القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Thursday 14 July 2011

تاريخ عائلة الشيطان آل مردخاي سعود الجزء الثاني



الجزء الثاني

جيش العروبة في معركة تحرير الجزيرة العربية

وفي سنة 1220 هـ قام (سعود الأول) بعد أن احتل الحجاز بتعاون مع العثمانيين وارتكب أنواع الجرائم في الحجاز غير عابئ بقدسيتها، قام هذا المخبول بأعمال منكرة جدا، الا أنها مضحكة جدا، فقد منع على المصريين والسوريين والعراقيين أن يحجوا، بحجة أنه يخشى منهم وانه لا يعجبه اسلامهم.
ففي سنة 1220 هـ قال الامير سعود الأول بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ لاميري الحج المصري والشامي: (ما هذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها؟) "ويقصد بذلك المحمل المصري والمحمل الشامي" فأبلغه بقولهما: "ان هذه العويدات هي المحمل المصري والشامي! وهي قديمة جارية اتخذت لتجميع الناس والحجاج حولها متكتلين متحدين ضد قطاع الطرق ولصد العدوان"..
 فأبلغ سعود أهالي مصر والشام قائلا: "انكم يا أهالي مصر والشام إذا فعلتم ذلك عبد هذا العام فاني أكسر المحمل الشامي والمصري، وأقتل جميع الحجاج، وكذلك شروط أخرى عليكم يا أهالي مصر والشام،
أولا ـ أن لا تلحقوا لحاكم،
ثانيا ـ أن لا تذكروا الله بأصوات عالية، أو تنادوا بقولكم "يا محمد"،
ثالثا ـ أن يدفع كل حاج منكم جزيه قدرها عشرة جنيهات من الذهب لجيبي الخاص،
رابعاً ـ أن يدفع أمير الحج المصري والسوري كل منهم عشر جواري وعشرة غلمان لون أبيض كل سنة". انها شروط قاسية ومضحكة قصد بها ابعاد الحجاج.
ويقول السيد دحلان في تاريخه: (ان سعود قد أحرق المحمل المصري والمحمل الشامي وأمر مناديا ينادي بالناس في الحج بأن لا يأتي أي إنسان للحج في العام الاتي من أي جهة من العالم وهو حليق اللحية).
فراح الحجاج المصريون في عام 1220 هـ غاضبين ولكنهم غير آبهين بطلبات سعود الأول المجنونة، وفي عام 1221 هـ كتب سعود الأول إلى أمير الحج الشامي وكان أمير الحج قد وصل بالحجاج إلى قرب المدينة المنورة، يقول له: (لا تدخل الحجاز الا على الشروط التي شرطناها في العالم الماضي)
فرجع حجاج الشام تلك السنة من غير حج، أما حجاج مصر فقد امتنعوا من أنفسهم ولم يحجوا تلك السنة وهم على مضض، مما جعلهم يتضجرون غيظا على الحكم السعودي المتوحش.
ويقول العلامة ابن بشر في تاريخه عن جرائم 1221 هـ السعودية : (ان سعودا حشد جيوشا عظيمة قرب المدينة المنورة وأمرهم أن يمنعوا الحجاج الآتين من مصر والشام فرجع المحمل الشامي إلى وطنه وكان أميره عبد الله باشا العظم، ثم بعد ذلك قام سعود بابعاد آلاف العرب من مكة وأعظمهم من أبناء الحجاز نفسها واليمن والعراق وكذلك سافر إلى المدينة وفعل فيها مثلما فعل في مكة، وقد هاجر عدد لا يحصى من أبناء الحجاز إلى مصر والشام واليمن والسودان وتركيا وأماكن شتى من العالم فأسرعوا في كشف فضائح الوحوش السعوديين، في القوت الذي كان فيه سعود الأول يتبادل هدايا الجواهر والجواري والغلمان مع شاه إيران بهلوي الأول ويأخذ الاموال من اليهود (كاعانة له على خدمة الحرمين) كما يزعم وقد أغضب هذا الفعل السعودي أهالي نجد وعلماء نجد الصالحين من غير آل الشيخ طبعا ـ أي من غير أسرة محمد بن عبد الوهاب ) ..
 وما فعله سعود الأول بالحجاج يذكرنا بما تفعله بقية الأسرة السعودية بالحجاج أيضاً فقد أعادت الحجاج السوريين على زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر ورفض آل سعود أن يحج أهالي مصر ما لم يدفعوا عملة صعبة! أما جنيهات استرلينية أو دولارات أمريكية، وما فعله آل سعود مع أبناء مصر فعلوه مع أبناء اليمن فقد منعوهم من الحج حين قامت الثورة ضد حكم الامام المتأخر أحمد بن يحيى الدين، اما أهالي الحجاز فقد مقتوا الحكم السعودي الاجرامي منذ بدايته، وامتنع الكثير من الحجاج العرب في بداية الحكم السعودي عن أداء فريضة الحج ست سنوات مقسمين (أن لا يحجوا حتّى يطهروا قبلتهم من الرجس)،
أما أهالي مصر والشام واليمن فقد امتنعوا عن الحج كليا طيلة ست سنوات، وفي سنة 1226 هـ بدأت حملات التحرير العسكرية من مصر إلى الحجاز بعد أن ضغط أهل مصر على حكامهم الاتراك فاستولت الحملة على ينبع وحررتها في نفس السنة 1226 هـ وبما أن مصر نفسها كانت محتلة للعثمانيين آنذاك فقد أصدر السلطان سليم الامر إلى محمد علي باشا حيث بعث محمد علي بطوسون على رأس حملة التحرير العسكرية المصرية، لكن قادة الحملة العثمانية تآمروا مع سعود الأول بعد أن تبادل معهم الهدايا وأقنعهم أنه سوف ينفذ أوامر خلافتهم على الحرمين كما يريدون على شرط (أن لا يمكنوا أعداء آل سعود المصريين والاشوام من التدخل والانتصار عليه)
 فتراجع القائد طوسون وادعى أنه انكسر أمام الجيوش السعودية ولكن هذه الفعلة النكراء أثارت العرب والمسلمين في اليمن وقلب الجزيرة العربية وفي الشام ومصر بوجه خاص فبدأ الضغط العربي على الاتراك من جهة واقتنع محمد علي حاكم مصر من جهة أخرى بأنه لا عزة لهذه المنطقة كلها ما لم تجتث العائلة السعودية والعائلة الوهابية من جذورهما، فجمع قادته في القاهرة ومن بينهم ابنه إبراهيم باشا وطلب منهم إعطاء الرأي بالطريقة التي يرونها للتخلص من الاسرتين الشريرتين.. فأخذ كل واحد يبدي رأيه.. فقام محمد علي وأحضر تفاحة وضعها في وسط سجادة كبيرة مفروشة في مجلسه ثم طلب من كل واحد من الحاضرين أن يأخذ التفاحة دون أن تطأ قدمه على السجادة، فاحتار الجميع الا أن ابنه إبراهيم باشا لم يعجزه الحل فطوى السجادة من طرفها بيديه دون أن تطأ رجليه السجادة حتّى وصل إلى التفاحة فأخذها وأكلها.. فوقف له والده احتراما ثم قال:
(أردت بذلك أن أختبر ذكائك بهذه الطريقة لأقول لك بعد هذا أنت الذي سيكون لك شرف تخليص العرب والجزيرة العربية والمسلمين والديار المقدسة من هذه النكبة بهاتين الاسرتين الوهابية والسعودية) فانطلق إبراهيم باشا يطوي طغاة الجزيرة العربية واحدا تلو الاخر مثلما طوى تلك السجادة التي طواها في القاهرة. وفي سنة 1228 هـ تمكن العرب بقيادة إبراهيم باشا من تحرير مكة والمدينة المنورة والطائف من رجس السعودية (اليهودية)، ويقول السيد دحلان في تاريخه
(لقد حاول سعود هذه المرة أن يخادع العرب وأن يفعل مع العثمانيين ما فعله في المرة الاولى معهم تبادل الهدايا والخضوع لسلطانهم، فأرسل إلى السلطان محمد علي باشا طالبا الصلح وأن يفتدي بالمال عثمان المضايفي عامله السعودي على الطائف، ولكن مساعي الصلح السعودية لم تتم حيث اشترط العرب على رسول سعود الشروط التالية:
أولا ـ أن يقوم سعود بدفع كل المصاريف التي اتفقت على الحملة العسكرية،
ثانياً ـ أن يقوم سعود برد كل المجوهرات والأموال التي كانت بالحجرة النبوية، وثالثا ـ أن يكون سعود بدفع الدية لابناء الحجاز وأبناء مصر الذين قتلهم، رابعا ـ أن يحضر سعود بنفسه لتسليم نفسه للقيادة ليحاكم على ما ارتكبه من جرائم بحق العرب والمسلمين، وبالطبع لم يفعل هذا سعود وانما بقي في الدرعية لا يخرج منها ويحشد جنده للدفاع عن نفسه لانه أمن أنه لا محالة له من الموت وأن العرب قد عزموا على تحرير بلادهم من جرائم ظلمه وما أن تحررت الحجاز وبدأ الزحف العربي المقدس أصيب سعود باسهال شديد وحمى وهو نفس المرض الذي أصيب به جده محمد بن سعود حينما حاصره أهالي نجران في الدرعية عام 1178 هـ 1765 م فمات سعود قبل وصول حملة التحرير العسكرية العربية إلى الدرعية في 7 ربيع الثاني سنة 1229 هـ الموافق 1814 م). توفي سعود ـ من شدة الخوف والهلع ـ بالدرعية على اثر الاسهال وحمى الخوف التي أصيب بها من حملة التحرير العربية رغم ما قاله أصحاب التواريخ عن عظمة هذا "السعود" وقوة شخصيته وجبروته وصلابته، التي هي صلابة الطواغيت والجبناء في عهد الرخاء ضد المغلوبين على أمرهم والضعفاء.. وقبل وصول حملة التحرير العربية، استولى ابنه عبد الله بن سعود على الحكم في الدرعية ووقف إلى جانبه شركاؤهم في الباطل ـ أنفسهم ـ آل الشيخ.
أي آل محمد بن عبد الوهاب  غير أن الصالحين من علماء نجد لم يوافقوا على ذلك كعادتهم فوقفوا إلى جانب الشعب والعرب والدين الصحيح لا الدين السعودي اليهودي وحاول ملك اليمن الاسبق أن يتعاون مع آل سعود ويخرج أبناء اليمن لضرب مؤخرة جيش التحرير العربي الا أن أبناء اليمن أبوا ذلك ووقفوا بعيدا ثم عادوا بعد أن انضم عدد كبير من جيش اليمن إلى جيش تحرير الجزيرة العربية، ثم ثار أبناء عمان وقتلوا والي آل سعود وساروا مع جيش التحرير العربي، ووقف علماء الدين الصالحين في القصيم ونجد يعلنون براءتهم من جرائم آل سعود وآل الشيخ عبد الوهاب ويحملون هاتين الاسرتين تبعة كل الجرائم قائلين في المساجد (لن يظهر دين الحق ما لم نطهر هذا الدين من هاتين العائلتين الفاسدتين بالدين والدنيا ورقاب العرب والمسلمين) أما آل الشيخ فقد وقفوا يدافعون عن أنفسهم الضالة بدفع هذه التهمة عنهم ويشتمون علماء نجد والقصيم ويتهمونهم بموالاة المصريين وينسبون كل ما وقع من جرائم وفتن ومحن إلى "ذنوب المواطنين والتقصير في دين الله ولهذا ابتلاهم الله بشتى المحن!!.." وكذلك يزعمون.. أما حملة تحرير الجزيرة فقد سارت ولم توقفها فتاوى اليهود حتّى وصلت الدرعية والقي القبض على عبد الله بن سعود وابعد إلى مصر في عام 1234 هـ وقتل عدد من آل الشيخ الذين أجرموا بحق شعبنا.. وبذلك انتهت الفتنة السعودية انّما إلى حين، لأن هذه الشجرة السعودية الخبيثة لم تستأصل من جذورها بعد، فقد تركت بعض الجذور ونمت من جديد بعد أن عاد جيش مصر إلى بلاده تاركا الجزيرة العربية، فجاء مشاري بن سعود إلى الدرعية في جمادي الأول سنة 1235 هـ وانتزع الحكم، لكنه لم يدم طويلا فقد قتله شعبنا في نجد، الا أنه بعد شهر من قتله خرج من بعده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1235 هـ فقتل عددا من أبناء نجد، وأنشأ الدولة الثالثة لسلالة آل سعود وذلك في سنة 1235 هـ فحاصره أهالي نجد ليقتلوه لكنه هرب من الرياض وذهب ليتفق مع العثمانيين على أن يساعدوه لانشاء حكم سعودي يكون فيه خادمهم المطيع فأعاده بنو عثمان، وبقي حتّى عام 1249 هـ حيث قتله أبناء نجد فجاء من بعده مشاري بن عبد الرحمن بن سعود فانخدع به بعض السذج حيث أعلن عن نفسه "بأنه أميرا مؤمنا حرا"، .. كما يعلن الآن بعض الامراء عن أنفسهم، فحاول فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي كان في مدينة القطيف حينما اغتيل والده تركي ـ حاول أن يستولي على الحكم في الرياض، لكنه فشل لانه لم يجد من يناصره من شعبنا الذي تململ من الحكم السعودي وأدرك أي مواطن انّه حينما يقاتل من أجل آل سعود فانما يقاتل من أجل الشيطان لا من أجل وطنه، الا أن فيصل بن تركي بن عبد الله عاد إلى الضحك على العقول الساذجة من جديد فراح يتظاهر بالتقى والصلاح "والايمان بحق الرعية وحق الله" كما يتظاهر أمثاله الآن من بعض الامراء السعوديين، ومع هذا فلم ينخدع به أحد، إلا عبد الله ابن الرشيد، ففي عام 1250 هـ1835 م جاء إليه عبد الله بن الرشيد لرفع مستواه وتحكيمه ف البلاد.

