق فيها!) واتخذ المجاملة سبيلا إلى غرضه المطلوب مخاطبا عبد العزيز آل سعود: (ان جلالة ملك بريطانيا يستحسن اسناد منصف الخلافة الإسلامية اليك يا عبد العزيز ويساعد في تحقيقه وبالمناسبة اقلدك وسام نجمة الهند!)
وبما أن "الامير عبد " العزيز آل سعود يعرف مسبقا أن الرسول البريطاني كوكس لا يريد من توجيه كلامه لعبد العزيز إلا أن يعلن عبد العزيز تأييده للشريف حسين بن علي ليقتدي به بقية أمراء الخليج والجزيرة العربية إلى حين خروج الاتراك من الجزيرة العربية ليحل محلهم الانكليز وبعدها يعمل الانكليز ما عملوا لتقسيم الشام والعراق والجزيرة العربية إلى دويلات هزيلة.
وبعد أن قعد كوكس.. وقف عبد العزيز يحمد ويشكر الانكليز ويجزل لهم وعليهم الثناء ويؤيد الشريف حسين رغم عداءه الشخصي له ويلعن الاتراك رغم طلباته العديدة من الشريف حسين (بالتوسط له لديهم واعادة ثقتهم به ومنحه بركات الدولة العثمانية العلية) وليراتها التركية ومما قاله عبد العزيز في خطابه: (في الوقت الذي نجد أن الاتراك دائبون على تفكيك عرى الامة العربية واضعافها نجد أن الدولة البريطانية دام عزها مجدة في لمِّ شعث الامة العربية وتقوية أمرائها، واني أعاهد الحكومة البريطانية بأن لا يأتيها ضرر مني ما دامت المعاهدة بينها وبيني مرعية الجانب.
واعاهدها أيضاً بأنني لن أنضم إلى أي حلف عربي ضدها واؤكد لها أن آل سعود والعرب لا يجتمعون عليها بسوء ما دامت معهم واني أرغب أن يجتمع أمرنا على مساعدة الحلفاء، وأما مسألة الخلافة فلا ذوق لي بها ولا أرى من هو أجدر بها من الشريف حسين!).
ثم تلاه الشيخ خزعل شيخ الاهواز وضرب العميل على نفس الوتر المطلوب ومما قاله: (اننا نحتفظ  بالعهود البريطانية ونفتخر بصداقتنا لهذه الدولة الفخيمة الانكليزية ونحن لها سيوف مشهورة على أعدائها)!!.
وتلاه الشيخ جابر المبارك الصباح وقال: (إننا إذا اجتمعت كلمتنا على شئ فنحن له من الطائعين!)

تعليق "نياشين" العمالة

وكان السير برسي كوكس قد أنعم على الشيخ ج ابر المبارك الصباح بنجمة انكليزية كالنجمة التي أنعم بها على عبد العزيز آل سعود وانتهى المؤتمر بتأييد الانكليز كل ما يريدونه ومن ذلك تأييده ما سمي "بالثورة العربية الكبرى" فأرسل الامير عبد العزيز آل سعود والشيخ جابر المبارك الصباح برقية الشرك والثناء التالية نائب ملك الاستعمار الانكليزي بالهند… ننقلها كما هي:
(حضرة صاحب السعادة شلمسفورد حاكم الهند العام ونائب جلالة الملك المعظم والامبراطور:
نشكر عواطفكم الكريمة بتنازلكم لمخلصيكم على النياشين السامية الذين تعطف بها صاحب الجلالة الملك المعظم على المخلصين الصادقين للانكليز.
اننا نقابل هذه التعطفات الجلية بمزيد الشكر والامتنان والولاء ونرجو أن نكون دائما كاسبين رضاكم بالخدمة الخالصة وملحوظين بعين الاعتبار بعنايتكم الجليلة).
المخلص
عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود                             المخلص
                                                                  جابر المبارك الصباح

