القلب ينبض بحبك يأسدنا المفدى و سيدَّ الوطنِّ و سيد الرجال و عزَّ العّرُّبّ وَفَخَّرَّ الامَّةِ

Friday 15 July 2011

تاريخ آل سعود الجزء الرابع عشر




السادات يعلن عمالته لآل سعود، وعبد الناصر لا يجهله!

واستمر أنور السادات في خدمة السعودية، ولم يخف عمالته بل نشرها على صفحات الصحف حينما كتب في مارس 1956 مقالة في المجلد الثاني من مجلة "الهلال" المصرية رافعا فيه الملك سعود لمرتبة الاله…
وكانت مقالة السادات بعنوان "صقر الجزيرة سعود كما عرفته!.." قال فيها السادات: "ان سجيّة الملك السعودي في رعيته تقل عنها سجايا أمراء المؤمنين في صدر الإسلام".
"وان عمر بن الخطاب يقل عدلا عن عدل الملك السعودي وخالد بن الوليد يقل شجاعة عن شجاعة ملوك آل سعود"!.
الخ ويومها… أجبنا على مقالة السادات بكراس يفضح عمالته … وسافرت إلى مصر لاشرح لعبد الناصر تصرف السادات، وكل ما في ذهني أن عبد الناصر يجهل السادات، لنكه تأكد لي أن عبد الناصر ما وضعه "أمينا لسر الملك سعود" فيما يسمى بالمؤتمر الإسلامي، إلاّ وهو يعرف أن هذه البطانة من ذاك القماش، وان مثل هذا المنصب لم ولن يقبل به أي عضو من "أعضاء الثورة" في مصر، وان السادات عميل وجاسوس وملكي أكثر من الملك، بل علمت أكثر من ذلك، وهو أن عبد الناصر كان يخفي على السادات أسرار الثورة المصرية وانه لم يخبره بساعة الصفر كغيره وانه ما أمر السادات باذاعة البيان الأول للثورة من الاذاعة إلاّ ليوهم الانكليز الذين كانوا يحتلون مصر "انها ثورة لصالح الانكليز وما قصد بها إلاّ ضرب الفساد الملكي فقط!."
بدليل أن السادات هو الذي أعلن البيان الأول للثورة دون غيره من الثوار لكون السادات عميل انكليزي.
معروف لعبد الناصر، وهو ما أكده أنور السادات أيضاً في كتابه "أسرار الثورة المصرية" حين قال: "انّه كان ليلة الثورة في السينما لغاية الساعة الثانية صباحا وانه لم يعرف بساعة الصفر وكان عبد الناصر لم يترك مكانا إلاّ وبحث عني فيه لاذاعة البيان بعد أن قامت الثورة في الواحدة صباحا".. هكذا، مع أن السادات عضو رئيسي في مجلس قيادة الثورة، وهل يعقل أن يكون عضو رئيسي في مجلس الثورة ويخفي قائد الثورة عنه ساعة الصفر لو لم تكن عمالته مكشوفة لعبد الناصر؟…
بينما كان كل أعضاء الثورة على علم بساعتها وكانوا يمارسون واجباتهم فيها.. علما أن نجاح الثورة كان قد بدأ على يد أحد الضباط الاحرار من الشيوعيين واسمه يوسف صدّيق حينما طوق الثكنات في منشية البكري، مقدما ساعة الصفر ساعة، كان موعد ساعة الصفر في الواحدة فغلط وطوقها في الثانية عشرة، ولو لم يغلط عضو قيادة الثورة تلك الغلطة لفشلت الثورة التي علمت بها المخابرات الانكليزية والملكية فاتجهت القوات لتطويقها وضربها..
ومع ذلك عاش الصديق في أقصى المبعدين، وعاش السادات أقرب المقربين!.
ولن أتحدث عن مثل هذه الغلطات التي أخّرت العرب… لكنني أردت أن أقول ان جميع الذين قادوا الثورة، وشاركوا فيها من جميع الاتجاهات كانوا يعرفون ساعة الصفر المحددة، إلاّ السادات لم يعرفها، لا لسبب يجعل قادة الثورة كلهم يعرفون ساعة الصفر ويجهلها السادات إلاّ لان عبد الناصر يعرف علّته لكن عبد الناصر يستخدمه كورقة صفراء مثلما استخدم مصطفى أمين وغيره من الصحفيين، ولا عجب والحالة هذه أن يصبح الجاسوس منافقا ويصدر الكتب في مدح جمال ويسمي ابنه المنحل باسم "جمال" زيادة في النفاق، وحتى بعد أن عينه جمال عبد الناصر نائبا له ارضاء للسعودية ـ كما سيأتي ذكره ـ .
لم يكن عبد الناصر يتصور أبدا أن السادات سيخلفه، بل كان يريد استخدامه كورقة للسعودية ضمن بقية الاوراق.
وما أن جئنا لجمال عبد الناصر نستنكر ما يفعله السادات في القصور السعودية حتّى أوضح لنا جمال أنه يعرفه وان لكل ـ مهمة ـ رجالها!.. وكم كانت دهشتنا من هذه المهمات ورجالها!، ويومها قلنا لجمال بشىء من عدم الرضا والخوف عليه: ان السادات حيّة ومن يلعب بالحيايا لن ينجو من سمومها، وان السعودية اشترت السادات.
لقد كانت تربطنا بجمال عبد الناصر روابط كثيرة، ليس منها تأييدنا له فحسب، بل ومنها ذلك الرباط الدموي الذي ربطتني السعودية به مع جمال عبد الناصر حينما تآمرت على الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958 ـ وجمعت السعودية فيها بين مصر الوحدة العربية ومصير عبد الناصر ومصيري…
يوم أن بعث الملك سعود رسالة إلى عبد الحميد السراج في 4/2/1958 يطلب منه:
1 ـ عدم اتمام الوحدة بين سوريا ومصر.
2 ـ اغتيال جمال عبد الناصر بواسطة طائرة سورية تضرب طائرته القادمة إلى سوريا ليقال انها طائرة اسرائيلية.
3 ـ تسليم ناصر السعيد،[1]الخ … وذلك مقابل مليوني جنيه استرليني، وقد صرفوها بـ 20 مليون ليرة سورية، وقتها عدا ونقدا…
وما أن وصل عبد الناصر إلى سوريا لاعلان الوحدة وكشف المؤامرة السعودية في 21/2/1958 حتّى أرسل في طلبي وقابلته في قصر الضيافة، وقال وهو يبتسم:" لقد حرصت أن أراك لان السعودية جعلت مصيرنا مشتركا!."
ومنحني يومها جنسية الجمهورية العربية المتحدة ـ قبل أن يحصل عليها أي مواطن عربي سواء كان من سوريا أو مصر ـ ووضع المادة ـ 9 ـ في دستور ـ ج ع م ـ لتنص على عدم تسليم اللاجئين السياسيين …
ويومها قلت له: "كفاك الله شر أقرب الناس اليك". وأكدت له: "ان السادات منذ أن وظفته "سكرتيرا" للملك سعود فيما يسمى بالمؤتمر الإسلامي ـ عام 1954 ـ أصبح رجل السعودية الأول القريب منك "…
وقلت لجمال: "ان السعودية لن تتركك بعد فشلها في هذه المؤامرة فالسعودية دائما تتعلم من فشلها طريقة أنجح وستقتلك.
وعليك ايقاف أجهزة المنافقين والصحفيين الذين "أممتهم" مع صحفهم من عهد فاروق لان هؤلاء قولا ـ معك ـ لكنهم ضدك فعلا: انهم عملاء الحاكم مهما كان لونه ودينه"… الخ.
وتمت الوحدة بشكلها الذي جعلها عرضة للسقوط، وبذلت السعودية ما بوسعها لدفع الاموال للانفصاليين، وبعد أن تم الانفصال عام 1961 لوحقت من قبل السعودية والانفصاليين فغادرت دمشق إلى بيروت والقاهرة…
ومن عاش في القاهرة يدرك أن عبد الناصر في واد وأجهزته في واد آخر، ومن يعرف السعودية ـ أمّ المؤامرات ـ والحريصة على اغتيال عبد الناصر ـ يدرك أن نظام عبد الناصر زائل لا محالة، وهذا ما جعلني أوزع المنشورات في القاهرة وعلى المسؤولين منتقدا جمال عبد الناصر، لانني من أنصار جمال عبد الناصر فاعتقلتني المباحث، وأفرج عني عبد الناصر، ومن تلك المنشورات ما هو معنون بعنوان: (نبيّ بدون صحابة) (والمعلّم الذي لا يتعلم)..
كشفت فيها زيف مؤتمرات القمة وخطورة مهادنة الرجعية السعودية المنافقة، وزيف الاجهزة الفاسدة وقلت: "انّه لن يخلف عبد الناصر إلاّ عميل سعودي أمريكي: وهو السادات بالذات، فهو كبير المنافقين وهو كبير العملاء السعوديين، والسعودية تهتم به، انّه رجل السعودي الأول في القاهرة وعميل فيصل "الحميم" وكمال أدهم بالذات، وعن طريق فيصل وكمال أدهم انضم للمخابرات الامريكية …
إلى حد أنه في الوقت الذي كانت العلاقات مقطوعة بين مصر والسعودية كانت العلاقات بين السعودية والسادات سارية متواصلة علانية،وعلى رؤوس الاشهاد وبالهاتف يتم الاتصال"!. وعلى سبيل المثال، كنت عام 1961 أدير برنامج اذاعة "صوت الامة العربية" من برج القاهرة، وكانت تلك اذاعة سريعة موجهة ضد السعودية وضد حكام النفط الرجعيين، فاندس علينا "سوري" اسمه محمد القدسي، قال انّه صديق للسادات فاصطدمت معه وانسحبت من هذه الاذاعة إذ لاحظت من تصرفاته وخنوعه للمسؤول عن هذه الاذاعة ودفاعه عن أمريكا انّه جاسوس، وبعد ذلك بعامين اكتشف أنه جاسوس لاسرائيل عن طريق شقيقه في المانيا.. وهذه عينة ممن لهم علاقة بالسادات!!…
في عام 1962 افتتحت من صوت العرب برنامج "أعداء الله" الموجه ضد السعودية فاذعت منه مرة عن جاسوس انكليزي أمريكي، ايراني الاصل (قطري سعودي الجنسية) أبعد من قطر واسمه عبد الله الدرويش، فاتصل الدرويش من الدمام في نفس الليلة التي أذعت عنه ـ ليلة 12/6/ 1962 ـ هاتفيا بالسادات يطلب منه ايقافي عن اكمال بقية الحلقات عن الدرويش "لقد تم هذا الاتصال من الدمام مع السادات في بيته بالقاهرة علما أن العلاقات مقطوعة"
فاتصل السادات ليلتها بالوزير عبد القادر حاتم يطلب منه ايقافي عن نشر فضائح ابن درويش ومما قاله السادات: "أن عبد الله الدرويش صديق عمري" !…
فأبلغت عبد الناصر بالموضوع وقال: "بلاش تذيعوا عن صديق عمره.. ده" قلنا له: "ان صديق عمر" السادات هذا ـ ابن درويش ـ جاسوس انكليزي شهير مطرود حتّى من حكام قطر ويقيم في الجزيرة العربية ويؤجر عمارته في الدمام كمكاتب للمخابرات الامريكية!." قال جمال: "سوف نهتم بالموضوع"!.
المضحك المحزن.. أن بناء "صوت العرب" بكامله تملكه السعودية!.
أي أنه ملكا لشخص اسمه عبد اللطيف الجزار وكيل الطيران السعودي في القاهرة وشريك الامير سلطان وكان يعمل وشقيقه في المخابرات الامريكية، فوزعت صورا بعنوان (أمموا بناء صوت العرب السعودي لكيلا يصبح صوتا للخيانة)..
فوضعه جمال عبد الناصر تحت الحراسة ومنع صاحبه ـ عبد اللطيف الجزار ـ من مغادرة مصر…، ولكن السادات توسط فاشترت الدولة بمنى صوت العرب بمبلغ (60.000 ) جنيه، فهربها الجزار، وتوسط السادات لسفر الجزار برفقة الامير سلطان عام 1964 في اول مؤتمر "خمّة" عقد في القاهرة… ولهذا كنا أول من كشف ـ نشرا ـ عمالة السادات للإنكليز وللسعودية.
وما نعرفه عن عمالة السادات للسعودية لا يعرفه أكثر المصريين والعرب، وهو ما جعلنا نحذر عبد الناصر باستمرار من تحركات السادات لادراكنا أن السعودية ستمطتي السادات لتخلف به عبد الناصر، وما يجعلنا نتألم انّه بالرغم من معرفة عبد الناصر للسادات، كان السادات يخادع عبد الناصر لكيلا يستغني عن خدماته في وقت استغنى فيه عن خدمات قادة الثورة جميعا، وكما توقعنا قد وقع ما حذرنا منه جمال فقيدنا في منشوراتنا منذ عام 1954 التي نحتفظ بصورة منها حتّى الآن وانتكست ثورة 1952 ونكست معها العرب.