وجاء عبد الله آل رشيد ليعين الظالم على ظلمه

وعبد الله آل رشيد هو مؤسس عائلة آل الرشيد في حائل فعرض فيصل ابن تركي آل سعود على عبد الله بن الرشيد (ان يعينه على قتل ابن عمه السعودي مشاري بن عبد الرحمن ويستولي على الرياض. وسيمنحه ما يريد) فرد عبد الله بن الرشيد على (ابن سعود) بقوله: (انني سأقتل لك ابن عمك مشاري آل سعود وسأقوم بتنصيبك مكانه على الرياض بشرط أن اجعل من الرياض منطلقا لتخليص بلدي حائل من آل علي) فوافق فيصل بن تركي  آل سعود على طلب عبد الله بن الرشيد وسار عبد الله بن الرشيد ومعه حارسه الخاص كما زوده فيصل بن تركي بثمانين مقاتلا الا أن الجميع قد تراجعوا في الطريق، ولم يصل مع ابن الرشيد من القطيف إلى الرياض الا حارسه الخاص، فدخلها ليلا واتصل بحارس القصر حيث كانت لعبد الله آل رشيد به معرفة (وهو من بلدة جلاجل) فوضع "راعي جلاجل" لصاحبه السلم الخشبي فصعد ابن الرشيد إلى قصر مشاري آل سعود فوصف له صديقه الحارس مكان نومه مع زوجته ولكنه حذره من "عبده" حارسه الخاص (حمزة) الذي يرابط أمام حجرة نوم سيده مشاري وهو من أشد المقاتلين، فصعد ابن الرشيد ومعه حارسه الخاص إلى حيث يرقد مشاري آل سعود وإذا به أمام العبد السعودي الحارس وجها لوجه وكان المكان مظلما حالك الظلمة فتماسك الاثنان عبد الله بن الرشيد والعبد السعودي وطال التماسك والعراك بينهما في حلكة الظلام الدامس وكان بيد العبد السعودي خنجرا أخذ يضرب به يدي عبد الله ابن الرشيد وكاد أن يسقط ابن الرشيد وكان ظلام المكان الدامس قد جعل حارس ابن الرشيد لا يميز بين عمه وبين العبد السعودي ليساعد عمه على قتل هذا العبد وينقذ حياته من سطوة هذا العبد القوي، فكان حراس ابن الرشيد دائما ما يمسك بقطعة من جسم عمه ابن الرشيد محاولا طعنه ثم يسأل: (هل أقطع هذه اللحمة؟. هل هي من جسمك يا عمي أم من جسم العبد؟) فيصيح به عبد الله الرشيد بقوله (لا تقطعها انها مني)!.. فيذهب الحارس ليمسك بلحمة أخرى وهو يسأل من جديد هل أقطعها؟. هل هي منك؟. فيجب ابن الرشيد لا تقطعها انها مني.. وهكذا مرت الساعات متثاقلة على تماسك العبد وابن الرشيد حتّى كاد يغمى على ابن الرشيد ويسقط، وفي النهاية.. بل في الرمق الاخير!.. سأل حارس ابن الرشيد صاحبه: هل هذه اللحمة منك يا عمي أم من العبد، وهنا أجابه ابن الرشيد قائلا: (إذا كان بيدك لحمة فاقطعها!).. فقطعها الحارس وسقط العبد السعودي ودخل عبد الله الرشيد إلى حجرة نوم مشاري بن عبد الرحمن آل سعود فقتله، وحينئذ صعد عبد الله الرشيد إلى سطح القصر السعودي وأعلن مناديا بالناس (أنا عبد الله آل رشيد تحملت قتل مشاري آل سعود وآتيتكم بفيصل بن تركي آل سعود لحكمكم) وهكذا كان عبد الله الرشيد وفياً بوعده رغم أنه كان بامكانه أن يعلن نفسه حاكما في الرياض ويطرد فيصل بن تركي آل سعود الذي كان يترقب خائفا من بعيد ليهرب في حال فشل عبد الله آل رشيد الذي غامر بحياته من أجل اعادة الحكم السعودي!..، ولكن عبد الله الرشيد لم يخلف الوعد كما يفعل آل سعود بل نادى بفيصل بن تركي آل سعود ليسلمه زمام حكم الرياض. (أسوق هذه الحادثة المعروفة لادحض ما زوره كتاب التاريخ عن تاريخ آل سعود بقولهم أن آل سعود عادوا إلى ملك آبائهم وأجدادهم وأنهم هم الذين عينوا آل الرشيد وغيرهم من الحكام!)… وجاء فيصل بن تركي آل سعود، وحكم الرياض ولم ينكر لابن الرشيد "صنيعه" من اجله، فقد سأله فيصل بعد ذلك مستغربا قائلا: (كيف يا عبد الله بن رشيد لم تغدر بي وتحكم الرياض بدلا مني وأنت الذي فعلت كل ذلك باحثا عن الحكم في حائل وكان بإمكانك أن تحكم الرياض وحائل معا؟) فأجابه ابن الرشيد قائلا: (الغدر ليس من شيم العرب) فسار ابن الرشيد إلى حائل وقتل (ابن علي) حاكمها وأعلن نفسه حاكما عليها. فأيدته حائل وقبائل شمر ولمع نجمه وقوي مركزه، أما فيصل بن تركي آل سعود فقد حكم الرياض بل أعلن نفسه "اماما" وحاكما على نجد فحكم أربع سنوات من عام 1250 إلى عام 1254 حيث استنجد عرب نجد بعرب مصر مرة أخرى لمعاونتهم على اجتثاث حكم المجرمين، فسار جيش مصر العربي ليدك معالم آل سعود وألقى القبض على الامام السعودي فيصل بن تركي آل سعود وشركاءه آل الشيخ (أي الاسرة الوهابية) فأخذوه إلى مصر هو وولديه عبد الله ومحمد وأخيه جلوي ـ والد عائلة آل جلوي الخبيثة ـ وعدد من آل الشيخ فبقي في مصر من سنة 1254 إلى سنة 1259 هـ حيث تمكن فيصل ابن تركي آل سعود من الافلات من رباطه والخروج من مصر مرة ثانية بمساعدة عباس باشا الأول العثماني بعد أن تعهد للاتراك بالولاء والطاعة وحسن التبعية والسير في ركبهم العثماني.. فعاد الشر السعودي إلى حكم نجد من جديد ـ دون أن تكون لهم سيطرة على حائل التي كان يحكمها ابن الرشيد والحجاز التي كان يحكمها الاشراف ـ وقد ساعدت على ذلك أمرين الأول: هو انسحاب الجيوش المصرية من البلاد العربية وذلك نتيجة لمعاهدة لندن سنة 1840 م التي اقتضت أن تعود جيوش مصر إلى مصر استعدادا لبدء الاستعمار الانكليزي بالحلول في بلاد العرب محل الاتراك، والثاني: هو تعهد فيصل بن تركي آل سعود للسير في ركاب آل عثمان واطلاق اسمهم وحكمهم على البلاد. وهكذا عاد الحكم السعودي إلى البلاد، وأصبح الحكم للعبيد والجواري والجواسيس الذين كان يقودهم ابنه عبد الله بن فيصل والعبد "محبوب" (عتيق تركي والد فيصل) وهكذا عاد عودة أخرى ـ حكم أسرة الكهنوت والشعوذة الوهابية بقيادة الشيخ عبد اللطيف ـ الأول ـ حفيد الشيخ محمد عبد الوهاب، وعادت الفوضى والجرائم بقيادة هاتين الاسرتين بعد أن تعمقت تبعيتهما للسلطات التركية مستعينتين بها في ضرب التحركات القبلية والشعبية.
ولم يكتف هذا الامام فيصل بن تركي بسيادة السلطنة التركية بل رأى أن يلعب على الحبلين، فذهب سنة 1862 م إلى مفاوضة المستر بيلي المقيم السياسي في "بوشهر" باسم الحكومة البريطانية لعقد معاهدة حماية على البلاد عارضا عليه دعم النفوذ السعودي وتوسيعه في كافة أنحاء الجزيرة العربية على ان يرتبط هذا النفوذ السعودي بالاستعمار البريطاني فوافق المستر بيلي على هذا الاقتراح السعودي وبدأ دعم بريطانيا للاسرة السعودية التي أخذت تنشر الموت في ربوع البلاد بعد تعاملها مع الانكليز، وتحرك فيصل بن تركي للاستيلاء على حائل مرار لكنه لم يتمكن، ورغم فشله إلا أن ما فعله من خطط تدل على أنه ماكر غادر..
فقد أصيب حاكم حائل الامير طلال بن عبد الله الرشيد بانهيار عام نتيجة ارهاق جسمه في عمله المتواصل لتوطيد حكمه طيلة 20 سنة واستطاع خلالها كبح جماح أعدائه وجمع المزيد من أصدقائه بحسن سياسته التي ما سلكها من قبله أحد من حكام آل الرشيد وما سار بعده عليها حكم آل رشيد مثلما سار عليها طلال وشقيقه محمد بن عبد الله الرشيد الذي استولى على حائل بعد ذلك… ونظرا لمكر فيصل بن تركي آل سعود أو بالاصح مكر الانكليز الذي بدأ يتعامل معهم، فانه حينما علم الامام فيصل بن تركي بمرض طلال آل رشيد أخبر الانكليز بذلك عندما كان لديهم في "بوشهر" ، فقدموا له "فارسي" عميل للانكليز يدّعي مهنة الطب واسمه المعروف (محمود زيدان) ليكون في تصرف "الامام" فيصل ابن تركي آل سعود.. فقال له فيصل: (ان لي خدمة تتعلق بمهنتك ان أديتها دفعت لك مائة جنيه ذهب، وان فشلت فليس لك شيئا عندي) فسر الفارسي سرورا عظيماً مبديا كل خدماته!. فقال فيصل (أريدك أن تذهب إلى حائل وتتصل بالامير طلال آل رشيد لتعرض عليه خدماتك زاعما له أنك طبيب جئت من أجله عندما سمعت بمرضه وتعطيه هذا الدواء المسموم ليقتله فتهرب وتعود اليّ لأدفع لك المبلغ) فذهب الفارسي ووصل إلى حائل وقدم خدماته للامير طلال ونال ثفته!.
إلا أن الامير طلال لم يستعمل كل وصفاته لكثرة ما استعمل من أدوية جعلته في حالة يأس من شفائه لا يثق بعدها بأي دواء.. وكان الفارسي على علم بأن الامير لا يستعمل أدويته مما دفعه ذات ليلة إلى تخويف الامير بالجنون قائلا: (أنك لو لم تستعمل هذه الادوية فسوف تصاب بالجنونّ.) دون أن يعلم الفارسي ما كان لهذه الكلمة من وقع سئ في نفس الامير الذي صرخ باعلى صوته قائلا: (أتقصد أنني أنا طلال بن عبد الله الرشيد سأصبح مجنونا بعد كل ما مضى لي من عز وما نلته من سمعة حسنة وما حققته لقومي من كرامة ومجد؟!.. لا .. الموت ولا الجنون!) فأمسك بندقيته وصوبها إلى رأسه وقتل نفسه!.. وهكذا تحققت أمنية فيصل بن تركي بما لم يأخذ له حسبان!.. فعاد الفارسي إلى فيصل ليبلغه بالامر فلم يدفع له أكثر من خمسة جنيهات قائلا له (ان الاتفاق كان على تسميم الامير طلال!.. أما وان الامير قد قتل نفسه بنفسه فان لك بعض المبلغ بصفتك قد تسببت في ذلك!).. وقال للفارسي (انني سأقتلك لو لم تقبل بهذا المبلغ كما أحذرك انك لو عدت إلى حائل مرة أخرى فسوف تقتل أيضاً).. ومع ذلك فقد اغتال ذلك الفارسي!.. أما ما حدث بعد انتحار طلال آل رشيد، فقد أسندت امارة حائل إلى أخيه متعب الذي استمر في مقاومة الحكم السعودي، وفي 2 ربيع الثاني عام 1285 هـ، 23 تموز 1868 م أقدم كل من بندر وبدر آل رشيد على قتل عمهما متعب.. فأديا بذلك خدمة للحكم السعودي الانكليزي.. فتولي الحكم أحدهما وهو بندر. وفي عام 1286 هـ 1871 قام عمه محمد العبد الله آل رشيد (شقيق طلال) بقتل بندر والاستيلاء على الحكم ودام المشهور بالحكمة حتّى 3 رجب 1315 هـ 15 كانون أول 1987 م حيث مات موتا طبيعيا لحكم دام 30 سنة وذلك ما يعتبر معجزة لعدم موته قتلا من أقاربه، كما فعل معظم آل الرشيد..
نعود بعد أن أقحمنا هذا الفصل من حياة الرشيد في سياق الحديث عن الامام فيصل بن تركي آل سعود ـ
لنواصل الحديث عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي توفي سنة 1282 هـ الموافق 1866 م وسرت كل نجد بموته كثيرا، وقد جرت بعد ذلك محاولات كثيرة للقضاء على نفوذ هذه الأسرة السعودية الشريرة غير أنها لم تنجح، وبموته خلف وراءه ولدين هما عبد الله وسعود بن فيصل ولكن هذين الولدين اختلفا كما يختلف الآن امراء الاسرة السعودية الفاسدة على الغنيمة "والغنيمة هي الشعب وممتلكاته" وراح كل واحد من هذين الاميرين عبد الله وسعود يجمع حوله الدلاديل والذيول كما يفعل بعض الامراء الآن تماما، لكن كل شعب نجد ثار في حينه على جور هذه الاسرة اليهودية ولم يبق مع آل سعود الا المرتزقة، فثارت قبلية العجمان بقيادة زعيمها العظيم راكان بن حثلين تناصرهم قبائل آل مرة. فتقدموا إلى الهفوف عاصمة الاحساء وكان فيها أحمد السديري حاكما من قبل عبد الله بن فيصل فحاصروه فيها، واستولوا عليها وحرر العجمان والاحساء من الرجس السعودي، وحاول عبد الله بن فيصل آل سعود أن ينتقم فأرسل عددا من أذنابه لاحراق عدد من بساتين الاحساء ودور الفلاحين ففعلوا وأحرقوا الكثير منها وهرب العديد من الفلاحين إلى العراق، ولكن ما فعله آل سعود قد زاد النقمة وحقد المواطنون عليهم، ثم لم يكتف عبد الله بن فيصل بذلك، بل أرسل الماء المسمى (جودة) حيث كان يقيم عليها العجمان بني مرة بقيادة راكان ابن حثلين، وطلب عبد الله بن فيصل آل سعود من جنده أن يأخذوا العجمان على غرة قبيل طلوع الشمس فيقتلونهم، ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة فدحروا الجند السعودي وقتلوا منهم 2700 مقاتل سعودي مأجور، فسارع سعود وأتباعه (وهو شقيق عبد الله) باحتلال الرياض وطرد أخيه عبد الله منها وذلك سنة 1287 هـ الموافق 1870 م فأعلن سعود الثاني نفسه اماما على نجد، وهكذا يتخاصم أمراء آل سعود الذين زعموا أنهم "أحراراً" على الشعب لسلب قوته والتسلط عليه وقتله، فحاول عبد الله بن فيصل أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح وبعد ذلك حمل ما سرقه من أرزاق الشعب من ذهب وفضة ونفائس على مائة بعير وراح يتنقل من مكان إلى آخر لعله يجد من ينصره من المرتزقة، ولكنه لم يجد أحداً سوى التافهين المرتزقة والمنتفعين الذين أغراهم بما سرقه من أموال الشعب فأرادوا الانتفاع بها، ولما رأى عبد الله بن فيصل عدم جدوى التافهين في اعادة السلطة السعودية إليه من أخيه، توجه عبد الله بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم ولكن شعبنا المؤمن في عنيزة طلب من عبد الله آل سعود أن يغادرها حالا لأنه لا يمكن للشعب أن يناصر أميرا سعوديا على أخيه ليستولي هذا الامير على الحكم بينما جميع آل سعود ضد مصلحة الشعب وجميع الشعب يريد الخلاص من حكم آل سعود جميعا فاخرج أيها الامير فكل العرب يريدون النجاة من شرور الاسرة السعودية الخبيثة. فغادر الامير السعودي عبد الله بن فيصل عنيزة إلى حائل فاتصل بحاكمها محمد العبد الله الرشيد غير أنه لم يجد صدرا رحبا مه وكان موقف شعبنا في حائل بوجه عبد الله بن فيصل السعودي لا يختلف عن موقف شعبنا في عنيزة، وهو (عدم مناصرة أي أمير سعودي وجميع الناس يريدون التخلص من جرثومة العائلة السعودية كلها)، فرحل عبد الله بن فيصل آل سعود من حائل إلى سلطان الدويش (والد فيصل الدويش) زعيم قبيلة مطير الذي قتله الطاغية الاخير عبد العزيز كما سبق لسعود الأول أن قطع رؤوس شيوخ هذه القبيلة ووضع رؤوسهم على مائدة الاكل وطلب من أبناء مطير الذين جاءوا يطالبون باطلاق شيوخهم  أن يأكلوا من مائدة وضعها فوق رؤوس أبنائهم واخوانهم أبناء قبيلة مطير، ولكن مع كل هذا فقد التجأ عبد الله بن فيصل آل سعود آل قبيلة مطير واتصل بشيوخها سلطان الدويش والد فيصل الدويش كما اتصل مع عساف أبو اثنين رئيس قبيلة سبيع يستنصرهم على أخيه سعود لمعرفته بأن شيوخ هذه القبائل يكرهون أخاه سعود، ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين ابلغا عبد الله آل سعود بأنهما وشيوخ القبيلة يكرهون الحكم السعودي كله لانهم ذاقوا العذاب على أيدي كل آل سعود الدخلاء وانهم سيعملون على تحطيم العائلة السعودية كلها، ولم ينجح عبد الله آل سعود بما حمله معه من ذهب مسروق من الشعب أن يغري به شيوخ مطير وسبيه، حيث رأى أنه لا حياة لآل سعود ما لم يعتمدوا على المستعمرين والاجانب فأرسل صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني منصوب السلطات التركية في بغداد آنذاك ليستمد منه المعونة لقتل أخيه سعود وتسليم البلاد.