عبد العزيز يدعو عجمي السعدون للتخلي عن الإسلام والايمان بالانكليز

وهكذا وافق معظم الامراء على ثورة الانكليز على الاتراك المعروفة باسم (الثورة العربية الكبرى) عدا الشيخ عجمي باشا السعدون شيخ قبائل المنتفق، فطلب السير برسي كوكس من عبد العزيز آل سعود ان يتوجه إلى العراق لاقناع عجمي السعدون بالايمان بالانكليز وتأييد الثورة ضد الاتراك.
وفي يوم 1 صفر 1335 هـ ـ 27 تشرين الثاني 1916 م سافر عبد العزيز آل سعود من الكويت إلى البصرة ومعه الشيخ خزعل الشيخ المحمرة الاحواز التي تسمى الآن (عربستان) سافر عبد العزيز ليشخص بين يدي ممثلي الحكومة البريطانية ويقدم لهم جزيل الشكر على عطفهم عليه.
وقد لقي عبد العزيز من السلطات الاستعمارية البريطانية في البصرة منتهى الحفاوة ودعي رسميا لزيارة قيادة الجيش البريطاني حيث صرح كوكس لعبد العزيز: (ان هذه الجيوش لم تعدها بريطانيا العظمى إلا لحماية اتباعها وفي طليعتهم عبد العزيز ومناصرة الامة العربية!).
وفي هذا الأثناء كتب برسي كوكس كتابا بلسان عبد العزيز وطلب منه أن يرسله إلى عجمي السعدون "الرافض" (يناشده فيه أن يكرس جهوده وجهود أتباعه للتعامل مع الانكليز من أجل حرية العرب والمسلمين وتحريرهم من يد الاتراك)!! فأرسل عبد العزيز آل سعود الكتاب التالي:
(من عبد العزيز آل سعود إلى الأخ عجمي باشا السعدون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اكتب اليكم كأخ يسره ما يسركم ويضره ما يضركم ولا يود لكم والله وبالله إلا الخير، لقد استأت كثيرا أن أراك تقف هذا الموقف المتكبر تجاه الانكليز دفاعاً عن الاتراك، مما أغضب الانكليز عليك، ولكني وأنا أعرف مدى اخلاصك للعهد، فقد اطلعت الانكليز على ذلك ووقفت معتذراً دونك، فإذا كنت تتمسك بالولاء للاتراك دون الانكليز اجتهاداً منك بأن الاتراك مسلمين وهم أقرب اليك من الانكليز ومحافظة منك على العهد ومسؤولية العهد في الاسلام، فأنصحك نصيحة أخوية أن تترك الدين جانباً فالانكليز أصلح لنا وللدين من الاتراك، أما عن نكوث العهد وعدم جوازه في الاسلام، في رأيك، فبامكانك نكثه واطعام ستين مسيناً وكم نكثنا من العهود.
ونحن قبلك قد عاهدنا الاتراك وكنا نتقاضى مرتباتنا منهم لكننا لما رأينا مصلحتنا ومصلحة أمتنا التي يدافع عنها الانكليز، رأينا أن نفضل الانكليز على الاتراك لان في الانكليز كل الخير وكل القوة، أما الاتراك فقد ولّى دورهم دون رجعة، ولم اكتب لك إلا وأنا متأكد من العلماء عندنا بصلاح الانكليز للدين وللعرب ومضرة الاتراك على الدين والعرب، فأرجوك أن ترجع إلى علماء الدين في هذا الموضوع وأن على الدين والعرب، فأرجوك أن ترجع إلى علماء الدين في هذا الموضوع وأن تعدل من رأيك، فوالله وبالله انني لا أريد لك الا النصح والاخلاص والله يحفظكم)!
فبعث عجمي السعدون، بعد ذلك، برسالة يرفض فيها عمالة عبد العزيز آل سعود وهذا نصها:
(من عجمي السعدون
إلى عبد العزيز آل سعود
من المعلوم جيدا عندي بدرجة لا يتطرق إليها الشك ان موقفي هو موقف من يسعى لمرضاة الله العلي العظيم ولا علاء اسم العرب باظهار الولاء لهم، واي ولاء اعظم من ان اسارع باخلاص إلى ما أمرني به الله في كتابه المجيد بالجهاد ضد الكافرين اعداء الله واعداء الدين ولا يمكن ان تأخذني في الله لومة لائم.
انا الذي اسعى لحب الله ونبيه وبلادنا ولحمايتها من ان يدنسها الكافرون.
وقد كان لي أمل كبير في السابق بتدينكم أن توافقوني في رأيي وتؤيد ما أقوم به من أجل  اعلاء كلمة العرب وليس هذا بفضل الله تمرداً وانما هو موقف بسيط معروف.
وإذا كانت الحكومة التركية تذب عن حوزة الاسلام فهي عضيدي وعضيد قبائلي، وانا حقاً حاكم مطلق بأمر الله وامر الحكومة واني مقتنع ومعتقد بأني سائر في الطريق السوي الذي يرضى الله والعرب سيرا مستمرا لا يثنيني عنه شئ.
وهذه هي روح إسلامية وهذا هو الوضع.
واختم ما وجب علي قوله مستشهدا بكلام الله (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وإذا كنت قد أعطيت أي وعد لهم في الماضي أو بعد ذلك فيجب علي أن أتقيد بتنفيذ ما وعدت به لكنني أعطيت عهدا بخدمة ديني وحكومتي وحميتي والله تعالى هو أحسن من يكون في عوننا وإذا ما حججتموني بترك الدين جانبا فان الواجب يدعوني إلى الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسي من قبل حكومتي وهذا أول ما تقتضيه شيمة العرب.
هذا ما وجب بيانه)!.
وبعد هذا الكتاب لم تبذل الحكومة البريطانية أية محاولة لازاحة عجمي باشا السعدون عنموقفه من مناصرة الترك.
ثم بقي الامير عبد العزيز آل سعود بضيافة الشيخ خزعل إلى ان عاد إلى الكويت ومنها إلى نجد.

العميل المزدوج

عبد العزيز يوسط الشريف حسين ليرضى العثمانيون عنه!