وساطة فيصل لجعل السادات النائب الأول لجمال

وفي منتصف عام 1969 شعر جمال عبد الناصر بتحركات السادات المريبة ضده، رغم كون السادات ما زال ينافقه ويتملقه كثيرا.
خاصة بعد أن انفضحت اتصالات السادات بالسعودية عن طريق كمال أدهم… شقيق زوجة الملك فيصل ورئيس مخابراتها لخاصة وهمزة الوصل بين فيصل والمخابرات الامريكية وبقية العملاء كما انفضحت طرود الهدايا التي كان يتلقاها السادات وزوجته وبناته وسكرتيره الخاص، من كمال أدهم ومن عبد الله الدرويش أحد كبار الجواسيس التي تشغل أحد بناياته المخابرات الامريكية في الدمام، وكذلك من شيوخ قطر والخليج، كما قام كمال أدهم وعبد الله المبارك الصباح بتأثيث قصر السادات الذي استولى عليه بالقرب من "كوبري الجلاء" وهو القصر الذي وسّعه فيما بعد ويسكنه السادات الآن وقد أنفق الملايين على توسعته.
عندها لم يعد جمال عبد الناصر، يحتمل الصبر على تصرفات السادات الذي أعدته السعودية لخلافة عبد الناصر بعد أن انتهى أعضاء مجلس الثورة واغتيل المشير عامر بالسم، وكان للسادات والمخابرات الامريكية السعودية في المخابرات المصرية الدور الأول في تسميم المشير عامر بعد اعتقاله لازاحته عن طريق السادات خاصة وان عبد الناصر لم يعد يحميه ولم يكن على علاقة جيدة معه بعد أن سيطرت على المشير مجموعة من المرتزقة وطلاب اللذة…
يومها قام عبد الناصر بإيقاف السادات عنده حده وأقاله من أية مسؤولية، وكانت تلك آخر مرة يدرك السادات فيها بنهايته…
فأسرع يطلب النجدة من الملك فيصل بواسطة كمال أدهم الذي كان وقتها يقيم في شقته المطلة على النيل في القاهرة ولا تبعد عن قصر السادات كثيراً، وشرح السادات ما حصل فأدرك كمال أدهم أهمية اسقاط صاحبهم السادات، فتحرك بسرعة ليتصل بفيصل وغادر القاهرة إلى الرياض، ويومها، تحركت السعودية لعقد مؤتمر القمة في المغرب، وبدل من أن يسافر الملك فيصل إلى المغرب اتصل بالرئيس جمال عبد الناصر وقال انّه "متجه إلى القاهرة للسفر سوية إلى المغرب وللتشاور في قضايا الامة العربية التي يجب توحيد جهودنا معكم من أجلها"
كما قال!…

فيصل يطير إلى القاهرة للتوسط بين جمال والسادات

ويروي لنا أحد الموثوقين المرافقين للملك فيصل الذي حضر معه إلى القاهرة كيف تمت المصالحة بين جمال والسادات فيقول: قام الملك فيصل بزيارة لجمال عبد الناصر في بيته بمنشية البكري وأثناء هذه الزيارة تساءل الملك فيصل بالحرف الواحد يقول: " لم أر الاخ أنور السادات بجانبكم هذه المرة يا سيادة الرئيس، هل في الخواطر شئ؟".
فأجابه الرئيس" أبدا… بس أنور عيان". فقال فيصل: "انني أرجو منك أن ترسل له ليحضر هنا في بيتك لان الاخ أنور يعزّ علي جدا وهو صديق لنا" .. فأمر الرئيس جمال عبد الناصر سائقه بالذهاب لاحضار أنور السادات في سيارة جمال…
وأثناء ذهاب السائق قال فيصل: "لي طلب آخر يا فخامة الرئيس" قال الرئيس جمال: "حاضر" .. فقال فيصل: "انني لا أريد أن أتدخل بينك وبين أنور السادات فأنت وأنور أقرب لبعضكما مني لكن كل ما أريد أن أبديه ما هو إلاّ من باب النصح الاخوي، الذي نص عليه الدين!.
لاقول: ان السادات الشخص الوحيد الذي بقي معك في طريقك حتّى الان من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وهو أقرب لك من أي قريب.
ولا أخفيك، ولعلك تعرف هذا انّه يعزك كثيرا وكل ما نرجوه يا سيادة الرئيس أن لا يفرق بينك وبينه أحد مبغض أو من ذوي الاغراض وهو بقدر ما هو مخلص لك، فان للسادات علاقات طيبة معنا ومع الجميع، ولكي تسير أمورك وأمورنا على ما يرام لابد من وجود شخص موضع ثقة منك وله علاقات حسنة مع الجميع مثل أنور السادات ليقف إلى جانبك، وبالقرب منك…
وأقول لك بصراحة: اننا لكي نعترف بجمهورية اليمن لا بد أن يكون السادات نائبك الأول، فهو صديقنا القديم وأنت  تعرف هذا ووجوده ضمانة لنا".. الخ.. ولكون مصر كانت تخسر يوميا في اليمن مالا يقل عن عشرة ملايين جنيه اضافة إلى كونها فقدت /1600 مصري، تقريبا بسبب نجدتها لثورة اليمن التي تحاربها السعودية، وجد أن جمال ـ أن ما يطلبه فيصل من تعيين السادات نائبا له شئ أرخص من هذه المبالغ والارواح المهدورة وانه مقابل اعتراف السعودية باليمن سيخفف عنه هذا الحمل الثقيل وانه سيبعد السادات في أي وقت مناسب!.
وارضاء لفيصل .. أعلن جمال عبد الناصر قرارا المفاجئ بتعيين السادات كنائب اول لرئيس الجمهورية، وذلك قبيل سفره إلى الرباط بلحظات واطمأن فيصل وسافر إلى الرباط .. وما ذلك إلاّ محاولة " تكتيكية" من جمال لكسب ود فيصل.
حتى أن جمال عبد الناصر كان في مؤتمر الرباط يهمس لمعمر القذافي، بأن يسكت كما ثار في وجه فيصل عميد الرجعية… بينما سبق لجمال أن قال في خطاب عام في عيد الثورة 1962 (ان جزمة جندي مصري يقاتل الرجعية السعودية في اليمن أطهر من عقال الملك فيصل المذهب) وقال: (سأحارب الرجعية في أحضان الاستعمار وأحارب الاستعمار في أحضان الرجعية) وقال: (ان الرجعية السعودية أخطر من الاستعمار)..
لكنه بعد ذلك هادن الرجعية السعودية، والاسباب لا "عقائدية" معظم أجهزة عبد الناصر، المقربة التي فكر بالنهاية في تصفيتها، لكنه فات الاوان…
وعلى أساس تلك المهادنة القاتلة، استمر جمال "يخادع" السعودية بتعيينه للسادات، بينما السعودية والمخابرات الامريكية صاحية تعد العدة لاغتيال الرئيس ليحل عميلهم الذي عينوه نائبه..
ان عبد الناصر ـ كأي بطل، بل كأي واحد من سائر الناس ـ لم يفكر بالموت السريع وهو في منتصف شبابه.. علما أن عبد الناصر مع استعداده لقتال إسرائيل يدرك أنه لن تسقط إسرائيل قبل أن تسقط الرجعية السعودية وتوابعها ولن ترحل أمريكا من المنطقة قبل أن ترحل السعودية، وكان حذرا من "تمسكن" السعودية، وكان يقول كلما "تمسكنت" السعودية كانت تعد لي مؤامرة، ولقد أدرك هذا من تجاربه الكثيرة معها، من تآمر السعودية عليه وعلى الوحدة وثورة اليمن…
ويعلق السادات على  تعيينه المفاجئ كنائب لعبد الناصر فيكتب في العدد 29 من مجلة "اكتوبر" الصادر في 15/5/1977 وفي الصفحة 9 بعنوان: "البحث عن بداية" فيقول:
(هناك من يرى أن بداية الثورة في نفسي، أو الثورة على شخصي، قد بدأت عندما اختارني جمال عبد الناصر النائب الوحيد لرئيس الجمهورية قبل سفره بلحظات إلى مؤتمر القمة في الرباط سنة 1969 .
ونشرت الصحف ذلك وسافر جمال عبد الناصر… يومها قد أثار هذا الاختيار حقد الكثيرين وكانت بداية لتفجير حقد مراكز القوى بينها وبيني، وكان للمرحوم فيصل مواقفه التي لا تنسى)!.. الخ
والمتتبع لسير الأمور بمجئ فيصل للقاهرة يدرك هذا، ولقد كتبنا لجمال أن هناك مؤامرة تطبخها السعودية حاليا، وتقصد بها شخصك وهذا واضح من دعمها للسادات ومن تصاريح السعوديين في مجالسهم المفتوحة وتبشرهم بهذا القول: "أن البكباشي سينتهي" !.. والمقصود جمال!…
ويلاحظ أن السادات في مقالة الآنف الذكر يعترف علانية ببدء نهاية جمال عبد الناصر حينما اختاره نائبا له، بما يسميه السادات (بداية الثورة عندما اختارني جمال عبد الناصر كنائب وحيد لرئيس الجمهورية قبل سفره بلحظات إلى مؤتمر للقمة في الرباط سنة 1969 !.
ما معني بداية الثورة!.
لقد فوجئ كل من حول جمال عبد الناصر بهذا الاختيار ـ فعلا ـ الذي أحال السادات من ـ جاسوس ـ يعرفه جمال ـ ومن مبعد وغير مرغوب فيه ومرتشي وسمسار وعميل للسعودية والمخابرات الامريكية ومهووس في تلقي الهدايا وعائلته من امراء السعودية وشيوخ قطر والخليج ـ إلى .. إلى نائب ـ اوحد ـ لرئيس الجمهورية جمال عبد الناصر!..
هل انتهى الرجال في مصر؟!  هل ماتت الثورة ورجالها؟! لكن في ذلك رغبة للسعودية، أراد بتنفيذها التخلص من ورطة مصر في اليمن، ولقد عشت الثورة اليمنية، وكان لنا مقر واذاعة ومركز تدريب، وأعلنا "جمهورية الجزيرة العربية " من اليمن وبدأنا العمليات في الجزيرة، واختلطنا مع اليمنيين كثيرا، وكان العديد منهم مع الاسف يكرهون الجيش المصري الذي جاء لانقاذهم، لكن لهم الحق في ذلك لان هذا الجيش قد اوكل أمره للمشير عامر وأتباعه وللسادات واتباعه، وهكذا انقلبت الآية ضد عبد الناصر العظيم.

عدم اضاعة فرصة تثبيت السادات في الرئاسة

ولكن، وبعد عودة جمال من مؤتمر الرباط تدهور مركز السادات، وكان السادات يخبر السعودية أولا بأول بما حدث وما يجب أن يتم للتخلص من جمال..
وأخذ كل جهد فيصل ينصب في مصر على تثبيت السادات في مركزه كنائب وحيد للرئيس جمال عبد الناصر حتّى تستوي الطبخة في اليوم المناسب.
وشعر جمال بخطورة رغبة السعودية في الابقاء على السادات كنائب له لكنه كان يظن أن السادات لا يستطيع فعل شئ في حياة جمال!.
فأبقاه نائبا له ـ ارضاء للسعودية… فتحينت السعودية الفرص لاغتياله فلم تفلح، وبدأت السعودية والمخابرات الامريكية لاشغال جمال بالمشاكل العربية ليلتهي بها عما حوله!…

مجزرة ايلول في الاردن

هنالك تحركت السعودية لمضاعفة ضغطها على الملك حسين للإسراع بضرب المقاومة الفلسطينية في الاردن، وساندته بالمال والاسلحة وبقواتها الموجودة في الاردن عام 1969 وهذا ما يعرفه ثوار فلسطين الذين شاركوا في معارك الاردن…
فأصبحت تلك المجازر الشغل الشاغل لعبد الناصر، فتحرك لدعوته المستعجلة عن طريق جامعة الدول العربية لعقد اجتماع "قمة" طارئ في القاهرة للعمل على ايقاف الدماء الفلسطينية المسفوكة في الاردن..
فحضر الملوك والرؤساء وحضر الملك فيصل للقاهرة، وهو يدرك أن ما حصل في الاردن ما كان إلاّ من ضغوطه وما حصل إلاّ بمساعدته…
وبينما جمال كان مشغولا في احداث الاردن، كان فيصل مشغولا في تدبير مؤامرة اغتيال جمال، بالرغم من أنهم عينوه "رئيسا للجنة انقاذ الفلسطينيين في الاردن"!!
وكان فيصل وكمال أدهم وفهد وسلطان يدركون نهاية جمال، وأوكل الامر لكل من كمال أدهم والمستر كلونز خبير السموم الامريكي في الرياض والسادات وحسن التهامي، لوضع نهاية سريعة لجمال..[2]
… وبدلا من أن يسافر فيصل إلى الاردن "كرئيس للجنة انقاذ المقاومة"! ـ حسبما عينوه ـ للتوسط بايقاف الدماء، سافر الملك إلى سويسرا بحجة علاج مجاريه البوليّة، وأعلنت صحف القاهرة ما يلي:
(سافر الملك فيصل هذا اليوم إلاّ سويسرا لاجراء عملية عاجلة في المجاري البولية… وأفادت نشرة طبية أنه بحالة جيدة ولله الحمد)!.. وانتهى اجتماع الملوك والرؤساء إلى لا شئ وبدأ جمال عبد الناصر يودع ضيوفه!… وأثناء ما كان يودع اخرهم ـ وهو حاكم الكويت السابق صباح السالم الصباح ـ في استراحة مطار القاهرة، قدموا له سمّ الاكونتين الممزوج بكأس من عصير القوّافة، وذلك في الساعة الرابعة إلاّ ربعا من بعد ظهر يوم 28/9/ 1970 وفي الساعة السادسة تقريبا استشهد جمال، ولم يوقع طبيبه الخاص أن الوفاة ناتجة عن نوبة قلبية، وحامت الشكوك لحظتها حول حسن التهامي، ولكي يبعد التهامي التهمة عنه:
قص خصلة من شعر رأس عبد الناصر ليحللها فراح وحده وزعم أن التحليل لم يثبت أنه مسموما، ومعروف أن سم الاكونتين لا يبقي له أثر في جسم شاربه وانما قد يبقى أثره في الاظافر والشعر لمدة ساعة فقط، والمعروف أن حسن التهامي العميل كان سكرتيرا لرئاسة الجمهورية!.
وبينما كان الناس مشغولين بجمال عبد الناصر كان السادات مشغول باستلام مكانه، ولعب دور فرّق تسد بين انصار وموظفي عبد الناصر ممن سماهم السادات بمراكز القوى… وبعد أن فشل في دور فرّق تسد لجأ إلى الاستغاثة بالليثي ناصف.