وبهذا الاتصال السعودي القذر وجد مدحت باشا الفرصة سانحة للاستيلاء على الاحساء وسائر البلاد التي لم تخضع لتركيا قبل وجود آل سعود فسار الاتراك يساعدهم ناصر باشا السعدون رئيس قبيلة المنتفق وعبد الله بن صباح حاكم الكويت بجندهما واحتلت القوة التركية الاحساء وأطلقوا عليها اسم (ولاية نجد) وبعد ذلك طرد الاتراك عبد الله بن السعود هذا ما أوردته كتب التاريخ، كما ورد هذا في كتاب المستشار السعودي حافظ وهبة في صفحة 229 من كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز (الاخير) وأمر له بنفقات طبعه، وحافظ وهبة هو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقا في (مجلس الربع) الذي كان يرأسه جون فيلبي خالق هذا العرش الاخير. من هذا يتضح حتّى لسذج الناس أن العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلادنا ـ قديما وحديثا ـ الا على أعمدة أجنبية يهودية أولا ثم عثمانية انكليزية وأمريكية، ومن ذلك يتضح: أن الامير السعودي كان يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم، وفي سبيل محافظته على هذه الشهوات التي يوفرها له الحكم يبيع آل سعود بلادنا للشيطان الرجيم، وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الاسرة السعودية الفاسدة اعادة نفس التاريخ السعودي القديم بقتل الالاف من شعبنا وقتل حتّى بعض أفراد الاسرة ممن حاولوا شهر نفس السلاح، سلاح (الدين المزيف) بوجه الاسرة فقتل أفراد الاسرة بعضهم، كما حصل للامير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتله أعمامه آل فهد (فهد وسلطان وسلمان بتهمة أن عدداً من أبناء الشعب حاولوا دفعه لمعارضة فساد أسرته)..وذلك عام 1964.
عودة إلى ماضي الاسرة السعودية
لنعود الان إلى ما حدث بسعود الثاني عام 1259 هـ الموافق 1871 م.. لقد تململ شعبنا في الرياض من جور هذه العائلة السعودية ومن تسابق أمرائها على الحكم والتحكم في رقاب الشعب مع الادعاء الزائف بحبهم للشعب وتبني مطالبه! فاجتمع شعبنا في قصر الرياض في يوم 17 رجب 1288، 1871 م وأجمعوا على خلع سعود وطرده من الرياض.. فوجد أخوه عبد الله المقيم في الاحساء كالدمية في يد العثمانيين بعد أن أدخلهم إلى الاحساء، وجد ن الفرصة مواتية له فترك الاحساء ودخل الرياض يدعمه الجند العثماني، وحيث أن شعبنا في الرياض  لم يقتل سعود الثاني وانما اكتفى بطرده من الحكم فقد حمّل سعود ستين بعير! بما سرقه من ذهب وراح يستنصر الناس لقتل أخيه عبد الله رافعا راية "الامير الحر" فاستطاع بذلك أن يخدع البعض من قبيلة الدواسر والبعض من قبيلة عتيبة بما كذبه عليهم من أكاذيب قائلا (أنه يريد قتل أخيه عبد الله عميل بني عثمان وابعاد الاتراك من البلاد التي سلمها لهم شقيقه عبد الله) واستمر سعود الثاني يكذب على الدواسر وقبيلة عتيبة وعلى عدد آخر من أبناء نجد قائلا (انّه سيجعل الامر شورى بينهم ويحكم البلاد بالعدل وسيترك الامر للناس باختبار من يريدون لحكمهم الذي يرتضونه وان آل سعود سوف لن يكون لهم صفة أو حكم..) وبمثل هذه المواعيد أخذ سعود الثاني يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم آل سعود الا غرورا.. فاقتنع بعض أبناء الدواسر بالكذب السعودي وساروا معه وحاصروا أخاه عبد الله في أرض الجزعة قرب الرياض فحطموه وهرب عبد الله واستولى سعود من بعده على الرياض وأعلن نفسه (اماما) وانتظر الدواسر وعتيبة أن يحقق ما وعدهم به فإذا ما وعد به سعود لم يكن سوى مواعيد سعودية.. لا يختلف ماضيهم فيها عن حاضرهم ولا أولهم عن آخرهم.. فطلبوا من سعود الثاني أن يسير بهم لتحرير الاحساء وبقية البلاد من الجند العثماني، ولكنه ضحك عليهم بالمواعيد الكاذبة، فبدأت معظم قبائلنا تطالب الجيوش العثمانية بالرحيل من البلاد، وعندما رأى سعود عزم القبائل على الثورة وتحرير البلاد من الحكم السعودي الخائن والتسلط العثماني، أرسل لهم أخاه عبد الرحمن الفيصل (والد الطاغية الاخير الملك عبد العزيز) أرسله إلى بغداد مخادعا بارساله العرب، قائلا (انني أرسلت أخوي عبد الرحمن إلى الوالي التركي في بغداد ليتفاوض معه على ابعاد حكم الاتراك واعطاءكم الحق في اختيار من تريدون!) فهدأ العرب بعد أن سافر أخوه عبد الرحمن الفيصل إلى بغداد وبقي في ضيافة الحكم العثماني وطالت غيبته فيها!.. فياله من ماكر؟. إذ مكث أربع سنوات في بغداد.. فعرف العرب الخديعة، فثارت القبائل على آل سعود، وعند ذلك أخرج الحكم العثماني عبد الرحمن آل فيصل من بغداد ليلعبوا به لعبتهم على العرب فوصل عبد الرحمن آلفيصل إلى الاحساء وادعى (انّه لم ينجح في مفاوضاته مع الاتراك، وانه كان يتفاوض معهم طيلة هذه المدة) كما يزعم.
ولكي يحرف الحكم العثماني الثورة عن طريقها الصحيح طلبوا من عبد الرحمن آلفيصل آل سعود أن يتصل بالبادية ويقود ثورتهم فيحرفها عن طريقها القويم الذي أرادوا بها الخلاص من آل سعود والحكم العثماني.. فنزل عبد الرحمن الفيصل بادية الاحساء وحثها على قتال الترك!.. فاجتمع حوله العجمان، واستولوا على الاحساء ما عدا (القلعة) في الكويت ـ وفيها الحامية التركية ـ بعد أن خدعهم عبد الرحمن آلفيصل طالبا منهم (الانتظار حتّى يتفاوض مع الاتراك لينسحبوا) وكان في الوقت نفسه قد ذهب للاتصال بقبيلة بني خالد فأثارها ضد بني عمهم العجمان قائلا لهم: (ان هناك خطة سرية دبرها العجمان لقتلكم يا بني خالد وهي أن العجمان، يريدون طرد الاتراك للاستيلاء على الحكم لانفسهم وقتلكم بعد ذلك فلهذا يجب أن تقاتلوا قبيلة العجمان مع الاتراك وانا إذ أسر لكم بهذه الخطة فانما أنصحكم كأخ لكم وصديق!.) فصدق بنو خالد اليهودية، انقض بنو خالد على مؤخرة بني عمهم العجمان بينما هم يحاصرون القلعة الحامية العثمانية ـ في الكوت بالاحساء.. والمضحك المبكي ان الذي كان يقود العجمان: لم يكن سوى الفاجر نفسه عبد الرحمن آلفيصل ال سعود.. وبناء على الخطة المتفق عليها مع للسلطات التركية انهزم عبد الرحمن بانهزام قائدهم!.. ومن يستدل بالبوم مصيره الخراب.. وفي هذه المعركة: قتل بنو خالد عدداً من أبناء عمهم العجمان بسب غدر آل سعود وكذبهم وطعن من يعينهم من الخلف وركوعهم للاعداء ضد العرب والانسانية والاخلاق والدين، أما العجمان فلم يعلموا إلاّ أخيرا بهذه الخديعة السعودية التي جعلت بعض أبناء عمهم بني خالد يقاتلونهم ارضاء لوجه الشيطان السعودي والاستعمار، وكذلك بنو خالد لم يعلموا إلاّ فيما بعد هذه الخديعة السعودية التي جعلتهم يقاتلون أبناء عمهم العجمان ارضاء لوجه الشيطان السعودي والاستعمار أيضاً… وبعد أن أوقع آل سعود بين العرب وأحس عبد الرحمن بقرب انكشاف هذه الوقيعة، سافر إلى الرياض ، بحجة ابلاغ شقيقه سعود الثاني، بما جرى، وكأنه لم يكن المتسبب لما، جرى، ولكن قبيلة عتيبة لم تسكت على ما لحقها هي الاخرى من جرائم سعودية نكراء، فثارت عتيبة بقيادة مسلط بن ربيعان فهجمت على الرياض من جهته الغربية فخرج "الامام" سعود لقتال عتيبة ولكن عتيبة أحاطوا به وقتلوا معظم أنصاره وأصابوا سعود نفسه بجرح بليغ مات على أثره وذلك في صيف سنة 1291 هـ الموافق 1874 م.. وبموته امتطى أخوه عبد الرحمن آلفيصل آل سعود صهوة الامامية وقفز إلى مكانه في الحكم مدعما من الاتراك وأعلن نفسه اماما..
واستمر عبد الرحمن بن فيصل "اماما حاكما" في الرياض نحو سنة، حيث جاء إلى الرياض أخوه الاكبر عبد الله بن فيصل ونصب نفسه "اماما" مكانه قائلا (انّه أحق بالمنصب من أخيه) وأفتى مشايخ الدين الوهابي "بصحة هذه الاحقية" ولكن عبد الله الفيصل لم يدم طويلا حيث تمكن أبناء أخيه سعود الميت من القبض عليه وحبسه يوم 12 شعبان عام 1887 م وأفتى مشايخ الدين السعودي "بأحقية أولاد سعود على عمهم" وبهذا النوع من تشريع تجار الدين لحكم اللصوص استنادا على مبدأ (نحن مع الغالب ضد المغلوب).. انتشرت المفاسد.. وتململ الناس من ظلم آل سعود… وأخذت الفتن تطحن في نجد وتشتت في شعوب الجزيرة العربية.. فرأى عدد من مشايخ الدين ـ غير الوهابيين ورؤساء القبائل في نجد ـ أن يتصلوا بحاكم حائل آنذاك محمد العبد الله آل رشيد لنجدتهم (وتخليصهم من شر هذه العائلة المتطاحنة من أجل شهواتها وفي سبيل هذه الشهوات لا يهمها الا أن يفتك الشعب بعضه ببعض) فتوجه ابن رشيد بجموع من نجد ـ كلها ـ إلى الرياض، وضرب (ابناء سعود) وفك ـ اسر عمهم عبد الله بن فيصل وأخذه معه إلى حائل (العاصمة آنذاك) ووضع حاكما من عنده في الرياض ثم نصب إلى جانب هذا الحاكم عبد الرحمن بن فيصل آل سعود وهكذا تم هذا بمنتهى السذاجة.. من محمد العبد الله الرشيد، أو بمنتهى الحكمة العرجاء أو العدل الذي لم يتبعه آل سعود فيما بعد.. وبالطبع لم يقف عبد الرحمن هذا موقف المتفرج بل حاول أن يثير الفتنة من جديد وينفصل بالرياض ليجعل من نفسه اماما كما فعل في السابق، ولكن ابن الرشيد اكتشف فتنته، وأمره بالتوجه إلى حائل ليقيم إلى جانب اخيه الاسير عبد الله الفيصل ومعه عدد من مشايخ الوهابية وبذلك توقف عهد الفتاوى الباطلة واستقرت نجد كلها لقيادة ابن رشيد، كما ورد في التواريخ (لقد ساعد على ذلك الاستقرار شخصية محمد العبد الله الرشيد، وشهرته بالرحمة ورجاحة العقل ولين الجانب وكرمه وحبه للسلم). ولم يعد لآل سعود وآل الشيخ أي أهمية أو أثر في احداث أي فتنة بين المواطنين… لكن هذا لم يدم طويلا، فقد قام عبد الرحمن آلفيصل بدس نوع من السم البطئ ينبت في الصحراء بشكل شجيرات يطلق عليها (أم لبن) لشقيقه عبد الله بن فيصل، ولما ساءت حالته في حائل طلب من ابن رشيد أن يذهب للرياض فسمح له وذلك عام 1890 م كما أذن لاخيه عبد الرحمن ابن فيصل أن يرافقه ويسكن في الرياض أيضاً ، لكن عبد الله بن فيصل مات بعد وصوله إلى الرياض بيوم واحد، وحاول عبد الرحمن أن يثير الفتنة من جديد يسانده تجار الفتاوى ـ اياهم مشايخ الوهابية "آل الشيخ" وعدد من المرتزقة ـ وقبضوا على عامل ابن الرشيد (ابن سبهان) وأظهر الشعب تذمره مما فعله عبد الرحمن آل سعود، ولم يدم له الام أكثر من 20 يوما حتّى حاصره جيش ابن الرشيد ودخل الرياض دون الحاق أي ضرر بالشعب وساعد على ذلك كره أهل الرياض للفتن السعودية وحكمها، واستسلم عبد الرحمن آل سعود ولم يكن جوابه (الا طلب المغفرة من ابن الرشيد) وكانت حجته (أن عامل ابن الرشيد قد أساء إليه ولم يوفر له ما يحتاجه من مال وطعام) ومع ذلك تركه محمد ابن رشيد في الرياض وأمر عامله بأن يعطيه ما يحتاجه من مال وطعان، وفي هذه المرة وكل عبد الرحمن المهمة إلى مشايخ الدين السعودي، فذهبوا إلى القصيم كالشياطين واتصلوا ببعض تجار الدين والرؤساء واستطاعوا اغراء بعضهم بالوعود الكاذبة. وأخذوا منهم البيعة لعبد الرحمن آل سعود، واتفقوا على مباغتة ابن الرشيد وضربه ضربة تشله وتفصل نجد عن بعضها، واستعدوا لذلك فعلا، وكان مشايخ الدين السعودي قد اتفقوا مع زامل آل سليم ـ الذي تحكم عائلته مدينة عنيزة حتّى الآن ـ بأن يجعلوه حاكما على عنيزة بدلا من (آل يحيى) كما اتفقوا مع (ابن مهنا) بأن ينصبوه في مدينة بريدة بدلا من آل الخيل، ولكن ابن الرشيد علم بذلك وانقض عليهم وقتل في هذه المعركة المكروهة ـ المعروفة بواقعة المليدة ـ زامل آل سليم، وابن مهنا، أما مشايخ الفتاوى وعبد الرحمن بن فيصل آل سعود فقد هربوا ومعهم "حريمهم" من الرياض إلى الاحساء وأقام عبد الرحمن الفيصل سبعة اشهر فيما جمع خلالها بعض من سول لهم بمغريات السوء وهجم على الرياض واستخلصها هي وضواحيها ولكن ابن الرشيد كرّ عليه بجيشه، وقابله في قرية حريملا فقضى على من معه.. فتمكن عبد الرحمن بن فيصل من الهرب إلى الاحساء فالقطيف فالكويت، وكان يدفعه لكل ذلك حكم آل عثمان الذين لم يكن محمد العبد الله الرشيد على وفاق معهم والذين كانوا يحكمون الاحساء والقطيف في المنطقة الشرقية… وفي الكويت أقام عبد الرحمن بعد ذلك ضيفا على الحاكم العثماني قبل اعلان الحماية الانكليزية على الكويت وذلك عام 1309 هـ 1891 م وكان يتقاضى مرتبا من الاتراك قدره (70 روبية ـ ما يعادل سبعة جنيهات استرلينية) ومن ثم أخذ ولاة الحكم العثماني في بغداد والكويت والاحساء والقطيف يهددون به محمد ابن الرشيد الذي كان يحارب نفوذهم في الجزيرة العربية آنذاك.. ومنذ ذلك الوقت ساءت العلاقات بين محمد بن الرشيد وحاكم الكويت مبارك آل صباح… في هذا الوقت بدأ الانكليز يحاولون فرض سيطرتهم التامة على الكويت والعراق وأجزاء كثيرة من الجزيرة العربية فاتفقوا مع عبد الرحمن آل سعود على أن "يوسوس" للشيخ مبارك الصباح، ويزعم أن أخويه محمد وجراح آل صباح قد صرحا له (بأنهما ينويان اغتيال أخاهما مبارك ليستأثرا بحكم الكويت) ووعد الانكليز عبد الرحمن آل سعود أنه بعد نجاح ما يقوم به سيجعلان من الكويت منطلقا له لاعادته إلى الرياض … ومن ناحية أخرى اتصل الانكليز بالشيخ مبارك الصباح وأوعزوا له بنفس الموضوع وزعموا (أن أخويه محمد وجراح قد طلبا مناصرة الانكليز في اغتيالهما لاخيهما مبارك الصباح!) علماً أن شيئا هذا لم يحدث، فالاخوان محمد وجراح كانا على خلاف مع الانكليز… هنالك هاج مبارك الصباح فقتل أخويه محمد وجراح وذلك في أواخر 1314 هـ 1897 م واتهم بقتلهما أحد أقاربهما وهو الشيخ يوسف ابن إبراهيم وكان هذا الشخص يقيم في البصرة.. ولم يقف الانكليز عند ذلك بل أبلغوا مبارك الصباح بأن أولاد أخويه (محمد وجراح) ينوون اغتياله ثأرا لوالديهم، فحاول مبارك الصباح اغتيال أولاد أخويه الصغار ولكنهم هربوا ولجأوا إلى الشيخ يوسف بن إبراهيم في العراق، وبعد ذلك بدأ الخلاف بين عائلة آل إبراهيم يناصرهم قسم من أهال الكويت وبعض عائلة الصباح وبين الشيخ مبارك الصباح، وجهز الشيخ يوسف بن إبراهيم حملة من العراق للاستيلاء على الكويت ولم تنجح، وفي هذا الاثناء أرسل الانكليز سفينة حربية صغيرة إلى شواطئ الكويت وقالوا (انها سفينة تركية ارسلها الاتراك لنقل مبارك الصباح إلى استنبول لأنه عّين عضوا في المجلس الشورى التركي بعد عزله من الحكم) وكانت أكذوبة الانكليز هذه بداية الحماية. فأعلن الانكليز حمايتهم للكويت.