وكان قبل عقد مؤتمر الكويت بخمس سنوات بعث "الامير عبد العزيز آل سعود" برسالة إلى الشريف حسين بن علي يرجوه فيها ان يتوسط له ويشفع لدى الدولة التركية لتنظر له بعين العطف وجاء في تلك الرسالة قوله:
(سيدنا ومولانا بهي الشيم الاجل الافخم أمير مكة الشريف حسين بن السيد علي دام مجده وعلاه:
نحن محرمون من التفاتكم رغم اننا لم نخالف مراضيكم ولم نقصر في ابراز الصداقة والمحبة والمحسوبية لحضرتكم في جميع مساعينا ونرجو لطفكم وعطفكم ولنا أمل بكم يا سيدنا ان تكونوا واسطة قوية بيننا وبين متبوعنا الحكومة الشوريّة العثمانية وتعرضوا اخلاصنا وخدماتنا الصادرة في مرضاة دولتنا الدستورية، وتروني حاضرا استعدادً لكل ما تكلفوننا وتأمروننا به.
افدي السدة العثمانية بعزيز روحي وأولادي وكافة آل سعود ودمتم محروسين سيدي).
في 22 ربيع آخر سنة 1330 هـ
خادمكم وخادم الدولة والملة
أمير نجد ورئيس عشائرها
عبد العزيز آل سعود
ارسل عبد العزيز هذه الرسالة في الوقت الذي كان فيه يتعامل مع الانكليز يوم ان كان الشريف حسين يتعامل مع الاتراك، أي قبل ان يتعامل هذا الاخير مع الانكليز.
وكان قصد عبد العزيز أن يلعب على الحبلين في "سيرك" العمالة.
لكن الانكليز اطلعوا على هذه الرسالة وعندما سألوا عميلهم عبد العزيز عن سبب كتابته لهذه الرسالة أجاب: "انني بحاجة إلى المال ومرتبي الشهري الذي هو خمسمائة جنيه استرليني لا يكفي" فأرسلوا له مبلغ عشرة آلاف جنيه ووعدوه بزيادة راتبه!…

أعتق العملاء وأعرقهم

هكذا يدمغ التاريخ من زيفوا التاريخ مقابل أجر معلوم أو مصلحة خاصة وقالوا: ان حكام الاشراف هم وحدهم (عملاء للانكليز) دون ابن سعود..
بينما يثبت تاريخ العمالة بأن أعرق وأعتق عميل حقير في الوطن العربي هو عبد العزيز آل سعود وارثا هذه العمالة عن آبائه مورثها لأبنائه.. حيث كان آل سعود عملاء للاتراك قبل غيرهم في الجزيرة العربية لكنهم أهملوا عمالة الاتراك عندما دفع الانكليز لآل سعود اكثر مما دفعه الاتراك فباع آل سعود ضمائرهم لدافع الثمن الاكثر.
اضافة إلى رغبة اليهود في دعم أولاد العم!…

عمالة وراثيّة

ومن سجل العمالة السعودية ننقل هذه الرسالة التي بعث بها عبد الرحمن ابن فيصل آل سعود ـ والد عبد العزيزـ في ربيع الثاني سنة 1318 إلى السيد رجب النقيب في البصرة يطلب منه التوسط لدى والي البصرة العثماني ليعينه، ويشعره أن خدماته للدولة التركية معروفة، وفيما يلي نص الرسالة:
( ما يخفى على قدم خدماتنا للدولة العلية أدامها رب البرية، ومن وقت الآباء والاجداد فنرجوا أن تخبروا والي البصرة أننا خرجنا من الكويت مع مبارك الصباح بعد أن أكثر علينا أهل نجد الالحاح أن نتوجه لاجل استنقاذهم من يد ابن رشيد.
فنرجوا من تفضلاتكم ان تسترحموا لنا من حضرة والي ولاية البصرة ان يكتب لابن رشيد ان لا يتعرض لنا ولا يحرك احدا من عشائره علينا حتّى نستولي على الرياض ومعنا ابن مهنا وقصده يستولي على بريدة وابن اسليم قصده يستولي على عنيزة، ونطلب منكم التوسط مع الوالي خوفاً من قتل ومقتلو ونحن خدام الدولة القديمين وعلى هذا عهد الله وميثاقه.
أننا لا نزال نؤدي الخدمات اللازمة لحضرة أمير المؤمنين أدام الله مجده وعزه ونحامي أتم المحاماة على جميع أطراف الدولة العثمانية العلية وتاريخنا معهم معروف قديم)!. هذه هي عينة من تاريخ العمالة السعودية.

بداية تعامل "الاشراف" مع مكتب المخابرات الانكليزية المكتب العربي" في القاهرة

أما حكام الاشراف فيبدأ تاريخ عمالتهم الواضح للانكليز عام 1333 هـ عندما توجه الامير عبد الله بن الحسين من الاستانة في 18 /8/1914 م ـ 1333 ووصل القاهرة في 22/8/1914 م يرافقه اخوه فيصل الذي كان نائبا عن والده لدى الدولة العثمانية في مجلس المبعوثان التركي بالاستانة قبل أن ينحل ذلك المجلس بقيام الحرب العالمية الاولى واتفاق الاتراك مع الالمان اتفاقا وثيقا…
مما جعل الانكليز بعد أن قالوا لعبد الله عندما مر بالقاهرة قبل ذلك بشهرين: "ان الحكومة البريطانية تريد الحرص على إبقاء صلاتها ودية مع الدولة العثمانية وانها لن تساعد العرب الا ضمن هذه الدائرة مراعاة للتقاليد القديمة" ينقضون قولهم بقوله آخر في كتاب حمّله الانكليز عبد الله لوالده الحسين جاء فيه: "ان الحكومة البريطانية لتجزل الشكر والثناء للحسين بن علي لقيامه بخدمة الاماكن المقدسة وسهره على راحة الحجاج التي تهمها راحتهم!، والحكومة البريطانية لا تعارض ابداً ارجاع الخلافة إلى العرب بدل الاتراك الذين لا يستحقونها من كافة الوجوه" وفي اليوم الذي اعلنت فيه تركيا الحرب على الحلفاء ارسلت وزارة الخارجية البريطانية إلى الشريف حسين بن علي برقية جاء فيها: "ان الحكومة البريطانية ستعترف باستقلال العرب ووحدة بلادهم وستعترف بك خليفة وهي تضمن لك تأييد الامير عبد العزيز آل سعود وبقية الامراء إذا وجدنا منكم مساعدة فعلية لنا" وحتى لا يحدث "تحول الشريف" نحو الاستعمار الانكليزي بدلا من الاستعمار العثماني (المسلم وحامي الإسلام) كما يزعم…
حتّى لا يحدث تحول الشريف هذا تحولا عن الشريف ارادت الحكومة الاستعمارية الانكليزية ان تبين للعرب انها هي أيضاً "حامية العروبة والاسلام" وان الحكومة البريطانية "لا هدف لها الا وحدة العرب وتوحيد وطنهم الواحد بقيادة واحدة موحدة"!!.
لهذا ألقت على مكة والحجاز وبعض مناطق الجزيرة من طائراتها بالمنشور الاتي:

منشور "وحدوي" انكليزي في سماء مكة!

(إلى سكان بلاد العرب:
قد علمتم تماما اننا معاشر الانكليز لم نخض غمار هذه الحرب الطاحنة ضد المانيا الا لانها اعتدت على الممالك الصغيرة المتاخمة لها وهاجمتها لغير ما ذنب مع ان المانيا نفسها قد كفلت ضمانة استقلال تلك الممالك بشتى العهود والمواثيق الاكيدة.
ولا يغيب عنكم ان المانيا اكتنفتها الاخطار واحاطت بها الازمات فاحتالت بدهائها على الحكومة التركية لتأخذ بناصرها وتشد أزرها وقد استطاعت ان تصل إلى مآربها بفضل المبالغ الطائلة من المال والاماني الكاذبة.
وكانت ترمي بذلك إلى الحصول على أمر بالجهاد من سلطان تركيا ضدنا وضد حلفائنا لان رايتنا تظل الملايين العديدة من المسلمين الذي انضم إلى جيوشنا الآلاف المؤلفة منهم واصبحوا يحاربون معنا ضد ألمانيا جنياً إلى جنب وهي ترجو من وراء ذلك أن ينقلب المسلمون ويكونوا علينا لا لنا.
ولا ريب في ان كل مسلم صميم ملأت العقيدة الإسلامية قلبه يربأ بنفسه من ان يستخف بعقيدته ويكون ألعوبة في يد دولة اجنبية تجعله قرباناً على مذابح مطامعها الا شعبية.
وليس رعايا بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وحليفاتها وحدهم قد اظهروا ايات الاخلاص والولاء بارسال زهرة شبابهم لمساعدتنا في ميادين القتال ضد تركيا إلى هذا الحد.
ولعل بينكم من يتساءل عن نوايانا بعد ان قطعنا جذوة هذه الحرب فلدفع الالتباس نصرح لكم بما يأتي:
ان حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى وامبراطور الهند قررت انّه عند انتهاء الحرب ستجعل من بين شرائط الصلح ومواده الرئيسية ان تكون شبه جزيرة العرب والاراضي المقدسة التي فيها مستقلة، وألا يضم شبر منها إلى اراضينا أو اراضي أي دولة اخرى ومعنى ذلك ان استقلال بلادكم وتمتعها بالحرية اصبح محققاً لا ريب فيه وان هذه الكفالات ستجعل بفضل الله تعالى شبه جزيرة العرب ترفل في ثياب الحرية وتستعيد رقيها القديم ونضرتها الاولى.
بربكم افلا يكفيكم ذلك؟.
لقد صرح لنا بعض مشايخ العربان رغبتهم في التخلص من يد الاتراك وبعضهم يشد الروم ازر جيوشنا بحد سيوفهم اما الذين يرغبون فينا منكم ويخافون المجاهرة بما في نفوسهم فاليهم نسوق حديثنا هذا: "لا يداخلكم من جانبنا شك وترقبوا سنوح الفرصة المناسبة فهي آتية لا ريب فيها وعندما تخلعون عنكم رداء الظلم وتنفضون عن كاهلكم غبرا الاستبداد وانا لا نألوا جهداً في مد يد المساعدة اليكم كما اننا نعدكم وعدا صادقا ستصيرون بحول الله وقوته امة متمتعة بكل معاني الاستقلال أنتم على شوق إلى معرفة نوايانا من جهة دينكم الكريم الا فاعلموا ان الديانة الإسلامية قد احترمتها انكلترا أجل  الاحترام واكبرتها كل الاكبار والتاريخ اكبر شاهد على صدق ما نقول، وما فتئنا لهذا السبب نمد يد المساعدة لسلطان تركيا ونزيد آصرة الالفة والود بيننا وبينه تمكينا، واما الان وقد حمله بعض وزرائه على نكران كل جميل صنعناه به وعلى مناوأتنا بعد طول الصداقة بيننا وبينه فليس عليه الا ان يرضخ لمشيئتهم ويقبل عاقبة ما كان، ولكن سياستنا سياسة الاحترام والصداقة للاسلام والمسلمين لن يتطرق لها ادنى تغير، وان اقرب برهان على ما ذكرناه هو رغبتنا في مساعدة سكان الاراضي الحجازية بمقادير من الحبوب ولكن ضباط الالمان والاتراك صادروا هذه المقادير حال وصولها جدة والجأونا إلى عدم ارسال الحبوب لاعدائنا ليسدوا مابهم من ألم المسغبة في حين ان الفقراء خماص البطون يتضرعون من الجوع، وبالرغم من كل هذه الصعوبات فالحكومة الانكليزية بعد ما سمعت ما يتكبده الحجاج وسكان بلاد العرب الابرياء من آلام الجوع لندرة المأكولات قد حركتها عوامل الشفقة والصداقة السرمدية نحو العرب اجمع فقررت التصريح بجلب المأكولات إلى جدة عن طريق البحر فليتأكد العرب انفسهم ان هذه المؤن الغذائية هي قوت لهم ولعائلاتهم وليجتهدوا في منع مصادرتها من هؤلاء الذين يعملون على نقيض القواعد المتبعة ابان الحروب ويخطفون لقمة الجائع من فمه).
كذا!…

انشاء مكتب المخابرات الانكليزي "المكتب العربي" خصيصاً لانشاء "الثورة العربية"!