الاستغاثة بالليثي ناصف واغتياله أخيرا!

وتمكن السادات من خداع الليثي ناصف ـ الذي كان رئيسا للحرس الجمهوري في عهد جمال ـ بقطع الوعود المعمول له، ولعب الليثي دوره القذر بيد السادات لالقاء القبض على المعارضة باستخدامه للحرس الجمهوري…
وما ان انتهى السادات باستخدامه "الليثي" حتّى عينه بوظيفة مستشار عسكري له في القصر، ومن ثم عينه كملحق عسكري في لندن، ولما رفض ارغموه على الرحيل الفوري لاستلام مركزه الجديد، وبعد شهر من وصول الليثي إلى لندن اغتالت عناصر من المخابرات التابعة للسادات الليثي ناصيف في شقته وقذفت به من شرفة شقته في الطابق الثامن إلى الشارع بعد أن قامت بتخديره في شقته، وأعلن بيان في القاهرة:
"ان الليثي ناصف قد انتحر نتيجة لمرض عصبي انتابه وقفز من شقته إلى الشارع بعد أن يئس من الشفاء"!! هكذا زعموا في صحافتهم المملوكة…
ولقد لعبت المخابرات الامريكية السعودية دورها الرئيسي في خدمة السادات سواء في مصر أو خارجها ولعبوا دورهم في اغتيال المشير عام بالسم لازاحته من طريق السادات.

السادات يقول: "حمدت الله لان جثمان عبد الناصر قد دفن"!!

وفي الصفحة /10/ من مجلة السادات ـ اكتوبر ـ الصادرة بتاريخ 15/5/1977 يسلط الاضواء على أنه بينما كان الناس مشغولين في جنازة عبد الناصر كان السادات قد انشغل في ترتيب الأمور لصالحه، وانه قد أعطي خمس حقن في مجلس قيادة الثورة لتنشيطه (تصور خمس حقن) ويزعم أنه سقط من الاعياء فيقول السادات: (مات عبد الناصر يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 وقد أعطيت خمس حقن في قيادة مجلس الثورة ولم أستطع الاشتراك في الجنازة، لأنني سقطت من الاعياء، ولما افقت سألت ان كان جثمان عبد الناصر دفن!… فقيل انّه دفن… فحمدت الله)!!.

والخبراء في مصر يؤكدون اغتيال عبد الناصر

وما نشرته مجلة "الصياد" اللبنانية بعددها /1612/ الصادر في 14 آب اغسطس 1975 يلقي الضوء على هذه الجريمة الشنعاء بل الجرائم… بالعنوان التالي الذي نشرته الصياد:
عبد الناصر قتل بسم "الاكونتين" هكذا أكد المحامي المصري
"عبد الحليم رمضان" الذي أثار قضية انتحار المشير عامر
وأكده الدكتور "علي دياب" الكيمائي خبير السموم

القاهرة ـ من مرسي نويشي:

وجه المحامي عبد الحليم رمضان مذكرة إلى النائب العام المصري رداً على بيان لصلاح نصر رئيس الاستخبارات السابق حول قضية انتحار المشير عبد الحكيم عامر.
وفي هذه المذكرة يستشهد المحامي بوقائع وآراء تقول أن المشير مات قتلا بسم "الاكونتين" وليس انتحارا.
وفي هذا الموضوع قال المحامي رمضان "للصياد": "أن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قتل بالطريقة نفسها"!! وأضاف: "هذه قضية أخرى سأكشف عنها قريبا".
وقد حصلت "الصياد" على مذكرة المحامي للنائب العام. وهي إذ تنشرها مع كلامه المتعلق بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر تنتظر من المسؤولين والقضاء في مصر الكلمة الفصل في هذا الموضوع الخطير.

نص المذكرة

السيد الاستاذ المستشار النائب العام
مقدمة: عبد الحليم حسن رمضان المحامي بالنقض بالملك رقم 38 شارع عبد الخالق ثروت بدائرة قسم عابدين بالقاهرة:
الموضوع: "بتاريخ الاحد الموافق الرابع من مايو (أيار) سنة 1975 نشر بالصفحتين الثالثة والرابعة بالعدد رقم 7799 من صحيفة "الجمهورية" اليومية بيانا منسوبا إلى السيد صلاح نصر رئيس المخابرات السابع بعنوان "لم أسلّم سما ينتحر به عبد الحكيم عامر" وتناول في بيانه ردا على كتاب السيد الاستاذ المستشار محمد عبد السلام النائب العام الاسبق الصادر مؤخرا باسم (سنوات عصيبة) وقد ناقضي صاحب البيان بعض أقوال هذا الكتاب وتناولها بالتنفيذ والرد على نحو يجزم ويقطع في عدم انتحار عبد الحكيم عامر، مع الاشارة باصبع الاتهام في قتله إلى أشخاص معينين أخصهم السيد… مما ينبئ عن وجود خبايا لم تكشف عنها التحقيقات…
ويمكن الكشف عنها في اعادة لسؤال رئيس المخابرات الاسبق الذي اشار تصريحا في المقال إلى تعرضه لاسباب قهر وجبر منعته من التعبير عن جميع ما استكن في نفسه خاصة بحادث وفاة المشير خلال فترة التحقيق فيه.
وحيث ورد في وجهة نظر السيد صلاح نصر الموجهة إلى النائب العام قوله:
1 ـ انكم ذكرتم انني لم أنف واقعة طلب المادة السامة. لم تذكروا انني جزمت بأن المشير لم يتسلم مني سما قط.
2 ـ انني ذكرت في التحقيق ردا على سؤال لكم انني أجزم بأن المرحوم عبد الحكيم لا ينتحر.
لان معرفتي به كرفيق عمر تؤكد أنه رجل مؤمن وشجاع يستطيع أن يوجه أي موقف.
3 ـ انني ذكرت في التحقيق أنه حدث تلاعب في سجلات السموم بالمخابرات بعد استقالتي، ونحي الرجل المسؤول بآخر، وقلت رأيي فيه بأنه شخص لا يوثق فيه ويستطيع أن يفعل أي شئ، كما ذكرت أن المادة السامة كانت كاملة في مكتبي حتّى تقديم استقالتي في 26/ 8/ 1967.[3]
4 ـ انني قدمت لكمن صورة من الاستقالة التي قدمتها لرئيس الجمهورية وصورا من البرقيات التي أرسلتها لكم أثناء تحديد اقامتي في منزلي قبل نقلي عنوة من منزلي يوم 4 اكتوبر (تشرين الأول) 1967 إلى مستشفى الطيران بالعباسية.
كما ذكرت أن أمين هويدي اقتحم الجهاز ولم أقم بتسليمه أي شئ سوى حسابات المصاريف السرية عن طريق مدير مكتبي السيد وجيه عبد الله، بعد تركي الخدمة في 27 أغسطس 1967 .
5 ـ لقد أغفلتم شيئا هاما ذكرته في التحقيق وهو انني قلت: هل من المعقول أن يستلم المشير عامر سما في أوائل (ابريل) لينتحر به في 14 (سبتمبر) أي بعد خمسة شهور، ومن كان يستطيع أن ينتبأ أن حربا ستنشب في يونيو تؤدي إلى هزيمة ثم خلاف بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ثم اعتقال عامر ثم انتحاره… ؟.
6 ـ أين كان سيادتكم حينما نشرت الصحف في اليوم التالي (بالمناشيت) انني قررت انني سلمت سما للمشير خلافا لما جاء في التحقيق ؟ وحينما ارادت أن أعبر عن هذا الافك من شرفة غرفتي بمستشفى الطيران وخاطبت أهالي العباسية في صباح 5 أكتوبر 1967 ، نقلت عنوة إلى السجن الحربي وأنا بين الحياة والموت، فقد كنت لا أزال أقضي مدة النقاهة من الازمة القلبية التي هاجمتني في مكتبي يوم 13 يوليو 1967 والتي اجبرتني على الرقاد في فراشي لمدة شهر ونصف، ولقد أرسلت لكم من المستشفى قبل نقلي إلى السجن بلاغا أتهم فيه البعض بقتل عبد الحكيم عامر، ولا أدري حتّى اليوم مصيره.
7 ـ ان عبارة (وبدأ تحقيق ان المشير حصل على المادة السامة التي انتحر بها من ادارة المخابرات العامة) تتناقض مع الاحتمال الذي فرضته في الفقرة الاخيرة من هذا الفصل والتي جاءت في صفحة 120: وقد اشرت إليه بناء على التقرير الطبي الشرعي الذي يقرر احتمال أن يكون المشير قد تناول قبل وفاته وفي استراحة (المربوطية" قدرا آخر من مادة (الاكونتين) عجل بوفاته.
ويستطرد في هذه الفقرة بقولك:
ـ ان هذا الاحتمال يفتح الباب لاحتمال آخر لا يصل إلى حد الاستحالة، وهو أن يكون أحد خدم الاستراحة قد دس له في الشراب قدرا من (الاكونتين) اذن فهناك حلقة ضائعة… إذ لم أكن قد سلمت عبد الحكيم عامر السم، وقد ثبت أن وجدت باقي الكمية التي تسلمتها في أول ابريل 1967 فمن صاحب المصلحة اذن في موت عبد الحكيم عامر ومن الذي يستطيع أن يخرج السم من المخابرات بعد استقالتي وتركي الجهاز.
هذا تساؤل يحتاج إلى تفسير وتوضيح!!!
هذا ما يقوله صلاح نصر، مؤكدا أن السم لم يخرج من دائرة المخابرات المصرية وأن عبد الحكيم عامر لم يمت انتحارا، ولكنه اغتيل "فمن هو صاحب المصلحة باغتياله غير السادات؟" .
ونعود إلى مذكرة المحامي عبد الحليم رمضان للنائب العام… وفيها يقول: حيث أنه من صالح الإنسانية والعدالة في مصر… وسيادة القانون بعد اطلاق هذا المقال للقيل والقال، واثارته للتساؤل والسؤال والشكوك حول حقيقة ظروف وأسباب وفاة المشير عبد الحكيم عامر، ان تفتح صفحات تحقيق هذا الحادث من جديد وان يعاد سؤال صلاح نصر فيه، وليبدي قوله، فيما يدير أن يفصح به عن مكنونات نفسه ليجلي الحقيقة"!"، وليكشف عن خفية ما أخفى عهد مراكز القوى[4].

الانتحار مستحيل؟

وفي مكتب المحامي عبد الحليم رمضان التقيت بالدكتور علي محمد دياب مدرس تحليل العقاقير والسموم بالمركز القومي للبحوث.
وقد تطوع الدكتور دياب للإدلاء بشهادة علمية في هذه القضية قال:
"هناك دلائل قاطعة على أن التقرير الطبي الذي صدر بعد حادث المشير عامر فيه كثير من المغالطات، بل لا أكون مغاليا إذا أكدت أن فيه كثيرا من التزييف العلمي. وارتكز في كلامي على عدة نقاط:
أولا: هذا النوع من السم (الاكونتين) يمتص بسرعة شديدة من الجسم بحيث يستحيل علميا الكشف عنه بعد ساعة من تعاطيه، لانه يتحول إلى مواد متشابهة مع مواد طبيعية في جسم الإنسان.
ثانياً: ان الجرعة القاتلة (للاكونتين) لا يمكن أن تزيد عن (2 مللي) وبمعنى آخر (2 من الالف من الغرام).
ثالثا: الدراسات الاكاديمية في  فترة موت المشير كانت ناقصة… وخصوصا عن هذا النوع من السم.
رابعا: هذه المادة السامة (الاكونتين) لا يمكن خلطها بمادة أخرى تجعل الوفاة تحدث متأخرة أو مؤجلة".
ويقول الدكتور علي دياب:
"ان الدراسات التي أجريتها على هذه القضية بالذات، وحصلت بها على درجة الدكتوراه تؤكد أن هناك ثغرات كثيرة جدا في تقرير الطب الشرعي الخاص بحادث المشير عامر.
إذ أن التقرير العام قال ان المشير عامر مات بعد 18 ساعة من تناول السم وهذا مستحيل علميا، وقال التقرير انهم وجدوا مادة الافيون في معدة المشير، وأؤكد أن مادة الافيون لا تؤجل الوفاة بعد تعاطي (الاكونتين)".
"وأيضاً أؤكد أنه لو كان صحيحا أن المشير عامر مات بعد 18 ساعة من تعاطيه (الاكونتين) لكان من الممكن انقاذه بسهولة".
وتدخل المحامي عبد الحليم رمضان في الحديث ليؤكد:
انني واثق تمام الثقة من خلال معلومات حقيقية بأن المشير عامر قتل بنسبة مخففة من (الاكونتين) مقدارها (واحد على الالف من الغرام) وقد وضعت له في عصير "جوافة" أثناء نقله من الجيزة إلى شقة المخابرات بشارع الهرم[5].
ثم قال المحامي: وبنفس الطريقة قتل جمال عبد الناصر في ميناء القاهرة أثناء وداعه لامير الكويت.
وهذه قضية أخرى سأكشف عنها قريبا"[6].