وهددوا السفينة باطلاق النار إذا لم تنسحب فانسحبت السفينة بالطبع لأنها انكليزية!.. عندئذ بدأ الانكليز يفكرون في ابراز مطية لهم في قلب الجزيرة العربية، وكان محمد العبد الله الرشيد قد مات بعد حكم دام 30 سنة وهي أطول فترة مرة بها حاكم نم آل رشيد حيث حكم من عام 1286 هـ حتّى ما بعد عام 1315 هـ ومات موتا طبيعيا. بينما مات كل حكام آل رشيد قتلاً.. بل لعل فترة حكمه كانت أطول فترة مر بها  حاكم فرد في الجزيرة العربية… وفي اليوم نفسه: استولى مكانه عبد العزيز المتعب الرشيد، وهو رجل شجاع انّما ينقصه من الصفات الشخصية الحسنة التي يتحلى بها عمه العبد الله كثيرا، وحاول الانكليز اقناع عبد العزيز المتعب الرشيد بالاستفادة من شجاعته بالسير في ركابهم ليجعلوا منهم ملكا للجزيرة العربية بدلا من ابن السعود أو غيره… لكنه أبى أن يسير معهم ولو خطوة واحدة… وبدأت الاحوال تسوء بين الصباح والانكليز بينما تتحسن بين الاتراك ويوسف بن إبراهيم وعبد العزيز المتعب الرشيد، وبدأ الانكليز في البحث عن المطية، أو القناع الذي يستتر به الانكليز للقضاء على ابن الرشيد للسير في درب العمالة… ووضع ركيزة للانكليز في قلب الجزيرة، فلم يجدوا أسهل من آل سعود ففاتحوا عبد الرحمن الفيصل آل سعود بالخروج من الكويت لمحاربة ابن الرشيد وقالوا (أنهم سيمدون له العون مالا وسلاحا ورجالا)، لكنه خاف ولم يعد يحتمل مقاتلة جيش عبد العزيز الرشيد، فصرح عبد الرحمن بقوله: (انني كبرت الآن ولا أستطيع مقابلة عبد العزيز المتعب الرشيد) فاغرى الانكليز مبارك الصباح حاكم الكويت ووعدوه (بجعله حاكما على حائل ونجد بالاضافة إلى الكويت وغيرها فسال لعابه ووافق وبدأ يستعد للصفقة وخرج من الكويت متوجها صوب نجد وحائل، لكن عبد العزيز المتعب الرشيد علم بذلك فاستنفر جيشه وقابل ابن صباح في ضواحي القسيم في مكان يدعى (الصريف) وذلك في سنة 1318 هـ أول فبراير سنة 1901 م وانقضت قوات ابن الرشيد على قوات ابن صباح فأبادتها عن آخرها، وهرب مبارك الصباح بجلده ولم يكن معه إلا نفر قليل كانوا في المؤخرة بعيدا عن المعركة. وتعرف هذه المجزرة (بمجزرة الصريف والطرقية) حيث لم يبق بيت من بيوت اخواننا وابناء شعبنا الاحباء في الكويت إلا وفقد فيها عزيز عليه أو أكثر من جراء الجريمة الشنيعة التي كان المتسبب الأول فيها الانكليز وأطماع الحكام الذين ساقوا وما زالوا يسوقون الشعوب مرغمة لتقابل بعضها لمصلحة الحكام ليكون للشعوب المغرم وللحكام المغنم، ان الحروب جرائم الحكام… وكان أبناء شعبنا في الكويت لا يعرفون بالطبع لماذا أخرجوا من الكويت لقتال اخوانهم في حائل ونجد وقبائل شمر إلاّ أن الحكام خدعوهم قائلين (هذا هو الدفاع عن الوطن!) .. فقتال الشعب بعضه بعضا لمصالح الحكام الرجعيين والانكليز يسميه هؤلاء باسم الدفاع عن الوطن!.. لقد ذهب الكثير من الضحايا من اخوتنا الاعزاء في الكويت في تلك المعركة، وعاد مبارك الصباح بفائدة واحدة وهي (أن لا فائدة لمثل هذه المعارك مع ابن الرشيد وشمّر).. فأول الانكليز فشل مبارك الصباح ومن معه (على أنهم ربما لكونهم غرباء عن أرض نجد ولذا لابد من اخراج شخص جديد من نجد نفسها). وهكذا قال الانكليز... ولكن من يا ترى هذا الشخص؟. (لقد فشل ابن صباح. وسيفشل عبد الرحمن آل سعود لخوفه ولكونه كبير السن! وانهارت أعصابه من مطاردات عدد من قبائل وشعوب الجزيرة العربية له).
يقول جون فيلبي:
(لقد رأى بعض رجال المخابرات العامة أن يبرزوا لهذه المهمة فيصل الدويش رئيس قبيلة مطير فهو رجل قوي الشكيمة قوي القبيلة يستطيع أن يكون سلطانا وملكا على الجزيرة العربية بقوة الانكليز، ولكن بعض رؤساء المخابرات الانكليزية ترددوا أخيرا لأن لصفات الدويش الشخصية هذه والقبيلة مضارها ولان ايمانه الإسلامي صادق واعتزازه بعروبته قوي وهذا ما سيجعل منه الشخص غير القابل للترويض ومن خلال دراسة لشخصيته ثبت أنه ليس مطواعا للانكليز ولا يعتمد عليه ولهذا غض عنه النظر)
ويقول جون فيلبي:
(وعاد رجالنا في المخابرات الانكليزية للتكرار على عبد الرحمن آل سعود قائليه له:
"نحن لا نريد منك أن تخرج من الكويت بل تبقى هنا وكل ما نريده أن نستخدم اسمك في حركتنا هذه فقد منحناك الثقة الكاملة وسنكون لك جيشا بعدته وعتاده ليستولي هو وحده على الرياض فيسلمها لك ويجعل من الرياض قاعدة ينطلق جيشنا منها لتصفية نجد وحائل ولنصد خطر عبد العزيز المتعب الرشيد والاتراك.. وأنت أقرب الناس إلى قلوبنا".
فكرر عبد الرحمن آل سعود تخوفه من الفشل الذي سيصيبه وقال:
"أما بالنسبة لي فقد انتهيت لكنني أعرض عليكم ابني عبد العزيز لأنه رغم صغر سنه سينعكم" ويتابع:
أولا لان عبد العزيز شاب صغير في مستقبل العمر وبالامكان توجيهه كما ينبغي..
ثانيا ان لدى المخابرات البريطانية ما يثبت أن هذه العائلة تنتمي إلى أصل يهودي يرجع إلى قبيلة بني القينقاع ـ وكان عبد الرحمن آلفيصل آل سعود يفخر بهذا الاصل عندما قالوا له ذلك ويقول ان هذا ما يقربني من بريطانيا زلفى.. الشخصية التي ستحقق تنفيذ الرغبات في حل مشكلة فلسطين لصالح اليهود لتكون لليهود ارضا يقطنونها بعد تشرد طويل.) هذا ما قاله جون فيلبي. وليس الاصل هو المهم، فهناك من العرب من تآمر على فلسطين وهو لا يمت إلى اليهود بصلة.. ويتابع فيلبي قوله:
(وبدأ توجيه الفتى عبد العزيز ووجد الانكليز القابلية التامة فيه والاستعداد وقوة الذاكرة لتلقي ما يملى عليه.. فقامت المخابرات الانكليزية بتجنيد حملة قوامها خمسة آلاف جندي من البدو سارت من الكويت بقيادة الكابتن شكسبير متجهة إلى حائل عبر نجد فعلم بها عبد العزيز المتعب الرشيد وقابلها بجنده في نجد "بمكان يسمى جراب ـ قرب بلدة الزلفى" وأبادها وفي مقدمتها قائدها الكابتن شكسبير وكان مع ابن الرشيد قبائل شمر وأهل حائل).. والذي قتل شكسبير شخص يدعى (صالح الذعيت) هجم عليه بينما كان شكسبير يمسك بمدفعه ولكنه ما أن رأى الشخص يهجم عليه شاهرا سيفه حتّى أخذ القائد الانكليزي يرفع الخوذة وينزلها من على رأسه احتراما وسلاما واستسلاما، ولكن الذعيت لم يقبل بسلام واستسلام الانكليزي قائد الجيش السعودي المدعي بالدين الحنيف زورا بل ضربه بالسيف ضربة فصلت رأسه عن جسده وهو يردد (هذا جزاء المعتدين ـ فلتمت حتّى يعلم الناس اننا لم نقتل الانكليزي شكسبير قائد جيش من زيفوا الإسلام.. وأفتوا بأننا كافرين الا لاننا ندافع عن بلادنا).. ولنعطي المجال لجون فيلبي مرة أخرى.. فهو أحق من غيره بالكلام!.. لانه صانع العرش.. خالق هذا الكيان السعودي الجديد.. وبالاصح: انّه الرسول الامين للخالق فالمخابرات الانكليزية بقضّها وقضيضها هي الخالقة للعروش.. ولننظر ما سيقوله "الرسول" هذا الجون فيلبي.. يقول:
(بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن الجون فيلبي.. يقول:
(بعد أن قضى شمر وأهل حائل على بعثة الكابتن شكسبير رأى المكتب الهندي "مكتب المخابرات" أن أتولى أنا شخصيا.. هذه المهمة الشاقة مانحا اياي ثقته.. فرأيت أن لا أخيّب هذه الثقة.. رأيت أن أقدم نوعا جديدا غير ما قدمه سلفي شكسبير… ورأيي كان الآتي:
أن أخلف حسن ظن بعض رجال المخابرات الانكليزية في الشريف حسين بن علي.. ومن هؤلاء الرجال ـ ب.أ . لورنس ـ. أو ملك العرب غير المتوج كما يسميه البعض رغم أن كلانا ننتمي إلى شعبيتي "مخابرات" انكليزية واحدة هو يتبع للمكتب العربي في القاهرة.. وأنا أتبع للمكتب الهندي في الهند.. لكن له رأي ولي رأي آخر، فهو يرى أن تستمر بريطانيا في دعمها للشريف حسين وعائلته، أما أنا فأرى أن نحارب الشريف حسين ونخرجه وعائلته من الحجاز لنسلمها إلى عبد العزيز وعائلته.. ودعمت رأيي بما يلي:
أولا ـ ان كانت مصلحة بريطانيا قد قضت بتقوية الشريف حسين رغم كونه ينادي بالثورة العربية الكبرى فقد كان دعم الانكليز للثورة العربية الكبرى يعتبر من صالح الانكليز وقد قصد  به استقطاب العرب حول الشريف للقضاء به على عدونا النفوذ التركي واخراج الاتراك من البلاد العربية لكون الاتراك يحاربون النفوذ البريطاني باسم الإسلام ويصعب على بريطانيا محاربة دولة مسلمة تدعي أنها جاءت لخدمة الكعبة وحماية الاراضي المقدسة من جور "الكفار" وتعتبر أن الاراضي العربية كلها مقدسة بالنسبة لها ولم يكن لنا أي بد من محاربة دولة المدعين بالاسلام إلا بدولة إسلامية وعربية أيضاً ولها أيضاً من الاحقية والقداسة لدى المسلمين ما ليس لتركيا نظرا لدعوى الشريف أنه من سلالة محمد بن عبد الله نبي هذا الدين.. أما الآن وقد أصبح النفوذ التركي باطلا بعد ضربه باسم الوحدة العربية والثورة العربية وأخذ بالانقراض.
فيجب أن  لا تتركه ينقرض وحده بل وينقرض معه النفوذ الهاشمي من الاراضي المقدسة لكيلا يستخدم هذا النفوذ ضدنا نفس السلاح الذي استخدمناه ضد الاتراك وليكلا تستغل العائلة الهاشمية "قداستها" ! في المناورات السياسية ويندفع حسين بن علي في دعوة توحيد الوطن العربي تحت تاجه مدفوعا بقوة العرب المؤمنين بالوحدة حقاً، وتوحيد الوطن العربي لن يكون بالطبع من صالح بريطانيا حتّى ولو جاء التوحيد هذا تحت حكم ملكي مؤيد لبريطانيا "مائة بالمائة" فقد يتغير هذا الحكم باحدى الثورات التي تقضي على المصالح البريطانية بين عشية وضحاها ويصبح من العسير على بريطانيا تفريق الشعور العربي الذي سيتوحد ويتقد بالعداء لبريطانيا..
ثانيا ـ الشريف حسين صاحب أخلاق شرسة وسوف لن يقبل بالتوقيع أو بالتساهل بجعل وطن لليهود في فلسطين حتّى ولو كان في هذا العطاء مصلحة لصديقته بريطانيا، فهو الآن يتعامل مع بريطانيا بحسب ما تتطلبه مصلحته الشخصية، أما عبد العزيز بن سعود فسيتعامل مع بريطانيا حسب ما تتطلبه مصلحة بريطانيا لكونه لم يكن له كيان أو صفة قبل بريطانيا وبدونها.
وعلى هذا الأساس سيكون على أتم استعداد لتنفيذ كل ما تريده بريطانيا. وخاصة اعطاء فلسطين وطنا لليهود.
بل هو يفخر ووالده عبد الرحمن بكون اليهود أبناء عمهم، ثم ان الذي نخلقه بأيدينا من لا شئ سوف لن يتعالى علينا مهما كان شيئا في المستقبل وكبر منصبه. أما حسين بن علي فهو ثابت قبلنا في منصبه وكل ما يكبر منصبه سيحس أنه كان أكبر من منصبه وأكبر منا، بل لقد استخدمنا سمعته عند العرب لتحسين سمعة بريطانيا العظمى بادئ الامر..
فوافق البعض من رجال المخابرات أما البعض الاخر فقد وقف مع لورنس إلى جانب الاشراف لكن الجميع قد استسلموا لآرائي أخيرا بعدما لمسوا ذلك بأيديهم. ولهذا الموضوع قصة طويلة انتهت بنفي الشريف حسين إلى قبرص وابتدأت بأولى عملياتي مع عبد العزيز آل سعود، فرأيت أن لا أقود المعارك كما فعل سلفي الكابتن شكسبير فأقتل كما قتل وانما أبقى في المؤخرة وأخطط لها فبدأت بصنع مستلزماتها وكانت ما يلي:
1 ـ اطلاق لحيتي وشعر وجهي كله.
2 ـ اشهار إسلامي واستبدال اسمي "جون فيلبي" باسم الشيخ محمد فيلبي، وقد رأيت أن المصلحة بالابتعاد عن اسم "محمد" فاستبدلته باسم الحاج عبد الله فيلبي.
3 ـ وضع مرتب شهري مبدئي لعبد العزيز قدره (500) جنيه استرليني ومبلغ 100 جنيه استرليني لوالده عبد الرحمن 25.0 لكل واحد من اخوته..
4 ـ صك مبالغ كثيرة من العملة المزيفة "جنيهات ذهب وريالات ماري تريزا" ـ واحضار / 30000/ بندقية مع ذخيرتها وكمية من المدافع الرشاشة وجعل عدد من البواخر والطائرات تحت طلب هذه العمليات.