وفي شهر كانون الثاني من عام 1915 م ـ 1334 هـ وصل مصر السير مكماهون كمفوض سامي ومعه التعليمات السرية بالعمل على اكتساب صداقة الشريف اكثر فأكثر وتأسس في شهر شباط من عام 1916 م ـ 1334 هـ "المكتب العربي لدرس وتحسين السياسة البريطانية حيال الشؤون العربية وجمع المعلومات الخطيرة"!
فتوالت الاتصالات والمكاتبات بين حسين وبين ممثلي الحكومة البريطانية في القاهرة، ولكن الشريف حسين بالرغم عن كل ذلك بقي ممتنعاً عن النهوض في وجه تركيا نهوضاً سافراً إلى أن علم بما عقدته الحكومة البريطانية من المعاهدات مع الامير عبد العزيز آل سعود فخشي ان يتقدمه في الزعامة والنفوذ لدى الحكومة البريطانية، ومما زاد أيضاً في تشجيعه واسراعه باعلان ثورته اعتقال جمال باشا والي سوريا لزعماء العرب في بيروت ودمشق واعدام بعضهم علنا هنأك فكانت له فرصة انتهزها وسارع في عقد الاتفاقية الآتية:

الاتفاقية الاولى

(أولاً: تتعهد بريطانيا العظمى بتشكيل حكومة عربية مستقلة بكل معاني الاستقلال في داخليتها وخارجيتها حدودها شرقا "خليج فارس" وغربا بحر القلزم والحدود المصرية والبحر الابيض.
وشمالا حدود ولاية حلب والموصل الشمالية إلى نهر الفرات ومجتمعة مع الدجلة.
وتتعهد هذه الحكومة برعاية المعاهدات والمقاولات التي اجرتها بريطانيا العظمى مع أي شخص كان من العرب في داخل هذه الحدود بانها تحل محلها من رعاية وصيانة حقوق تلك الاتفاقيات مع اربابها امراء كونوا أو من الافراد.
ثانيا: تتعهد بريطانيا العظمى بالمحافظة على هذه الحكومة وصيانتها من أي تدخل كان بأي صورة كانت في داخليتها وبسلامة حدودها البرية والبحرية من كل تعد أي كان شكله حتّى ولو وقع فتنة داخلية من دسائس الاعداء أو من حسد بعض الامراء تساعد الحكومة المذكورة مادة ومعنى على دفع تلك الفتنة وهذه المساعدة من الفتن والثورات الداخلية تكون مدتها محدودة أي إلى حين تتم للحكومة العربية تنظيماتها المادية.
ثالثا:تكون ولاية البصرة تحت مشافة بريطانيا العظمى إلى أن تتم للحكومة الجديدة المذكورة تنظيماتها المادية ويعين من جانب بريطانيا العظمى في مقابل تلك المشارفة مبلغ من المال يراعى فيه حالة الحكومة العربية.
رابعا: تتعهد بريطانيا العظمى بقطع الخط من مرسين أو نقطه مناسبة في تلك المنطقة لتخفيف وطأة الحرب عن بلاد ليست مستعدة لها).
وكذا.. كان الاتفاق!…

الطائرات الانكليزية تضرب الكعبة بالقنابل والشريف حسين يتهم الاتراك!!