حوار مع شقيق المشير

وهنا وصل إلى الجلسة المهندس حسين عامر شقيق المشير عامر. وكان على وجهه ارهاق وتعب وآلام نفسية هائلة، ودخلت معه في حوار فقال باختصار:
ـ لا شك أن لكل إنسان أخطاء، لكن أن يكون جزاء هذه الاخطاء قتل رجل دون محاكمة ودون أن يعطى فرصة للدفاع عن نفسه، فهذا شئ مؤلم.
ـ الجميع الآن يطالبون بفتح الملفات، وأنا الاخر لا أجد أمامي إلاّ أن أطلب من ساحة القضاء المصري ـ ولا أشك في عدلها ـ فتح التحقيق في هذه القضية مرة أخرى… لينكشف للعالم أولئك الذين اغتالوا عبد الحكيم عامر.
ـ لقد أرادوا التخلص من المشير عبد الحكيم عامر، لانه في أواخر حياته وقبيل النكسة كان قد اكتشف إعدادا لقلب نظام حكم عبد الناصر[7].
ـ وعلى كل الاحوال، لا أستطيع الآن أن أفتي في هذه القضية… فهي أمام القضاء وكلمة القضاء لا تعلو كلمة عليها.
أمام كل هذا…
ما دامت القضية أمام القضاء منذ خمسة أعوام فلماذا رفض السادات كشفها؟ وهو الذي ما ترك سترا لم يكشفه!.
ثم ما رأي الاطباء الذين وقعوا على التقرير الذي يؤكد وفاة المشير منتحر!!.
وما هو رأي صلاح نصر الذي فجر القنبلة في حديثه لجريدة "الجمهورية"؟… سنعمل للحصول على أجوبة عن هذه الاسئلة في العدد القادم[8].

السادات والسعودية وراء اغتيال المشير وعبد الناصر

1 ـ لو يعرف السادات أنه سيدين جمال عبد الناصر في مقتل المشير عامل لما وفّر كشف عبد الناصر بأية وسيلة من الوسائل، ولو يدرك السادات أنه سيدين "مراكز القوى" ـ خصومه ـ باغتيال  عامر لما تركهم، خاصة وان السادات على كل شئ قدير..! لكنه يعرف من الذي اغتال عامر ومن الذي اغتال عبد الناصر بنفس سم الاكونتين، ويدرك أنه لو فتح التحقيق فسوف لا يكشف إلاّ نفسه والسعودية وأجهزتها الامريكية…
2 ـ لقد منع المحامي عبد الحليم رمضان من الاستمرار بكشف هذه الجريمة بعد أن وعد في مجلة "الصياد" بكشفها… فهل نجد من يتصل به لكشف الموضوع؟..

شئ من تاريخ السادات

سقط السادات في فرقة فاطمة اليوسف للرقص والتمثيل الفني ونجح في الرقص والتمثيل السياسي

المرحومة فاطمة اليوسف هي والدة السيد احسان عبد القدوس، كانت ممثلة وأصدرت مجلة "روز اليوسف" وهو الاسم الفني لفاطمة اليوسف…
قال لي أحد المحررين في مجلة روز اليوسف ـ وكنا مجموعة في بيته ليلة 11/4/ 1976 ـ ما يلي: "بينما كنت أبحث في الارشيف القديم لمجلة روز اليوسف تجمد نظري عند جواب منشور في الصفحة 29 من العدد 203 الصادر بتاريخ 13 مايو 1932 وهو كما يلي:
إلى الفتيات والفتيان الذين تقدموا لنا بطلبات الانضمام إلى فرقة فاطمة اليوسف… نأسف لعدم قبولكم في الفرقة نظرا لعدم اجتيازكم الاختبار الفني للرقص والتمثيل آملين لكم النجاح في فرص قادمة… والاسماء هي:
الفتاة غالية حسنين
الفتاة مرفت سليم
الفتى محمود حموده
الفتى أنور السادات

وكان التعليق

يا ترى لو أن فاطمة اليوسف، قبلت هذه المجموعة الساقطة ـ طبعا ـ في الرقص والتمثيل وأتاحت لهم فرصة للتدرب لديها والتدرج على ملاهي مصر كالفرصة التي أتاحها جمال عبد الناصر لانور السادات وغيره، فهل سيلمع السادات كنجم بمستوى إسماعيل يس أو المهندس أو شكوكو فيضحك الناس بلا هدف ويكفي هذه الامة المنكوبة شره وشر تمثيله السياسي؟…
ولو أن فاطمة اليوسف أتاحت للسادات فرصة التدريب والتدرج في الرقص على الملاهي بدلا من الرقص على الحبال السياسية، فهل سيكون عنده الوقت الكافي لحك جبينه بالحجارة لخداع بعض السذج زاعما أنه من "بتوع ربنا" وأنه لا هدف له من ملذات الحياة بدليل أن سيماه في وجهه من آثار السجود!…
بينما الذكي يعرف أنه كشخص عمل في عدد من المناصب الكثيرة ومنها منصب الرئيس: لا يمكن أن تكون لديه الفرصة الكافية ليصلي كثيرا إلى الحد الذي يجعل جبينه يتورّم كدبر الحمار…
والمعروف أنه وَجَد الوقت للصلاة ـ فصلاته لا تتم إلاّ على السجاد الثمين.. والسجاد الثمين اللين لا يخّشن الجباه بل ينعمها … والمعروف أيضاً أنه حتّى النبي محمد عليه السلام لم يكن في جبينه شئ من هذه الوصمات التي هي بصمات النفاق…
وقد أخطأ السادات في فهم القرآن الكريم، فظن أن سيماء المؤمنين انّما تكون في الجباه، بينما هي في وجوه أهل الخير من عمل الخير: (سيما هم في وجوهم من آثار السجود)… وكان من الممكن أن تقول الآية (سيماه في جباههم من آثار السجود) ونطقها سيكون أكثر موسيقية من نطق (وجوههم) لكنه قال في وجوههم… ووجه السادات كعمله … لا ينم عن الخير.
وليس الدين ـ أبدا ـ في الجباه وحكت الجباه في الحصو، بل في المعاملة كما يقول الحديث الشريف: (الدين المعاملة).
المهم: لقد فشل السادات في الرقص ونجح السادات في السياسة و (كما تكونوا يولّى عليكم)!… حديث شريف.
ولننهي موضوع السادات، لنبدأ بما قاله عبد الله الفيصل عن والده صاحب السادات…

والدي فيصل مات فقيرا ومديونا بـ 5000 ريال ومات وليس في جيبه قرشاً واحداً!!

بهذا صرح عبد الله الفيصل عن والده أثر مصرعه بيد الشهيد فصل بن مساعد.
وبمثل هذه الاكاذيب يتحدث آل سعود عن الصلاة في القدس وتحرير فلسطين والاراضي العربية المحتلة!.. وليس هناك أسفه من آل سعود إلاّ من يصدقهم من العرب العاربة والهاربة والمستعربة..
"مات والدي وهو لا يملك قرشا واحدا"!! قرشا واحدا!! … فقط؟ لماذا!…
ولماذا يكون في جيبه قرش واحد ومالية الشعب كلها جيبه الخاص؟. وجيوب آل سعود هي المالية… ولو أردنا أن نكون من السذج لاكتفينا بالتساؤل عن القصور فقط؟!.. لنقول: من أين له ولكم ولهم: أثمان القصور؟.. فمثلا في عام 1360 هـ بدأ فيصل ببناء قصر الطائف فانتهى عام 1362 هـ/ أي بعد 12 سنة ـ وكلف 130 مليون ريال يوم أن كانت الملايين غالية… ثم بدأ فيصل ببناء قصر "الشيبة" بمنطقة العدل بأعالي مكة منذ عام 1370 هـ ولم ينته إلاّ قبيل أيام من مصرع فيصل لضخامته ـ أي بعد مضي 16 سنة ـ وقد كلف 120 مليون ريال .. كما بدأ فيصل ببناء قصر "الرويس" بجوار السفارة الامريكية بجدة عام 1370 هـ وأخذ يشيد فيه على طريقة بناء قصور الاندلس، وكلف 300 مليون ريال… وأشاد فيصل قصره في الرياض المعروف باسم قصر "المعذر" وكلف عشرة ملايين ريال أيام الرخص… وله عدد من القصور الاخرى في الرياض وجدة ومكة والطائف وبيروت وأمريكا وسويسرا و"جاردن سيتي" في القاهرة
وصل الغرور بالفاسق فيصل أن يوزع الدعوات "في الجنة والنار" ويحجز لزواره الاماكن هناك ويرفع يديه بالدعاء كلما زاره زائر زاعما أنه ليس بينه وبين الله حجاب!!.
وما أن استقبل فيصل السيد أحمد سيكوتري رئيس جمهورية غينيا حتّى رفع يديه (يدعو ربه بالمغفرة) لسكيوتوري بصفة فيصل "خليفة رسول الله" كما يزعم، و"ان دعواته لا توصد بوجهها أبواب السماء"!!.
وقال فيصل في آخر دعائه (يا رب ارفع عن غينيا المسلمة شرور الاشتراكية!) فأي رب يا ترى يدعوه فيصل؟. أتراه يدعو رب البيت الحرام؟! أم رب البيت الابيض؟! الذي لا رب لفيصل سواه…

فيصل المنكَس

اختلف عبد العال موسى مع بعض أقاربه في (المدينة المنورة) على قطعة أرض فحكم القاضي السعودي ضد عبد العال، وكان عبد العال على يقين من أن الحق له، لذا أرسل برقية إلى فيصل (نائب الملك عبد العزيز على الحجاز) يشكو إليه ما لحق به من ظلم، وبدا من أن يحقق في الموضوع أصدر أمره بسجن عبد العال موسى وتعذيبه لمدة أسبوع، فلم يسكت عبد العال وطلب من أحد أقاربه أن يرسل باسمه وهو في السجن إلى الملك عبد العزيز يتظلم فيها ويطلب انصافه، فظن الملك عبد العزيز، أن عبد العال خارج السجن فأرسل الملك عبد العزيز برقية إلى فيصل هذا نصها: (انكسوا عبد العال في السجن) فأصدر فيصل أمره إلى مدير الامن العام مهدي بك اليهودي بربط قدمي عبد العال بحبل وتعليقه من قدميه إلى سقف السجن…
فعلق عبد العال، وأرسل أقاربه برقيات في اليوم الأول والثاني والثالث إلى عبد العزيز وفيصل (يسترحمونهما) الافراج عن عبد العال لانه تورم رأسه وجسمه من (التنكيس) وحالته في غاية الخطورة… وهو يموت الان… ولم يجد عبد العال من المجرمين اذنا صاغية.
فمات منكس الرأس… بعد مضي ثلاثة أيام ذاق فيها مرارة الموت في كل دقيقة من التنكيس … ولما بلغ الامر الملك عبد العزيز زعم يقول: (انني لم أقصد بكلمة أنكسوه، إلاّ أن أعيدوه إلى السجن، ولم اقصد أن تنكسّوه على رأسه) وقال فيصل: (دعو عبد العال يكون عبرة لغيره ممن يرفعون الشكاوى متذمرين من مظالمنا ومظالم قضاتنا).
هذا أمثلة فقط لما يلاقيه شعبنا من جرائم الحكم المنكوس…

من أجل بيضة قطعوا يد امرأة جائعة!…

اتهمت امرأة في المدينة المنورة بسرقة (بيضة دجاجة) فجئ بها للمجرم السفاك عبد العزيز بن إبراهيم حاكم المدينة فقطع يدها… ورفعت شكوى بعد ذلك إلى فيصل في مكة تنفي أنها قد سرقت البيضة وتستنكر قطع يدها ظلما ودون تحقيق، أو وجه حق… فأرسل فيصل برقية إلى حاكمه المجرم ابن إبراهيم أن (اقطع رجلها) وما أن علمت المرأة المسكينة المظلومة إلاّ والعبيد يسحبونها من شعرها فيقطعون قدمها اليسرى…
فماتت المرأة في اليوم التالي من جرائم الحكم القراقوشي السعودي… واسمها زاهرة سليم…

فيصل وسعود يتزاحمان على صاحبة بثياب حريمية!