5 ـ تجميع أكبر عدد ممكن من آل الشيخ والدارسين لاصول الفقه واطلاق لحاهم ـ كحالتي ـ وصرف مرتبات ثابتة لهم ليفتوا بتكفير من يعارض عبد العزيز آل سعود واباحة دم كل من يعارض ابن السعود واباحة ماله وعرضه وأرضه.
6 ـ تكوين جيش متدين يلتزم بفتاوى هؤلاء "الشيوخ" التزاما كليا ويسمى "جيش الاخوان" علامتهم الفارقة "عمامة" فوق الرأس، وشعارهم "هبّت هبوب الجنة وينك ياباغيها" أي فاحت روائح الجنة ومن يريد الجنة فليتقدم للموت في سبيلها..
وقفة عندما وقف عنده فيلبي
إلى هنا نقف عندما وقف عنده جون فيلبي!.. فيلبي الذي قال وفعل!.
ثم أخذ في تجميع هذا الجيش، وأخذ عدد أصحاب اللحى الطويلة المزيفة يزداد كل يوم والاموال الانكليزية المزيفة تدفع لهم بلا حساب.. وأخذ جيش المرتزقة والمخدوعين يتكاثر.. وعين الانكليز مستشارين من كل بلد عربي لعبد العزيز آل سعود وكونوا لهم مجلسا أطلقوا عليه اسم
(مجلس الربع) أي مجلس الجماعة، وهذا المجلس يرأسه الشيخ جون فيلبي نفسه، ومن أعضائه:
حافظ وهبه من مصر ـ
خالد قرقرى من المغرب ـ
فؤاد حمزة ويوسف ياسين من سوريا
بشير السعداوي من ليبيا
عبد الله الدملوجي من العراق 
حسين العويني من لبنان، وغيرهم…
ورأوا أن يتجمع جيش الاخوان في أماكن يطلق على كل منها اسم (الهجرة) تشبّها ـ مع الفارق الكبير ـ بالمهاجرين الذين هاجروا مع النبي العربي محمد بن عبد الله من مكة إلى المدينة!.. وطفق تجار الدين في تلقين هؤلاء الجنود المخدوعين بالفتاوى الصادرة عليهم من (مجلس الربع) الواردة من مكتب المخابرات الانكليزي (المكتب الهندي) عن طريق الحاج جون فيلبي، ومنها قولهم (كل من قتل عشرة من قبيلة شمّر أو أهالي حائل ـ أو ممن يعادون ابن سعود ـ يدخل الجنة بلا حساب ليجد فيها عشر حوريات من الحسان الكواعب الاتراب اللائي لا يكبرن عن 15 سنة ولا يصغرن عن هذه السنين عمرا، بالاضافة إلى لحوم الطيور المشوية التي سيجدها كل من يُقتل تحت بيارق آل سعود في الجنة، وما عليه الا أن يفتح فمه فتسقط في فمه مشوية دون عظام بالاضافة إلى أنهر العسل واللبن).. إلى غير ذلك مما يتمناه كل محروم في الدنيا!.. ولم يعلم أبناء البادية أن الذي لم يجد في دنياه شيئا لن يجد بعد موته أي شئ.. وكما يقول القرآن الكريم: (من كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا).. وكنوع من التضليل: أخذ "مجلس الربع" هذا يحجب مجموعات من الدجالين والمرتزقة عن نظر المخدوعين من جنود القبائل "ثم يبث" مجلس الربع اشاعات تقول: بأن (فلان، وفلان، وعلان) ـ قد تسللوا إلى حائل فشاهدوا بأعينهم "الحور العين" داخل أسوار حائل وغيرها ثم يكرر رجال الدين دجلهم قائلين لجنود البادية المخدوعين ( ان مشاريع العمران قائمة عند الله لمن يقاتل المشركين من أهل حائل وأهل الحجاز وعسير وتهامة واليمن والجوف والاحساء و"بعض الكفار من أهالي نجد" أما البعض الآخر ـ التابع لابن سعود ـ فأولئك من أهل الجنة الذين خصص الله لكم واحد منهم قصره فيها وفيه ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين من حور عين ولبن لم يتغير طعمه وعسل مصفى ورعية من الخيل والابل والاغنام). ويقول أحد شيوخ القبائل (الشيخ بن سحمي) في تصريح له نشره المستر (هـ. ر.ب ديكسن) رجل المخابرات البريطاني المعروف في الكويت في كتابه ( الكويت وجاراتها): "لم نكن نعلم بادئ الامر أن بريطانيا قد جاءت تعلمنا أمور ديننا مرسلة لنا بجون فيلبي وعبد العزيز آل سعود.. ولم ندرك هذه الخديعة الا في وقت متأخر بعد فوات الاوان وبعد أن انقسمت المدينة الواحدة والعشيرة الواحدة والعائلة الواحدة إلى أقسام عديدة وقام الاخ منا يقتل أخاه وابنه وزوجته ويبيع كل ما يملكه أو يذبح ابله وأغنامه للتخلص منها والتخلص حتّى من أقرب الناس الينا ومن كل ما يعوقنا في الدنيا عن طريق الاخرة الذي لا يعلمه الا الله!.
فندفع لمشايخ الدين ولعبد العزيز آل سعود ثم نبدأ بقتال الاهل والاقارب بعد أن أوهمونا مشايخ الانكليز بأنهم من "الكفار" لمجرد أنهم لا يشاركوننا بهذا الجهل الذي حسبناه علما ودينا، بل وأخذنا نترك نساءنا وديعة لدى عبد العزيز ليرعاهن بينما نذهب للقتال بحثا عن نساء في الجنة وملذات في الاخرة ومن لم يمت منا ثم يرجع حقا فانه يجد عبد العزيز قد تمتع بنسائه في الدنيا وهو ذاهب يقاتل اخوته بحثا عن نساء في الاخرة وحور موهومة بعد الموت، بعد أن يجد عبد العزيز آل سعود قد الصق العار في وجوهنا"..
هذا ما قاله أحد الذين أوهمهم آل سعود بحياة ناعمة في الآخرة وبعد أن أوصلهم للاستيلاء على بلادنا حرموهم من كل شئ في الحياة.. وبهذا التضليل السعودي اليهودي الانكليزي سارت الحركة الوهابية السعودية أولا وأخيرا معتمدة على دراسة نفسية لهذه القبائل ومعتمدة على ايجاد (طوابير خامسة) داخل القبائل والمدن والقرى ومعتمدة على فتاوى عدد ضخم من تجار الدين الذين خادعوا القبائل بطول شعور ذقونهم الضالة وكان لهم أقوى التأثير في نفوس بعض القبائل حتّى جعلوا من الوهم عقيدة تشربت بها عقول ودماء العدد العديد من القبائل إلى الحد الذي أسلفناه: أن الاخ قتل أخاه والاب قتل ابنه لمجرد أن هذا المقتول عارض هذا الضلال الانكلويهودي سعودي الذي حسبوه ديناً برقعوه ببراقع الإسلام والاسلام منه براء، مما جعل أفراد القبائل يتبرأون من كل شئ في الدنيا بحثا عن ملذات الاخرة، وعندما يصاب أحدهم بجرح يمنعه عن المسير يبادره أقرب الواقفين منه بطعنة خنجر، مسرا بأذن الصويب وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا: (لا تنساني عند ربك يافلان أسرع للقاء ربك واحجز لي عنده بيتا في الجنة) فيرد المطعون وهو يلفظ آخر أنفاسه قائلا: (هل تريد البيت مخومس أو مسودس؟) وهو نوع من بيوت الشعر البدوية، فيرد الطاعن والدم لا يزال يقطر من يده يسدد له طعنة أخرى وأخيرة فيقول له: (لا تطول الحكي. اذهب وتفاهم مع الله على نوع البيت وما يريده الله مقبول ولا شروط عندي الا أن تكون فيه فرس مربوطة، وحور ممشوطة، وكلب للغنم، وسلقة للصيد، ودلو لا خراج الماء، ويكون البيت بالقرب من نهر اللبن وأشجار القهوة) كذا.. وليست هذه الوصايا من أحاديث التندر انّما هي "فتاوى سعودية" قد حدثت فعلا يرويها من عاصروها.. لقد روى أحد أفراد جيش "الاخوان" ممن لا زالوا أحياء لزميل له من "الاخوان" اسمه: فريح النّبص يقول: (حينما كنت من جند الاخوان التابعين للشيخ فيصل الدويش وجرحت في معركة تربه وتركني "الاخوان" طريح الأرض ينزف دمي.. لم ينقذ حياتي غير إمرأة بدوية مرت بي فأخذتني إلى بيتها وحفرت لي حفرة في التراب ألهبت النار فوقها حتّى حمي التراب ثم دفنتني فيها فالتأمت جراحي بهذه الطريقة وبعناية البدوية وبعد شهرين لحقت بقوم ابن السعود وإذا بي أجد أحد مشايخ الدين قد تزوج زوجتي بحجة "أن زوجها قد تزوج سواها في الجنة".
لكنه ما أن رآني الشيخ قد رجعت أفتى "بكفري" زاعما: "أن الله قد أعادني إلى الدنيا وأخرجني من الجنة لانني من الكفار والمنافقين، فأمر الشيخ بقتلي من جديد واحراقي بالنار تطهيراً لجسدي وروحي.. الشريرة..) ويقول: (لقد تمكنت من الهرب بجلدي بعد أن فقدت زوجتي الغالية مما جعلني أكفر في الدنيا والاخرة وألعن كل حبة رمل داستها اقدام "الاخوان" وألعن الجنة والنار معهم).. هذا الشخص لا زال على قيد الحياة واسمه "علي السلامة" وقد قارب الـ 80 سنة .. وبمثل هذه الفتاوى الفاسدة، استطاع الانكليز بث الروح الوهابية اليهودية بمشايخ الدجل الديني فخدعوا بعض القبائل التي تبرأت من كل شئ في الحياة باعتباره "شقاء" منادين بأعلى أصواتهم في الشوارع تخلصا من هذا "الشقاء" قائلين (وينك يا شاري الشقاء؟).. لقد تخلى هؤلاء المخدوعين حتّى عن أموالهم باعتبارها "شقاء" يمنعهم ويشقيهم عن الجهاد!.
وأصبح أهم ما يشغلهم قصور الجنة وحورها، وريالات الانكليز وذهبهم المزيف.. وكان من أول من خدع بهذه المغريات ويا للاسف (فيصل الدويش) رئيس قبيلة مطير (وسلطان بن بجاد) رئيس قبيلة عتيبة (ومحسن الفرم) رئيس قبيلة حرب (وأبو اثنين) رئيس قبيلة سبيع (وملبس بن جبرين) من شيوخ قبيلة شمر وغيرهم ممن قتلهم آل سعود أخيرا حينما اكتشفوا الخداع السعودي فساروا عليه.. وبالطبع فهذه القبائل كانت تابعة لشيوخها.. وبهذه الطريقة هيأ الانكليز الجو لمضغتهم عبد العزيز ونشروا أخباره وأسفاره في كل البلاد العربية وصحفها وصحف العالم، ولكي يعزز الانكليز من مركز الفتى عبد العزيز آل سعود أخرجوه خارج الكويت بقوة كبيرة ليضرب بعض القبائل الموالية لابن الرشيد لكنه فشل.. الا أن حكم آل الرشيد نفسه في الحقيقة قد أسدى بنوعية تركيبه خدمة كبيرة للانكليز وابن السعود، لكون هذا الحكم الفردي العائلي قد تقهقر إلى الوراء بعد أن فقد تلك الشخصية القوية، شخصية محمد العبد الله الرشيد، وأصبح كل واحد من آل الرشيد يغتصب الحكم بقتله لاخيه وابن عمه بعد مدة وجيزة ليحكم، بلا هدف، فيقتله الاخر من أجل أن يحكم الناس بلا هدف الا هدف الحكم وحده، الا أن حكام آل رشيد يشهد لهم أنهم لم يخادعوا الناس باسم الدين ولم يقتلوا أحداً بحجة أنهم "كفار ومشركين" كما يفعل يهود آل سعود وآل عبد الوهاب.. ولو لم يقتل آل رشيد بعضهم بعضا، ولو أن حكمهم قد قام على دعوة اصلاحية أو فكرة عقائدية اقتصادية واجتماعية حتّى ولو كانت مزيفة!.. لعاش مدة أكثر نتيجة لقوة أنصاره من شمر وغيرهم.. ولنرجع مرة أخرى الان إلى أقوال جون فيلبي رئيس مجلس الربع السعودي؟..