وبعد عقد هذه الاتفاقية قام الانكليز بقذف بعض الاماكن في مكة وحول الكعبة بالقنابل من طائراتهم وأشاعوا أن الاتراك هم الذين فعلوا هكذا…
وذلك ليثيروا الناس على الاتراك وبعد ذلك قرر الشريف حسين أن يساهم فعليا في طرد الاتراك من بعض الاقاليم العربية فأعلن "ثورته" في 9 شعبان 1334 هـ الموافق 5 حزيران 1916 م "وأطلق الرصاصة الاولى " من نافذة قصره!.
فالتف حوله عرب الحجاز وغيرهم وأذاع المنشور الذي يوضح فيه سبب قيامه "بالثورة" وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذا المنشور العام إلى كافة اخواننا المسلمين.
"ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين"!
كل يعلم بأن أول من اعترف بالدولة العلية من حكام المسلمين وأمرائهم أمراء مكة المكرمة رغبه منهم في جميع كلمة المسلمين وتحكيما لعرى جماعتهم لتمسّك سلاطينها من آل عثمان العظام طاب ثراهم وجعل دار الخلد مثواهم بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه وتفانيهم في انفاذ أحكامهما ولنفس تلك الغاية السامية الرفيعة لا يزال الامراء المشار اليهم محافظين عليها فاني حملت بالعرب على العرب سنة 1329 هـ لفك حصار أبها[18] محافظة لشرف الدولة وفي نفس السنة التي أعقبتها جرت عين هذه الحركة تحت قيادة أحد أبنائي إلى غير ذلك مما هو في هذا المعنى كما هو مشهور ومعهود إلى أن نشأت في الدولة جمعية الاتحاد وتوصلت إلى قبض ادارتها وكافة شؤونها بما كانت نتيجة انتقاصها
من الممالك ما قوض عظمتها مما عرفته أفراد العالم وخصوصا خوضهم بها غمرات الحرب الحاضرة وايقافهم اياها اليوم من موقف الهلكة التي لا تحتاج لبيان كل هذا لمحض غايات معلومات تأبى احساساتنا البحث فيها وتستدعي تفطر قلوب مسلمي المعمورة أسى وحزنا على دولة السلام وتمزيق ما بقي من سكان ممالكها بلا تفرقة بين مسلمهم وذميهم فريق منهم بالصلب وأنواع الاعدام والاخر باجلائه عن وطنه على الصورة المعهودة والحالة المشهودة علاوة على ما أصيبوا به في أموالهم وأنفسهم من آفات الحرب
ولا سيما هذه الحرب الا خيرة التي كان للارض المقدسه النصيب الاعظم كما يعلم مختصرا من اضطرار العموم حتى الدرجة الثالثه من الاهالي على بيع أبواب دورهم ودواليبهم وأخشاب سقفها بعد بيعهم لكافة موجوداتهم وذلك للحصول على سد الرمق كل هذا وكان جميعة الاتحاد لم تره كافيا لغرضها كما يظهر من تجاوزها على احلال الرابطة الوحيدة بين السلطنة السنية العثمانية وكافة مسلمي المعمورة الا وهي التمسك بالكتاب والسنة فقد وصفت احد صحفها الموسومه ( بالاجتهاد )
الصادرة في السلطنه السنية سيرته صلوات الله عليه وسلامه بشرِّ السير _ نسال الله العافية _ وهذا بمرآى ومسمع من وزير الدولة العظم وشيخ اسلامها وسائر علمائها واعيان رجالها وشفعت هذه الجرأة بلغو قوله تعالى (للذكر مثل حظ الأنثيين ) فساوتهما في الميراث وعززتها بالطامة الكبرى وهي هدم أركان الاسلام الخمس وهو صوم رمضان بالامر بالفطرة على الجند المقيم بالمدينة المنورة أو بمكة المكرمة أو الشام مثلا بدعوى أن زميله الجندي الاخر يقاتل في حدود الروس ولفقت لهذا أقاويل لمعا رضة صراحة قوله تعالى :( فمن كان منكم مريضا أوعلى سفر)
الى غير ذلك مما يمس أساسات الاسلامية في الاقدامات المشتهرة صراحة أحكام مرتكبها بعد أن ضربت على يد شوكة السلطان المعظم وسلبته حتى الاقتدار على انتخاب رئيس كتاب ما بين سلطنته الشريفة أورئيس خاصته المبجلة المنيعة فضلا عن النظر في أمور المسلمين ومصالح البلاد والعباد وما في هذا من اسقاطهم لشروط الخلافة المطالبين بها المسلمين وجوب البراءة منها والحالة هذه مما لا مشاجة فيه مع هذا فما زلنا نتأول حتى ظهر الخفاء وانكشف الغطاء بان الدولة اصبحت في يد انور باشا وجمال باشا وطلعت بك يحكمون فيها بما يشاؤن ويفعلون بها ما يريدون وابسط دليل علي صحة هذا ما ورد اخيرا لقاضي محكمة مكة الشرعية بان لا يحكم الا بالشهادة التي تحررت في محكمته وبين يديه ولا يلتفت للشهادة التي يكتبها المسلمون فيما بينهم غير مبالين بما في آية البقرة هذا كله من جهة ومن اخرى صلبهم في آن واحد للواحد والعشرين رجلا من عظماء افاضل المسلمين وكبراء نوابغ العرب عدا من صلبوا من قبل وهم الامير عمر الجزائري والامير عارف الشهابي وشفيق بك المؤيد وشكري بك العسلي وعبد الوهاب الانكليزي وتوفيق بك البساط وعبد الحميد الزهراوي وعبد الغني العريسي ورفاقهم المعلومون . ولا ريب أنه يصعب حتى علي ذوي القلوب القاسية ازهاق نفوس مثل هذا العدد في آن واحد ولو كانوا من بهائم الانعام وهب اننا التمسنا لهم عذرا وانتحلنا لهم مسوغا من قبل هؤلاء الافاضل فما المسوغ لنفي عائلاتهم البائسه البريئه من كل ذنب وفيها من الاطفال والشيوخ وربات الخدور مما تتفطر لهم القلوب وتذهب الانفس حسرات عليهم واذاقتهم أنواع العذاب فوق ما قد أجرعوه من سم المصيبة باتلاف عميدهم الذي خربت بفقده منازلهم والله تعالى: 
يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى ) واذا انتحلنا لهذه مسوغا أيضا فمن الذي يسوغ لهم مصادرة أملاكهم وأموالهم التي يأوون اليها ويتعيشون بها بعد أن قضوا على عزيزهم وسلبوا من أيديهم اسباب عزهم .
واذا تغاضينا عن هذا كله أيضاً وقلنا ربما كان لهم مسوغ إليه فكيف يمكن ان ننتحل مسوغ لجراتهم على قبر الامير الابر والمجاهد التقي الزاهد ومولانا الشريف عبد القادر الجزائري الحسيني واهانته وتحقيره .
 هذا ما أبدوه من الاعمال أتينا به مختصرا تاركين الحكم فيه للعالم الانساني عموما والعالم الاسلامي خصوصا وحسبنا برهانا على ما تكنه صدورهم نحوالدين والعرب  ورميهم للبيت العتيق الذي أضافته العزة الاحدية لذاتها السبحانية في قوله تعالي ( وطهر بيتي للطائفين ) وهي قبلة المسلمين وكعبة الموحدين بقنبلتين من قنابل مدافعهم ( بحصن جياد ) أثناء قيام البلاد بالمطالبة باستقلالها وقعت احداها فوق الحجر الاسود بنحو ذراع ونصف والثانية تبعد عنه بمقدار ثلاثة أذرع التهبت بنارها أستار البيت حتى هرع الالوف من المسلمين لاطفاء لهيبه بالضجيج والنحيب واضطرهم الحال الى فتح باب البيت والصعود الى سطحه للتمكن من اطفاء اللهيب [19].
وما انتهي أمرهم بهذا حتى عززوا الاثنين بثالثة في مقام ابراهيم عدا ما وقع منها في بقية المسجد الذي اتخذوه هدفهم الوحيد في غالب مقذوفاتهم بالقنابل والرصاص وما زالوا يقتلون الثلاثه والاربعة في نفس المسجد كل يوم حتى تعذر على العباد القرب من البيت .
وفي هذا من الاستخفاف والازدراء بالبيت وتعظيمه وحرمته ما نترك القول والحكم أيضا لعموم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ,نعم 
نترك الحكم في هذا الاستخفاف والازدراء للعالم الإسلامي ولكنا لا نترك كياننا الديني والقومي ألعوبة في أيدي الاتحاديين وقد يسر الله للبلاد نهضتها كما وفقها بحوله وقوته لاخذ استقلالها وتكليل مساعيها بالفوز والنجاح بعد أن خربت على أيدي موظفيها ورجال حاميتها فاستقلت فعلا وانفصلت عن البلاد التي لا تزال تئن تحت سلطة المتقلبين الاتحاديين انفصالا تاما مطلقا بكل معاني الاستقلال الذي لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي جاعلة غايتها ومبائدها نصرة دين الإسلام والسعي لاعلاء شأن المسلمين وقائمة في كل أعمالها على أساس أحكام الشرع الشريف الذي لا يكون لنا مرجعاً سواه ولا مستندا إلاّ اياه في سائر الاحكام وكافة أصول القضاء وفروعه مع استعداد لقبول كل ما ينطبق على أصول الدين ويلائم شعائره من أنواع فنون الترقي الحديث وأسباب النهضة الصحيحة باذلة كل ما في الجهد والطاقة لاعزاز العلم وتعميمه بين الناس على اختلاف الطبقات وعلى حسب الحاجة والاستعداد.
هذا ما قد قمنا به لاداء الواجب الديني علينا راجين من كافة اخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يؤيدوا ما يرونه واجبا لنا عليهم بالنسبة لتحكيم روابط الاخاء الإسلامي رافعين أكف الضراعة لرب الارباب متوسلين برسول الملك الوهاب أن يتولانا بالتوفيق بالهداية إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين والاعتماد على الله العلي الكبير وهو حسبنا ونعم النصير)!.
في 25 شعبان سنة 1334
شريف مكة واميرها
الحسين بن علي