كان لفيصل صاحبة في الطائف وكان دائما ما يأمر خادمه الاسمر (حمود الماص) لمرافقتها في ذهابها منه وايابها إليه.. وكان الملك سعود يتحين الفرص هو الآخر للاستيلاء عليها، ويضع من يراقبونها، ولما رأى خادم فيصل برفقتها هدده وأغراه في الوقت نفسه، بالتفاهم معها من أجل سعود.. فلم تعارض.
وحددت الموعد لسعود (على أن يرتدي ثياب امرأة سعودية ويأتيها مساء برفقة خادم فيصل منعا للشكوك!..) وفي المغرب ذهب سعود إليها بثياب امرأة ملفوفة وقضى منها وطره فخرج وإذا به يفاجأ بأخيه فيصل أمام بابها يهم بالدخول وهو يرتدي ثياب امرأة أيضاً!.
ولم يسلّم أحدهم على الاخر رغم معرفة كل منهما للاخر.. فخرج سعود يرافقه خادم فيصل ودخل فيصل وحده بثيابه الحريمية.. وفي اليوم التالي استدعى فيصل خادمه حمود الماص وأبعده حالا إلى الرياض آمرا إياه بعدم العودة إلى الطائف أو الحجاز دون أن يبدي له الأسباب …
فقبل الخادم هذا الامر لمعرفته بالاسباب التي يستحق من أجلها أكثر من هذا!، رغم ان الخادم المسكين كان رغما على كل ما فعله فيصل وسعود.. فالخادم السعودي يرغم على أن يعتبر الرذيلة فضيلة والفضيلة رذيلة، والبرئ مجرم حتّى تثبت ادانته بالجلد وقلع الاظافر والاغتصاب والحطبة وقطع اليدين إلى المرفقين ومسح جميع الرأس والترتيب والموالاة!…

المعتدي على مدير البلدية كالمعتدي على الملك

مواطن من (أشراف مكة) البدو يملك قطعة أرض في جدة اعتدى عمر باناجه مدير بلدية جدة عليها فاقتطعها، فراجعه المواطن، فوجه منه كل اهانة، وغضب المواطن على سلب حقه واعطائه لمن لا يستحقه… فاستل سكينا صغيرة معه لتقليم الاظافر وضرب بها باناجه في رقبته، فألقي القبض على المواطن، ليلاقي صنوف العذاب الاليم، بينما نقل مدير بلدية جدة إلى المستشفى لتضميد جرحه الصغير الذي شفي منه في ساعته، وبالرغم من تنازل باناجه عن حقه إلاّ أن فيصل بن عبد العزيز رئيس الوزراء وولي العهد لم يتنازل بل جعل من نفسه (شرعها وفرعها) كما يقول…
ولم يحيل المواطن حتّى إلى القاضي السعودي بل اصدر تشريعه المعروف التالي: (لو تنازل باناجه فنحن لم نتنازل.
والذي اعتدى على مدير البلدية قادر على أن يعتدي على وزير الداخلية وعلى رئيس الوزراء لذا فليقتل بالسيف في الشارع العام) وكان وزير الداخلية هو ابنه عبد الله الفيصل… فقتل الشريف عام 1378 هـ ـ 1958 م.. فأي شريعة سماوية أو قانون وضعي يقر تنفيذ  الاعدام في الجاني بينما المجنى عليه حي يرزق!.
لكنه حكم فيصل السعودي الذي يدل على همجيته ووحشيته… وافظع من هذا كله أن فيصل يدعي أنه يحكم باسم القرآن؟! فأي قرآن هذا الذي يعنيه، وهو الذي كفر بالقرآن؟! ألم يحرم القرآن القتل حتّى على بني إسرائيل ابناء عم فيصل؟
(وكتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أ حيا الناس جميعا؟).
فكيف يدعي آل سعود بالقرآن تشريعا والقرآن يقول (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلاّ بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) لكن أعداء الإسلام فيصل وحكام اسرته حينما يفعلون المنكر باسم الإسلام لا قصد لهم إلاّ تشويه الإسلام واخراجه لمن لا يعرف الإسلام على أنه دين الوحشية.
انها خطط بني صهيون. ولقد فعلت إسرائيل ما فعله الصهاينة في فلسطين… لكن ايماننا عميق بما قاله رسول الإنسانية محمد بن عبد الله (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) ولن تضيع دماء المؤمنين هدرا… ولقد ذاق فيصل طعم الموت مرة واحدة على يد الشهيد فيصل بن مساعد… مع أنه يجب أن يذوقه مليون مرة كقصاص لارواح الاف الشهداء الذين قتلهم واسرته…

فيصل يأمر بسلخ الجنود

تمرد 19 من جنود الجيش عام 1378 هـ ـ 1958 م في جدة وتحصنوا في بعض التلال القريبة من جدة بطريق المدينة المنورة.
والتي لا تبعد كثيرا عن بلاج أبحر … وراح الجنود التسعة عشر يرابطون للامراء ومن معهم وما شابههم فيشبعون الانذال من لصوص الشعب ضربا ويأخذون ما معهم… واستمرت ثورة الجنود على هذا المنوال قرابة شهرين لم يعتدوا خلالهما على أي عابر سبيل من أبناء الشعب العاديين، فأرسلت العصابة قوة تطاردهم حتّى القت القبض عليهم فاحالوهم إلى قاضي جدة الشيخ الحركان الذي (حكم بتقطيع أيديهم بصفتهم قطاع طرق!) لكن فيصل لم يعجبه حتّى هذا الحكم الظالم فأمر بتقطيع أرجلهم مضافة إلى أيديهم فقطعوا أيديهم وأرجلهم… ومرة أخرى ساور رئيس الوزراء فيصل الشك من أنه لم يكن منصفا فيما أمر به فأمر بقطع رؤوسهم معطوفة على الايدي والارجل قائلا حكمته المشهورة: (لو تركنا هؤلاء لشجعنا غيرهم بالتعدي على الامراء) منتهكا بذلك حرمات الشرائع كلها وكل القوانين في العالم وحقوق الإنسان والاسلام الداعي لقتل الامراء والملوك واتباعهم واعادة ما سرقوه من الشعب بأي شكل من أشكال المقاومة…
والشريعة السمحاء على لسان أبي ذر الغفار تشرّع: (عجبت لمن لا يجد قوت يوم في بيته كيف لا يخرج على الاغنياء شاهرا سيفه؟!) ويصرخ علي بن أبي طالب بالحق المبين والقصاص ممن سرقوا الشعب وأمواله قائلا: (ما جاع فقير إلاّ بما متع به غني وأمير… وكم حراً سير تحت إمرة أمير)…

تمرد آخر

تمرد بعض الجنود في مكة تذمرا لقلة مرتباتهم وتأخر صرفها… فعلم رئيس الوزراء بالامر "الخطير" فأمر (بخلع بدلاتهم العسكرية وربط أيديهم وأرجلهم وتركهم عراة في الشمس وتعذيبهم لمدة اسبوع ومن ثم يسرحون وينفون بعيدا عن جوار بيت الله الحرام!..) يا سلام؟.
حاميها حراميها.. والشرع ما ينطق به حرامي الحرمين…

فيصل وفتوحاته

1 ـ استولى فيصل على أراضي (شبرا) في مكة، وتمتاز بموقعها وارتفاع أمثانها فقسمها وباعها لحسابه وأصدر قبل بيعها أمرا يحذر فيه اصحاب الاراضي في مكة من بيع أراضيهم قبل أن يبيع الفيصل أراضيه المغتصبة…
كما استحوذ هو وابناؤه على أجمل الاراضي في الحجاز وباعوها أو أشادوا عليها عمارات يؤجورنها، وهذه شريعة آل سعود وسماسرتهم، ولا زال حكام آل سعود يستولون على كل أرض ممتازة… ولهم عدد من السماسرة يخبرونهم بكل ما يستجد من أراضي صالحة…
2 ـ سبق لفيصل أن أصدر أوامره بأن لا يتقل أحد من منطقة (سجا) وهي مساحة برية تزيد على المائتي كم، ليجعل منها (حمى) له يحميه من كل عابر سبيل ليتوفر فيه العشب لأبله وأغنامه كما يتوفر فيه لاصيد ليخرج بين حين وآخر يصطاد الغزلان البرية والبشرية وطيور الحبارى وأشياء أخرى…

هكذا يتعامل آل سعود مع إسرائيل

سبق أن أرسل العرش السعودي عددا من الجيش السعودي إلى الاردن عام 1957 لمساعدة الملك حسين في قمع الشعب هناك… وفي أواخر عام 1958 استدعي ذلك الجيش المسمى باللواء العاشر بعد أن أدى مهمته لكنه لم يسمح له بدخول المدن بل نفي إلى صحراء الشيخ احميد قريبا من مياه العقبة، ولم يكن معه إلاّ طبيب واحد فمرض الطبيب نفسه وكان يعرف علته إلاّ أنه لم يكن لدى الطبيب من الدواء ما يداوي به نفسه، فأبرق الطبيب إلى وزارتي الصحة والدفاع ولم يأتيه أي رد، وأبرق إلى فيصل بصفته رئيس الوزراء وولي العهد ووزير الخارجية فلم يرد له أي جواب وانما اكتفى بالسخرية من الطبيب وقال لمن حوله: (مرض الاطباء رحمة) فقام الجيش بتطبيب طبيبه وكان (آخر طب الكي) فكووه بالنار في بطنه وأحس بانتعاش لكنه هرب إلى سوريا، تاركا ما بقي له من مرتبات لآل سعود….
أما عن الجيش فقد أرسل بعض ضباط القادة إلى وزارة الدفاع برقية يشرحون فيها ما تفعله إسرائيل التي ترسي زوارقها في المنطقة "السعودية" (وينزل بحارتها إلى أراضينا ويتحرش جنود إسرائيل بجنودنا وينزلون كميات من الحشيش يستلمها بعض عملائهم السعوديين لتصريفها في البلاد وعلى الجيش نفسه فأذنوا لنا باطلاق النار على الصهاينة الاعداء!) فأحال وزير الدفاع سلطان الامر إلى رئيس الوزراء فيصل الذي اهتم للموضوع جدا (خوفا من أن يتسرع جنودنا باطلاق النار على جنود إسرائيل) مرسلا البرقية التالية: (لا يمكن لليهود أن يعتدوا عليكم ما لم تعتدوا عليهم، واليهودي لا يساوي رصاصة نخسرها باطلاقها عليه… وقد قال الله في محكم كتابه "غلّت أيديهم ولعنوا" فاليهود مغلولة أيديهم) .. فكان جواب الضباط: (لم يكن هناك من غلّت أيديهم ولعنوا سوانا)
فأمر فيصل بعد ذلك بنقل اللواء من مكانه الحساس المقابل للصهاينة… ولا زالت إسرائيل تقذف بطرود الحشيش بمعرفة من آل سعود وبعض الامراء المنتفعين بتجارة الحشيش والمخدرات… وما زال آل فهد يسيرون على النهج الفيصلي نفسه…
وقبل فترة بعثوا بعدد من جنود الحرس الوطني لمراقبة الجيش نفسه، فجاءت طائرة اسرائيلية وحطت في منطقة الشيخ احميد فاطلق جنود الحرس الوطني النار عليها فأصابوها وأصابوا الطيار وزميلته باصابات طفيفة…
واهتزت السفارة الامريكية لهذا الحادث "الفظيع" وطالبت بعقاب الجنود وبدفع قيمة الطائرة وتعويض اليهوديين المصابين… مدعية أن بداخل الطائرة ذهبا نهبه جنود الحرس الوطني، وأن ما تطالب به لا يقل عن 25 مليون دولار…
وبالفعل فقد دفعت السعودية 25 مليون دولار استلمتها السفارة الامريكية لتسلمها إلى إسرائيل وأبعد جنود الحرس الوطني عن المكان وقتل الجندي الذي اتهم باطلاق النار على "الضيوف" وأصلحت اصابات الطائرة الطفيفة بعد أن تولى الامريكان تفريغ حمولتها التي لم تكن إلاّ حشيشا وأفيون… وتولى جنود أمريكان أتوا من قاعدة تبوك حراستها وأتت طائرة سعودية حملت الاسرائيليين إلى مستشفى آرامكو بالظهران حيث ضمدت جراحهما واعيدا بطائرة حربية إلى مكان طائرتهما فاستقلاها وعادا بها إلى الاراضي المحتلة في فلسطين…