وبدأ الانكليز بتوجيه الضربة من الرياض
يقول جون فيلبي (لقد رأت أن نقوم بالاتصال بمشايخ الدين في الرياض تمهيدا لارسال عبد العزيز إلى الرياض والاستيلاء عليها وجعلها مركزاً رئيسيا لحركتنا الوهابية الدينية ـ التي اعتنقتها ـ نظرا لبعد الرياض عن عاصمة ابن الرشيد وضعف مركز عجلان ت عامل ابن الرشيد ـ في الرياض وقلة حراسته، وبالفعل أرسلنا الرسل ووجدنا الطريق ممهدا أمامنا وبذلك أخرجنا عبد العزيز من الكويت بتاريخ 13/8/1901 ومعه 250 شخصا ـ وليسوا كما قيل 40 شخصا وفي رواية أخرى 20 شخصا ـ وحملناهم بسيارات مسلحة إلى مقربة من الرياض، وفي ليلة 19/8/1901 كانوا يقيمون جميعا في بيت واحد من آل الشيخ داخل بساتين "الشمسية" وكان يتصل بهم بعض آل الشيخ الذين رتبوا لعبد العزيز طريقة الدخول إلى الرياض واتفقوا مع زوجة عجلان ـ وهي من أقارب عبد العزيز ـ بأن تدخل عبد الله بن جلوي ـ ابن عم عبد العزيز ـ وعدد معه إلى بيتها وتخفيهم حتى اذا ما نام عجلان باغتوه واغتالوه في فراشه فوافقت الزوجة ولكنها اظهرت مخاوفها أن يطلع عجلان على أمرهم فيقتل الجميع واقترحت أن لا يدخلوا إلى بيتها رأسا وانما تدخلهم إلى حظيرة البقر في البيت المجاور وتختلق للبقّار عذرا فترسله تلك الليلة بعيدا عن البيت فكانت خطة ناجحة شاركت في إنجاحها زوجة عجلان. وفي عشية ليلة 20/8/ 1901 دخل عشرون منهم إلى الرياض بثياب نسائية إلى بيت زوجة عجلان رأس وكأنهن نساء زائرات وتظاهرت زوجة عجلان بالترحيب "بهن لزيارتهن" لها. ثم "أدخلتهن" إلى بيت البقر، وانتظروا طويلا ولكن عجلان لم يأت حيث أرسل لها رسولا يخبرها بأنه سينام تلك الليلة في قصر الحكم.. وخيل للزوجة أن خطتها قد كشفت .. وكاد المريب أن يقول خذوني، فكادت أن تطلع زوجها على الامر إتقاء لنقمته.. لكنها انتظرت.. وأبلغت المقيمين في بيت البقر بالامر وهو أن زوجها أخبرها بأنه سينام في القصر.. وخيل لهم أيضاً أن أمرهم قد كشف .. ففكروا بالهرب.. ولكنهم وجدوا أخيرا أن خروجهم سيكشفهم أكثر ولم يكن من المؤكد أن يكون أمرهم قد كشف.. وبعد ساعات تبين لهم بواسطة الزوجة الثانية ستبات معه تلك الليلة… وبذلك وضعت للمتآمرين الخطة.. وقالت لهم: باتوا هنا.. واخرجوا في الصباح لتغتالوه، فعجلان بعد أن يصلي الصبح يشرب القهوة ثم يخرج بعد شروق الشمس ليطلع على حالة الخيل بجوار القصر وفي هذا الاثناء لن يكون معه أحدا فحراسه وعددهم ثمانية عشر يرقدون في القصر بعد صلاة الصبح وهناك تتاح لكم الفرصة لقتله.. وكانت خطة منها ناجحة لقتل زوجها.. ففعلوا واتجه قسم منهم قوامه الـ 20 شخصا، وانقسم بقيتهم إلى قسمين لامداد الاولين في حال فشلهم أو قتلهم.. واتجهت المجموعة الاولى من قبيل الفجر نحو القصر وجعلوا من أنفسهم ضيوفا!.. فمثلوا دور الضيوف النائمين عند باب القصر!.. ولم يناموا وانما غطى كل واحد منهم جسده وسلاحه بعباءته وتمدد على الأرض.. ولم يكن هذا المنظر مستغربا.. فهون المنظر الدائم للضيوف!.. وما أكثر الضيوف.. وما أن خرج عجلان من القصر ـ كعادته التي أرشدتهم عنها زوجته ـ حتّى أمطروه "الضيوف" بوابل من الرصاص!.. واستطاع أن يتراجع عجلان إلى داخل باب القصر لكن رصاصة من عبد الله بن جلوي قد أدركته فسقط قتيلا وسحبوه إلى خارج القصر.. غير ان حراس القصر تمكنوا من اغلاق الباب والاستمرار في اطلاق النار والمقاومة ـ فقتلوا خمسة وجرحوا سبعة ـ من جنود السعوديين الذين لحقت بهم الهزيمة لو لم تكن الامدادات الكامنة في بيوت الشيخ قد تداركتهم وهاجمت القصر بما يزيد عن الثلاثمائة مسلح.. ورغم ذلك لم يستسلم حرس القصر الا بعد أن عاهدهم السعوديون مقسمين (بوجه الله ووجه عبد العزيز) بالمحافظة على أرواحهم واعطاءهم الخيار في الاقامة في أي مكان يريدون، وبذلك فتح الحراس باب القصر واستسلموا (1) لكن السعوديين لم يفوا بعهدهم… فقتلوهم شر قتلة ومزقوا أوصالهم ومثلوا بهم وبقروا بطونهم وأخذوا يقذفون بلحومهم إلى الحيطان.. ولا زالت دماءهم عالقة يشاهدها الناس في بعض جدران قصر عجلان(1) الذي أصبح الآن سجنا يسمى "مصمك الرياض".. وبعد ذلك خرج عبد العزيز حيث كان مختفيا في بيت أحد مشايخ الدين.. وكان القصد من اخفائه هو أن يخرج إذا نجحت الخطة. أما إذا فشلت فنكون قد حافظنا على حياته لنعيد التجربة مرة أخرى.. وليس صحيحا ما قيل غير ذلك أن عبد العزيز قد طرق بابا البقّار، ودخل ثم قفز إلى بيت زوجة عجلان وقفل الباب عليها ثم هجم على قصر عجلان الخ)… فكل هذا الكلام السائف كان بعض ما قاله أحد المشرفين على نشأة الخلق.. خلق هذه العائلة الشريرة من لا شئ.. ومنذ ذلك اليوم برز اسم عبد العزيز وراح الانكليز والدجالون من سلالة عائلة الدجل الوهابية وتجارالدين  ينسجون حول عبد العزيز الخرافات ويلبسونه حلل البطولات بلا قياس. منذ ذلك اليوم.. وفي ضحى ذلك اليوم أخذوا رأس عجلان ومعه رؤوس الحراس يحملونها على الرماح ثم دخلوا بها المسجد ونادى المنادي في أهل الرياض أن اجتمعوا!.. فاجتمعوا.. وأذن مؤذن سعودي من تجار الدين يقول (الحكم اليوم لله ولعبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وهذه رؤوس الكفرة والمشركين ومن لم يسمع ويطيع فهو مشرك وكافر مثلهم وسنجازيه بالمثل ومن يريد أن يدخل في الإسلام فليسلم على أيدينا) فسكت الناس مرغمين بالقوة من ناحية ومن ناحية أخرى لم يكن في حكم عجلان ما يدعو للارتياح فكلا الحكمين من نوع واحد، واستسلم شعبنا في الرياض للحكم الواقع.. وأخذ الانكليز يساندون عبد العزيز بكل قواهم العسكرية والمالية والاستشارية والادارية.. فقويت شوكتهم… واحتلوا في جنوب نجد ( الخرج والافلاج) في عام 1320 هـ ثم في سنة 1321 هـ احتلوا سدير والوشم والمحمل والقصيم، ولم يكن اعتمادهم في طريق الاحتلال على القوة العسكرية فقط وانما كانت الدراهم.. كان المال المزيف المال الذي ينفقه الانكليز على دابتهم السعودية بلا حساب.. فكانوا يرسلون الاموال إلى عملاء لهم في كل المدن والصحاري الاخرى لتكييفهم لحساب ابن السعود.. في هذا الوقت: رأى عبد العزيز المتعب آل رشيد الاستعانة بعدد من ضباط الجيش التركي لكونهم "مسلمين" كما يقولون حينما رأى أن خصمه عبد العزيز آل سعود يعتمد في وضع الخطط العسكرية والاستشارية والادارية على ضباط من الجيش الانكليزي أكثر خبرة من جنده.. لكن ضباط "الرجل المريض" ضباط الجيش التركي ما كانوا بالمستوى الذي كان عليه ضباط الاستعمار البريطاني لا من حيث الخبرة ولا من حيث الاخلاص لسادتهم الاستعماريين في تنفيذ مهماتهم، بدليل أنه في الوقت الذي كان عبد العزيز المتعب يعتمد على خبرة هؤلاء الضباط "المسلمين" الاتراك كان جون فيلبي يتصل ببعض الضباط الاتراك ويشتري بعضهم لحساب الانكليز وخدمة عميلهم عبد العزيز آل سعود لتخريب مدافع ابن الرشيد مما جعل بعض الضباط الاتراك أنفسهم يستسلمون ويسلمون مدافعهم إلى عبد العزيز آل سعود بعد أن كانت هزيمته تكون محققة في معركة البكيرية ـ في نجد ـ ومع ذلك فقد غدر ابن السعود بالضباط الاتراك الذي سبق له أن رشاهم فأرسل رجاله اليهم واستولوا على ما معهم من ذهب وأمتعة وقتل بعضهم، بل وغدر برجاله أخيرا وسلبهم ما غنموه منهم ثم قتل بعض رجاله.. والغدر مهنة سعودية متأصلة فيه وفي أهله وذريته.. حتّى أن شخصاً اسمه فايز العلي الفايز ـ من بريدة ـ استولى على خزينة قائد الجيش التركي وفيها 800 جنيه ذهب ومسدس وناظور، وما أن علم عبد العزيز بذلك حتّى بعث إليه بخادمه شلهوب يطلب تسليمه المبلغ والمسدس والناظور ـ "كسلفة" ـ كما قال ـ ولم يردها له عبد العزيز بالطبع بل عاقبه عندما جاء يطالبه باعادة تلك "السلفة" فيما بعد، بعد أن هاجر إلى مصر، وعاد إلى وطنه مرة أخرى بأمس حاجة لأي شئ يقتات منه!!.
وعندما انسحب الاتراك نهائيا من نجد عام 1334 هـ 1906 م أرسل عبد العزيز المتعب الرشيد يقول لعبد العزيز آل سعود: (أنت غير عربي، ولو أن فيك ذرة من العرب لما رضيت بأن يقاتل العرب بعضهم بعضا من أجل مصالح الانكليز؟ ومع هذا تدعي أننا مشركين بالله وانك أنت المرسل من عند الله تمنح الجنة والنار والحور العين.. إذا كان فيما تدعيه شيئا من الصحة بأنك رسول الله .. فلا بد أن للرسل من معجزات ولهذا يجب أن تتبارز أنا وأنت، ولعلك بمعجزاتك يا رسول الانكليز تغلبني فتقتلني أو أقتلك، وبذلك يسلم العرب في شمال نجد وجنوبها من قتال بعضهم بعضا لا لسبب الا لأن الانكليز يريدون بلادنا ووجدوا فيك ضالتهم بعد أن يئسوا من شرائنا).. فرد عليه عبد العزيز آل سعود قائلا: (أنا أحارب بقوات الانكليز ومع ذلك فأنا أخشاك ولا أنكر هذا بأنك أشجع مني ولن أتبارز معك وأنا أعرف أنك إذا هجمت على جميع أعدائك تنتخي وتعتزي بقولك: حسبت نفسي ميت العام) أي حسبت انني قدمت منذ عام مضى.. (أما أنا يا عبد العزيز بن سعود فأقول انني سأبقى وسأقضي عليك بلا مبارزة وسأستخدم لقتلك واحداً من أهل بيتك) فاستشاط عبد العزيز بن رشيد من هذا وتقدم بجيشه مطاردا ابن سعود وجيشه السعودي الذي توغل في أواسط نجد.
ولكن ابن سعود تراجع إلى العارض عندما علم بذلك، ولكن ابن الرشيد رأى ألا يتراجع إلى حائل وأن يقيم خيامه في مكان صحراوي في نجد يسمى روضة مهنا ليجعل من هذا المكان منطلقا لمطاردة السعوديين، وقد أقام مدة طويلة في هذا المكان وحده دون أن يزيح خيامه منه، حتّى أن أوتاد الخيام نبتت وأصبحت (اثلا) مما جعل جيش عبد العزيز المتعب يصاب بالملل من موقفه، فلا هو مقاتل ولا هو راجع لمدينة حائل.. من هنا تحرك جون فيلبي يبحث عن واسطة يتفاهم معه من أسرة ابن الرشيد نفسه لقتل ابن الرشيد.. ولنترك الكلام الآن لجون فيلبي ليقول: (واتصلنا بالامير فيصل الحمود العبيد ـ وهو من ذرية عبيد بن رشيد بينما عبد العزيز بن متعب من ذرية عبد الله بن رشيد، وعبيد وعبد الله شقيقان، وهما مؤسسا أسرة آل الرشيد وقد حدثت من بعدهما خصومات بين العائلة فالكل يقول انّه أحق بالحكم من ذرية الآخر ـ وطلبنا من فيصل الحمود العبيد قتل ابن عمه وتعهد عبد العزيز بن السعود بتأييده حاكما مكان ابن عمه ابن متعب في حائل، ووعدناه بتأييد الانكليز له بالمال والسلاح والسياسة،وكنا صادقين فيما نقول لان كل همنا هو أن نتخلص من ابن متعب الذي أتعبنا بجبروته وشجاعته وصبره المنقطع النظير، وقررنا أن نباغته في مخيمه ليلا الا إنه بدون المباغتة يصعب علينا القضاء عليه، ولان من عادات العرب وجيش ابن الرشيد خاصة تحريم الهجوم ليلا مهما كانت الاحوال، ففي عرفهم أن القتال الشريف يجب أن يكون وجها لوجه وفي وضح النهار ليشهد الرأي العام ما يحدث ويسجل الناس انتصار أي خصم على الآخر ويكون بالامكان معرفة من يهرب من المقاتلين فيحمل وزر جبنه).. ويتابع فيلبي قوله (لكنه ماذا يهم الانكليز من هذه المثل العربية العليا؟.. ما دمنا نبحث عن النصر بأي طريقة ناجحة جاءت ليلا أو نهارا، كل ما يهمنا آنذاك هو مصلحة بريطانيا العظمى بأي طريقة شريفة أو حتّى غير شريفة لتثبيت صديقها الأول ابن السعود ففي تثبيت ابن سعود تثبيت المصالح البريطانية ومن ثم تثبيت الوجود الاسرائيلي في فلسطين والقضاء على العدو المشترك ابن الرشيد والاتراك ـ لتتفرغ بريطانيا لمصالحها في الجزيرة العربية)..
رأيتم هذه الصراحة الانكليزية المتناهية.. انني أتمنى أن يكتب تجار الادب ممن زيفوا التاريخ السعودي بهذه الصراحة المتناهية التي يكتب بها جون فيلبي المشرف على خلق العرش السعودي.. وهكذا سارت وصارت بريطانيا في الجزيرة العربية… وبعد منتصف ليلة 18 صفر سنة 1324 هـ 13 نيسان 1906 م أطلقت عيارات نارية على مخيم ابن الرشيد أفزعته من نومه وجعلته يمتطي صهوة جواده دون أن يحدد الاتجاه، وهو يصرخ: الفريخ ـ الفريخ .. احمل العلم يالفريخ.
والفريخ هذا هو حامل علم ابن الرشيد، وإذا بعلم عبد العزيز بن الرشيد ينطلق أمام ابن الرشيد يحمله شخص غير الفريخ ليخادع ابن متعب بعلمه المزيف فيقوده إلى الكمين الانكلو سعودي المنصوب لعبد العزيز المتعب الرشيد، فانخدع عبد العزيز المتعب وأخذ يسابق الريح فوق صهوة جواده خلف حامل العلم الذي ظنه ابن الرشيد علمه، بينما حامل العلم يغير بسرعة نحو مخيم ابن السعود.
ولم يكن ذلك العلم الا خرقة زيفها جون فيلبي وجعلها نسخة طبق الاصل من علم ابن الرشيد، أما العلم الحقيقي لابن الرشيد وحامله الفريخ فلم يتحرك من مخيمه بعد.
وتبع عبد العزيز ابن الرشيد هذا العلم المزيف وحده قبل أن يتحرك جيش ابن الرشيد الذي بوغت ليلا ولم يعرف إلى أي وجهة اتجه عبد العزيز ابن الرشيد بينما الفريخ الحقيقي وعلمه لم يزل مع جيش ابن الرشيد المباغت، وكان حامل العلم المزيف متلثما وهو يقود المتعب إلى حيث الكمين الانكلو سعودي الذي لم يبعد عن مخيم ابن الرشيد أكثر من كيلومترين، وإذا بابن الرشيد وحده أمام جيش سعودي عدده خمسة آلاف، عند هذا فقط أدرك عبد العزيز ابن الرشيد الخدعة لكنه لم يتنبه لحامل العلم المزيف بعد.. فلا زال يظنه علمه وان حامله هو الفريخ.. حيث أخذ يصرخ بحامل العلم بأعلى صوته: "ويش هالدبره يالفريخ؟" .. أي ما هذه الدبرة العمياء.. "ما هذا التصرف يالفريخ"؟.
لكنه لم يكن الفريخ الا (فرخا سعوديا انكليزيا) قاد ابن متعب ببراعه إلى الموت المحقق حينما كشف عن لثامه وهو يقذف بالعلم المزيف ويصرخ مناديا بالسعوديين والانكليز (عبد العزيز يا طلابته.. ابن متعب يا طلابة ابن متعب!!) ويقول جون فيلبي: (لقد كان رأيي أن نأسر ابن متعب فقط ما دام قد وصل الينا بهذه السهولة وأن لا نقتله بهذه السرعة.. انّه صيد ثمين.. لكن هناك من تسرع من الحاقدين عليه وأطلق عليه النار وقطع رأسه بأمر عبد العزيز أل سعود.
وما أن قتل عبد العزيز بن متعب حتّى أصدرت الامر بسرعة ليهجم الجيش السعودي على مخيم ابن الرشيد ليباغتوا جيش ابن الرشيد الحائر في مخيمه يتقدمهم شخص يحمل رأس عبد العزيز بن متعب على رأس رمح ليضعف معنوياتهم ويرهبهم ويعطيهم فكرة على أن شجاعة قائدهم المتناهية قد انتهت، وبالفعل نجحت هذه الخطة وانهزم جيش ابن الرشيد المخيم في روضة مهنا والبالغ ثلاثة آلاف تقريبا أما فيصل الحمود العبيد آل رشيد فلم تنجح في تنصيبه أميرا لحائل حيث ولي (متعب) بن عبد العزيز المتعب الرشيد حاكما مكان والده المقتول وعمره لا يتجاوز الـ 15 سنة وهو ابن أخت فيصل الحمود العبيد الرشيد آنف الذكر) وعاد جند الرشيد إلى حائل ولم يدم حكم متعب أكثر من عشرة أشهر حتّى أقدم ـ أخواله ـ على قتله ـ باتفاق مع جون فيلبي وعميله عبد العزيز آل سعود بزعم توليتهم لحكم حائل ابن أختهم.. أجل.. والى هذا الحد من قذارة التهافت على الحكم وصل الخوال للاتفاق مع الاستعمار على قتل ابن أختهم وقتل أشقاءه معه أيضاً.
والاخوال الذين قتلوا أبناء أختهم هم: فيصل وسلطان وسعود الحمود العبيد.. أما الذين قتلوهم أخوالهم فهم بالاضافة إلى متعب العبد العزيز المتعب 15 سنة محمد 7 سنوات ومشعل 5 سنوات، وذلك في شهر ذي القعدة 1324 هـ ـ كانون أول 1906 ومثّل أولئك "الخوال" الوحوش بأبناء أختهم أبشع تمثيل، فقطعوا أصابعهم أولا ثم أيديهم ثانيا ثم قتلوهم!.