وتبدّل مجرى العمالة

وبدأت الحملة يومها في مكة وأخذ الاتراك على حين غرة وأشرف الشريف حسين على الهجوم واسرت قواته ألفا ومائة جنديا وثمانية وعشرين ضابطا واستولت على أربعة مدافع ولكن الاهم من كل ذلك الهيبة التي اكتسبها الشريف حسين لدى العرب والمسلمين بطرده الاتراك من مكة!.
ثم عينت الحكومة البريطانية الجنرال السير (ونفايت) لادارة الاعمال الحربية في الحجاز! وأبلغ الشريف حسين أن بامكان السير ونفايت أن يرسل للشريف حسين ما يحتاج له العرب من النجدات الانكليزية وأن يكون له مستشارا في الشؤون العسكرية!.
فبعث السير انفايت أحد ضباطه، اللفتننات كولونيل (ولسن) حاكم السودان إلى جدة ليكون ممثلا له هناك، وقد قام ولسون باعطاء الشريف حسين الارشادات اللازمة بشأن الثورة وساعده في ادارة الجهود العسكرية والسياسية وشحنت كميات كبيرة من الاسلحة والاموال إلى الحجاز.
وبعد ذلك جاء لورنس الذي سمي (ملك العرب غير المتوج)… وكان الشريف حسين يرجو بعدما عاهدته الحكومة البريطانية وأعلن الثورة في الحجاز أن يحل محل الدولة العثمانية في الجزيرة العربية ويرثها وتنتقل إليه السيادة العامة فيها.
لكن بريطانيا قد خيبت أمله بعميلها الوفي عبد العزيز آل سعود وذريته من بعده وأنهت الشريف حسين بنفيها اياه إلى قبرص وخلفت على أرضنا عميلها الاصيل عبد العزيز وذريته كما ذكرنا في أماكن أخرى وكما يعرفه العالم أجمع…

دائن ولا يبالي!