فيصل، وحائل

انتفض الشعب في حائل عام 1382 هـ 1962 م انتفاضة ثورية (سلبية) إذ لم يستخدموا السلاح فيها وانما مارسوا المقاومة السلمية حيث طوقوا قصر الطاغية السّفاك الجاهل الارعن حاكم حائل الامير عبد العزيز بن مساعد آل سعود جلوي آل سعود سعود، فأغلق أبواب قصره خوفاً من أن تقتحمها الجموع الغاضبة.
لكنه بعد أن رفض الشعب المتظاهر التفاهم معه أو الابتعاد عن باب القصر أمر خدمة باطلاق النار على المتظاهرين فأصيب الكثير منهم بجراح، ثم اتصل بعدد من حرسه المتوحش لينهبوا سيارات المواطنين الواقفة حول باب القصر ويشعلوا فيها النار ويطوقوا الجمهور من الخارج مما اضطر الاعزل من السلاح إلى الانهزام أمام سيوف ورصاص المجرمين، لكنهم لم يتراجعوا عن مطالبة الملك بابعاد اللص المجرم (ابن عمه)
جزار حائل عبد العزيز بن مساعد، واستمروا في مقاومته ومقاطعته من كل ناحية، وارسلوا وفدا منهم لمقابلة الملك سعود الذي كان يخيم "قانصا" بالقرب من حائل للتفاهم معه بهذا الخصوص، فأرسل لهم الملك سعود أحد خدمه ليبلغ الوفد (أنه يتوجب عليكم قبل مقابلتي أولا مقابلة أميركم ابن مساعد ومصالحته) وكان رد الوفد الشعبي حاسما قويا وهو (أبلغ سيدك سعود أننا نرفض مقابلته أولا، ونرفض مقابلة المجرم ابن مساعد ثانيا، وكنا قد جئنا نشكو إليه بصفته المسؤول الأول عن الجرائم لكن المشتى إليه كالمشكو منه وكما يقول المثل: المربوط أخبث من المطلق!).
وغادر الوفد المكان… وأرسل الملك سعود من يلحق بهم لاعادتهم بغية مقابلته… لكنهم رفضوا مقابلته بتاتا.. وكان رئيس الوزراء فيصل يملك زمام السلطات آنذاك ويوشك أن يخلع أخاه ليجلس على سرير ملكه… فرأى الوفد الشعبي أن يذهب لمقابلة فيصل بالرياض، حيث استقبلهم هناك عدد من المواطنين واستأجروا لهم بيتا كبيرا أسكنوهم فيه وأكرموهم ووضعوا لهم أنواع الخدمات… وعندما حاول الوفد مقابلة فيصل رفض مقابلته مرارا لكنه حدد له في الاخير موعدا.
فماذا قال الطاغية فيصل للوفد عن الطاغية عبد العزيز بن مساعد.
قال فيصل (عليكم أن تقبلوا رأس ابن مساعد وتسترضوه أولا قبل المجئ الي فابن مساعد مثل والدي وهو صاحب البلاد ولن اسمح لاحد بالتطاول عليه) لكن أهالي حائل وضعوا رأي فيصل هذا في مجاري المياه العفنة.
وخرجوا من عنده مصرين على مقاطعة ابن مساعد. فعاد فيصل إلى سلاحه الخبيث (فرق تسد) حيث استطاع أن يخدع بعضهم بالتفاهم مع ابن مساعد بعد أن تعهد لهم بواسطة الامير محمد بن عبد العزيز هو أخو فيصل وابن اخت ابن مساعد: بأن الحكم السعودي سوف ينفذ كل مطالبهم في حالة التفاهم المؤقت مع ابن مساعد… فخدع البعض بتلك الايمان الغلاظ المقطوعة على لسان الامير محمد آل سعود التي لم تكن إلاّ مواعيدا كاذبة من حبك فيصل الكذاب.. واصر آل سعود على عدم ابعاد الطاغية بن مساعد، ولكن نتيجة تحرك قسم من قبيلة شمر المهاجرين في العراق بقيادة سعود آل رشيد، سارعت السعودية بعزل الطاغية بن مساعد، وجمدت هذه الحركة، ولم يكن هذا هو الحل بالطبع، فالحل أعمق جذوراً من هذا إلاّ وهو اجتثاث الاحتلال السعودي من جذوره واحراق بذوره…

أمريكا حليفتنا واسرائيل حليفة أمريكا

قال أحد المخدوعين بنصيحة ساقها للملك فيصل بن عبد العزيز قبل وفاته عام 1975:
(ان الجيش السعودي سيكون اضحوكة بين جيوش الدولة العربية فيما لو دعت الحاجة اليه، ويجب تقوية هذا الجيش وتركه يعمل ليكون جيشا قويا صالحا أو قادرا على رد العدوان من أي جهة من الجهات أو من أي صنف من الاعداء).
فتبسم الملك ابتسامته العذبة المحبوبة ـ كما يقول المتحذلقون ـ وقال فيصل:
(اننا في الحقيقة لسنا في حاجة إلى جيش بالمعنى الصحيح، نحن بحاجة إلى بوليس فقط، فمحاربة إسرائيل ليست من الحسبان في شئ، وعدوان إسرائيل علينا غير وارد ذكره ما دام الامريكان لن يسمحوا لها بمجرد التفكير بالاعتداء علينا فأمريكا حليفتنا واسرائيل حليفة أمريكا.
وان كنا نبقي على اسم الجيش ووزارة الدفاع في تشكيلاتنا فانما هو لاستكمال مظاهر الدولة فقط)… قال فيصل: (عقد الصفقات فيه نفع لتجار السلاح عندنا)!.
ويقال ان فيصل كان يطعن بتصرفات آل سعود فهد وسماسرتهم، بعد أن استبدلوا عدنان خاشقجي بكمال أدهم عن سمسرة السلاح… وكمال أدهم هو شريك فيصل وصهره ووكيل أعماله…
سعوديات يهوديات
1 ـ سبق أن أقامت وزارة نفط "حكومة العائلة السعودية" الدعوة على شركة أرامكو تطالبها بمبلغ 500 مليون دولار عن أرباح الزيت في صيدا.
والذي أثار الموضوع هو أحد المستشارين المصلحين وقد وضعت الشركة و"الحكومة" محكمين بهذا الصدد وأوشك الحكم أن يصدر بادانة الشركة بالمبلغ المذكور.
ولكن.. سمو الامير فيصل أمر بسحب الدعوة والغاء اجراءات المحاكمة، وذلك مقابل حصول سموه على (100) سهم في الشركة، فأعطته الـ 100 سهم ثم اشترها منه مقابل خمسة ملايين دولار…
فأصدر أمره بعدها باسم "حكومة العائلة السعودية" بسحب الدعوى وبذلك حرم الاقطار العربية الاخرى كلبنان وسوريا من حقهما الذي تطالبان به شركة آرامكو بهذا الموضوع… أضف إلى ذلك أن البلاد كانت وقتها بأمس الحاجة إلى العملة الصعبة "الدولار" ولكن فيصل حرم البلاد وحرم سوريا ولبنان والاردن من 100 مليون دولار سنويا من ارباح الشركة.
2 ـ لم يقم بنك انترا في بيروت إلاّ من سرقات بدر الفاهوم شريك فيصل الذي هرّبها من المملكة بعد أن انكشف للناس إثر موت عبد العزيز حيث سلط الشبان المخلصين الاضواء على اللصوص مما دعا فيصل لتغطية الفضيحة بالاكتفاء بتهريب شريكه بدر الفاهوم وبتجريده من الجنسية السعودية ـ وهو من فلسطين المحتلة أصلا ـ كما أمر بمصادرة أملاكه في الداخل فقط "لصالح فيصل وعائلته وذلك عام 1953 ".
بعد أن أدين بجرائم الاختلاس والتزوير والسرقة والتواطؤ مع شركة "كوفنكو" الالمانية العاملة في المملكة… وفي عام 1958 سافر بدر الفاهوم وكمال أدهم ـ نسيب فيصل ووكيل أعماله ـ سافرا إلى أوروبا لمفاوضة بعض الشركات لاستثمار مناجم "المملكة" متفاوضا مع اليهودي المستر "ياكوبو" وكيل شركة (إني ENNY  اليهودية الايطالية..) فأرسلت بعثة من قبلها إلى المملكة ودفعت مبلغ مليون دولار سمسرة لفيصل عن طريق نسيبه كمال أدهم، وراحت الشركة تنقب!.
3 ـ يعرف فيصل باسم المستر (2 بالماية) وذلك لان نسيبه ووكيل أعماله كمال أدهم قد توسط "لدى حكومة فيصل" اياه لإستثمار بترول المنطقة المحايدة الذي منح للشركة اليابانية ـ فوافقت "حكومة فيصل" على أن تستثمر الشركة اليابانية (جيتي) بترول المنطقة المحايدة مقابل (2 بالمائة) لكمال أدهم… وكانت الشركة قد دفعت 75 بالماية لحكومة الكويت بسبب عدم اقتسام الأرض بين الكويت والسعودية، ودفعت 55 بالمائة فقط للسعودية، أما الـ 2 بالمائة فأصبحت لفيصل …
وقد باعها بواسطة نسيبه كمال أدهم إلى الشركة الامريكية اليهودية "اتلانتيك ريفايننك" بمبلغ 6 ملايين دولار كما سبق أن أخذ كمال أدهم مليون دولار "سمسرة" من الشركة اليابانية لاستثمار البترول… وهو لم يعتبر هذه السمسرة سرا بل صرح بها في مجالسه مرارا.. مفاخرا بشطارته… فما رأي "مكتب مقاطعة إسرائيل" في هذه الاعمال الاجرامية التي "فعلها" فيصل وأسرته المستمرة في التعامل مع إسرائيل وهي ما تزال عضوا في جامعة الدول العربية المنقولة؟.
4 ـ منحت شركة "نيوجرسس" الامريكية عددا من الاسهم لفيصل عام 1959 وسجلتها بأسماء أولاده وأفراد عائلته، لانه يريد أن "يضمن مستقبلهم" كما يقول، ولم يكتف بتلك الاسم بل أخذ يجري مفاوضات مع شركة "كاليفورينا" و"تكساس" و"موبيل أويل" لاعطائه اسهما أخرى في تلك الشركات التي تمتلك شركة أرامكو على أساس أن الحصة التي منحت لسموه هي من حصة نيو جرسي فقط..
وكان ذلك مقابل سكوت فيصل عن زيادة حصة السعودية وبعض الضرائب المستحقة على شركة أرامكو والغاء الدعوة المقاومة على شركة أرامكو في قضية ـ أوناسيس ـ فيما يتعلق بنقل البترول وتسويقه التي ضربت بها الارامكو عرض الحائط، وكذلك الغاء الدعوى المقامة على شركة أرامكو المتعلقة بأرباح صيدا…
5 ـ طالبت الممرضة التي اصتحبت زوجة الامير فيصل إلى أمريكا وزارة الصحة بخدماتها عن رحلتها مع الاميرة أو الملكة "عفات خانم" شقيقة طيب الذكر كمال أدهم وزوجة فيصل الغالية..
طالبت بمبلغ 242 ألف ريال وعندما وصلت المعاملة إلى ديوان المراقبة العامة عارضت المراقبة أن يصرف لها هذا المبلغ الضخم…
ولكن وزارة الصحة أصدرت الامر إلى المراقبة بالحرف الواحد: "صدر الامر من مكتب سمو الامير فيصل الخاص بصرف هذا المبلغ لقاء خدمات الممرضة لحرم الامير فيصل "عفات خانم" فصرف هذا المبلغ… في الوقت الذي رفض فيه فيصل صرف أي مبلغ للمرضى المصابين بالامراض الصدرية والسل وأخرجهم من مستشفيات بيروت رافضا اتمام علاجهم.. وكذلك رفض فيصل معالجة عدد من الموظفين الذين خدموا دولة آل سعود الظالمة قرابة 40 عاما ومنهم المشلول محمد بن عبد الله بن ناصر الذي كان يعمل مأمور مستودع في قصر الناصرية حيث قال له فيصل عندما راجعه للعلاج: "نحن لم نمرضك، الله الذي مرضك" .. أما عفات خانم فيظهر ان الله لم يمرضها وانما قد مرضتها التخمة من أموال الشعب لهذا فعلاجها مباح…
6 ـ طالبت شركة آرامكو الاستعمارية "حكومة العائلة السعودية" بمبلغ 20 مليون دولار، واعتبرت وزارة المالية بعد المراجعة أن هذا الطلب هو حساب مكرر… وبقي محفوظا لديها ولكن الآرامكو لم تسكت بل أثارت هذا الطلب مرة أخرى… فصدر أمر فيصل بصرفه وجاء في أمر الصرف كما يلي:
آرامكو لا تغلط ولا تكذب!.
7 ـ رصد لوزارة المعارف (6.000.000 ) دولار لشراء معامل علمية وأدوات مدرسية وآلات صناعية على اسا سعر الدولار (ثلاثة ريالات وسبعة عشر قرشا) بالسعر الرسمي "السابق"، والذي حصل أن أخذت وزارة المعارف هذا المبلغ بالدولار وبالسعر الرسمي ولم تستورد أي شئ من المعامل أو الادوات أو الآلات ثم أعادت بقية هذه الدولارات لصندوق وزارة المعارف بالريالات بالسعر الرسمي على أساس الدولار (ثلاثة ريالات وسبعة عشر قرشا) بينما باع المسؤولون في الوزارة المذكورة الدولارات بالسوق الحرة بسعر الدولار (ستة ريالات وستة قروش) فكان الفرق بين كل دولار (ريالين واحدى عشر قرشا)
أي أن مجموع الفرق (15 مليون) دخل منها (10 ملايين) في جيب الامير فهد بن عبد العزيز وزير المعارف السابق وبعض المسؤولين الآخرين في الوزارة… كان هذا أيام زمان!.
والآن تفننوا في السرقات طبعا…
8 ـ أضحكوا ياناس… اشتركت "العائلة" السعودية الحاكمة في مؤتمر الفيلم الآسيوي الافريقي وقدمت فيلمين أمريكيين
(فيلم زيارة الملك إلى أمريكا)
وفيلم (الذباب!) يحكي قصة تكاثر الذباب وتناسله في "السعودية" ومكافحة شركة آرامكو له!…
وحبذا لو قدمت هذه العائلة ـ أيضاً ـ افلام العمليات الجنسية العارية التي ملها بعض أفرادها لحياتهم الداعرة في باريس وما شابهها من الافلام الامريكية الاخرى التي لا يخلو أي قصر منها .. لتثبت بذلك أكثر فاكثر على مدى "تقدم الفيلم السعودي والفن السعودي والفنان السعودي أيضاً في هذا العهد السعودي الباهر…" ومن المعروف أن السينما محرمة على سواد الشعب الاعظم ومباحة للعائلة وأسيادها… الامريكان…