وقد حاولت أحد النساء اخفاء الطفل محمد عن خاله بداخل صندوق ثيابها لكن خاله سلطان بحث عنه حتّى أخرجه ومزقه بسيفه، وكانت صرخات الطفل تختلط بتشفعاته البريئة قائلا: (اضربني بالعصا يا خالي اهون من السيف!.
أنا ما فعلت ـ للعنزة ـ أي شئ !.. أنا ما كسّرت لعبتي!).. إذ كان الطفل يظن أي وعي بالحكم الذي جاء خاله ليقتله من أجله لكيلا يحكم في المستقبل!.
وهيهات أن يكن لهذا المنطق الطفولي البرئ أي موقع من قلب هذا الخال الغليظ المتوحش.
لم يرتدع خاله المجرم من تمزيق جسم ابن أخته بسيفه إربا.. بهذه الوحشية استولى سلطان بن حمود العبيد الرشيد بمساعدة أخويه سعود وفيصل على الحكم.. ولم يكتف سلطان العبيد وأخويه بقتل أبناء أختهم الاطفال بل راحوا لارتكاب جريمة أخرى.
وهي قتل الطفل الرابع ـ سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد ـ البالغ من العمر 3 سنوات لو لم يهرب به خاله حمود السبهان إلى المدينة "المنورة" لكن حكم سلطان لم يدم أكثر من سبعة أشهر أخذ بعدها يستعد للهرب حينما أحس بتذمر شديد من شعب حائل وشمر فتنازل عن الحكم لشقيقه سعود الحمود العبيد واصطحب معه 150 شخصا متجهين إلى الشام ليلتجئ إلى جبل العرب ـ كما قال ـ خوفا من القتل، وسافر بالفعل.
لكن الشعب في حائل لم يتركه بل أجبروا شقيقه سعود للسير معهم للحاق بأخيه الهارب واعادته لقتله فقد يتعاون مع العدو السعودي ضد البلاد ولحقوا به بعد يومين من فراره وأعادوه (مضبّب اليدين) وقتلوا عدداً ممن معه حينما دافعوا عنه.. ومن نوادره المضحكة قبل موته أن أحد المواطنين قد سلم عليه بقوله (صبحك الله بالخير يالامير؟!) فرد عليه قائلا: (ول ياشين أمير ومضبّب؟!) أي (كيف أكون أميراً والكلبشة بيديّ؟) وهنا قتله أخوه سعود بضغط من الشعب وخوفا من أن يستغل الفرصة فيعود إلى الحكم فيما لو تركه حيا.. وقرر أخوه أن لا يدفن جثته.. بل وضعها في بالوعة مياه داخل دهاليز القصر.. لكن أخاه سعود لم "يُسعد" في الحكم أيضاً، إذ حكم أربعة عشر شهراً، عاد بعدها من المدينة حمود السبهان ومعه ابن أخته سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد وعدد من قبائل شمر وطرقوا القصر في حائل وألقوا القبض على الحاكم سعود الحمود العبيد الرشيد ووضعوا بيديه نفس "الضبة" التي سبق له أن وضعها بيدي شقيقه سلطان، وفتحوا نفس البالوعة التي سبق له أن أسقط شقيقه سلطان بداخلها وقالوا له: (ادخلها بنفسك حيا قبل أن ندخلك فيها) فصاح سعود متسائلا بجزع: (كيف أدخل وهذه الرائحة العفنة فيها؟) فأجابوه بقولهم (انها رائحة شقيقك سلطان: هل نسيت؟!) ولم يجرؤ على دخولها بنفسه فحملوه ودفنوه فيها حيا.. وبذلك وفي تاريخ 17 شعبان 1326 هـ 14 ايلول 1908 م تولى الحكم سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد وعمره 7 سنوات يساعده خاله حمود السبهان!.. وما أن علم فيصل الحمود العبيد الرشيد شقيق سعود العبيد بذلك وكان وقتها حاكما للجوف لشقيقه حتّى ترك الجوف هاربا إلى عبد العزيز آل سعود والتجأ إليه متعاونا معه وخلال هذه المدة أبدى الانكليز عروضا كثيرة على بعض السبهان من أخوال سعود بن عبد العزيز الرشيد لاستمالتهم نحو بريطانيا.. لكن تركيا علمت بالامر فبعثت أحد ضباطها المدعو عزيز بك الكردي ليمثلها في حائل ـ كقنصل ـ ثم أرسلت الشيخ صالح التونسي بمأمورية خاصة يؤكد فيها استمرار دعم الاتراك لحكم سعود الرشيد، ثم بعثت عبد الحميد "بك بن إبراهيم باشا" سعيد المصري فبقي في حائل يجتهد في منع الانكليز من التأثير على الامير سعود الرشيد.
ولكن الامير سعود بالرغم من مساعي بعض أخواله السبهان بالتعاون مع الانكليز بحجة (أنهم دولة أوقى من تركيا المهزومة وانه لابد بهذا التعاون أن نقطع الخط على آل سعود فيدعمنا الانكليز بدلا منهم أو على الاقل نحافظ على حكمنا في حائل) بالرغم من هذا الالحاح بقي متمسكا بصداقته للاتراك في داخل الجزيرة يمدهم بالابل ويأخذ منهم الاموال والسلاح دون أن تكن لهم أي سلطة في البلاد، ودام حكمه خمسة عشر سنة تقريبا حينما اغتاله ابن عمه بن طلال الرشيد غدرا من خلفه أثناء رمايتهما "للنيشان" في جبل طي قاصدا بذلك الاستيلاء على الحكم.
لكن عبد الله الطلال قتل تلك اللحظة برصاص الذعيت حارس سعود بن عبد العزيز المتعب الرشيد دفاعا عن عمه ويومها عين عبد الله بن متعب الرشيد البالغ من العمر 12 عاما ولم يدم حكمه سوى سنتين حتّى أرجف به عملاء الانكليز وعبد العزيز آل سعود الذين دسهم في حائل وكان ابن سعود يقيم بجنده في جبل طي المطل على حائل بانتظار لجوء عبد الله المتعب إليه بخطة مسبقة مع بعض المرجفين ليدخل حائل لكن ابن السعود فشل تلك المرة في دخول حائل فأبعد عنها بعد أن لجأ إليه عبد الله المتعب الفتى الذي أرجف به زبانية ابن سعود بقولهم (ان أبناء عمك ينوون قتلك ويجب أن تهرب من حائل لتلجأ إلى عبد العزيز آل سعود) وهكذا هُرّب عبد الله المتعب تاركا حائل وحكمها ملتجأ إلى عدوه عبد العزيز آل سعود وكان ذلك الهرب أمنية عبد العزيز ابن السعود الذي اعتبره خطوة في تحطيم حكم خصومه آل رشيد فيما بعد.. إلا أن حائل في وقتها بقيت صامدة مقاومة عدوانه تساندها قبائل شمر مما اضطره للابتعاد عن جبل طي وحائل بعيدا.. وبعد فرار عبد الله المتعب عين شعب حائل الامير محمد بن طلال الرشيد حاكما للبلاد وكان يبلغ من العمر 20 عاما[1].

الاحتيال السعودي والاحتلال

صرح الشيخ نايف بن مزيد الدويش ـ من شيوخ قبيلة مطير الذين ساهموا في بناء الحكم السعودي بأرواحهم وكان جزاءهم القتل من آل سعود ـ قائلا (لقد كنا نحتل جبل طي المطل على حائل وكنا نثق بكل ما يقوله مشايخ الدين السعودي لاعتقادنا أنهم واسطتنا عند الله! وما علمنا أنهم واسطتنا عند الانكليز إلا أخيرا حينما أفتوا ونحن في الجبل بما لم نكن نشك فيه "أن الجنة مضمونة لكل من يقتل واحدا من أهل حائل الكفرة المشركين"!.. لكننا عدنا وكّذبنا الفتاوى تلك في تلك الليلة عندما سمعنا اصوات المؤذنين في حائل تردد ذكر الله عالية جهورة: الله أكبر الله أكبر.. وحاولنا ترك حائل عندما تأكد لنا ايمان أهلها بالله ورسوله!.. لكن عبد العزيز بن سعود والانكليز الذين أظهروا اسلامهم معه ومشايخ الدين السعودي طلبوا منا البقاء في موقعنا لمدة يومين فقط… ولم نكن ننوي القتال بعد ذلك لو لم يكونوا على صلة مع بعض اصدقائهم في حائل الذين ادخلوهم حائل خدعة من جهتها الجنوبية..) هذا هو بعض ما تحدث به الشيخ نايف بن مزيد الدويش… أما ما قيل عن أصدقاء ابن سعود في حائل فمنهم الشيخ إبراهيم السالم السبهان والشيخ حمود الحسين الشغذلي[2] والشيخ صالح السالم الصالح والشيخ عبد الرحمن الملق وسعود العارض وابنه سالم السعود وحسن بن سالم النزهة المعرف باسم الحساوي "والحساوي هو الاسم الحركي السعودي له!" وعُبيد المسلماني، ومحمد السّراي الزويمل، وغيرهم.. وأنا هنا اجزم أن نية بعض هؤلاء لم تكن "خيانة بلادهم" أبدا بقدر ما كانت "نية خير وسلام لحقن الدماء!" خاصة وقد اصبح ابن السعود قويا بقوات الانكليز وقد خدعهم أيضاً كما خدع غيرهم بالكذب باسم "الإسلام والانسانية والحكم العادل القويم" ومما شجعهم على الاتصال بابن سعود ومما ساعد ابن سعود على الوصول إلى حائل قيام تلك الفتن بين آل الرشيد أنفسهم وكان لعملاء آل سعود والانكليز دوراً في اثارتها، فأمعن آل رشيد في قتل بعضهم بعضا وأصبحت البلاد في حالة يرثى لها من عدم الاستقرار لا لهدف إلا للصراع على الحكم حتّى تزعزعت ثقة الشبع والقبائل بما تبقى من آل رشيد..
وسئمت قبائل شمر هذا النوع المزري من الحياة، فنزحوا عن حائل، وساعد على ابتعادهم مالاقوه من بعض حكام آل رشيد، وبذلك خلا الجو للانكليز ليجدوا من يروج ويصدق خداعهم وكذبهم باسم الدين السعودي الانكليزي والاموال المزيفة والمغريات ووعود آل سعود الكاذبة (بالجنة وأنهار العسل واللبن والرباب الذي فيها) وكانت تلك وعود مغرية جداً يبذلها آل سعود للقبائل… فما دام أن هناك جنة ولبن ورباب وحور وعسل في الآخرة… وفي الدنيا ذهب وريالات وخيل ونساء وبنادق.. فليقاتلوا في سبيلها.. وليقتل الاخ أخاه والابن أمه أو أباه.. وليكن شعار المقاتلين: (هبّي حبوب الجنة وينك يا باغيها.. وخيّال الخيل وأنا أخو من أطاع الله.) فبدأ دين الدجل يسري في حائل من جهتها الجنوبية في قرية اسمها (الروضة) حيث برزت مخلوقات تسمى (عذال ومغيلث .. وناصر الهواوي، الذي نصب نفسه قاض شرعي ومفتي للديار) أخذ يفتي بتكفير قبائل شمر وشعب حائل، وأفتى (بأن يقتل كل ذي قربى قريبه الذي يريد البقاء في عهد الجاهلية ويرفض الدخول في الإسلام) ومن المضحك المحزن أن لا يتم (دخول الإسلام) المقصود إلا باتباع الانكليز وآل سعود.. أما عهد الجاهلية عندهم فهو (عهد ما قبل الاحتلال الانكلو سعودي) ولهذا أفتى قاضي الروضة ـ ناصر الهواوي ـ بان يتولى (شلاش الهديرس) تقطيع أوصال ابنه ناصر الهديرس وهو على قيد الحياة ويقطعه وصلة وصلة حتّى يلفظ الابن أنفاسه لأنه من "الكافرين" فحاول الأب اقناع ابنه بدخول الدين السعودي الانكليزي الجديد لكن الابن، بكل اباء وشرف، رفض طاعة والده والتنازل عن شرفه ووطنيته.
وما كان من الوالد المدعو شلاش الهديرس.. إلا أن قام بتقييد يدي ابنه ناصر الهديرس امام جمع من سكان (الروضة) وطفق يضرب ابنه بالسيف بكل ما اوتي من قوة… حتّى أخذ اللحم يتساقط من جسم الابن والدم يتدفق بغزارة والعظام تتكسر والابن يصرخ ويركض هربا من وجه ابيه المتوحش ليحتمي بالحاضرين بينما الحاضرون يتبرأون منه.
كل هذا والمفتي المزيف يقف ويصرخ بالوالد ويفتي: (مثل بهذا الكافر.. اقطع يده اليمنى.. اقطع يده اليسرى.. اقطع ساقه اليمنى.. اقطع اليسرى…. اضرب ظهره طولا وعرضا لتدخل الجنة بلا حساب.. ابقر بطنه لترزق بأبناء علّيين من الحور العين.. اقتل ابنك انّه ليس ابنك..) وهكذا الحال حتّى مزق الاب جسم ابنه الوحيد بسيفه قطعة قطعة.. وبعد ذلك صافحه "المفتي الدجال المأجور" والحاضرون مهنئين بعد أن قذفوا أوصال الابن الشهيد في العراء.. ولم تكن قيمة كل هذه الفتاوى التي اصدرها المفتي المزيف (الهواوي) تتجاوز المائة جنيه ذهبا ارسلها له المستر كوكس عضو المكتب الهندي للمخابرات الانكليزية فباع ضميره المتعفن لكوكس.. وقد وزع الانكليز في قرية الروضة وحدها عشرة آلاف جنيه ذهب… سلمت لكبار الدجالين البرئ منهم شعبنا في الروضة.. لكنه ما أن بلغ هذا للشعب في حائل حتّى حمل السلاح مسرعا نحو قرية الروضة فكانت مذبحة ويا للاسف.. قتل فيها عذال ومغليث والقاضي الداشر ناصر الهواوي، وسيق الاب الذي قتل ابنه إلى محمد بن طلال حاكم حائل فسأله ابن طلال: ( ألم تعلم أننا سنثأر لابنك الشهيد؟.. لماذا تقتله وانت تعلم أنه مؤمن ويعترف بوجود الله ويشهد برسالة محمد ويقيم الفروض ويسلك كل مسلك شريف؟..) فأجاب الاب القاتل: (أن كل ماتقوله حقيقة ولكنهم خدعوني بالذهب والمذهب عليهم اللعنة.) فأمر ابن طلال بقتله.. وانتهى بذلك دور قرية الروضة، لكن الطيبين من أبناء شعبنا في الروضة تكبدوا خسائر فادحة من جراء ما جره عليهم هؤلاء الافراد الدجالين السعوديين الذين خانوا الشعب كله… واندحرت خطة الانكليز تلك المرة.. لكنهم لم ييأسوا.. إذ ذهبوا للاتصال بقبائل شمر وشيوخها.. ولم يجدوا استجابة إلا ممن أغراهم الكذب ونعيم المغريات أو خدعوا كما خدع غيرهم بالدين السعودي الباطل والذهب واستبدلوا الخير بالشر والامانة بالخيانة… ، وهم من امثال "المرحوم" ملبس بن جبرين الذي خدعه آل سعود بكذبهم وكذلك ندى بن نهّير وعياد بن نهير الذي قال له أخوه ندى مرة متسائلا وهو يرد على نفسه بنفسه: (من هو الاصلح؟ ابن سعود وإلا ابن رشيد؟ ابن سعود يدفع لنا في السنة "خرجية" قدرها 400 جنيه ذهب أما ابن رشيد فيدفع 40 جنيه ذهب في السنة.
لا شك أن ابن سعود أصلح من سواه…) وهكذا ينظر بعضهم للدين على أنه "جهاد" من أجل المال فقط.. وزيادة في دفع الذهب ومن يدفع أكثر فله الضمير.. وكذلك هبكان الصليطي وفريح النبص وجريذي السحيمي، وخمسة غيرهم غرروا ببعض أفراد عشيرتهم (وعمّموا) بسراويلهم ـ النجسة ـ رؤوسهم الخسيسة وقادوا مع من قاد جيش الانكليز السعودي إلى (امهم) حائل.