كتب الجاسوس الانكليزي الامريكي الجنسية أمين الريحاني في كتابه "ملوك العرب" صفحة 56 عن عبد العزيز آل سعود قوله: (يظن الناس اننا نقبض من الانكليز مبالغ كبيرة من المال، والحقيقة أن الانكليز لم يدفعوا لنا إلاّ اليسير مما تستحقه الاعمال التي قمنا بها لهم أثناء الحرب وبعدها، ونحن بيننا وبينهم عهد نحافظ عليه ولو تضررنا في أنفسنا ومصالحنا…
الانكليز مدينون لنا ترى ذا الصحيح يا أستاذ… ونحن لا نطلب غير ما كان لآبائنا وأجدادنا من قبلنا.
ليعلم ذلك أصحاب الانكليز) الكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق فهو يقطر خيانة وعمالة ومتاجرة بفلسطين وقضايا العرب وسفك للدماء العربية واهدار لحقوقهم…

[1] ملاحظة: انهم لا يقبلون أي كتاب يتحدث عن علي بن أبي طالب حتّى ولو كان كاتبه أمثال عباس محمود العقاد، صاحب الاتجاه الامريكي المعروف، لان علي بن ابي طالب كان قد فتح خيبر وسحق الرأسمالية اليهودية فيها وفي المدينة ولهذا وغيره يكرهون الامام علي وأولاده وأنصارهم (ناصر)
[2] كان كل ما فعله عبد العزيز بن سعود أن أرسل إلى فلسطين ـ سترا للمظاهر ـ 700 متطوع حفاة عراة ببنادق بالية.
أما الجنود واما المدافع واما المصفحات فقد كانت معدة لهدم مساجد أهل الاحساء والقطيف وتخريب بيوتهم ولذبح "النخاولة" في مدينة الرسول (ص) وغيرهم ممن ذبحوا في مساجد الشعيبة وبيضا نثيل أثناء الصلاة في حائل وغيرها.

[3] في البيت العاشر اشارة إلى ما ينشده السعوديون عند الحرب:
            هبّت هبوب الجنة                     وين انت يا باغيها
ولم ينشدوا هذا النشيد الا في حروبهم للعرب والمسلمين لانهم في كل أدوارهم لم يحاربوا الا العرب والمسلمين: وفي البيت الرابع عشر اشارة إلى ما كان قاله عبد العزيز ابن سعود من أنه "يفدي أولاده من أجل  فلسطين" ثم كان حربا عليها.
(كشف الارتياب)

[4] في أجزاء سيرة ابن هشام وفي كتب التفسير في مناسبات نزول كثير من الآيات التي ترد في هذا الفصل والفصول التالية وفيها ما تلهمه الآيات من مواقف التآمر والانحراف وسوء الادب والاخلاق والكفر والهزء والكيد ولادس والتشكيك والفساد.
ولم نر ضرورة لايراد الروايات لان في هذه الروايات صراحة بما كان يبدو من اليهود من مثل تلك المواقف.
[5] ألا تنطبق هذه الآية على آل سعود لكونهم أول الكافرين بالقرآن؟

[6] أن الفقرتين (قل ان الهدى هدى الله) و (قل ان الفضل بيد الله) هما بسبيل الرد الرباني على ما يقولونه ويواصون به.
وقد حكى ابن هشام ان بعض احبار اليهود وصوا بأن يظهر بعضهم الايمان بالنبي غدوة والكفر به عشية حتّى تلبس عليهم دينهم. (ج 2 ص 180).
[7] أي: أننا نعرفك أنك لا تنتمي لفخذ المصاليخ من عنز… لقد تعرفتم عليهم لاغراض يهودية.
[8] الشقلباني… الغادر المتقلب. والفرد: هو المسدس…
[9] ملح الشفا، البارود المصنوع محلها من حفائر في منطقة الشفا في عنيزة، الذي كان يقابل به شعبنا الاسلحة الانكليزية المتقدمة التي سلّح بها الانكليز اليهود المعروفين باسم آل سعود.
[10] الحخوم… حاخامات اليهود… حتّى وان سموا أنفسهم باسم آل سعود" فالعرب يعرفون
[11] اتهمه آل سعود بالجهل والكفر، وقال لهم: نعم… انني أجهل دونما قياس جهلي بما تدعون العرب إليه من فجور وتقتلون من يعصي دعوتكم بتهمة الجهل والكفر.
[12] لا يصلح البناء بدون اساس، ولا تفيد شهادات العلوم لمن لم تعلّمه الحياة ان مهادنة الخونة خيانة…

[13] الجديدة: موقع معروف حول وادي الصفرا شمال غرب المدينة المنورة وهي في مضيق جبلي.
[14] دولتلّو مرحمتلوّ: أي صاحب الدولة والمرحمة!!
[15] ختم فيصل بن تركي.
[16] دار الكتب المصرية.
[17] المعروف ان الملك حسين بن علي حاكم الحجاز، كان يتلقى العون مما يسمى بـ "المكتب العربي" في القاهرة ، وهذا المكتب تسيطر عليه المخابرات الانكليزية، أما "المكتب الهندي" فيسيطر عليه اليهود في المخابرات الانكليزية، وهو المكتب الذي يضم عبد العزيز آل سعود وعلى أية حال فالمخابرات الانكليزية كلها أسسها اليهود.
[18] حينما ثار أهل عسير ضد الاتراك.
[19]هذا ما حدث فعلا لكن " الشريف " حسين وبقية " الاشراف " يعرفون الانكليز الذين هم ضربوا المقدسات لاثارة الناس ضد التراك!.

No comments:

Post a Comment