نوري السعيد يطالب بجعل فيصل آل سعود ملكا على العراق

كتب حافظ وهبة المستشار السعودي في كتاب ( خمسون عاما في جزيرة العرب) في الصفحات 120 ـ 127 يقول:
(كتب نوري السعيد ـ عام 1939 ـ للملك عبد العزيز آل سعود يعرض عليه الاتحاد بين العراق ونجد، على أن يكون الامير فيصل (الملك سابقا) نائبا لوالده في بغداد، لكن عبد العزيز كان ينتظر أن يفاتحه الانكليز بأمر خطير كهذا، لذا لم يشغل باله في موضوع خطير مثله، ويجدر بالذكر أن الملك عبد العزيز كان يغمر نوري السعيد بعطفه، ومساعدته في محنته، بالاموال)!.. كذا… يقول حافظ وهبة مؤكدا عمالة آل سعود العريقة العتيقة…

العداء السعودي لقبيلة شمّر

ويستمر حافظ وهبة فيقول: (على أن العلاقة بين العراق والسعودية كان يسودها التوتر بين حين وآخر، بسبب حركات العشائر… وفي غضون سنة 1939 وأوائل 1940 فر عدد من قبيلة شمر إلى العراق، وكان الملك عبد العزيز يحسب ألف حساب لشمر، وكثرت المراجعات مع العراق، فرأى الملك عبد العزيز أن يوفدني إلى العراق، ووصلت إلى بغداد في مارس سنة 1940 ، فدعاني نوري السعيد إلى الغذاء، ووجدته منه روحا وديا طيبة، واتفقنا على أن أفضل طريقة أن أقابل نوري السعيد صباحا، وهو يقابلني في الفندق ليلا حتّى لا نشرك وزير السعودية المفوض (حمزة غوث) الذي شكا لي منه نوري السعيد، واتفقنا معا على أن نسافر لمقابلة الملك عبد العزيز، وسافرنا على طائرة بريطانية من طائرات نقل الجنود، لان نوري السعيد لا يأمن السفر إلاّ على طائرة بريطانية، ووصلنا إلى عبد العزيز في مكان يدعى "روضة التنهات" في نجد، وبعد ثلاثة أيام من مفاوضات كان يسودها روح المودة، حلت جميع المسائل المعلقة حلولا رضي الفريقان عنها، ولقد سر الملك عبد العزيز سرورا لا يقدّر من نوري السعيد، كما سر من حل المسائل التي كانت تشغل باله، ولقد قال عبد العزيز وهو يقدم لي ساعة ذهبية فاخرة، وسيفا وخنجرا وصرة من النقود الذهبية: يا حافظ، والله لو عندي أكبر نيشان أو أكبر لقب لمنحتك اياه، ولكن هذا ما عندنا نقدمه لك!…
وقد عزل الملك عبد العزيز حمزة غوث، لان نوري السعيد قد شكاه له، وقد نشرت بعد انتهاء المفاوضات في 5 ربيع الأول 1359 هـ ـ 13 ابريل سنة 1940 م اتفاقية ورد في المادة الثانية منها ما يلي:
( أ ) يبعد إلى الحدود النجدية، ويمنع من الاقامة والرعي في الاراضي العراقية، الواقعة على حدود المملكتين أفراد عشيرة شمر نجد، الذين نزحوا إلى العراق خلال الخمس سنوات الاخيرة.
ويستثنى من ذلك الاشخاص الذين توافق الحكومة السعودية تحريريا على بقائهم في المنطقة المذكورة للرعي والامتياز، ويمنع بعد ذلك نزوح أفراد عشيرة شمر . على صورة وقتية أو دائمة، من نجد إلى هذه المنطقة، إلاّ بموافقة السعودية تحريريا.
(ب) يمنع أفراد عشيرة الظفير وعشيرة الدهامشة "العنزيّة" من يختارون تابعية المملكة السعودية، من الاقامة والرعي في الاراضي العراقية إلاّ بموافقة الحكومة العراقية.
التوقيع                                                          
فيصل بن عبد العزيز آل سعود                           ونوري السعيد
وزير خارجية المملكة السعودية                           وزير خارجية المملكة العراقية
وهكذا يحارب آل سعود قبائلنا التي لم ترضخ لطغيانهم، ويعقد فيصل ووالده الاتفاقيات مع صنوه نوري السعيد لابعاد القبائل المشردة عن العراق ومنعها حتّى من رعي العشب في العراق، واعادتها إلى جحيم السعودية ليتسنى للحكم السعودي المتوحش الهمجي قتلها، وان كان نوري السعيد وعرشه قد انتهيا، فان بقاء آل سعود وعرشهم لن يدوم، وليست قبائل شمر وحدها هي التي ستنعم بزوال العرش السعودي، وانما جماهير وكل قبائلنا المشردة المعذبة المهانة المرزؤة في كل أنحاء الجزيرة العربية بحكم الاستعمار والعار والشنار السعودي، ومهما خيل للامريكان والانكليز واسرائيل بأن آل سعود عبيدهم "اذكياء"، فانهم لن يكونوا أذكى من عميلهم الميت نوري السعيد وعميلهم فيصل آل سعود وعميلهم شاه ايران، (ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ولن يكون الحكم في النهاية إلاّ للشعب ولقبائل الجزيرة العربية الكادحة وأمثالها ممن لم يتعاونوا مع آل سعود…

فيصل ووالده يهربّان اليهود

قال جون فيلبي:
(لقد ذهبت إلى نجران مرارا وقد اتصل بي عدد من اليهود هناك واحتفوا بي في بعض بيوتهم، واليهود هناك يستمعون دائما للاذاعة العبرية الاسرائيلية، وهم على ارتباط باسرائيل، وكان شخص يهودي اسمه يوسف على اتصال دائم معي وهو يجيد اللغة العبرية تماما، وكل اليهود هناك يجيدونها، وينتقدون بعض المذيعين بالعبرية الذين لا ينطقونها على اصولها، وفي زيارتي لنجران عام 1946 طلب عدد من اليهود أن أتوسط لهم بالهجرة إلى فلسطين، واتصلت بالملك عبد العزيز وابنه فيصل بصفته نائب والده عن منطقة الحجاز ووزير الخارجية فوافق عبد العزيز وفيصل، وسهّلا أمر اليهود وأعطوهم أوراق عبروا فيها من الاردن إلى القدس، وقد بلغني أنهم شاركوا في القتال الناشب بين العرب واليهود، وقد علم سعود بسفر اليهود رغم انني لم اعرض عليه الامر الذي لن يعارضه بالطبع بعد موافقة والده وأخيه فيصل، وأنا لم أعرض عليه الامر لكونه أخذ بالتالي يضمر لي كراهية ناتجة عن غيرته من تقريب والده لي وتقرّبي إلى فيصل أكثر منه وهو لم يخف عني غضبه فقد كشف لي ذات مرة عندما وهبني والده عبد العزيز جارية بيضاء جميلة من جواريه للتمتع بها، وكان سعود يراودها ويأمل بأخذها، ولما قلت له: ان الإسلام يحرم عليكم أن تنكحوا ما نكح آباؤكم، وهذه المرأة تعتبر "أمك" ما دام قد تزوجها والدك، رد علي بقوله:
انت لا تعرف يا فيلبي!…
فقلت له ممازحا إياه: "آه يهودي!. أنا الذي بنيت اسلامكم بيدي!.. وتركته"!).

حاييم وايزمن يرشو عبد العزيز

بـ 20 مليون جنيه من أجل بيع فلسطين

في عام 1964 كتب (آرثر لوري) سفير "إسرائيل" في لندن تعليقا في صحيفة (التايمز) دافع فيه عن الزعيم الصهيوني (حاييم وايزمن) الذي أعلنت وثائق وزارة الخارجية الأمريكية، أنه قدم رشوة قدرها 20 مليون جنيه استرليني للملك عبد العزيز بن سعود ليعاونه على انشاء دولة صهيونية في فلسطين.
قال أنه يعلم من وايزمن، ومن مؤلفاته، أن الذي عرض الفكرة هو الكولونيل (جون فيلبي) الممثل الشخصي للملك بن السعود!.

فيصل يعفي الشركات الغربية من ضرائب الدخل

أذاع راديو السعودية في 8/4/ 1965 قرارا باعفاء شركتين من شركات البترول الغربية من ضرائب الدخل.
وقال الراديو أن مرسوما ملكيا صدر باعفاء الشركتين من ضرائب الدخل على حصة كل منهما من أرباح الشركة السعودية التي ستنشأ في المنطقة الشرقية، والشركتان هما "أوكسيد تنال بتروليم كوربوريشن" و"انترناشيونال أورونزفير كلايزر كوربوريشن" بقي أن تعرفوا أن فيصل وأولاده شركاء في هاتين الشركتين، ومن الطبيعي جدا أن يعفي فيصل نفسه وأولاده من ضرائبا لدخل وغير الدخل.
وشركات الامراء الاجنبية كلها هكذا معفية من الضرائب.

أفكار فيصل وخططه ومخاوفه واغتيال عبد الناصر والاستيلاء على اليمن!

باريس في 29/3/ 1966 ـ ي. ب. أ. ـ أعلن الملك فيصل، في حديث إلى صحيفة "فيغارو" الفرنسية (أن النظام البرلماني لن يقوم في السعودية لان السعودية لا تشعر بحاجة إلى النظام البرلماني فكل مواطن فيها يشترك في الحكومة "!"، وأن السعودية أسرة واحدة كبيرة)!.
وقد نشرت "الفيغارو" حديث الملك في اول حلقة من سلسلة مقالات اعلانية عن السعودية، وجاء في الحلقة (ان الشغل الشاغل للسياسة الخارجية للملك فيصل هو عزل الجمهورية العربية المتحدة والتخلص من جمال عبد الناصر والاستيلاء على اليمن)كذا
لكن الذي لم يوضحه فيصل، كذبه غير المعقول عن طريقه اشتراك الشعب في حكومة فيصل؟.
أما عن البرلمان فمن الطبيعي أن حكم كحكم آل سعود لا يحتاج إلى برلمان لان البرلمان معناه: فتح باب الحساب. ومعاقبة لصوص السعودية.

لن يعترف آل سعود بأية دولة شيوعية!