وكان أول ما بدأوا به هو الهجوم على قريتي بيضاء نثيل والشييعة وذلك في ليلة 27 رمضان حيث هجموا على المواطنين القرويين الامنين في المسجد أثناء أداء صلاة الفجر وقتلوهم آمنين عزل ولم يكن بيدهم من سلاح سوى القرآن ارغم أنه لم يكن لهاتين القريتين من أهمية استراتيجية في المعركة أو أي فائدة مادية لهم أو ضرر عليهم ولم يكن لاهل القريتين أي دور معروف في القتال بالاضافة إلى أن الدين الحقيقي ينص على عدم الغدر أو التمثيل لا بالانسان ولا بالحيوان ولا حتّى بالشجر.. وأكثر من هذا فقد قتلوهم وهم يصلون الصبح في المسجد صائمي رمضان وبيدهم القرآن.
واعتدوا على أعراض نساءهم.. فهل هؤلاء "كفرة" كما يقول عبيد الانكليز والصهيونية؟.. وكذلك قرية ـ الجليدة ـ قتلوا كل رجالها وذلك بقيادة ملبس بن جبريل "الشمري" الذي غرر به هو الآخر وشردوا نساء شمر إلى الكويت فارغموا بعضهن على ممارسة اخس انواع المعيشة ـ البغاء ـ بعد أن هتك السعوديون الخونة اعراضهن في تلك المذبحة وذبحوا رجالهن واطفالهن يقودهم بعض الخونة من أبناء عمومتهن ـ وياللاسف ـ باعوا ضمائرهم بالذهب للإنكليز والشيطان الرجيم وآل سعود اليهود.. واستمروا بهذه الطريقة يقودون امثالهم من الجنود المرتزقة والمخدوعين والضالين حتى أدخلوهم الى الجبل.. الجبل المحرم دخوله على كل كائن الذي لا يعرف مسالكه إلا ابناءه فقط ـ جبل شمر.
جبل حاتم الطائي ـ جبل طي ـ جبل أجأ واخته سلمى ـ الجبل الشامخ الاشم المطل على مدينة حائل ـ الحاني عليها المحتضن لها بكل شفقة واباء من شمالها إلى غربها وشرقها فجنوبها، إذ وجدوا في هذا الجبل أربعة أشخاص من المرابين أعداء الفلاحين الذين أخذوا يتعاونون معهم.
الدين وسيلته والدعارة غايته
وأول فاتحة لهم كانت قتل الفلاحين الآمنين في قرية ـ عُقدة ـ وبقية قرى هذا الجبل الأشم الذي لم يتصور أبناءه أن يأتي نفر ممن شربوا من ماء هذا الجبل القراح السلسبيل، ومن أبناء عمهم بالذات، فيقود الأعداء لتلويث قمم وثقوب هذا الجبل بأقدامهم الآثمة، وبمناسبة ذكر هذا الجبل أو إقحام هذه القصة التي رواها بنفسه (عبيد المسلمان) تكراراً وهو رجل ظريف وممن تعاونوا مع السعوديين في حائل ـ رغم كونه يسخر مما حدث ويأسف لما حدث منه على ما فات قائلا: (لطمني الأمير محمد بن طلال بكف يده وصادر بعض أموالي  التي أرابي بها مما جعلني أركب حمارتي بحجة الذهاب إلى قرية عقدة التي اسيطر على معظم بساتينها والفلاحين فيها، وقبل أن أصل إلى عقدة غرباً أخذت ارجع واسير بجانب الجبل شمالا حتّى وصلت إلى قرية النيصيّة التي بدأ منها عبد العزيز بن سعود محاصرته لحائل.. فاتصلت بعبد العزيز بن سعود شخصيا وأبلغته بمن يعتمد عليهم في حائل، ورغم هذا الموقف المحرج لي لم ينس عبد العزيز بن سعود "عضوه التناسلي" حينما طلب مني احضار "حورية" من نساء حائل يرضي بها نزواته فوعدته خيرا!.. إلا أنه طلب مني بالحاح أن أعود إلى حائل فاحضر له الحوريّة!!.. قاقنعته بكل كلفة انني مراقب الآن وأن مجيئي له يتعلق بالسياسة لا بالكساسة!.. فرد عبد العزيز قائلا: "ان ما أطلبه منك هو روح السياسة"!.. فوعدته أني سأتي بها إليه عندما يدخل إلى (عُقدة) ليكون قريبا من حائل ويسهل حمل المرأة إليه!.. عندها قدت عبد العزيز إلى عقدة وأقنعت بعض الفلاحين الذين اسيطر عليهم بالتعاون معه، وهكذا دخل إلى جبل طي وأخذ يمد "دربيله" المنظار: على بيوت أهالي حائل ليكشف على النساء ثم ينادي كبار "الاخوان" ويصرخ بهم: "تعالوا يالاخوان، تعالوا يالمسلمين.. انظروا الحور العين في حايل.. انظروا نساء الجنة". فيجتمع أخوان الشرّ حوله ليلقوا بنظراتهم على جهامة النساء من بعيد وما أن يروا امرأة حتّى ترتفع أصواتهم عالية مهللين: "الله أكبر.. ايو الله ايو الله: انها الحور العين.. اللهم ارزقنا من خيرها وخير من فيها واكفنا شرها وشر من فيها"! ثم يصرخ عبد العزيز بن السعود قائلا بصوت مرتفع مناديا: "أين عبيد؟.. يا عبيد؟. رح هات لي واحدة من الحور العين.. رح هات لي ما وعدتني بها.. ها نحن قد دخلنا عقدة .. فحلّ العقدة").. ويتابع عبيد كلامه قائلا: (وذهبت إلى حائل حائر في محنتي افكر في امرين.. الأول: حينما يكتشفني أهل حائل اتعامل مع ابن سعود.. والثاني: حينما اكتشف داعرة تقبل بالتعامل مع ابن سعود وتغامر معي لتبيع عرضها.. ففكرت.. ومحّصت.. ولم أجد "غير محترفة دعارة" ـ عبدة ـ معتقة.
كان يتعلم بها الاطفال مبادئ علم النكاح، فاتفقت معها واردفتها على صهوة حمارتي.. وكانت طوع اشارتي … وخرجنا من حائل بعد المغرب ووصلنا عقدة بعد العشاء.. وتركتها على ظهر الحمارة وترجلت إلى خيمة عبد العزيز.. وما أن شاهدني "الامام" حتّى صرخ "إمام المسلمين" فزعا بأعلى صوته: "أين الغرض يا عبيد؟" فأجبته قائلا: "على الحمارة يا طويل العمر" حينها انبلجت اساريره، وناداني "ليوشوشني" وسألني في نجواه قائلا: "هل هي زينة!" فقلت له: "حوريّة يا إمام المسلمين" فاسرع في الظلام داخلا معها حتّى آخر الليل وفي الصباح سلمني اياها.. فخفت لو بقيت عندي أن يشيع الخبر فيقطع ابن طلال وأهل حائل رأسي ورأسها معاً، فأبلغت "الامام" مخاوفي وقلت له: "لا يا عبد العزيز.. لا يا امام المسلمين.. انني ماجئت بها إلا لك خاصة لتأخذها معك ولا يمكن ان أعيدها خوفا من انفضاح الامر وقد اتفقت معها مسبقا على أن تكون زوجة لك .. على الكتاب والسنة!".. فوافق عبد العزيز ضاحكا: "ما دام في الامر كتابا وسنة قبلناها".. لكنه طلب مني.. أن آخذها معي موقتا لخشيته أن يصبح الصبح عليها فينفضح أمره ويعرف الناس، ويقول الاخوان: أن عبد العزيز يزني.. وكذلك لا يريد أن يدخل حائل والى جانبه هذه القحبة الشهيرة فتبقى فضيحة.. فاخذتها تلك الليلة إلى بيتي محافظة علي وعليها وكلي وساوس أن لا يصدق عبد العزيز بوعده فتبقى المومس، وحينما قلت لها طارحاً سؤالاً عليها: كم هي المرات التي عبث بك امام المسلمين عبد العزيز تلك الليلة؟ أجابت بقولها "لقد أتعبني يا عبيد وأنا التي لا أتعب تصور يا عبيد أنها (12) مرة قبلا ودبرا.. فقلت لها لقد شوقتني كثيرا فدعيني اكمل البقية بالرقم 13 ليكون بذلك ذكرى لنا فربما اصبحت في المستقبل القريب ملكة للمسلمين!.
وما لبث عبد العزيز حتّى بّر بوعده وارسل لها سيارة أقلتها إلى الرياض حيث أصبحت (ملكة) ووالدة لثلاثة من أولاده لا أشك أن أحدهم من صلبي ففيه كل ملامحي)..
هذا هو موجز قصة (عبيد) مع عبد العزيز آل سعود.. أقحمتها في موضوع حائل.. لا أقصد من ذلك الاساءة إلى السيد (عبيد) فهو رجل "صالح!!" ندم على ما فعله من منكر بعد خراب "البصرة" كما يقول المثل.. انّما أردت من ذكر هذه القصة أن أبين مدى انحراف عبد العزيز وفجوره وسخافة عقله الحيواني وتفكيره الشهواني رغم كونه في أيام لا تسمح لقائد آخر في مثل مركزه بإتيان مثل هذه الفواحش بل ولا مجرد التفكير فيها أو التفكير بالجنس أيا كان مشروعاً أو غير مشروع.. وليعلم من لم يعلم عن فحشاء "الاخوان" الذين تحولوا عن حور "الاخرة!" إلى نساء شعبنا فقام حكمهم على الفجور… أما عبيد فقد انخدع من انخدعوا بالدعوة السعودية وجهل كما يجهل البعض من الشباب وارتكب ما ارتكب من آثام مع غيره بحق الوطن.. ولم تكن حادثة عبد العزيز آل سعود تلك الاولى والاخيرة من نوعها فهناك الكثير، وقد روى (هرب دكسون) المندوب البريطاني السابق في الكويت عن أحد القادة السعوديين ما سبق لي أن رويته في مكان آخر وأرويه بايجاز.
يقول "هرب دكسون" عن هذا القائد السعودي: (لقد خدعنا بعبد العزيز بن سعود.
فكان يعدنا بالزواج بالحور العين بالآخرة بينما يعتدي على نسائنا في الدنيا ويجيز له مشايخ الدين هذا بحجة أن ما يفعله عبد العزيز بنسائنا جائز لأنه يجوز للامام مالا يجوز لغيره) بهذا بدأ آل سعود حكمهم وأقاموا شريعتهم وبهذا يحكمون… وما أن استولى السعوديون على قرية عقدة وجبل (طي) حتّى باشروا بعدوانهم على النساء… بل وليست النساء فقط.. وانما جامع جيش الاخوان حتّى الاتانات والحيوانات الاخرى ويشمئز الإنسان من ذكر حوادث حصلت من هذا النوع حينما تقدم اصحاب حيوانات في قرية عقدة إلى الشرع السعودي والى عبد العزيز طالبين انصافهم ممن عاشروا اناث حميرهم وحيواناتهم من جيش الاخوان السعودي ذاكرين أسماءهم… وحكم بدأ بهذه "الاخلاق" المنحلة لابد وأن يقاتل من أجلها حتّى النهاية!.. ان الفواحش التي ارتكبها السعوديون في هذه القرى الواقعة في جوف هذا الجبل التاريخي العظيم كثيرة… ومنذ أن استولوا على هذه المواقع الجبلية الاستراتيجية الهامة بدأ يلوح لهم النجاح، ومن جبل طي انتقلت الخيانة والتآمر إلى قلب حائل، حيث قام عشرة اشخاص ممن يسمون انفسهم "أهل الرأي".. ونظرا لقربه من حائل فقد بدأت المساومة على دخولها بلا ثمن، فرتبوا معه خطة بأن يعملوا طريقة لنقل المقاتلين المخلصين من حائل إلى شمالها ويكون ذلك في قريتي (النيصية ـ والجثامية) ليخلوا لهم الجو فيدخل ابن السعود لاحتلال البلاد، وحدث هذا فعلا، إذ حدثت مناوشات في النيصية والوقيد والجثامية والصفيح فاتفق (كبار الجماعة) مع الحاكم ابن طلال على نقل كل الاهالي إلا القليل منهم إلى مسافة تبعد قرابة خمسين كم شمالا عن حائل ـ في النيصية ـ والجثامية والصفيح لمدة اسبوعين ثم قطعوا التموين والذخيرة عنهم، فأحس الشعب المقاتل بالخيانة تطعن ظهره، فطلب المقاتلون المبعدون في النيصية والجثامية والصفيح أن يعودوا إلى حائل ليتمكنوا من الدفاع عن العاصمة التي يحيط بجبالها الاعداء لأن ابتعادهم عنها سيعرضها ويعرضهم معها للهلاك في هذا المعزل.. ولكن ابن طلال الحاكم لم يستجب لأن كبار الجماعة القابعين في مرابعهم قد خدعوه بينما هم يراسلون الاعداء ويرون مالا يراه الشعب.
الحاج "جون فيلبي" والشيخ "برسي كوكس" وآل سعود وراء العديد من حوادث اقتتال آل رشيد فيما بينهم
مثلما اتضحت قصة اغتيال الامير عبد العزيز المتعب الرشيد في روضة مهنا بتخطيط من الكابتن جون فيلبي القائد الاعلى للحركة السعودية الوهابية، وكذلك قصة اغتيال خليفته ابنه متعب العبد العزيز وبقية اخوته الاطفال على أيدي أخوالهم بايحاء من فيلبي  و"السلطان" عبد العزيز آل سعود، كذلك تمت قصة اغتيال ابنه الاخير سعود بن عبد العزيز المتعب آل رشيد برصاص ابن عمه عبد الله آل رشيد، الذي لم يكن دافع عبد الله الطلال لارتكابها أطماعه في الحكم وحدها بقدر ما كان دافعه "نزول الوحي الانكليزي السعودي الخفي" والموجه عن طريق مجموعة معروفة من العملاء السعوديين "الطابور الخامس في حائل.. خاصة بعد أن رفض الامير سعود العبد العزيز المتعب الرشيد طلبات "المس بيلي" في التبعية للإنكليز والتعاون مع ابن السعود.. "والمس بيلي" هذه عضوة "المكتب العربي" مكتب المخابرات الانكليزية في القاهرة التي سبق لها أن شكلت ما سمتها المخابرات باسم "رابطة أنصار الحرية في مصر" فخدعت بها بعض المصريين وضمت إليها عددا آخراً من غير المخدوعين ومن ثم انتقلت للعمل في فرع آخر للمخابرات البريطانية هو ما عرف باسم "المكتب الهندي"..
هذه "المس بيلي" جاءت إلى حائل بعد اغتيال عبد العزيز المتعب آل رشيد الذي رفض التعاون مع الانكليز وابن السعود واتصلت ـ بخليفته وابنه ـ الامير سعود آل رشيد وقالت له : ( أن الانكليز سيمدونك بالمساعدات وسنلبي كل ما تريد في حال موافقتك على عقد معاهدة صداقة مع الانكليز واعترافك بأحقية حكم الامير عبد العزيز بن السعود على نجد).. فرفض الامير سعود آل رشيد هذا المطلب آل سعود، كما كان في رفضه بداية للتآمر عليه.. ولم يكن لعبد الله الطلال آل رشيد الذي اغتاله فيما بعد يد مشارة مع الانكليز أبدا ولكنه كان ضحية ايحاءات غير مباشرة من الانكليز بواسطة عبد العزيز آل سعود وتآمر وحرض للتخلص من سعود العبد العزيز الرشيد، نظرا لأن سعود الرشيد كان مجال الثقة والتقدير من أهل حائل وقبيلة شمر القوية وقد عرف عنه الحزم والشجاعة وطيبة القلب وحسن الادارة بالرغم من حداثة سنه..
 



[1] انظر: صور: عبد العزيز بن متعب وابنه سعود.. وصورة: محمد بن طلال آل رشيد، في آخر الكتاب.
[2] لا يفوتين أن أسجل بكل تقدير للشيخ حمود الحسين مواقفه الوطنية الكثيرة وخاصة عام 1962 في سبيل بلاده ضد جرائم جزار حائل عبد العزيز بن مساعد الجلوي الذي قاطعه الشعب مرارا طالبا ابعاده.. المؤلف

No comments:

Post a Comment