تكرر مثل هذا القول وتشابهت الاقوال السعودية… فوليّ العهد السعودي الامير فهد صرح أكثر من عشر مرات ـ بعد قتل الطاغية فيصل ـ بتصاريح شبيهة بهذه، لنكه من ناحية أخرى كان يسرب بين وقت وآخر اخبارا لبعض صحف الكويت تناقضها وتزعم أن المفاوضات جارية للاعتراف بالسوفييت!…
وذلك بقصد مغازلة أمريكا أكثر فأكثر ليثيرها مثلما تثار الثيران باللون الاحمر ويجعلها تلتصق به بطنا لبطن أو ظهرا لبطن على الطريقة السعودية … آخر تصاريح الفهد المعلنة: "أن الوقت لم يحن للاعتراف بالسوفييت!" أي على طريقة "يمّنون عليك أن اسلموا قل لا تمّنوا علي اسلامكم" الخ… وهذا ما يذكرنا بقول الملك خالد لوزير الري العراقي ـ سابقا ـ مكرم الطالباني حينما زار الرياض لامر يتعلق بعمله الرسمي قال خالد: "ان الشيوعية عدوتنا الاولى واسرائيل لم تكن عدوتنا كالشيوعية"!..
وفي هذا ما يثبت علاقة آل سعود بإسرائيل.. والطالباني كما هو معروف عضو بارز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي… كما يعيد للاذهان ما صرح به فيصل لرئيس وفد الحجاج السوفييت ومن ذلك قوله: "نحن لن نعترف بالسوفييت حتّى تعتنق شعوب الاتحاد السوفييتي كله الإسلام" وهذا ضرب من الاعجاز علما أن فيصل نفسه لم يعتنق الإسلام إلاّ دجلا.. وفي عدم اعترافهم بالدول الشيوعية على حد سواء مع غيرها من الدول ما يثبت تحيزهم وعمالتهم الصارخة لامريكا الصهيونية … والشىء الذي نؤكده: انهم سيعترفون بالسوفييت في يوم ما!.
وذلك عندما يشعرون بالخوف من السوفييت، فالاتحاد السوفييتي حتّى الان مكروه في قلوبهم لكنه غير مخيف لهم… ولذلك نورد أقوالهم على سبيل المثال: أذاعت وكالات الانباء نقلا لما نشرته بعض الصحف في بيروت من تصريحات أدلى بها الملك فيصل لبعض الصحفيين اللبنانيين الذين زاروه في مملكته بتاريخ 8/4/ 1965 فقال:
"ان السعودية لن تعترف باي دولة من دول الكتلة الشيوعية" وبرر ذلك بأن الاعتراف يتنافى "مع التعليم والتقاليد الإسلامية"
ولم يذكر الملك فيصل شيئا عن رأي الدين في اقامة العلاقات مع الدول الاستعمارية الامريكية والانكليزية والاسرائيلية وغيرها واعطائها الامتيازات في الاراضي المقدسة.
هل يبيح الدين ذلك لمن أخذ يتلاعب باسم الدين وهو ألد أعداء الدين؟.
هذا وقد تناولت بعض الصحف تصريحات الملك فيصل ومفاوضاته مع بعض دول الغرب، وأخذ يفاخر أنه لا يستورد أسلحة إلاّ من أمريكا وبريطانيا وان الاعداء هم من يسيرون في ركب الاشتراكية وعلينا محاربتهم!…
هذه هي عينة من تفكير طغاة آل سعود … نسوقها للذين ما زالوا يحرصون على اعتراف خونة آل سعود ! والمعروف أنه كان لروسيا الشيوعية ابان تحالفها مع أمريكا وانكلترا لمحاربة هتلر عام 1943 و1944 بعثة عسكرية في الظهران ولم يجرؤ فيصل وآل سعود على التفوه بكلمة ضد روسيا وبعثتها لان ذلك كان بارادة الامريكان، ولكنهم الآن ينطقون كعملاء للامريكان ظنا منهم انهم سيجعلوا من أنفسهم ـ أشباه رجال ـ عندما يقولون " انهم لن يعترفوا بأية دولة شيوعية "والكل يعرف أن هذا البوم الخرساء" سيعترفون" لو أمرهم الامريكان بذلك!.
لو كان في ذلك مصلحة للامريكان!. والمعروف أيضاً انّه كان للاتحاد السوفييتي مفوضية في جدة على زمن حكم الشرف الشريف حسين، وما أن جاء الاحتلال السعودي إلى الحجاز حتّى الغاها خدمة لبريطانيا ومصالحها كما تنص الرسالة التي بعث بها عبد العزيز آل سعود إلى المندوب السامي في مصر دامغا بها نفسه واسرته بالخيانة والعمالة والتجسس لحساب بريطانيا وها هو نص الرسالة:
الرسالة التي تدمغ آل سعود بالعمالة
وتؤكد أنهم كانوا لا يسيرون إلاّ بوحي المخابرات البريطانية حتّى تسلمت هذا الدور المخابرات الامريكية المليئة باليهود، لكنهم للتستر يعملون "بسم الله الرحمن الرحيم " ويعنونون رسائل الخيانة "بسم الله"!!
بسم الله الرحمن الرحيم                           في 12 جمادى الثانية 1346 هـ
من عبد العزيز عبد الرحمن آل سعود إلى جانب صاحب الفخامة المندوب السامي للحكومة البريطانية بالديار المصرية الافخم.
بعد التحية… وبعد: فقد رفع الينا الشيخ حافظ وهبة، خلاصة الحديث الذي كان بينه وبين سكرتير فخامتكم، وأشار انّه يرى أن نجعل بيننا وبين فخامتكم صلة مراسلة، وانه ليسرنا أن نفاتح حكومتكم في موقف "جزيرة العرب" وعلاقتها مع الحكومة البريطانية من بعض الوجوه لنتمكن من معالجة الموقف الحاضر بما تقضي به مصالح الفريقين المتقابلة، وغير خافية على فخامتكم بل على كل من تتبع تاريخ علاقاتنا الشخصية مع الحكومة البريطانية، السياسية التي سرنا عليها في سيرنا السياسية، التي كنا ولا نزال نسير عليها في معاملتنا مع بريطانيا ومعاملتنا للاشخاص الذين احتموا بالحكومة البريطانية ولا نزال ندافع عنها، كما أننا فعلنا ولا نزال نفعل في مقاومة نفوذ الحكومات التي تريد مسابقة النفوذ الاقتصادي لبريطانيا في "جزيرة العرب" وذلك رغبة منا في المحافظة على المصالح البريطانية، وعدم تمكين خصومها من أن تبلغ مبلغا له أهمية.
لذلك كان من مقتضى ما تطلبه حقوق صداقتنا للحكومة البريطانية، انعام النظر في مصالحنا ومصالح بريطانيا توفية هذا الثبات في صداقتنا حقه من العناية. وبهذه المناسبة الخص لفخامتكم خلاصة الموقف الحاضر لنتعاون معا على معالجته بما فيه حفظ مصالح الفريقين.
أمامنا ثلاثة أمور هامة تحتاج لمعالجة:
1 ـ موقف حكومة ايطاليا الجديد أمام "جزيرة العرب".
2 ـ موقف الاشراف في العراق لمساعدة قبائل شمر ضدنا.
3 ـ موقف "البولشفيك [9] بازاء جزيرة العرب"، ومحاربته النفوذ الاقتصادي البريطاني.
لقد كانت الحكومة البريطانية ولا تزال أكثر الحكومات علاقة بجزيرة العرب ولم نجد دولة من الدول تزاحمها في علاقاتها هذه، ولكن ظهرت مجددا حكومة ايطاليا في البحر الاحمر، وجعلت تفكر في توسيع أطماعها توسيعا عظيما.
وقد عرضت علينا ـ حتّى قبل مداخلتها مع الامام يحيى ـ الدخول في اتفاق معها، وكان ذلك في بدء احتلالنا الحجاز، فلم نرد على تلك الصلة، رغبة في توطيد علاقاتنا السياسية بالحكومة البريطانية ولما يئست الحكومة الايطالية من هذه الجهة، أسرعت للامام يحيى، وعقدت معه ذلك الاتفاق التجاري الذي أعلن ثم أعقبته فيما يغلب على ظننا باتفاق سري ظهرت بوادر آثار شره، في مفاوضاتها الاخيرة معنا، بشن أعترافها لنا بملكية الحجاز ونجد وملحقاتها، فقد كان آخر مطالبها منا أن تتعهد لها بحفظ السلام والسكينة في "جزيرة العرب" التي هي غاية حكومة جلالة ملك ايطاليا، ووضعت مسألة عسير على بساط البحث، بصورة جلية، بحيث طلبت أن تعترف بنا ملكا على الحجاز ونجد وملحقاتها، مع اخراج عسير من ذلك الاعتراف، فماذا تريد ايطاليا بهذا الموقف؟ وهل لا ترى الحكومة البريطانية أن هذا تجاوزا من ايطاليا على حقوق البلاد وسيادتها وارتباطها ببريطانيا؟…
ومن جهة ثانية، لقد عملت لتقوية حليفها ـ الامام يحيى ـ وتأييده ضد الحكومة البريطانية من جهة حدوده الملاصقة لها، وعملت ضد تابع الحكومة البريطانية "عبد العزيز آل سعود ".
كما أننا نرى ذلك منافيا للحديث الذي بلغني اياه (السير جلبرت كلايتن) في اجتماعنا في جدة بأن نتيجة اجتماعه مع (الكافاليير غارسباريني) في روما، كان لاخبار الحكومة الايطالية، بموقف الحكومة البريطانية، في أنها لا تريد أن تتداخل في شؤون "جزيرة العرب" كما أنها لا تقبل أن ترى غيرها يتداخل في شؤونها.
فموقف الطليان هذا في اعتقادي موقف غير محمود، بالنسبة لنا، وبالنسبة للحكومة البريطانية.
أما نحن فقد أبلغنا إدارة شؤون خارجيتنا، أن تبلغ الحكومة الايطالية، اما أن تعترف لنا بحقوقنا في عسير وكل ما احتليناه في جزيرة العرب كاملة يغير شرط أو قيد، والا فلسنا بحاجة لاعترافها.
هذا هو الموقف مع ايطاليا، وإنا نريد أن نكون على وفاق تام مع الحكومة البريطانية في هذه القضية، حفظا على مصالحنا التي هي مصالحها، وانا ننتظر ما ينتجه درسكم لهذا الموقف من النتائج الطيبة للفريقين، ان شاء الله تعالى!.

ومن محاربة دول لا تقبل العمالة إلى محاربة ثوار قبيلة شمّر !!

فيقول عبد العزيز في ذات الرسالة إلى صاحب الفخامة المندوب السامي البريطاني:

أما موقف العراق، فقد أقدمت حكومة العراق على نقض كثير من مواد الاتفاقيات التي كانت بيننا وبينهم، نسرد لكم منها ما يأتي:
1 ـ كانت قبائل (شمر) التي التجأت إلى العراق، وكانت حكومة العراق أغرتهم بالالتجاء اليها، ثم كانت تغريهم بغزونا أرادت أو أراد أولئك الاشقياء غزونا، فأجمعوا أمرهم، وخرجوا للاراضي السورية، ليغزونا منها، فأنبأنا بذلك المندوب السامي في العراق فاحتججنا على ذلك، وقلنا لهم: إذا غزونا فلابد أنهم سيمرون اما بأراضي شرق الاردن واما بأراضي العراق، فلم يكن لاحتجاجنا هذا جواب إلاّ بعد عشرة أشهر تقريبا، إذ أنبأنا فخامته أنه رغبة في اطمئنانا قد بنت حكومة العراق سلسلة من قصور وقلاع على الحدود، لمنع دخول الغزو الينا، في حين أن المادة الثالثة من بروتوكول "العقير" المنعقد في (12 ربيع الأول سنة 1341) هـ تمنع كلا من الفريقين من البناء على المياه الواقعة في الحدود ولم يسفر هذا العمل عندنا إلاّ بأنه نقض للعهد، وأن هذه الابنية لم تبن إلاّ لايقاع الشر بنا، وانا نقاسي أشد المصاعب في الوقت الحاضر على الحدود…


[1] انظر كتاب "مؤامرة سعود أمّ خالد".
[2] اسمه ريموند كلونز جاء خبيرا للسموم وأصبح رئيسا لفرع المخابرات الامريكية في الرياض، بعد نجاحه في اغتيال جمال، وهو الان مستشار المخابرات السعودية في الرياض.
[3] ان معلوماتنا تؤكد: أن السم جاء من الرياض، سواء ما وضع للمشير عامر أو ما وضع لجمال. وسلّم لحسن التهامي المؤلف.
[4] ملاحظة: نسي المحامي أن يذكر أن صلاح نصر كان على رأس أكبر قوة في مراكز القوى، وهي المخابرات، ومن تتبعنا لما نشر ندرك أنه: لاصلاح نصر ولا خلفه أمين هويدي كانت لهما علاقة باغتيال المشير…
وانما هناك يد دست السم بتخطيط ممن هو على رأس الحكم حاليا: السادات والمخابرات الامريكية والسعودية التي كانت لهم مصلحة في ازاحة المشير عن طريق السادات خاصة وان للمشير عامر أنصار في الجيش وكان الشخصية الاولى المقربة من جمال عبد الناصر حتّى وان أقاله بعد حرب 1967، وبازاحة المشير عامر، يبدأون بتسميم جمال عبد الناصر نفسه… وهذا ما حدث…
[5] لقد كان السادات وقتها النائب للرئيس جمال وحسن التهامي سكرتير رئاسة الجمهورية وفي أثناء هذا النقل دسوا له السم!
[6] فأسكتت المحامي سلطة السادات ولم يكشف عنها…
[7] وفي هذه اشارة للسادات.
[8] انتهى تحقيق الصياد مع المذكورين آنفاً حول اغتيال المشير عامر واغتيال جمال عبد الناصر بنفس مادة سم الاكونتين ومع ذلك بث أذناب السادات اشاعة أن عبد الناصر هو الذي اغتال المشير.!
لقد وعدت مجلة "الصياد" على "أن تجيب على أن بقية الاسئلة في العدد القادم: كما قالت في العدد 1612 / في 13/ 8/ 1975 لكنها لم تجب، وقد علمنا أن السفارتين السعودية والمصرية اتصلتا بها وطلبتا منها عدم الاجابة.
كما اتصلت بالشهود واغلقت افواههم بوسائل شتى.
[9] "البولشفيك" يقصد الاتحاد السوفييتي ومقاومته للنفوذ البريطاني في "الجزيرة العربية" وكان الاحتلال السعودي يسميها باسمها "جزيرة العرب" قبل اطلاق اسمهم القبائلي عليها…
ويلاحظ مقارنة عداء "قبيلة شمّر" بالعداء للشيوعيين "البولشفيك"!!

1 comment:

  1. أن الكلاب أشرف من قادة عينتهم الصهيونية المسيطرة على المخابرات البريطانية والامريكية، وبواسطة اولئك القادة زرع اليهود "إسرائيل"… وما زالت أدوار آل سعود تتجدد والكلاب الاعلامية تنبح ويرمى لها الطعام فتعود إلى السكوت!.

    ReplyDelete